مدخل
دموعك كقطرات الذهب
لم تعد الدموع تجدي في زمن انتشرت فيه القسوة وجمدت قلوب البشر
الدموع أيام الزمن الجميل كانت عندما تنهمر من عين المهموم والحزين وبرغم صمتها تتلقفها
أكفا طغت بالحنان والعاطفة كان الشخص يرتاح عندما يذرف الدمع
لأنه سيجد من يشعر به من قلبه يواسيه يحتويه يناجيه بدمعه يربت على كتفيه
الآن الدموع تتساقط بقهر
صوت ارتطامها كصوت الحجر
يدوي على رخام القلوب فيحدث صريرا مخيفا
وآه من دموع القهر كم هي مؤلمة مشوهة ترسم الحسرة والألم على وجوهنا بإتقان وببراعة ولكن للأسف لاتجد من يراها يلمحها او يتأثر بها ويبقى الإنسان لايسمع الا صدى دموعه وهي ترتطم داخل روحه المرهقة وكأنها تنهمر في صحراء قاحلة واحتها شارفت على الجفاف من حر الشمس وجفاف الطقس
اصبحت دموعنا لا تنهمر من حزن بقدر ما تنهمر قهرا تموت قبل ان تنقذها اكف حميمة لم تعد موجودة كالماضي
...بل كفوفا
أصبحت اليوم خشنة ثقيلة حفرعليها الهم ختم القسوة بجودته العالية
اليوم صرنا نخشى أن نظهر دموعنا
حتى لا تقابلنا القسوة
في اعين اقرب الناس إلينا تقتلنا وتجمد قلوبنا من الحسرة
صارت مشاعرنا تباع برخص التراب
تباع بكلمات رخيصة على أجهزتنا الذكية الغالية الثمن
ولم يعد لها قيمة ....
لم يتبقى غير دموع الخشية من الله
صوتها عالي اعلى مما تتصور
تصل لعنان السماء
البكاء الطاهر له متعة ولذة
بكاء يطهرك من الذنوب ربما لأننا نشعر بالندم
على معاصينا فيرتاح ضميرنا ويسكن قليلا أو
يسكن للأبد البكاء من خشية الله بكاء لذيذ يذكرك
بأن هناك الرحيم يستمع لك يفرح بتوبتك يكافئك
بالصبر والراحة النفسية يعوض خسارتك في
الدنيا كإنسان ربما يكون مجروحا من اقرب من لديه
أو خانه إنسان رخيص او فقد اعز ما يملك في الحياة
العوض من عند الله وحده عن كل عذاب الدنيا الفانية ......
مخرج
لا يستحق أي إنسان رخيص دمعة من عينيك