|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
في صباح هذا اليوم ؛
وأنا في طريقي لصلاة الفجر رفعت رأسي لأرمق القمر لأجده يتلاشى وتنسلخ منه الأيام ، حينها أطرقت رأسي ، وإذا بي أسمع همهمات ، أبحث عن مصدرها لأجد الروح هي من تبعثها وتصدر منها الآهات والتنهدات ! حينها سألتها عن الذي يبكيها لعلي بذاك أقيل ما ألم بها واميط عنها التجليات ، قلت لها : ما بالك تدافعين الزفرات ، وتستجلبين الشهقات؟! قالت : تذكرت بأن الشهر لم يتبقى منه غير أيام ، تعجل ذهابها تلكم الخطوات المتسارعات التي تسابق الساعات ، لكون العيد يطرق أبواب العائلات . قلت: وما المحزن في ذلك ؟! قالت : ألم تفهم ؟! أن بانقضاء هذا الشهر أعود لذاك الظمأ ، ويلحق أرضي الجفاف بعد أن يلفحني من صاحبي الجفاء ! فكم خصبت وكم ارتويت في هذا الشهر حتى دبت الروح في كنهي وعادت بذاك لي الحياة ، وبعد هذا أنتظر دورة الحياة وتعاقب الشهور والأيام ، لتبعث الحياة في من جديد إذا ما أهل الناس شهر الرحمات ، ولا أدري هل أدرك ذاك ؟! أم أن يد المنون تسبق كل ذاك ؟! بكيت حينها لحديثها ، وبللت لحيتي العبرات ولم أعقب ! فقد تذكرت أيامي الخوالي وكيف قضيتها في غفلة ! وكم سقيت روحي طعم الهلاك ! وأمعنت في تعذيبها عندما قتلتها عطشا وهي تستجديني وتتوسل إلي أن اسقيني فقد جف عودي وشارفت على الهلاك ! احاول جاهدا أن أنطق حرفا ، وأبرم عهدا على أن أسير على ما أنا فيه في هذا الشهر من قرب من الله ، ليكون ذاك دأبي ونهجي ما بقت في جسدي الروح ، وتتوارد علي وتتعاهدني الانفاس ، غير أني أحبس لفظي في كل مرة ! كي لا أنقض عهدي فأكون بذاك كاذبا وللعهد خائنا ، لتضاف تلك النقائص إلى قائمة المثالب والعيوب ، التي ارهقت كاهل كاتب السيئات ! |
07-16-2023 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
هي رحلة في أعماق المشاهدات التي تمر علينا وهي تتجلى خاصة
فيما نطالعه في متصفحات التواصل ، نرى من يجعل همومه هالة يستمد منها إبداعاته من أشعار وخواطر وكتابات ، وليت الأمر يكون من باب إخضاع تلك النكبات وتحويلها وتوظيفها ليكون الإيجاب مكان السلبيات ، وخلق مناخا موازيا من أجل تبديد والخروج من ذلك الحيز الضيق من الحزن ، بل يوظفه من أجل نشر ثقافة اليأس والقنوط بين من يمرون على نثره وشعره ! فمثل هؤلاء يعيشون في ضنك الحياة ولا يجدون بين جنبات الحياة إلا ذلك السواد ، وتلك العتمة التي منها يتنفسون ويبوحون بما ينتابهم من جوى البعد ، لا يستشرفون ويتعرضون لنسمات ولطائف الأمل الذي يرسل سناه بين إنفلاقة كل صبح وتغريدة طير .
|
|
|