قرأة لـ كف المستقبل

(1)
نفذ القدر حكم السماء .. فـ كنتُ أنا
قبل خمسين عاماً قال وجدان
(أي بني اِفعل كل شي ولكن لا تخرج )
::
في ساعةِ نحسٍ من يوم رمادي لا أذكره ،
سبحتُ في جوف رحم أمي أنا و ملايين ممن يشبهوني ولا يشبهوني
كنتُ الأول سبقاً هشمت جدار البويضه براسي المتورم ساحباً خلفي الذيل المدبب .

لم يحالفني الحظ في الظفر بالاِجهاض ، وكنتُ أجبن من أخنقني بحبل السرة ،
او أنتحر بالتمزيق ركلاً لجدار المشيمة .
شهراً يجر خلفهُ أخر وللأمانة لم أشعر بـ الملل او الوحدة و لا حتى بالضيق والظلمة .

يزورني فقط ملكٌ بشوش بين الفينة و الفينة تارة يكتب على جبهتي وتارة يلقمني فاكهة مقدّده
و لأني مسالم حد الخوف لم أعترض متشقلباً داخل فضاء الرحم رأساً على عقب
ممل يلقي بهم على على حافة حل لا يقبل التفاوض او المساومة على حياة الام .
أنتظرت بكل خنوع ، وحين حانت ساعة المغادرة انزلقت بكل سلالسة ويسر .
::
أذكر بشي من اللاحقيقة ..
أني صرخت حين رأيت هذا المخلوق المسمى اِنسان
على حقيقته اللامرئية يختلف كثيراً عن الانسان المرئي
و أكثر عن ذاك الملك الذي كان يزورني في رحم أمي
ولأنه أبشع من أن يوصف فـ الرعب يشبهه الى حد كبير .

المهم
في الثاني من فبراير لعام 2053 زاد المسلمون فرداً جديداً
شي مفزع أن يجيء شخص جديد يقاسهم وطن ممزق
يسرق من خزينة جوعهم كسرة خبز يابسه
يعري عريّهم من معطف ممزق بالكاد يزور اجسادهم .
و لأن الاكل و الشرب والسكن والتعلم ليس مهماً في الوطن
بقدر أولوية التسلح بالموت والنوم على اسرة محشوة بالبارود ،
يزعجهم حد القلق الشخص الجديد الذي سيطالبهم بنصيبة من اللامهم .
صدقاً
لولا أن الله تكفل بطعام الطفل لعاميين كامليين مجاناً
لقتل كثيراً من الأباء أطفالهم ولربما كنت احد هولاء المقتولين شفقة .

بدأت أتمدد طولاً وعرضاً قافزاً فوق حواجز السنين
عرفت الله كما أرادوا لي أن أعرفه ولن أتحدث هنا كثيراً عن الله المتكلم بـ السنتهم
خوفاً من لعنات المتخندقين وشفقة عليهم منهم .

دخلتُ الفقر من أوسع أبوابه .. عرفت البؤس .. صادقتُ التعاسة ..
تجولتُ على ضفاف الجوع ..سرقتُ بخيالي اللقمة من أفواه كثيرة
وقفتُ طويلاً في طوابير الفقراء على باب السماء نستجدي من المحسن احسانا
وكـ العادة أعود محملاً بالخيبة كما كنت أظن !

قلت ..ذات مساء جهنمي
بعد أن تصارعت كلاب الجوع في بطني وتقاتلت عناكب الضعف في فكري ونهش البرد عظامي ..
يالله أن كان العطاء لا ينقص من ملككَ شيئاً فـ لماذا لا تعطينا ؟!!

ابتسم الرب الرحيم او هكذا خُيل فـ أضاءت ابتسامته أرجاء المكان .


يتبع 2

2
شعرتُ بشئ من الراحة كأنما أغتسلتُ في جابية من سكينة
تلاشت اعمال الشغب في مملكة الجسد والروح ،
و تمرداً أسدل النوم ستارهُ معلناً نهاية المسرحية الليلية مآسي في الظلام .

بمحاذاة الفجر ركلني الاستيقاظ بجزمة البرد ،
كنتُ أتخذ لي صورة اقرب للهلال في أيامه الاولى ,
مازلت الكلاب تتعارك في احشائي بهمجية ،
سكبت لتراً من الماء في طاسة معدتي ،
لا ادري لولا الماء ماذا كنتُ سافعل بهولاء الكلاب الكلاب .

خرجت الى المسجد اقتاد الخوف الشجاع
وكانت المرة الاولى التى أزور الله فيها والناس نيام
بلا نعلٍ أدهس الظلام والحجارة معاً ،
شوكة ملعونة تخترق بلاط قدمي "آآيييي" اطبق اسناني على مواخرة الياء المتمدده
متحاشياً لتوغل رأسها المدبب استقمت على قدم واحدة،
واتخذتُ من قاع قدمي هيئة المرآة
نزعتها بعنف لعنتها وأطلقت سراحها بعد أن هشمت رأسها بأسناني انتقاماً .

المسجد مغلق الوكيل الرسمي مازال يشخر ..
انظر نحو السماء تقشعر سنابل جسدي شيء غريب يتفجر داخلي
يسيل في اروقة روحي يملأني بـ احساس عجيب وكأن الله
الله ينصت لي يحدق بي .
يالله كنتُ أود أن أحدثك حيث أنت موجود كثيراً ، في بيتك
لكن ومن هنا أنت قريب أيضاً قلبي يخبرني بهذا .

يالله أنا أعلم أنكَ أنت من أعطيت العم سالم ..
الدكان ، مستودع الحبوب ، السيارة والبيت الكبير
أنا يالله لا أريد كما العم سالم
فقط أريد أن لا تتجرأ الاحجار المدببه العارية من الادب الا مع التجار
وشظايا الزجاج الساخرة مني وامثالي و تدون ذكرى مأساوي في قاع قدمي
و فقط أن لا تلدغ أفاعي الحاجة كرامتنا
وميض ابتسامة ... ما أعظمك يالله

- استغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

ارتجفت فزعا كأنما إبليس أغاظته اللحظة الحميمة ..
التفت :
- الشششيخ سسسراج !
قال بصوته الجهوري :
-ماذا تفعل يا ولدي وما هذا الذي تقوله .
- أتيت لأصلي و أخبركَ أني رأيتُ ابتسامة السماء او هكذا خيل لي
البارحه حين اخبرتُ الله معاتباً اياه على جوعنا !!
هل نستطيع يا شيخ روية الله دون أن نراه .
-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لا شك أن الشيطان أصابك بِمَس من ضلال .
تمدد كفه شاملا سطح رأسي الغير مهذبة تحت قبضته
وهمهم يرتل بصوتٍ خفيض اقرب للتمتمه .
ثم
أعطاني وريقات نقديه وقال اذهب الى بيتكم وغداً بعد أن تغتسل قل
أشهد وأن لا إله الا الله وأشهد وأن محمداً رسول الله
ثم تعال اليّ ادلك على باب الجنه
لا تخبر احداً ولا تنسى الاسلام بدأ سراً



الى اللقاء في السرد 3 ومنعرج جديد

محمد عبدالله

ابدعت وامتعت

يسلم بوح قلمك

بانتظار المزيد

سلمت انااملك
طرح جميل وراااقي

شكرا مع التقدير

ما اجمل ان نخلد للروح من بداية الخليقة الى ان ترسو بنا الايام
استاذي / ابن هاشم
عميق السكن في فنجان فكر
كان ولازال يبعث مذاق الشعور
دمتَ وطن صدق
محبتي

لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل
تقيمي لايك اند 5 ستارز

اطرُق باب الفضول علَّ ما يَنتج مِن فتحهِ طِفل يُسمى " محمد "
يروي اختناق مخلوق ضعيف ، بَسيط ، يصنع من هذه الحياة معجزة
او يحاول أن يصنع منها ما يعلّقه تاريخ المستقبل وما حوله
من فقراء يتابعون خيط نزواتهِ ، او يمسخون بيانه بطريقة تفكيرهم .

: " الشيطان يعدُكمُ الفقرَ "
لا عليكَ ، أخمّن السرد الثالث ، بأن التسكّع قُرب تفاهات افكار مَن ذكرت اسمهم رغم اننا لسنا ملائكة نُرعِب
لا يُغنيكَ الا وجعاً ، الله يتقبّل منا أعظم ما نسكبه على قلوبنا من الهموم حين بعادنا عنه
ويتقبلنا ب قَبول حَسن ، خلق فينا ما يُنبتُ النزوات وما يُفرش الخطيئة بعينٍ فارغة
ضُعفاء ، بؤساء ، فُقراء في بُعده .! لكن ما أغنانا لو نظرَ إلينا .!

/
بانتظار ال "3 " بشوق ،

ات حمستني معك
نبغى البارت الثاالث وانتظره بشغف

عليك سرد ماهووو طبيعي
فنان ياابن هااااشم

صح لسانك
وعلا شأنك
اعجاب وتقيم

ابن هاشم يتجسد الابداع دائما في مواضيعك عندما يكون لها هذا التميز مجهود جدا رائع.. تحياتي لك