![]() |
![]() |
#131 |
![]() ![]() |
![]()
{43} وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ "وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُر إلَيْك أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْي وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ" شَبَّهَهُمْ بِهِمْ فِي عَدِم الِاهْتِدَاء بَلْ أَعْظَم "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَار وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُور"
{45} وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ "وَيَوْم يَحْشُرهُمْ كَأَنْ" أَيْ كَأَنَّهُمْ "لَمْ يَلْبَثُوا" فِي الدُّنْيَا أَوْ الْقُبُور "إلَّا سَاعَة مِنْ النَّهَار" لِهَوْلِ مَا رَأَوْا وَجُمْلَة التَّشْبِيه حَال مِنْ الضَّمِير "يَتَعَارَفُونَ بَيْنهمْ" يَعْرِف بَعْضهمْ بَعْضًا إذَا بُعِثُوا ثُمَّ يَنْقَطِع التَّعَارُف لِشِدَّةِ الْأَهْوَال وَالْجُمْلَة حَال مُقَدَّرَة أَوْ مُتَعَلِّق الظَّرْف "قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّه" بِالْبَعْثِ {46} وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ "وَإِمَّا" فِيهِ إدْغَام نُون إنْ الشَّرْطِيَّة فِي مَا الْمَزِيدَة "نُرِيَنَّكَ بَعْض . الَّذِي نَعِدهُمْ" بِهِ مِنْ الْعَذَاب فِي حَيَاتك وَجَوَاب الشَّرْط مَحْذُوف أَيْ فَذَاكَ "أَوْ نَتَوَفَّيَنك" قَبْل تَعْذِيبهمْ "فَإِلَيْنَا مَرْجِعهمْ ثُمَّ اللَّه شَهِيد" مُطَّلِع "عَلَى مَا يَفْعَلُونَ" مِنْ تَكْذِيبهمْ وَكُفْرهمْ فَيُعَذِّبهُمْ أَشَدّ الْعَذَاب {47} وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "وَلِكُلِّ أُمَّة" مِنْ الْأُمَم "رَسُول فَإِذَا جَاءَ رَسُولهمْ" إلَيْهِمْ فَكَذَّبُوهُ "قُضِيَ بَيْنهمْ بِالْقِسْطِ" بِالْعَدْلِ فَيُعَذَّبُونَ وَيُنَجَّى الرَّسُول وَمَنْ صَدَّقَهُ "وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" بِتَعْذِيبِهِمْ بِغَيْرِ جُرْم فَكَذَلِكَ نَفْعَل بِهَؤُلَاءِ {48} وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْد" بِالْعَذَابِ "إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" فِيهِ {49} قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ "قُلْ لَا أَمْلِك لِنَفْسِي ضَرًّا" أَدْفَعهُ "وَلَا نَفْعًا" أَجْلِبهُ "إلَّا مَا شَاءَ اللَّه" أَنْ يُقْدِرنِي عَلَيْهِ فَكَيْفَ أَمْلِك لَكُمْ حُلُول الْعَذَاب "لِكُلِّ أُمَّة أَجَل" مُدَّة مَعْلُومَة لِهَلَاكِهِمْ "إذَا جَاءَ أَجَلهمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ" يَتَأَخَّرُونَ عَنْهُ "سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" يَتَقَدَّمُونَ عَلَيْهِ {50} قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ "قُلْ أَرَأَيْتُمْ" أَخْبِرُونِي "إنْ أَتَاكُمْ عَذَابه" أَيْ اللَّه "بَيَاتًا" لَيْلًا "أَوْ نَهَارًا مَاذَا" أَيّ شَيْء "يَسْتَعْجِل مِنْهُ" أَيْ الْعَذَاب "الْمُجْرِمُونَ" الْمُشْرِكُونَ فِيهِ وَضَعَ الظَّاهِر مَوْضِع الْمُضْمَر وَجُمْلَة الِاسْتِفْهَام جَوَاب الشَّرْط : كَقَوْلِك إذَا أَتَيْتُك مَاذَا تُعْطِينِي وَالْمُرَاد بِهِ التَّهْوِيل أَيْ مَا أَعْظَم مَا اسْتَعْجَلُوهُ {51} أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ "أَثُمَّ إذَا مَا وَقَعَ" حَلَّ بِكُمْ "آمَنْتُمْ بِهِ" أَيْ اللَّه أَوْ الْعَذَاب عِنْد نُزُوله وَالْهَمْزَة لِإِنْكَارِ التَّأْخِير فَلَا يَقْبَل مِنْكُمْ وَيُقَال لَكُمْ "آلْآنَ" تُؤْمِنُونَ "وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ" اسْتِهْزَاء {52} ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ "ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَاب الْخُلْد" أَيْ الَّذِي تَخْلُدُونَ فِيهِ "هَلْ" مَا "تُجْزَوْنَ إلَّا" جَزَاء {53} وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ "وَيَسْتَنْبِئُونَك" يَسْتَخْبِرُونَك "أَحَقّ هُوَ" أَيْ مَا وَعَدْتنَا بِهِ مِنْ الْعَذَاب وَالْبَعْث "قُلْ إي" نَعَمْ "وَرَبِّي إنَّهُ لَحَقّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ" بِفَائِتِينَ الْعَذَاب |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
#132 |
![]() |
![]()
{54} وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "
وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْس ظَلَمَتْ" كَفَرَتْ "مَا فِي الْأَرْض" جَمِيعًا مِنْ الْأَمْوَال "لَافْتَدَتْ بِهِ" مِنْ الْعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة "وَأَسَرُّوا النَّدَامَة" عَلَى تَرْك الْإِيمَان "لَمَّا رَأَوْا الْعَذَاب" أَخْفَاهَا رُؤَسَاؤُهُمْ عَنْ الضُّعَفَاء الَّذِينَ أَضَلُّوهُمْ مَخَافَة التَّعْيِير "وَقُضِيَ بَيْنهمْ" بَيْن الْخَلَائِق "بِالْقِسْطِ" بِالْعَدْلِ "وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" شَيْئًا {55} أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " أَلَا إنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض أَلَا إنَّ وَعْد اللَّه" بِالْبَعْثِ وَالْجَزَاء "حَقّ" ثَابِت "وَلَكِنَّ أَكْثَرهمْ" أَيْ النَّاس "لَا يَعْلَمُونَ" ذَلِكَ {56} هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "هُوَ يُحْيِ وَيُمِيت وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" فِي الْآخِرَة فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ {57} يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ " يَا أَيّهَا النَّاس" أَيْ أَهْل مَكَّة "قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَة مِنْ رَبّكُمْ" كِتَاب فِيهِ مَا لَكُمْ وَمَا عَلَيْكُمْ وَهُوَ الْقُرْآن "وَشِفَاء" دَوَاء "لِمَا فِي الصُّدُور" مِنْ الْعَقَائِد الْفَاسِدَة وَالشُّكُوك "وَهُدًى" مِنْ الضَّلَال "وَرَحْمَة لِلْمُؤْمِنِينَ" بِهِ {58} قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ "قُلْ بِفَضْلِ اللَّه" الْإِسْلَام "وَبِرَحْمَتِهِ" الْقُرْآن "فَبِذَلِكَ" الْفَضْل وَالرَّحْمَة "فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ" مِنْ الدُّنْيَا بِالْيَاءِ وَالتَّاء {59} قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ " قُلْ أَرَأَيْتُمْ" أَخْبِرُونِي "مَا أَنَزَلَ اللَّه" خَلَقَ "لَكُمْ مِنْ رِزْق فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا" كَالْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَة وَالْمَيْتَة "قُلْ آللَّه أَذِنَ لَكُمْ" فِي ذَلِكَ بِالتَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيم لَا "أَمْ" بَلْ "عَلَى اللَّه تَفْتَرُونَ" تُكَذِّبُونَ بِنِسْبَةِ ذَلِكَ إلَيْهِ {60} وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ " وَمَا ظَنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِب" أَيْ أَيّ شَيْء ظَنّهُمْ بِهِ "يَوْم الْقِيَامَة" أَيَحْسَبُونَ أَنَّهُ لَا يُعَاقِبهُمْ ! لَا "إنَّ اللَّه لَذُو فَضْل عَلَى النَّاس" بِإِمْهَالِهِمْ وَالْإِنْعَام عَلَيْهِمْ {61} وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " وَمَا تَكُون" يَا مُحَمَّد "فِي شَأْن" أَمْر "وَمَا تَتْلُوَا مِنْهُ" أَيْ مِنْ الشَّأْن أَوْ اللَّه "مِنْ قُرْآن" أَنْزَلَهُ عَلَيْك "وَلَا تَعْمَلُونَ" خَاطَبَهُ وَأُمَّته "مِنْ عَمَل إلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا" رُقَبَاء "إذْ تُفِيضُونَ" تَأْخُذُونَ "فِيهِ" أَيْ الْعَمَل "وَمَا يَعْزُب" يَغِيب "عَنْ رَبّك مِنْ مِثْقَال" وَزْن "ذَرَّة" أَصْغَر نَمْلَة "فِي الْأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَلَا أَصْغَر مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَر إلَّا فِي كِتَاب مُبِين" بَيِّن هُوَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ |
|
![]() |
#133 |
![]() ![]() |
![]() {62} أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "أَلَا إنَّ أَوْلِيَاء اللَّه لَا خَوْف عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" فِي الْآخِرَة {63} الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ "الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ" اللَّه بِامْتِثَالِ أَمْره وَنَهْيه {64} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا" فُسِّرَتْ فِي حَدِيث صَحَّحَهُ الْحَاكِم بِالرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الرَّجُل أَوْ تُرَى لَهُ "وَفِي الْآخِرَة" الْجَنَّة وَالثَّوَاب "لَا تَبْدِيل لِكَلِمَاتِ اللَّه" لَا خُلْف لِمَوَاعِيدِهِ "ذَلِكَ" الْمَذْكُور {65} وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "وَلَا يَحْزُنك قَوْلهمْ" لَك لَسْت مُرْسَلًا وَغَيْره "إنَّ" اسْتِئْنَاف "الْعِزَّة" الْقُوَّة "لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيع" لِلْقَوْلِ "الْعَلِيم" بِالْفِعْلِ فَيُجَازِيهِمْ وَيَنْصُرك {66} أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ "أَلَا إنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَمَنْ فِي الْأَرْض " عَبِيدًا وَمُلْكًا وَخَلْقًا "وَمَا يَتَّبِع الَّذِينَ يَدْعُونَ" يَعْبُدُونَ "مِنْ دُون اللَّه" أَيْ غَيْره أَصْنَامًا "شُرَكَاء" لَهُ عَلَى الْحَقِيقَة تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ "إنْ" مَا "يَتَّبِعُونَ" فِي ذَلِكَ "إلَّا الظَّنّ" أَيْ ظَنَّهُمْ أَنَّهَا آلِهَة تَشْفَع لَهُمْ "وَإِنْ" مَا "هُمْ إلَّا يَخْرُصُونَ" يَكْذِبُونَ فِي ذَلِكَ {67} هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَار مُبْصِرًا " إسْنَاد الْإِبْصَار إلَيْهِ مَجَاز لِأَنَّهُ يُبْصِر فِيهِ "إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات" دَلَالَات عَلَى وَحْدَانِيّته تَعَالَى "لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" سَمَاع تَدَبُّر وَاتِّعَاظ {68} قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ "قَالُوا" أَيْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَلَائِكَة بَنَات اللَّه "اتَّخَذَ اللَّه وَلَدًا" قَالَ تَعَالَى لَهُمْ "سُبْحَانه" تَنْزِيهًا لَهُ عَنْ الْوَلَد "هُوَ الْغَنِيّ" عَنْ كُلّ أَحَد وَإِنَّمَا يَطْلُب الْوَلَد مَنْ يَحْتَاج إلَيْهِ "لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض" مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا "إنْ" مَا "عِنْدكُمْ مِنْ سُلْطَان" حُجَّة "بِهَذَا" الَّذِي تَقُولُونَهُ "أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّه مَا لَا تَعْلَمُونَ" اسْتِفْهَام تَوْبِيخ {69} قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ "قُلْ إنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِب" بِنَسَبِهِ الْوَلَد إلَيْهِ "لَا يُفْلِحُونَ" لَا يَسْعَدُونَ {70} مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ لَهُمْ "مَتَاع" قَلِيل "فِي الدُّنْيَا" يَتَمَتَّعُونَ بِهِ مُدَّة حَيَاتهمْ "ثُمَّ إلَيْنَا مَرْجِعهمْ" بِالْمَوْتِ "ثُمَّ نُذِيقهُمْ الْعَذَاب الشَّدِيد" بَعْد الْمَوْت |
![]()
[
![]() ![]() |
![]() |
#134 |
![]() |
![]()
{71} وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ "وَاتْلُ" يَا مُحَمَّد "عَلَيْهِمْ" أَيْ كُفَّار مَكَّة "نَبَأ" خَبَر "نُوح" وَيُبْدَل مِنْهُ "إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْم إنْ كَانَ كَبُرَ" شَقَّ "عَلَيْكُمْ مَقَامِي" لُبْثِي فِيكُمْ "وَتَذْكِيرِي" وَعْظِي إيَّاكُمْ "بِآيَاتِ اللَّه فَعَلَى اللَّه تَوَكَّلْت فَأَجْمِعُوا أَمْركُمْ" اعْزِمُوا عَلَى أَمْر تَفْعَلُونَهُ بِي "وَشُرَكَاءَكُمْ" الْوَاو بِمَعْنَى مَعَ "ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْركُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّة" مَسْتُورًا بَلْ أَظْهِرُوهُ وَجَاهِرُونِي بِهِ "ثُمَّ اقْضُوا إلَيَّ" امْضُوا فِيمَا أَرَدْتُمُوهُ "وَلَا تُنْظِرُونِ" تُمْهِلُونِ فَإِنِّي لَسْت مُبَالِيًا بِكُمْ
{72} فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ" عَنْ تَذْكِيرِي "فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْر" ثَوَاب عَلَيْهِ فَتَوَلَّوْا "إنْ" مَا "أَجْرِيَ" ثَوَابِي {73} فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ "فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْك" السَّفِينَة "وَجَعَلْنَاهُمْ" أَيْ مَنْ مَعَهُ "خَلَائِف" فِي الْأَرْض "وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا" بِالطُّوفَانِ "فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الْمُنْذَرِينَ" مِنْ إهْلَاكهمْ فَكَذَلِكَ نَفْعَل بِمَنْ كَذَّبَ {74} ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ "ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْده" أَيْ نُوح "رُسُلًا إلَى قَوْمهمْ" كَإِبْرَاهِيم وَهُود وَصَالِح "فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ" الْمُعْجِزَات "فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْل" أَيْ قَبْل بَعْث الرُّسُل إلَيْهِمْ "كَذَلِكَ نَطْبَع" نَخْتِم "عَلَى قُلُوب الْمُعْتَدِينَ" فَلَا تَقْبَل الْإِيمَان كَمَا طَبَعْنَا عَلَى قُلُوب أُولَئِكَ {75} ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ "ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْده مُوسَى وَهَارُونَ إلَى فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ" قَوْمه "بِآيَاتِنَا" التِّسْع "فَاسْتَكْبَرُوا" عَنْ الْإِيمَان بِهَا {76} فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ "فَلَمَّا جَاءَهُمْ الْحَقّ مِنْ عِنْدنَا قَالُوا إنَّ هَذَا لَسِحْر مُبِين" بَيِّن ظَاهِر {77} قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ "قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْر هَذَا" إنَّهُ لَسِحْر وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَتَى بِهِ وَأَبْطَلَ سِحْر السَّحَرَة وَالِاسْتِفْهَام فِي الْمَوْضِعَيْنِ لِلْإِنْكَارِ {78} قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ "قَالُوا أَجِئْتنَا لِتَلْفِتنَا" لِتَرُدّنَا "عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَا لَكُمَا الْكِبْرِيَاء" الْمُلْك "فِي الْأَرْض" أَرْض مِصْر "وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ" مُصَدِّقِي00 {79} وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ "وَقَالَ فِرْعَوْن ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِر عَلِيم" فَائِق فِي عِلْم السِّحْر {80} فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ "فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَة قَالَ لَهُمْ مُوسَى" بَعْد مَا قَالُوا لَهُ "إمَّا أَنْ تُلْقِي وَإِمَّا أَنْ نَكُون نَحْنُ الْمُلْقِينَ" : {81} فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ "فَلَمَّا أَلْقَوْا" حِبَالهمْ وَعِصِيّهمْ "قَالَ مُوسَى مَا" اسْتِفْهَامِيَّة مُبْتَدَأ خَبَره "جِئْتُمْ بِهِ السِّحْر" بَدَل وَفِي قِرَاءَة بِهَمْزَةٍ وَاحِدَة إخْبَار فَمَا اسْم مَوْصُول مُبْتَدَأ "إنَّ اللَّه سَيُبْطِلُهُ" أَيْ سَيَمْحَقُهُ {82} وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ "وَيُحِقّ" يُثْبِت وَيُظْهِر "اللَّه الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ" بِمَوَاعِيدِهِ {83} فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ "فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إلَّا ذُرِّيَّة" طَائِفَة "مِنْ" أَوْلَاد "قَوْمه" أَيْ فِرْعَوْن "عَلَى خَوْف مِنْ فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ أَنْ يَفْتِنهُمْ" يَصْرِفهُمْ عَنْ دِينه بِتَعْذِيبِهِ "وَإِنَّ فِرْعَوْن لَعَالٍ" مُتَكَبِّر "فِي الْأَرْض" أَرْض مِصْر "وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ" الْمُتَجَاوِزِينَ الْحَدّ بِادِّعَاءِ الرُّبُوبِيَّة {85} فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "فَقَالُوا عَلَى اللَّه تَوَكَّلْنَا رَبّنَا لَا تَجْعَلنَا فِتْنَة لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" أَيْ لَا تُظْهِرهُمْ عَلَيْنَا فَيَظُنُّوا أَنَّهُمْ عَلَى الْحَقّ فَيَفْتَتِنُوا بِنَا {87} وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ "وَأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ" اتَّخِذَا "لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قِبْلَة" مُصَلًّى تُصَلُّونَ فِيهِ لِتَأْمَنُوا مِنْ الْخَوْف وَكَانَ فِرْعَوْن مَنَعَهُمْ مِنْ الصَّلَاة "وَأَقِيمُوا الصَّلَاة" أَتِمُّوهَا "وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ" بِالنَّصْرِ وَالْجَنَّة {88} وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ "وَقَالَ مُوسَى رَبّنَا إنَّك آتَيْت فِرْعَوْن وَمَلَأَه زِينَة وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا رَبّنَا" آتَيْتهمْ ذَلِكَ "لِيُضِلُّوا" فِي "عَنْ سَبِيلك" دِينك "رَبّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالهمْ" امْسَخْهَا "وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبهمْ" اطْبَعْ عَلَيْهَا وَاسْتَوْثِقْ "فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَاب الْأَلِيم" الْمُؤْلِم دَعَا عَلَيْهِمْ وَأَمَّنَ هَارُونَ عَلَى دُعَائِهِ00 {79} وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ "وَقَالَ فِرْعَوْن ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِر عَلِيم" فَائِق فِي عِلْم السِّحْر {80} فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ "فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَة قَالَ لَهُمْ مُوسَى" بَعْد مَا قَالُوا لَهُ "إمَّا أَنْ تُلْقِي وَإِمَّا أَنْ نَكُون نَحْنُ الْمُلْقِينَ" : {81} فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ "فَلَمَّا أَلْقَوْا" حِبَالهمْ وَعِصِيّهمْ "قَالَ مُوسَى مَا" اسْتِفْهَامِيَّة مُبْتَدَأ خَبَره "جِئْتُمْ بِهِ السِّحْر" بَدَل وَفِي قِرَاءَة بِهَمْزَةٍ وَاحِدَة إخْبَار فَمَا اسْم مَوْصُول مُبْتَدَأ "إنَّ اللَّه سَيُبْطِلُهُ" أَيْ سَيَمْحَقُهُ {82} وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ "وَيُحِقّ" يُثْبِت وَيُظْهِر "اللَّه الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ" بِمَوَاعِيدِهِ {83} فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ "فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إلَّا ذُرِّيَّة" طَائِفَة "مِنْ" أَوْلَاد "قَوْمه" أَيْ فِرْعَوْن "عَلَى خَوْف مِنْ فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ أَنْ يَفْتِنهُمْ" يَصْرِفهُمْ عَنْ دِينه بِتَعْذِيبِهِ "وَإِنَّ فِرْعَوْن لَعَالٍ" مُتَكَبِّر "فِي الْأَرْض" أَرْض مِصْر "وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ" الْمُتَجَاوِزِينَ الْحَدّ بِادِّعَاءِ الرُّبُوبِيَّة {85} فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "فَقَالُوا عَلَى اللَّه تَوَكَّلْنَا رَبّنَا لَا تَجْعَلنَا فِتْنَة لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" أَيْ لَا تُظْهِرهُمْ عَلَيْنَا فَيَظُنُّوا أَنَّهُمْ عَلَى الْحَقّ فَيَفْتَتِنُوا بِنَا {87} وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ "وَأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ" اتَّخِذَا "لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قِبْلَة" مُصَلًّى تُصَلُّونَ فِيهِ لِتَأْمَنُوا مِنْ الْخَوْف وَكَانَ فِرْعَوْن مَنَعَهُمْ مِنْ الصَّلَاة "وَأَقِيمُوا الصَّلَاة" أَتِمُّوهَا "وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ" بِالنَّصْرِ وَالْجَنَّة {88} وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ "وَقَالَ مُوسَى رَبّنَا إنَّك آتَيْت فِرْعَوْن وَمَلَأَه زِينَة وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا رَبّنَا" آتَيْتهمْ ذَلِكَ "لِيُضِلُّوا" فِي "عَنْ سَبِيلك" دِينك "رَبّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالهمْ" امْسَخْهَا "وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبهمْ" اطْبَعْ عَلَيْهَا وَاسْتَوْثِقْ "فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَاب الْأَلِيم" الْمُؤْلِم دَعَا عَلَيْ{89} قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ "قَالَ" تَعَالَى "قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتكُمَا" فَمُسِخَتْ أَمْوَالهمْ حِجَارَة وَلَمْ يُؤْمِن فِرْعَوْن حَتَّى أَدْرَكَهُ الْغَرَق "فَاسْتَقِيمَا" عَلَى الرِّسَالَة وَالدَّعْوَة إلَى أَنْ يَأْتِيهِمْ الْعَذَاب "وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيل الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" فِي اسْتِعْجَال قَضَائِي رُوِيَ أَنَّهُ مَكَثَ بَعْدهَا أَرْبَعِينَ سَنَة {90} وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إسْرَائِيل الْبَحْر فَأَتْبَعَهُمْ" لَحِقَهُمْ "فِرْعَوْن وَجُنُوده بَغْيًا وَعَدْوًا" مَفْعُول لَهُ "حَتَّى إذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَق قَالَ آمَنْت أَنَّهُ" أَيْ بِأَنَّهُ وَفِي قِرَاءَة بِالْكَسْرِ اسْتِئْنَافًا "لَا إلَه إلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيل وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ" كَرَّرَهُ لِيَقْبَل مِنْهُ فَلَمْ يَقْبَل وَدَسَّ جِبْرِيل فِي فِيهِ مِنْ حَمْأَة الْبَحْر مَخَافَة أَنْ تَنَالهُ الرَّحْمَة وَقَالَ لَهُ : {91} آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ "آلْآنَ" تُؤْمِن "وَقَدْ عَصَيْت قَبْل وَكُنْت مِنْ الْمُفْسِدِينَ" بِضَلَالِك وَإِضْلَالك عَنْ الْإِيمَان {92} فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ "فَالْيَوْم نُنَجِّيك" نُخْرِجك مِنْ الْبَحْر "بِبَدَنِك" جَسَدك الَّذِي لَا رُوح فِيهِ "لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفك" بَعْدك "آيَة" عِبْرَة فَيَعْرِفُوا عُبُودِيَّتك وَلَا يَقْدَمُوا عَلَى مِثْل فِعْلك وَعَنْ ابْن عَبَّاس أَنَّ بَعْض بَنِي إسْرَائِيل شَكُّوا فِي مَوْته فَأُخْرِجَ لَهُمْ لِيَرَوْهُ "وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاس" أَيْ أَهْل مَكَّة "عَنْ آيَاتنَا لَغَافِلُونَ" لَا يَعْتَبِرُونَ بِهَا {93} وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ "وَلَقَدْ بَوَّأْنَا" أَنْزَلْنَا "بَنِي إسْرَائِيل مُبَوَّأ صِدْق" مَنْزِل كَرَامَة وَهُوَ الشَّام وَمِصْر "وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَات فَمَا اخْتَلَفُوا" بِأَنْ آمَنَ بَعْض وَكَفَرَ بَعْض "حَتَّى جَاءَهُمْ الْعِلْم إنَّ رَبّك يَقْضِي بَيْنهمْ يَوْم الْقِيَامَة فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" مِنْ أَمْر الدِّين بِإِنْجَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَعْذِيب الْكَافِرِينَ {94} فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ "فَإِنْ كُنْت" يَا مُحَمَّد "فِي شَكّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إلَيْك" مِنْ الْقَصَص فَرْضًا "فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَاب" التَّوْرَاة "مِنْ قَبْلك" فَإِنَّهُ ثَابِت عِنْدهمْ يُخْبِرُوك بِصِدْقِهِ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَا أَشُكّ وَلَا أَسْأَل" "لَقَدْ جَاءَك الْحَقّ مِنْ رَبّك فَلَا تَكُونَن مِنْ الْمُمْتَرِينَ" الشَّاكِّينَ فِيهِ {96} إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ "إنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ" وَجَبَتْ "عَلَيْهِمْ كَلِمَة رَبّك" بِالْعَذَابِ لْأَلِيمَ "وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلّ آيَة حَتَّى يَرَوْا الْعَذَاب الْأَلِيم" فَلَا يَنْفَعهُمْ حِينَئِذٍ هِمْ وَأَمَّنَ هَارُونَ عَلَى دُعَائِهِ00 {97} وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ "وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلّ آيَة حَتَّى يَرَوْا الْعَذَاب الْأَلِيم" فَلَا يَنْفَعهُمْ حِينَئِذٍ00 {98} فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ "فَلَوْلَا" فَهَلَّا "كَانَتْ قَرْيَة" أُرِيدَ أَهْلهَا "آمَنَتْ" قَبْل نُزُول الْعَذَاب بِهَا "فَنَفَعَهَا إيمَانهَا إلَّا" لَكِنْ "قَوْم يُونُس لَمَّا آمَنُوا" عِنْد رُؤْيَة أَمَارَة الْعَذَاب وَلَمْ يُؤَخَّرُوا إلَى حُلُوله "كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَاب الْخِزْي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إلَى حِين" انْقِضَاء آجَالهمْ {99} وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "وَلَوْ شَاءَ رَبّك لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْض كُلّهمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِه النَّاس" بِمَا لَمْ يَشَأْهُ اللَّه مِنْهُمْ "حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" لَا {100} وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِن إلَّا بِإِذْنِ اللَّه" بِإِرَادَتِهِ "وَيَجْعَل الرِّجْس" الْعَذَاب "عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ" يَتَدَبَّرُونَ آيَات اللَّه {101} قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ "قُلْ" لِكُفَّارِ مَكَّة "اُنْظُرُوا مَاذَا" أَيْ الَّذِي "فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض" مِنْ الْآيَات الدَّالَّة عَلَى وَحْدَانِيَّة اللَّه تَعَالَى "وَمَا تُغْنِي الْآيَات وَالنُّذُر" جَمْع نَذِير أَيْ الرُّسُل "عَنْ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ" فِي عِلْم اللَّه أَيْ مَا تَنْفَعهُمْ {102} فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ "فَهَلْ" فَمَا "يَنْتَظِرُونَ" بِتَكْذِيبِك "إلَّا مِثْل أَيَّام الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلهمْ" مِنْ الْأُمَم أَيْ مِثْل وَقَائِعهمْ مِنْ الْعَذَاب "قُلْ فَانْتَظِرُوا" ذَلِكَ {103} ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ "ثُمَّ نُنَجِّي" الْمُضَارِع لِحِكَايَةِ الْحَال الْمَاضِي "رُسُلنَا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا" مِنْ الْعَذَاب "كَذَلِكَ" الْإِنْجَاء "حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ" النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه حِين تَعْذِيب الْمُشْرِكِينَ {104} قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ "قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس" أَيْ أَهْل مَكَّة "إنْ كُنْتُمْ فِي شَكّ مِنْ دِينِي" أَنَّهُ حَقّ "فَلَا أَعْبُد الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه" أَيْ غَيْره وَهُوَ الْأَصْنَام لِشَكِّكُمْ فِيهِ "وَلَكِنْ أَعْبُد اللَّه الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ" يَقْبِض أَرْوَاحكُمْ "وَأُمِرْت أَنْ" أَيْ بِأَنْ {105} وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "و" قِيلَ لِي "أَنْ أَقِمْ وَجْهك لِلدِّينِ حَنِيفًا" مَائِلًا إلَيْهِ {106} وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ "وَلَا تَدْعُ" تَعْبُد "مِنْ دُون اللَّه مَا لَا يَنْفَعك" إنْ عَبَدْته "وَلَا يَضُرّك" إنْ لَمْ تَعْبُدهُ "فَإِنْ فَعَلْت" ذَلِكَ فَرْضًا {107} وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "وَإِنْ يَمْسَسْك" يُصِبْك "اللَّه بِضُرٍّ" كَفَقْرٍ وَمَرَض "فَلَا كَاشِف" رَافِع "لَهُ إلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْك بِخَيْرٍ فَلَا رَادّ" دَافِع "لِفَضْلِهِ" الَّذِي أَرَادَك بِهِ "يُصِيب بِهِ" أَيْ بِالْخَيْرِ {108} قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ "قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس" أَيْ أَهْل مَكَّة "قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقّ مِنْ رَبّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ" لِأَنَّ ثَوَاب اهْتِدَائِهِ لَهُ "وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلّ عَلَيْهَا" لِأَنَّ وَبَال ضَلَاله عَلَيْهَا "وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ" فَأُجْبِركُمْ عَلَى الْهُدَى {109} وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ "وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إلَيْك" مِنْ رَبّك "وَاصْبِرْ" عَلَى الدَّعْوَة وَأَذَاهُمْ "حَتَّى يَحْكُم اللَّه" فِيهِمْ بِأَمْرِهِ "وَهُوَ خَيْر الْحَاكِمِينَ" أَعْدَلهمْ وَقَدْ صَبَرَ حَتَّى حُكِمَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ بِالْقِتَالِ وَأَهْل الْكِتَاب بِالْجِزْيَةِ |
|
![]() |
#135 |
![]() |
![]() ســورة: هـــود( 123) {1} الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ 0 "الر" اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِذَلِكَ هَذَا "كِتَاب أُحْكِمَتْ آيَاته" بِعَجِيبِ النَّظْم وَبَدِيع الْمَعَانِي "ثُمَّ فُصِّلَتْ" بُيِّنَتْ بِالْأَحْكَامِ وَالْقَصَص وَالْمَوَاعِظ "مِنْ لَدُنْ حَكِيم خَبِير" أَيّ اللَّه {2} أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ "أَ" أَيْ بِأَنْ "لَا تَعْبُدُوا إلَّا اللَّه إنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِير" بِالْعَذَابِ إنْ كَفَرْتُمْ "وَبَشِير" بِالثَّوَابِ إنْ آمَنْتُمْ {3} وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ " وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ" مِنْ الشِّرْك "ثُمَّ تُوبُوا" ارْجِعُوا "إلَيْهِ" بِالطَّاعَةِ "يُمَتِّعكُمْ" فِي الدُّنْيَا "مَتَاعًا حَسَنًا" بِطِيبِ عَيْش وَسِعَة رِزْق "إلَى أَجَل مُسَمًّى" هُوَ الْمَوْت "وَيُؤْتِ" فِي الْآخِرَة "كُلّ ذِي فَضْل" فِي الْعَمَل "فَضْله" جَزَاءَهُ "وَإِنْ تَوَلَّوْا" فِيهِ حَذْف إحْدَى التَّاءَيْنِ أَيْ تُعْرِضُوا "فَإِنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ عَذَاب يَوْم كَبِير" هُوَ يَوْم الْقِيَامَة {4} إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "إلَى اللَّه مَرْجِعكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير" وَمِنْهُ الثَّوَاب وَالْعَذَاب {5} أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَنَزَلَ كَمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ عَنْ ابْن عَبَّاس فِيمَنْ كَانَ يَسْتَحْيِ أَنْ يَتَخَلَّى أَوْ يُجَامِع فَيُفْضِي إلَى السَّمَاء وَقِيلَ فِي الْمُنَافِقِينَ "أَلَا إنَّهُمْ يُثْنُونَ صُدُورهمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ" أَيْ اللَّه "أَلَا حِين يَسْتَغْشُونَ ثِيَابهمْ" يَتَغَطَّوْنَ بِهَا "يَعْلَم" تَعَالَى "مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" فَلَا يُغْنِي اسْتِخْفَاؤُهُمْ "إنَّهُ عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُور" أَيْ بِمَا فِي الْقُلُوب |
|
![]() |
#136 |
![]()
مثلي قليل ≈
|
![]() {6} وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"وَمَا مِنْ" زَائِدَة "دَابَّة فِي الْأَرْض" هِيَ مَا دَبَّ عَلَيْهَا "إلَّا عَلَى اللَّه رِزْقهَا" تَكَفَّلَ بِهِ فَضْلًا مِنْهُ تَعَالَى "وَيَعْلَم مُسْتَقَرّهَا"مَسْكَنهَا فِي الدُّنْيَا أَوْ الصُّلْب "وَمُسْتَوْدَعهَا" بَعْد الْمَوْت أَوْ فِي الرَّحِم "كُلّ" مِمَّا ذُكِرَ "فِي كِتَاب مُبِين" بَيِّن هُوَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ
{7} وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام" أَوَّلهَا الْأَحَد وَآخِرهَا الْجُمُعَة "وَكَانَ عَرْشه" قَبْل خَلْقهمَا "عَلَى الْمَاء"وَهُوَ عَلَى مَتْن الرِّيح "لِيَبْلُوَكُمْ" مُتَعَلِّق بِخَلَقَ أَيْ خَلَقَهُمَا وَمَا فِيهِمَا مِنْ مَنَافِع لَكُمْ وَمَصَالِح لِيَخْتَبِركُمْ "أَيّكُمْ أَحْسَن عَمَلًا"أَيْ أَطْوَع لِلَّهِ "وَلَئِنْ قُلْت" يَا مُحَمَّد لَهُمْ "إنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْد الْمَوْت لَيَقُولَن الَّذِينَ كَفَرُوا إنْ" مَا "هَذَا" الْقُرْآن النَّاطِق بِالْبَعْثِ أَوْ الَّذِي تَقُولهُ "إلَّا سِحْر مُبِين" بَيِّن وَفِي قِرَاءَة سَاحِر وَالْمُشَار إلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {8} وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ"وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَاب إلَى" مَجِيء "أُمَّة" أَوْقَات "مَعْدُودَة لَيَقُولُنَّ" اسْتِهْزَاء "مَا يَحْبِسهُ" مَا يَمْنَعهُ مِنْ النُّزُول "أَلَا يَوْم يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا" مَدْفُوعًا "عَنْهُمْ وَحَاقَ" نَزَلَ "بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" مِنْ الْعَذَاب {9} وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ"وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَان" الْكَافِر "مِنَّا رَحْمَة" غِنًى وَصِحَّة "ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إنَّهُ لَيَئُوس" قَنُوط مِنْ رَحْمَة اللَّه "كَفُور" شَدِيد الْكُفْر بِهِ {10} وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ"وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْد ضَرَّاء" فَقْر وَشِدَّة "مَسَّتْهُ لَيَقُولَن ذَهَبَ السَّيِّئَات عَنِّي" الْمَصَائِب وَلَمْ يَتَوَقَّع زَوَالهَا وَلَا شُكْر عَلَيْهَا"إنَّهُ لَفَرِح" بَطِر "فَخُور" عَلَى النَّاس بِمَا أُوتِيَ {11} إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"إلَّا" لَكِنْ "الَّذِينَ صَبَرُوا" عَلَى الضَّرَّاء "وَعَمِلُوا الصَّالِحَات" فِي النَّعْمَاء "أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْر كَبِير" هُوَ الْجَنَّة {12} فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ"فَلَعَلَّك" يَا مُحَمَّد "تَارِك بَعْض مَا يُوحَى إلَيْك" فَلَا تُبَلِّغهُمْ إيَّاهُ لِتَهَاوُنِهِمْ بِهِ "وَضَائِق بِهِ صَدْرك" بِتِلَاوَتِهِ عَلَيْهِمْ لِأَجْلِ "أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا" هَلَّا "أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْز أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَك" يُصَدِّقهُ كَمَا اقْتَرَحْنَا "إنَّمَا أَنْت نَذِير" فَمَا عَلَيْك إلَّا الْبَلَاغ لَا الْإِتْيَان بِمَا اقْتَرَحُوهُ "وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء وَكِيل" حَفِيظ فَيُجَازِيهِمْ {13} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"أَمْ" بَلْ أَ "يَقُولُونَ افْتَرَاهُ" أَيْ الْقُرْآن "قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَر مِثْله" فِي الْفَصَاحَة وَالْبَلَاغَة "مُفْتَرَيَات" فَإِنَّكُمْ عَرَبِيُّونَ فُصَحَاء مِثْلِي تَحَدَّاهُمْ بِهَا أَوَّلًا ثُمَّ بِسُورَةٍ "وَادْعُوا" لِلْمُعَاوَنَةِ عَلَى ذَلِكَ "مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُون اللَّه" أَيْ غَيْره "إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"فِي أَنَّهُ افْتِرَاء {14} فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"فَإِ" نْ "لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ" أَيْ مَنْ دَعَوْتُمُوهُمْ لِلْمُعَاوَنَةِ "فَاعْلَمُوا" خِطَاب لِلْمُشْرِكِينَ "أَنَّمَا أُنْزِلَ" مُلْتَبِسًا "بِعِلْمِ اللَّه"وَلَيْسَ افْتِرَاء عَلَيْهِ "وَأَنْ" مُخَفَّفَة أَيْ أَنَّهُ "لَا إلَه إلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" بَعْد هَذِهِ الْحُجَّة الْقَاطِعَة أَيْ أَسْلِمُوا {15} مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ"مَنْ كَانَ يُرِيد الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا" بِأَنْ أَصَرَّ عَلَى الشِّرْك وَقِيلَ هِيَ فِي الْمُرَائِينَ "نُوَفِّ إلَيْهِمْ أَعْمَالهمْ" أَيْ جَزَاء مَا عَمِلُوهُ مِنْ خَيْر كَصَدَقَةٍ وَصِلَة رَحِم "فِيهَا" بِأَنْ نُوَسِّع عَلَيْهِمْ رِزْقهمْ "وَهُمْ فِيهَا" أَيْ الدُّنْيَا "لَا يُبْخَسُونَ" يُنْقَصُونَ شَيْئًا {16} أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَة إلَّا النَّار وَحَبِطَ" بَطَلَ "مَا صَنَعُوا" مَا صَنَعُوهُ "فِيهَا" أَيْ الْآخِرَة فَلَا ثَوَاب لَهُ {17} أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ"أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة" بَيَان "مِنْ رَبّه" وَهُوَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ الْمُؤْمِنُونَ وَهِيَ الْقُرْآن "وَيَتْلُوهُ" يَتْبَعهُ "شَاهِد"لَهُ بِصِدْقِهِ "مِنْهُ" أَيْ مِنْ اللَّه وَهُوَ جِبْرِيل "وَمِنْ قَبْله" الْقُرْآن "كِتَاب مُوسَى" التَّوْرَاة شَاهِد لَهُ أَيْضًا "إمَامًا وَرَحْمَة" حَال كَمَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ ؟ لَا "أُولَئِكَ" أَيْ مَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة "يُؤْمِنُونَ بِهِ" أَيْ بِالْقُرْآنِ فَلَهُمْ الْجَنَّة "وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب"جَمِيع الْكُفَّار "فَالنَّار مَوْعِده فَلَا تَكُ فِي مِرْيَة" شَكّ "مِنْهُ" مِنْ الْقُرْآن "إنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبّك وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس" أَيْ أَهْل مَكَّة {18} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"وَمَنْ" أَيْ لَا أَحَد "أَظْلَم مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّه كَذِبًا" بِنِسْبَةِ الشَّرِيك وَالْوَلَد إلَيْهِ "أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبّهمْ" يَوْم الْقِيَامَة فِي جُمْلَة الْخَلْق "وَيَقُول الْأَشْهَاد" جَمْع شَاهِد وَهُمْ الْمَلَائِكَة يَشْهَدُونَ لِلرُّسُلِ بِالْبَلَاغِ وَعَلَى الْكُفَّار بِالتَّكْذِيبِ "هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبّهمْ أَلَا لَعْنَة اللَّه عَلَى الظَّالِمِينَ" الْمُشْرِكِينَ {19} الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ"الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيل اللَّه" دِين الْإِسْلَام "وَيَبْغُونَهَا" يَطْلُبُونَ السَّبِيل "عِوَجًا" مُعْوَجَّة "وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ" تَأْكِيد {20} أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ"أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ" لِلَّهِ "فِي الْأَرْض وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُون اللَّه" أَيْ غَيْره "مِنْ أَوْلِيَاء" أَنْصَار يَمْنَعُونَهُمْ مِنْ عَذَابه"يُضَاعَف لَهُمْ الْعَذَاب" بِإِضْلَالِهِمْ غَيْرهمْ "مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْع" لِلْحَقِّ "وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ" ـهُ أَيْ لِفَرْطِ كَرَاهَتهمْ لَهُ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ {21} أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ"أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسهمْ" لِمَصِيرِهِمْ إلَى النَّار الْمُؤَبَّدَة عَلَيْهِمْ "وَضَلَّ" غَابَ "عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ" عَلَى اللَّه مِنْ دَعْوَى الشَّرِيك {22} لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ"لَا جَرَمَ" حَقًّا {23} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات وَأَخْبَتُوا" سَكَنُوا وَاطْمَأَنُّوا أَوْ أَنَابُوا {24} مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"مَثَل" صِفَة "الْفَرِيقَيْنِ" الْكُفَّار وَالْمُؤْمِنِينَ "كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمّ" هَذَا مَثَل الْكَافِر "وَالْبَصِير وَالسَّمِيع" هَذَا مَثَل الْمُؤْمِن "هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا" لَا "أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" فِيهِ إدْغَام التَّاء فِي الْأَصْل فِي الذَّال تَتَّعِظُونَ {25} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلَى قَوْمه إِنِّي" أَيْ بِأَنِّي وَفِي قِرَاءَة بِالْكَسْرِ عَلَى حَذْف الْقَوْل "لَكُمْ نَذِير مُبِين" بَيِّن الْإِنْذَار {26} أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ"أَنْ" أَيْ بِأَنْ "لَا تَعْبُدُوا إلَّا اللَّه إنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ" إنْ عَبَدْتُمْ غَيْره "عَذَاب يَوْم أَلِيم" مُؤْلِم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة {27} فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ"فَقَالَ الْمَلَأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمه" وَهُمْ الْأَشْرَاف "مَا نَرَاك إلَّا بَشَرًا مِثْلنَا" وَلَا فَضْل لَك عَلَيْنَا "وَمَا نَرَاك اتَّبَعَك إلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلنَا" أَسَافِلنَا كَالْحَاكَةِ وَالْأَسَاكِفَة "بَادِئ الرَّأْي" بِالْهَمْزِ وَتَرْكه أَيْ ابْتِدَاء مِنْ غَيْر تَفَكُّر فِيك وَنَصْبه عَلَى الظَّرْف أَيْ وَقْت حُدُوث أَوَّل رَأْيهمْ "وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْل" فَتَسْتَحِقُّونَ بِهِ الِاتِّبَاع مِنَّا "بَلْ نَظُنّكُمْ كَاذِبِينَ" فِي دَعْوَى الرِّسَالَة أَدْرَجُوا قَوْمه مَعَهُ فِي الْخِطَاب {28} قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ"قَالَ يَا قَوْم أَرَأَيْتُمْ" أَخْبِرُونِي "إنْ كُنْت عَلَى بَيِّنَة" بَيَان "مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَة" نُبُوَّة "مِنْ عِنْده فَعَمِيَتْ" خَفِيَتْ "عَلَيْكُمْ"وَفِي قِرَاءَة بِتَشْدِيدِ الْمِيم وَالْبِنَاء لِلْمَفْعُولِ "أَنُلْزِمُكُمُوهَا" أَنُجْبِرُكُمْ عَلَى قَبُولهَا "وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ" لَا نَقْدِر عَلَى ذَلِكَ {29} وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ"وَيَا قَوْم لَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ" عَلَى تَبْلِيغ الرِّسَالَة "مَالًا" تُعْطُونِيهِ "إنْ" مَا "أَجْرِي" ثَوَابِي "إلَّا عَلَى اللَّه وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا" كَمَا أَمَرْتُمُونِي "إنَّهُمْ مُلَاقُو رَبّهمْ" بِالْبَعْثِ فَيُجَازِيهِمْ وَيَأْخُذ لَهُمْ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ وَطَرَدَهُمْ "وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ"عَاقِبَة أَمْركُمْ {30} وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"وَيَا قَوْم مَنْ يَنْصُرنِي" يَمْنَعنِي "مِنْ اللَّه" أَيْ عَذَابه "إنْ طَرَدْتهمْ" أَيْ لَا نَاصِر لِي "أَفَلَا" فَهَلَّا "تَذَكَّرُونَ" بِإِدْغَامِ التَّاء الثَّانِيَة فِي الْأَصْل فِي الذَّال تَتَّعِظُونَ {31} وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ"وَلَا أَقُول لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِن اللَّه وَلَا" إنِّي "أَعْلَم الْغَيْب وَلَا أَقُول إنِّي مَلَك" بَلْ أَنَا بَشَر مِثْلكُمْ "وَلَا أَقُول لِلَّذِينَ تَزْدَرِي"تَحْتَقِر "أَعْيُنكُمْ لَنْ يُؤْتِيهِمْ اللَّه خَيْرًا اللَّه أَعْلَم بِمَا فِي أَنْفُسهمْ" قُلُوبهمْ "إنِّي إذًا" إنْ قُلْت ذَلِكَ {32} قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ"قَالُوا يَا نُوح قَدْ جَادَلْتنَا" خَاصَمْتنَا "فَأَكْثَرْت جِدَالنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدنَا" بِهِ مِنْ الْعَذَاب "إنْ كُنْت مِنْ الصَّادِقِينَ" فِيهِ {33} قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ"قَالَ إنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّه إنْ شَاءَ" تَعْجِيله لَكُمْ فَإِنَّ أَمْره إلَيْهِ لَا إلَيَّ "وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ" بِفَائَتِينَ اللَّه {34} وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"وَلَا يَنْفَعكُمْ نُصْحِي إنْ أَرَدْت أَنْ أَنْصَح لَكُمْ إنْ كَانَ اللَّه يُرِيد أَنْ يُغْوِيكُمْ" أَيْ إغْوَاءَكُمْ وَجَوَاب الشَّرْط دَلَّ عَلَيْهِ "وَلَا يَنْفَعكُمْ نُصْحِي" {35} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ"أَمْ" بَلْ "يَقُولُونَ" أَيْ كُفَّار مَكَّة "افْتَرَاهُ" اخْتَلَقَ مُحَمَّد الْقُرْآن "قُلْ إنْ افْتَرَيْته فَعَلَيَّ إجْرَامِي" إثْمِي أَيْ عُقُوبَته "وَأَنَا بَرِيء مِمَّا تُجْرِمُونَ" مِنْ إجْرَامكُمْ فِي نِسْبَة الِافْتِرَاء إلَيَّ {36} وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"وَأُوحِيَ إلَى نُوح أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِن مِنْ قَوْمك إلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِس" تَحْزَن "بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ" مِنْ الشِّرْك فَدَعَا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ "رَبّ لَا تَذَر عَلَى الْأَرْض" إلَخْ فَأَجَابَ اللَّه دُعَاءَهُ {37} وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ"وَاصْنَعْ الْفُلْك" السَّفِينَة "بِأَعْيُنِنَا" بِمَرْأَى مِنَّا وَحِفْظنَا "وَوَحْينَا" أَمْرنَا "وَلَا تُخَاطِبنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا" كَفَرُوا بِتَرْكِ إهْلَاكهمْ |
|
![]() |
#137 |
![]() |
![]()
هود
{38} وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ " وَيَصْنَع الْفُلْك" حِكَايَة حَال مَاضِيَة "وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأ" جَمَاعَة "مِنْ قَوْمه سَخِرُوا مِنْهُ" اسْتَهْزَءُوا بِهِ "قَالَ إنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَر مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ" إذَا نَجَوْنَا وَغَرِقْتُمْ {39} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ " فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ" مَوْصُولَة مَفْعُول الْعِلْم "يَأْتِيه عَذَاب يُخْزِيه وَيَحِلّ" يَنْزِل {40} حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ حَتَّى" غَايَة لِلصُّنْعِ "إذَا جَاءَ أَمْرنَا" بِإِهْلَاكِهِمْ "وَفَارَ التَّنُّور" لِلْخَبَّازِ بِالْمَاءِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَامَة لِنُوحٍ . "قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا" فِي السَّفِينَة "مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ" ذَكَرًا وَأُنْثَى أَيْ مِنْ كُلّ أَنْوَاعهمَا "اثْنَيْنِ" ذَكَرًا وَأُنْثَى وَهُوَ مَفْعُول وَفِي الْقِصَّة أَنَّ اللَّه حَشَرَ لِنُوحٍ السِّبَاع وَالطَّيْر وَغَيْرهَا فَجَعَلَ يَضْرِب بِيَدَيْهِ فِي كُلّ نَوْع فَتَقَع يَده الْيُمْنَى عَلَى الذَّكَر وَالْيُسْرَى عَلَى الْأُنْثَى فَيَحْمِلهُمَا فِي السَّفِينَة "وَأَهْلك" أَيْ زَوْجَته وَأَوْلَاده "إلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل" أَيْ مِنْهُمْ بِالْإِهْلَاكِ وَهُوَ زَوْجَته وَوَلَده كَنْعَان بِخِلَافِ سَام وَحَام وَيَافِث فَحَمَلَهُمْ وَزَوْجَاتهمْ الثَّلَاثَة "وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إلَّا قَلِيل" قِيلَ كَانُوا سِتَّة رِجَال وَنِسَاءَهُمْ وَقِيلَ : جَمِيع مَنْ كَانَ فِي السَّفِينَة ثَمَانُونَ نِصْفهمْ رِجَال وَنِصْفهمْ نِسَاء {41} وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " وَقَالَ" نُوح "ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّه مَجْرَاهَا وَمَرْسَاهَا" بِفَتْحِ الْمِيمَيْنِ وَضَمّهمَا مَصْدَرَانِ أَيْ جَرْيهَا وَرَسْوهَا أَيْ مُنْتَهَى سَيْرهَا "إنَّ رَبِّي لَغَفُور رَحِيم" حَيْثُ لَمْ يُهْلِكنَا {42} وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ " وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْج كَالْجِبَالِ" فِي الِارْتِفَاع وَالْعِظَم "وَنَادَى نُوح ابْنه" كَنْعَان "وَكَانَ فِي مَعْزِل" عَنْ السَّفِينَة {43} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ " قَالَ سَآوِي إلَى جَبَل يَعْصِمنِي" يَمْنَعنِي "مِنْ الْمَاء لَا عَاصِم الْيَوْم مِنْ أَمْر اللَّه" عَذَابه "إلَّا" لَكِنْ "مَنْ رَحِمَ" اللَّه فَهُوَ الْمَعْصُوم {44} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "وَقِيلَ يَا أَرْض ابْلَعِي مَاءَك" الَّذِي نَبَعَ مِنْك فَشَرِبَتْهُ دُون مَا نَزَلَ مِنْ السَّمَاء فَصَارَ أَنْهَارًا وَبِحَارًا "وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي" أَمْسِكِي عَنْ الْمَطَر فَأَمْسَكَتْ "وَغِيض" نَقَصَ "الْمَاء وَقُضِيَ الْأَمْر" تَمَّ أَمْر هَلَاك قَوْم نُوح "وَاسْتَوَتْ" وَقَفَتْ السَّفِينَة "عَلَى الْجُودِيّ" جَبَل بِالْجَزِيرَةِ بِقُرْبِ الْمُوصِل "وَقِيلَ بُعْدًا" هَلَاكًا "لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" الْكَافِرِينَ {45} وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ " وَنَادَى نُوح رَبّه فَقَالَ رَبّ إنَّ ابْنِي" كَنْعَان "مِنْ أَهْلِي" وَقَدْ وَعَدْتنِي بِنَجَاتِهِمْ "وَإِنَّ وَعْدك الْحَقّ" الَّذِي لَا خُلْف فِيهِ "وَأَنْت أَحْكَم الْحَاكِمِينَ" أَعْلَمهمْ وَأَعْدَلهمْ0 {46} قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ " قَالَ" تَعَالَى "يَا نُوح إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلك" النَّاجِينَ أَوْ مِنْ أَهْل دِينك "إنَّهُ" أَيْ سُؤَالك إيَّايَ بِنَجَاتِهِ "عَمَل غَيْر صَالِح" فَإِنَّهُ كَافِر وَلَا نَجَاة لِلْكَافِرِينَ وَفِي قِرَاءَة بِكَسْرِ مِيم عَمِلَ فِعْل وَنَصْب غَيْر فَالضَّمِير لِابْنِهِ "فَلَا تَسْأَلنِي" بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف "مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْم" مِنْ إنْجَاء ابْنك "إنِّي أَعِظك أَنْ تَكُون مِنْ الْجَاهِلِينَ" بِسُؤَالِك مَا لَمْ تَعْلَم {47} قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ " قَالَ رَبّ إنِّي أَعُوذ بِك" مِنْ "أَنْ أَسْأَلك مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْم وَإِلَّا تَغْفِر لِي" مَا فَرَطَ مِنِّي {48} قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ " قِيلَ يَا نُوح اهْبِطْ" انْزِلْ مِنْ السَّفِينَة "بِسَلَامٍ" بِسَلَامَةٍ أَوْ بِتَحِيَّةٍ "مِنَّا وَبَرَكَات" خَيْرَات "عَلَيْك وَعَلَى أُمَم مِمَّنْ مَعَك" فِي السَّفِينَة أَيْ مِنْ أَوْلَادهمْ وَذُرِّيَّتهمْ وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ "وَأُمَم" بِالرَّفْعِ مِمَّنْ مَعَك "سَنُمَتِّعُهُمْ" فِي الدُّنْيَا "ثُمَّ يَمَسّهُمْ مِنَّا عَذَاب أَلِيم" فِي الْآخِرَة وَهُمْ الْكُفَّار {49} تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " تِلْكَ" أَيْ هَذِهِ الْآيَات الْمُتَضَمِّنَة قِصَّة نُوح "مِنْ أَنْبَاء الْغَيْب" أَخْبَار مَا غَابَ عَنْك "نُوحِيهَا إلَيْك" يَا مُحَمَّد "مَا كُنْت تَعْلَمهَا أَنْت وَلَا قَوْمك مِنْ قَبْل هَذَا" الْقُرْآن "فَاصْبِرْ" عَلَى التَّبْلِيغ وَأَذَى قَوْمك كَمَا صَبَرَ نُوح "إنَّ الْعَاقِبَة" الْمَحْمُودَة {50} وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ" أَرْسَلْنَا إلَى عَادٍ أَخَاهُمْ مِنْ الْقَبِيلَة "هُودًا قَالَ يَا قَوْم اُعْبُدُوا اللَّه" وَحِّدُوهُ "مَا لَكُمْ مِنْ" زَائِدَة "إلَه غَيْره إنْ" مَا "أَنْتُمْ" فِي عِبَادَتكُمْ الْأَوْثَان "إلَّا مُفْتَرُونَ" كَاذِبُونَ عَلَى اللَّه {51} يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ " يَا قَوْم لَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ" عَلَى التَّوْحِيد "أَجْرًا إنْ" مَا "أَجْرِي إلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي" خَلَقَنِي {52} وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ " وَيَا قَوْم اسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ" مِنْ الشِّرْك "ثُمَّ تُوبُوا" ارْجِعُوا "إلَيْهِ" بِالطَّاعَةِ "يُرْسِل السَّمَاء" الْمَطَر وَكَانُوا قَدْ مَنَعُوهُ "عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا" كَثِير الدُّرُور "وَيُزِدْكُمْ قُوَّة إلَى" مَعَ "قُوَّتكُمْ" بِالْمَالِ وَالْوَلَد "وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ" مُشْرِكِينَ {53} قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ " قَالُوا يَا هُود مَا جِئْتنَا بِبَيِّنَةٍ" بُرْهَان عَلَى قَوْلك "وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتنَا عَنْ قَوْلك" أَيْ لِقَوْلِك 0 {54} إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ "إنْ" مَا "نَقُول" فِي شَأْنك "إلَّا اعْتَرَاك" أَصَابَك "بَعْض آلِهَتنَا بِسُوءٍ" فَخَبَلَك لِسَبِّك إيَّاهَا فَأَنْت تَهْذِي "قَالَ إنِّي أُشْهِد اللَّه" عَلَيَّ "وَأَشْهَد أَنِّي بَرِيء مِمَّا تُشْرِكُونَ" تُشْرِكُونَهُ بِهِ {55} مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ "مِنْ دُونه فَكِيدُونِي" احْتَالُوا فِي هَلَاكِي "جَمِيعًا" أَنْتُمْ وَأَوْثَانكُمْ "ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِي" تُمْهِلُونِ {56} إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "إنِّي تَوَكَّلْت عَلَى اللَّه رَبِّي وَرَبّكُمْ مَا مِنْ" زَائِدَة "دَابَّة" نَسَمَة تَدِبّ عَلَى الْأَرْض "إلَّا هُوَ آخِذ بِنَاصِيَتِهَا" أَيْ مَالِكهَا وَقَاهِرهَا فَلَا نَفْع وَلَا ضَرَر إلَّا بِإِذْنِهِ وَخَصَّ النَّاصِيَة بِالذِّكْرِ لِأَنَّ مَنْ أَخَذَ بِنَاصِيَتِهِ يَكُون فِي غَايَة الذُّلّ "إنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم" أَيْ طَرِيق الْحَقّ وَالْعَدْل {57} فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ "فَإِنْ تَوَلَّوْا" فِيهِ حَذْف إحْدَى التَّاءَيْنِ أَيْ تُعْرِضُوا "فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْت بِهِ إلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِف رَبِّي قَوْمًا غَيْركُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا" بِإِشْرَاكِكُمْ "إنَّ رَبِّي عَلَى كُلّ شَيْء حَفِيظ" رَقِيب {58} وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ "وَلَمَّا جَاءَ أَمْرنَا" عَذَابنَا "نَجَّيْنَا هُودًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ" هِدَايَة "مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَاب غَلِيظ" شَدِيد {59} وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ "وَتِلْكَ عَاد" إشَارَة إلَى آثَارهمْ أَيْ فَسِيحُوا فِي الْأَرْض وَانْظُرُوا إلَيْهَا ثُمَّ وَصَفَ أَحْوَالهمْ فَقَالَ "جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبّهمْ وَعَصَوْا رُسُله" جُمِعَ لِأَنَّ مَنْ عَصَى رَسُولًا عَصَى جَمِيع الرُّسُل لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي أَصْلِ مَا جَاءُوا بِهِ وَهُوَ التَّوْحِيد "وَاتَّبَعُوا" أَيْ السَّفَلَة "أَمْر كُلّ جُبَار عَنِيد" مُعَانِد لِلْحَقِّ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ {60} وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ "وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَة" مِنْ النَّاس "وَيَوْم الْقِيَامَة" لَعْنَة عَلَى رُءُوس الْخَلَائِق "أَلَا إنَّ عَادًا كَفَرُوا" جَحَدُوا "رَبّهمْ أَلَا بُعْدًا" مِنْ رَحْمَة اللَّه {61} وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ "و" أَرْسَلْنَا "إلَى ثَمُود أَخَاهُمْ" مِنْ الْقَبِيلَة "صَالِحًا قَالَ يَا قَوْم اُعْبُدُوا اللَّه" وَحِّدُوهُ "مَا لَكُمْ مِنْ إلَه غَيْره هُوَ أَنْشَأَكُمْ" ابْتَدَأَ خَلْقكُمْ "مِنْ الْأَرْض" بِخَلْقِ أَبِيكُمْ آدَم مِنْهَا "وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" جَعَلَكُمْ عُمَّارًا تَسْكُنُونَ بِهَا "فَاسْتَغْفِرُوهُ" مِنْ الشِّرْك "ثُمَّ تُوبُوا" ارْجِعُوا "إلَيْهِ" بِالطَّاعَةِ . "إنَّ رَبِّي قَرِيب" مِنْ خَلْقه بِعِلْمِهِ "مُجِيب" لِمَنْ سَأَلَهُ {62} قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ "قَالُوا يَا صَالِح قَدْ كُنْت فِينَا مَرْجُوًّا" نَرْجُو أَنْ تَكُون سَيِّدًا "قَبْل هَذَا" الَّذِي صَدَرَ مِنْك "أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُد مَا يَعْبُد آبَاؤُنَا" مِنْ الْأَوْثَان "وَإِنَّنَا لَفِي شَكّ مِمَّا تَدْعُونَا إلَيْهِ" مِنْ التَّوْحِيد "مُرِيب" مُوقِع فِي الرَّيْب |
|
![]() |
#138 |
![]() |
![]()
{63} قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ "قَالَ يَا قَوْم أَرَأَيْتُمْ إنْ كُنْت عَلَى بَيِّنَة" بَيَان "مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَة" نُبُوَّة "فَمَنْ يَنْصُرنِي" يَمْنَعنِي "مِنْ اللَّه" أَيْ عَذَابه "إنْ عَصَيْته فَمَا تَزِيدُونَنِي" بِأَمْرِكُمْ لِي بِذَلِكَ "غَيْر تَخْسِير" تَضْلِيل
{64} وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ "وَيَا قَوْم هَذِهِ نَاقَة اللَّه لَكُمْ آيَة" حَال عَامِله الْإِشَارَة "فَذَرُوهَا تَأْكُل فِي أَرْض اللَّه وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ" عَقْر "فَيَأْخُذكُمْ عَذَاب قَرِيب" إنْ عَقَرْتُمُوهَا {65} فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ "فَعَقَرُوهَا" عَقَرَهَا قِدَار بِأَمْرِهِمْ "فَقَالَ" صَالِح "تَمَتَّعُوا" عِيشُوا "فِي دَاركُمْ ثَلَاثَة أَيَّام" ثُمَّ تَهْلَكُونَ "ذَلِكَ وَعْد غَيْر مَكْذُوب" فِيهِ {66} فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرنَا" بِإِهْلَاكِهِمْ "نَجَّيْنَا صَالِحًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ" وَهُمْ أَرْبَعَة آلَاف "بِرَحْمَةٍ مِنَّا" نَجَّيْنَاهُمْ "وَمِنْ خِزْي يَوْمئِذٍ" بِكَسْرِ الْمِيم إعْرَابًا وَفَتْحهَا بِنَاء لِإِضَافَتِهِ إلَى مَبْنِيّ وَهُوَ الْأَكْثَر "إنَّ رَبّك هُوَ الْقَوِيّ الْعَزِيز" الْغَالِب {67} وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ "وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَة فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارهمْ جَاثِمِينَ" بَارِكِينَ عَلَى الرُّكَب مَيِّتِينَ {68} كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ "كَأَنْ" مُخَفَّفَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ كَأَنَّهُمْ "لَمْ يَغْنَوْا" يُقِيمُوا "فِيهَا" فِي دَارهمْ "أَلَا إنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبّهمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودٍ" بِالصَّرْفِ وَتَرْكه عَلَى مَعْنَى الْحَيّ وَالْقَبِيلَة {69} وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ "وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلنَا إبْرَاهِيم بِالْبُشْرَى" بِإسْحَاق وَيَعْقُوب بَعْده "قَالُوا سَلَامًا" مَصْدَر "قَالَ سَلَام" عَلَيْكُمْ "فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذ" مَشْوِيّ {70} فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ "فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيهمْ لَا تَصِل إلَيْهِ نَكِرهمْ" بِمَعْنَى أَنْكَرَهُمْ "وَأَوْجَسَ" أَضْمَرَ فِي نَفْسه "مِنْهُمْ خِيفَة" خَوْفًا "قَالُوا لَا تَخَفْ إنَّا أُرْسِلنَا إلَى قَوْم لُوط" لِنُهْلِكهُمْ {71} وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ "وَامْرَأَته" أَيْ امْرَأَة إبْرَاهِيم سَارَّة "قَائِمَة" تَخْدُمهُمْ "فَضَحِكَتْ" اسْتِبْشَارًا بِهَلَاكِهِمْ "فَبَشَّرْنَاهَا بِإسْحَاق وَمِنْ وَرَاء" بَعْد "إسْحَاق يَعْقُوب" وَلَده تَعِيش إلَى أَنْ تَرَاهُ |
![]() |
![]() |
#139 |
![]() |
![]()
{72} قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ "
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى" كَلِمَة تُقَال عِنْد أَمْر عَظِيم وَالْأَلِف مُبْدَلَة مِنْ يَاء الْإِضَافَة "أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوز" لِي تِسْع وَتِسْعُونَ سَنَة "وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا" لَهُ مِائَة أَوْ وَعِشْرُونَ سَنَة وَنَصْبه عَلَى الْحَال وَالْعَامِل فِيهِ مَا فِي ذَا مِنْ الْإِشَارَة "إنَّ هَذَا لَشَيْء عَجِيب" أَنْ يُولَد وَلَد لِهَرَمَيْنِ {73} قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْر اللَّه" قُدْرَته "رَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته عَلَيْكُمْ" يَا "أَهْل الْبَيْت" بَيْت إبْرَاهِيم "إنَّهُ حَمِيد" مَحْمُود "مَجِيد" كَرِيم {74} فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ " فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبْرَاهِيم الرَّوْع" الْخَوْف "وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى" بِالْوَلَدِ أَخَذَ "يُجَادِلنَا" يُجَادِل رُسُلنَا "فِي" شَأْن {75} إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ "إنَّ إبْرَاهِيم لَحَلِيم" كَثِير الْأَنَاة "أَوَّاه مُنِيب" رَجَّاع فَقَالَ لَهُمْ أَتُهْلِكُونَ قَرْيَة فِيهَا ثَلَاثمِائَةِ مُؤْمِن ؟ قَالُوا لَا قَالَ أَفَتُهْلِكُونَ قَرْيَة فِيهَا مِائَتَا مُؤْمِن ؟ قَالُوا لَا قَالَ أَفَتُهْلِكُونَ قَرْيَة فِيهَا أَرْبَعُونَ مُؤْمِنًا ؟ قَالُوا لَا قَالَ أَفَتُهْلِكُونَ قَرْيَة فِيهَا أَرْبَعَة عَشَرَ مُؤْمِنًا ؟ قَالُوا لَا قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ إنْ كَانَ فِيهَا مُؤْمِن وَاحِد قَالُوا لَا قَالَ إنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَم بِمَنْ فِيهَا إلَخْ {76} يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ فَلَمَّا أَطَالَ مُجَادَلَتهمْ قَالُوا : "يَا إبْرَاهِيم أَعْرِض عَنْ هَذَا" الْجِدَال "إنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْر رَبّك" بِهَلَاكِهِمْ {77} وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ " وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ" حَزِنَ بِسَبَبِهِمْ "وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا" صَدْرًا لِأَنَّهُمْ حِسَان الْوُجُوه فِي صُورَة أَضْيَاف فَخَافَ عَلَيْهِمْ قَوْمه "وَقَالَ هَذَا يَوْم عَصِيب" شَدِيد {78} وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ " وَجَاءَهُ قَوْمه" لَمَّا عَلِمُوا بِهِمْ "يُهْرَعُونَ" يُسْرِعُونَ "إلَيْهِ وَمِنْ قَبْل" قَبْل مَجِيئِهِمْ "كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَات" وَهِيَ إتْيَان الرِّجَال فِي الْأَدْبَار "قَالَ" لُوط "يَا قَوْم هَؤُلَاءِ بَنَاتِي" فَتَزَوَّجُوهُنَّ "هُنَّ أَطْهُر لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّه وَلَا تُخْزُونِي" تَفْضَحُونِ "فِي ضَيْفِي" أَضْيَافِي "أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُل رَشِيد" يَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنْ الْمُنْكَر {79} قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ "قَالُوا لَقَدْ عَلِمْت مَا لَنَا فِي بَنَاتك مِنْ حَقّ" حَاجَة "وَإِنَّك لَتَعْلَم مَا نُرِيد" مِنْ إتْيَان الرِّجَال {80} قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ "قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّة" طَاقَة "أَوْ آوِي إلَى رُكْن شَدِيد" عَشِيرَة تَنْصُرنِي لَبَطَشْت بِكُمْ فَلَمَّا رَأَتْ الْمَلَائِكَة ذَلِكَ {81} قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ " قَالُوا يَا لُوط إنَّا رُسُل رَبّك لَنْ يَصِلُوا إلَيْك" بِسُوءٍ "فَأَسْرِ بِأَهْلِك بِقِطَعٍ" طَائِفَة "مِنْ اللَّيْل وَلَا يَلْتَفِت مِنْكُمْ أَحَد" لِئَلَّا يَرَى عَظِيم مَا يَنْزِل بِهِمْ "إلَّا امْرَأَتك" بِالرَّفْعِ بَدَل مِنْ أَحَد وَفِي قِرَاءَة بِالنَّصْبِ اسْتِثْنَاء مِنْ الْأَهْل أَيْ فَلَا تَسِرْ بِهَا "إنَّهُ مُصِيبهَا مَا أَصَابَهُمْ" فَقِيلَ لَمْ يَخْرُج بِهَا وَقِيلَ خَرَجَتْ وَالْتَفَتَتْ فَقَالَتْ وَاقَوْمَاه فَجَاءَهَا حَجَر فَقَتَلَهَا وَسَأَلَهُمْ عَنْ وَقْت هَلَاكهمْ فَقَالُوا "إنَّ مَوْعِدهمْ الصُّبْح" فَقَالَ أُرِيد أَعْجَل مِنْ ذَلِكَ قَالُوا "أَلَيْسَ الصُّبْح بِقَرِيبٍ: {82} فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ " فَلَمَّا جَاءَ أَمْرنَا" بِإِهْلَاكِهِمْ "جَعَلْنَا عَالِيَهَا" أَيْ قُرَاهُمْ "سَافِلهَا" أَيْ بِأَنْ رَفَعَهَا جِبْرِيل إلَى السَّمَاء وَأَسْقَطَهَا مَقْلُوبَة إلَى الْأَرْض "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَة مِنْ سِجِّيل" طِين طُبِخَ بِالنَّارِ "مَنْضُود" مُتَتَابِع {83} مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ " مُسَوَّمَة" مُعَلَّمَة عَلَيْهَا اسْم مَنْ يُرْمَى بِهَا "عِنْد رَبّك" ظَرْف لَهَا "وَمَا هِيَ" الْحِجَارَة أَوْ بِلَادهمْ "مِنْ الظَّالِمِينَ" أَيْ أَهْل مَكَّة {84} وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ " و" أَرْسَلْنَا "إلَى مَدْيَن أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْم اُعْبُدُوا اللَّه" وَحِّدُوهُ "مَا لَكُمْ مِنْ إلَه غَيْره وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَال وَالْمِيزَان إنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ" نِعْمَة تُغْنِيكُمْ عَنْ التَّطْفِيف "وَإِنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ" إنْ لَمْ تُؤْمِنُوا "عَذَاب يَوْم مُحِيط" بِكُمْ يُهْلِككُمْ وَوَصْف الْيَوْم بِهِ مَجَاز لِوُقُوعِهِ فِيهِ {85} وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " وَيَا قَوْم أَوْفُوا الْمِكْيَال وَالْمِيزَان" أَتِمُّوهُمَا "بِالْقِسْطِ" بِالْعَدْلِ "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاس أَشْيَاءَهُمْ" لَا تُنْقِصُوهُمْ مِنْ حَقّهمْ شَيْئًا "وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْض مُفْسِدِينَ" بِالْقَتْلِ وَغَيْره مِنْ عَثِيَ بِكَسْرِ الْمُثَلَّثَة أَفْسَدَ وَمُفْسِدِينَ حَال مُؤَكِّدَة لِمَعْنَى عَامِلهَا تَعْثَوْا {86} بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ " بَقِيَّة اللَّه" رِزْقه الْبَاقِي لَكُمْ بَعْد إيفَاء الْكَيْل وَالْوَزْن "خَيْر لَكُمْ" مِنْ الْبَخْس "وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ" رَقِيب أُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ إنَّمَا بُعِثْت نَذِيرًا {87} قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ " قَالُوا" لَهُ اسْتِهْزَاء "يَا شُعَيْب أَصَلَاتك تَأْمُرك" بِتَكْلِيفِ "أَنْ نَتْرُك مَا يَعْبُد آبَاؤُنَا" مِنْ الْأَصْنَام "أَوْ" نَتْرُك "أَنْ نَفْعَل فِي أَمْوَالنَا مَا نَشَاء" الْمَعْنَى هَذَا أَمْر بَاطِل لَا يَدْعُو إلَيْهِ دَاعٍ بِخَيْرٍ "إنَّك لَأَنْت الْحَلِيم الرَّشِيد" قَالُوا ذَلِكَ اسْتِهْزَاء {88} قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " قَالَ يَا قَوْم أَرَأَيْتُمْ إنْ كُنْت عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي رِزْقًا حَسَنًا" حَلَالًا أَفَأُشَوِّبهُ بِالْحَرَامِ مِنْ الْبَخْس وَالتَّطْفِيف "وَمَا أُرِيد أَنْ أُخَالِفكُمْ" وَأَذْهَب "إلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ" فَأَرْتَكِبهُ "إنْ" مَا "أُرِيد إلَّا الْإِصْلَاح" لَكُمْ بِالْعَدْلِ "مَا اسْتَطَعْت وَمَا تَوْفِيقِي" قُدْرَتِي عَلَى ذَلِكَ وَغَيْره مِنْ الطَّاعَات "إلَّا بِاَللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْت وَإِلَيْهِ أُنِيب" أَرْجِعك {89} وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ " وَيَا قَوْم لَا يَجْرِمَنكُمْ" يَكْسِبَنكُمْ "شِقَاقِي" خِلَافِي فَاعِل يَجْرِم وَالضَّمِير مَفْعُول أَوَّل وَالثَّانِي "أَنْ يُصِيبكُمْ مِثْل مَا أَصَابَ قَوْم نُوح أَوْ قَوْم هُود أَوْ قَوْم صَالِح" مِنْ الْعَذَاب "وَمَا قَوْم لُوط" أَيْ مَنَازِلهمْ أَوْ زَمَن هَلَاكهمْ "مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ" فَاعْتَبِرُوا {90} وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ "وَاسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ إنَّ رَبِّي رَحِيم" بِالْمُؤْمِنِينَ "وَدُود" مُحِبّ لَهُمْ {91} قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ " قَالُوا" إيذَانًا بِقِلَّةِ الْمُبَالَاة "يَا شُعَيْب مَا نَفْقَه" نَفْهَم "كَثِيرًا مِمَّا تَقُول وَإِنَّا لَنَرَاك فِينَا ضَعِيفًا" ذَلِيلًا "وَلَوْلَا رَهْطك" عَشِيرَتك "لَرَجَمْنَاك" بِالْحِجَارَةِ "وَمَا أَنْت عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ" كَرِيم عَنْ الرَّجْم وَإِنَّمَا رَهْطك هُمْ الْأَعِزَّة {92} قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " قَالَ يَا قَوْم أَرَهْطِي أَعَزّ عَلَيْكُمْ مِنْ اللَّه" فَتَتْرُكُوا قَتْلِي لِأَجْلِهِمْ وَلَا تَحْفَظُونِي لِلَّهِ "وَاِتَّخَذْتُمُوهُ" أَيْ اللَّه "وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا" مَنْبُوذًا خَلْف ظُهُوركُمْ لَا تُرَاقِبُونَهُ "إنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيط" عِلْمًا فَيُجَازِيكُمْ {93} وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ " وَيَا قَوْم اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتكُمْ" حَالَتكُمْ "إنِّي عَامِل" عَلَى حَالَتِي "سَوْف تَعْلَمُونَ مَنْ" مَوْصُولَة مَفْعُول الْعِلْم "يَأْتِيه عَذَاب يُخْزِيه وَمَنْ هُوَ كَاذِب وَارْتَقِبُوا" انْتَظِرُوا عَاقِبَة أَمْركُمْ "إنِّي مَعَكُمْ رَقِيب" مُنْتَظِر {94} وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ " وَلَمَّا جَاءَ أَمْرنَا" بِإِهْلَاكِهِمْ "نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتْ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَة" صَاحَ بِهِمْ جِبْرِيل "فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارهمْ جَاثِمِينَ" بَارِكِينَ عَلَى الرُّكَب مَيِّتِينَ {95} كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ "كَأَنْ" مُخَفَّفَة : أَيْ كَأَنَّهُمْ "لَمْ يَغْنَوْا" يُقِيمُوا {96} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَان مُبِين" بُرْهَان بَيِّن ظَاهِر {97} إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ "إلَى فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْر فِرْعَوْن وَمَا أَمْر فِرْعَوْن بِرَشِيدٍ" سَدِيد00 {98} يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ "يَقْدُم" يَتَقَدَّم "قَوْمه يَوْم الْقِيَامَة" فَيَتَّبِعُونَهُ كَمَا اتَّبَعُوهُ فِي الدُّنْيَا "فَأَوْرَدَهُمْ" أَدْخَلَهُمْ "النَّار وَبِئْسَ الْوِرْد الْمَوْرُود" هِيَ {99} وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ "وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ" أَيْ الدُّنْيَا "لَعْنَة وَيَوْم الْقِيَامَة" لَعْنَة "بِئْسَ الرِّفْد" الْعَوْن "الْمَرْفُود" رِفْدهمْ {100} ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ "ذَلِكَ" الْمَذْكُور مُبْتَدَأ خَبَره "مِنْ أَنْبَاء الْقُرَى نَقُصّهُ عَلَيْك" يَا مُحَمَّد "مِنْهَا" أَيْ الْقُرَى "قَائِم" هَلَكَ أَهْله دُونه "وَحَصِيد" "و" مِنْهَا "حَصِيد" هَلَكَ بِأَهْلِهِ فَلَا أَثَر لَهُ كَالزَّرْعِ الْمَحْصُود بِالْمَنَاجِلِ {101} وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ " وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ" بِإِهْلَاكِهِمْ بِغَيْرِ ذَنْب "وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ" بِالشِّرْكِ "فَمَا أَغْنَتْ" دَفَعَتْ "عَنْهُمْ آلِهَتنَا الَّتِي يَدْعُونَ" يَعْبُدُونَ "مِنْ دُون اللَّه" أَيْ غَيْره "مِنْ" زَائِدَة "شَيْء لَمَّا جَاءَ أَمْر رَبّك" عَذَابه "وَمَا زَادُوهُمْ" بِعِبَادَتِهِمْ لَهَا "غَيْر تَتْبِيب" تَخْسِير {102} وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " وَكَذَلِكَ" مِثْل ذَلِكَ الْأَخْذ "أَخْذ رَبّك إذَا أَخَذَ الْقُرَى" أُرِيد أَهْلهَا "وَهِيَ ظَالِمَة" بِالذُّنُوبِ : أَيْ فَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ أَخْذه شَيْء "إنَّ أَخْذه أَلِيم شَدِيد" رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "وَكَذَلِكَ أَخْذ رَبّك" الْآيَة {103} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ " إنَّ فِي ذَلِكَ" الْمَذْكُور مِنْ الْقَصَص "لَآيَة" لَعِبْرَة "لِمِنْ خَافَ عَذَاب الْآخِرَة ذَلِكَ" أَيْ يَوْم الْقِيَامَة "يَوْم مَجْمُوع لَهُ" فِيهِ "النَّاس وَذَلِكَ يَوْم مَشْهُود" يَشْهَدهُ جَمِيع الْخَلَائِق {104} وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ "وَمَا نُؤَخِّرهُ إلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُود" لِوَقْتٍ مَعْلُوم عِنْد اللَّه {105} يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ " يَوْم يَأْتِ" ذَلِكَ الْيَوْم "لَا تَكَلَّم" فِيهِ حَذْف إحْدَى التَّاءَيْنِ "نَفْس إلَّا بِإِذْنِهِ" تَعَالَى "فَمِنْهُمْ" أَيْ الْخَلْق "شَقِيّ و" مِنْهُمْ "سَعِيد" كُتِبَ كُلّ فِي الْأَزَل {106} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ "فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا" فِي عِلْمه تَعَالَى "فَفِي النَّار لَهُمْ فِيهَا زَفِير" صَوْت شَدِيد "وَشَهِيق" صَوْت ضَعِيف {107} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ "خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَات وَالْأَرْض" أَيْ مُدَّة دَوَامهمَا فِي الدُّنْيَا "إلَّا" غَيْر "مَا شَاءَ رَبّك" مِنْ الزِّيَادَة عَلَى مُدَّتهمَا مِمَّا لَا مُنْتَهَى لَهُ وَالْمَعْنَى خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا {108} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ " وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا" بِفَتْحِ السِّين وَضَمّهَا "فَفِي الْجَنَّة خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَات وَالْأَرْض إلَّا" غَيْر "مَا شَاءَ رَبّك" كَمَا تَقَدَّمَ وَدَلَّ عَلَيْهِ فِيهِمْ قَوْله "عَطَاء غَيْر مَجْذُوذ" عَطَاء "غَيْر مَجْذُوذ" مَقْطُوع وَمَا تَقَدَّمَ مِنْ التَّأْوِيل هُوَ الَّذِي ظَهَرَ وَهُوَ خَال مِنْ التَّكَلُّف وَاَللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ00 {109} فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ " فَلَا تَكُ" يَا مُحَمَّد "فِي مِرْيَة" شَكّ "مِمَّا يَعْبُد هَؤُلَاءِ" مِنْ الْأَصْنَام إنَّا نُعَذِّبهُمْ كَمَا عَذَّبْنَا مَنْ قَبْلهمْ وَهَذَا تَسْلِيَة لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَا يَعْبُدُونَ إلَّا كَمَا يَعْبُد آبَاؤُهُمْ" أَيْ كَعِبَادَتِهِمْ "مِنْ قَبْل" وَقَدْ عَذَّبْنَاهُمْ "وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ" مِثْلهمْ "نَصِيبهمْ" حَظّهمْ مِنْ الْعَذَاب "غَيْر مَنْقُوص" أَيْ تَامًّا {110} وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَاب" التَّوْرَاة "فَاخْتُلِفَ فِيهِ" بِالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيب كَالْقُرْآنِ "وَلَوْلَا كَلِمَة سَبَقَتْ مِنْ رَبّك" بِتَأْخِيرِ الْحِسَاب وَالْجَزَاء لِلْخَلَائِقِ إلَى يَوْم الْقِيَامَة "لَقُضِيَ بَيْنهمْ" فِي الدُّنْيَا فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ "وَإِنَّهُمْ" أَيْ الْمُكَذِّبِينَ بِهِ "لَفِي شَكّ مِنْهُ مُرِيب" مُوقِع فِي الرِّيبَة {111} وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " وَإِنْ" بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد "كُلًّا" أَيْ كُلّ الْخَلَائِق "لَمَّا" مَا زَائِدَة وَاللَّام مُوَطِّئَة لِقَسَمٍ مُقَدَّر أَوْ فَارِقَة وَفِي قِرَاءَة بِتَشْدِيدِ لَمَّا بِمَعْنَى إلَّا فَإِنْ نَافِيَة "لَيُوَفِّيَنهمْ رَبّك أَعْمَالهمْ" أَيْ جَزَاءَهَا "إنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِير" عَالِم بِبَوَاطِنِهِ كَظَوَاهِرِهِ {112} فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " فَاسْتَقِمْ" عَلَى الْعَمَل بِأَمْرِ رَبّك وَالدُّعَاء إلَيْهِ "كَمَا أُمِرْت و" لِيَسْتَقِمْ "مَنْ تَابَ" آمَنَ "مَعَك وَلَا تَطْغَوْا" تُجَاوِزُوا حُدُود اللَّه "إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير" فَيُجَازِيكُمْ بِهِ {113} وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ " وَلَا تَرْكَنُوا" تَمِيلُوا "إلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا" بِمَوَدَّةٍ أَوْ مُدَاهَنَة أَوْ رِضَا بِأَعْمَالِهِمْ "فَتَمَسّكُمْ" تُصِيبكُمْ "النَّار وَمَا لَكُمْ مِنْ دُون اللَّه" أَيْ غَيْره "مِنْ" زَائِدَة "أَوْلِيَاء" يَحْفَظُونَكُمْ مِنْهُ "ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ" تُمْنَعُونَ مِنْ عَذَابه {114} وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " وَأَقِمْ الصَّلَاة طَرَفَيْ النَّهَار" الْغَدَاة وَالْعَشِيّ أَيْ : الصُّبْح وَالظُّهْر وَالْعَصْر "وَزُلَفًا" جَمْع زُلْفَة أَيْ : طَائِفَة "مِنْ اللَّيْل" الْمَغْرِب وَالْعِشَاء "إنَّ الْحَسَنَات" كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْس "يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات" الذُّنُوب الصَّغَائِر نَزَلَتْ فِيمَنْ قَبَّلَ أَجْنَبِيَّة فَأَخْبَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَلِي هَذَا ؟ فَقَالَ "لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلّهمْ" رَوَاهُ الشَّيْخَانِ "ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" عِظَة لِلْمُتَّعِظِينَ {115} وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "وَاصْبِرْ" يَا مُحَمَّد عَلَى أَذَى قَوْمك أَوْ عَلَى الصَّلَاة "فَإِنَّ اللَّه لَا يُضِيع أَجْر الْمُحْسِنِينَ" بِالصَّبْرِ عَلَى الطَّاعَة {116} فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ " فَلَوْلَا" فَهَلَّا "كَانَ مِنْ الْقُرُون" الْأُمَم الْمَاضِيَة "مِنْ قَبْلكُمْ أُولُو بَقِيَّة" أَصْحَاب دِين وَفَضْل "يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَاد فِي الْأَرْض" الْمُرَاد بِهِ النَّفْي : أَيْ مَا كَانَ فِيهِمْ ذَلِكَ "إلَّا" لَكِنَّ "قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ" نَهَوْا فَنَجَوْا وَمِنْ لِلْبَيَانِ "وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا" بِالْفَسَادِ وَتَرْك النَّهْي "مَا أُتْرِفُوا" نَعِمُوا {117} وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ "وَمَا كَانَ رَبّك لِيُهْلِك الْقُرَى بِظُلْمٍ" مِنْهُ لَهُمْ "وَأَهْلهَا مُصْلِحُونَ" مُؤْمِنُونَ {118} وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ "وَلَوْ شَاءَ رَبّك لَجَعَلَ النَّاس أُمَّة وَاحِدَة" أَهْل دِين وَاحِد "وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" فِيالدِّين {119} إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "إلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك" أَرَادَ لَهُمْ الْخَيْر فَلَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ "وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" أَيْ أَهْل الِاخْتِلَاف لَهُ وَأَهْل الرَّحْمَة لَهَا "وَتَمَّتْ كَلِمَة رَبّك" وَهِيَ {120} وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ "وَكُلًّا" نُصِبَ بِنَقْصٍ وَتَنْوِيَنه عِوَض الْمُضَاف إلَيْهِ أَيْ كُلّ مَا يَحْتَاج إلَيْهِ "نَقُصّ عَلَيْك مِنْ أَنْبَاء الرُّسُل مَا" بَدَل مِنْ كُلًّا "نُثَبِّت" نُطَمِّنُ "بِهِ فُؤَادك" قَلْبك "وَجَاءَك فِي هَذِهِ" الْأَنْبَاء أَوْ الْآيَات "الْحَقّ وَمَوْعِظَة وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" خُصُّوا بِالذِّكْرِ لِانْتِفَاعِهِمْ بِهَا فِي الْإِيمَان بِخِلَافِ الْكُفَّار {121} وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ "وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتكُمْ" حَالَتكُمْ "إنَّا عَامِلُونَ" عَلَى حَالَتنَا تَهْدِيد لَهُمْ {122} وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ "وَانْتَظِرُوا" عَاقِبَة أَمْركُمْ "إنَّا مُنْتَظِرُونَ" ذَلِكَ {123} وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "وَلِلَّهِ غَيْب السَّمَاوَات وَالْأَرْض" أَيْ عِلْم مَا غَابَ فِيهِمَا "وَإِلَيْهِ يَرْجِع" بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ يَعُود وَلِلْمَفْعُولِ يُرَدّ "الْأَمْر كُلّه" فَيَنْتَقِم مِمَّنْ عَصَى "فَاعْبُدْهُ" وَحْده "وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ" ثِقْ بِهِ فَإِنَّهُ كَافِيك "وَمَا رَبّك بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" وَإِنَّمَا يُؤَخِّرهُمْ لِوَقْتِهِمْ وَفِي قِرَاءَة بِالْفَوْقَانِيَّةِ |
|
![]() |
#140 |
![]() |
![]() سورة يوسف(111) {1} الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ : "الر" اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِذَلِكَ "تِلْكَ" هَذِهِ الْآيَات "آيَات الْكِتَاب" الْقُرْآن وَالْإِضَافَة بِمَعْنَى مِنْ "الْمُبِين" الْمُظْهِر لِلْحَقِّ مِنْ الْبَاطِل {2} إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "إنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا" بِلُغَةِ الْعَرَب "لَعَلَّكُمْ" يَا أَهْل مَكَّة "تَعْقِلُونَ" تَفْقَهُونَ مَعَانِيه {3} نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ " نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْك أَحْسَن الْقَصَص بِمَا أَوْحَيْنَا" بِإِيحَائِنَا "إلَيْك هَذَا الْقُرْآن وَإِنْ" مُخَفَّفَة أَيْ وَإِنَّهُ {4} إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ اُذْكُرْ "إذْ قَالَ يُوسُف لِأَبِيهِ" يَعْقُوب "يَا أَبَتِ" بِالْكَسْرِ دَلَالَة عَلَى يَاء الْإِضَافَة الْمَحْذُوفَة وَالْفَتْح دَلَالَة عَلَى أَلِف مَحْذُوفَة قُلِبَتْ عَنْ الْيَاء "إنِّي رَأَيْت" فِي الْمَنَام "أَحَد عَشَر كَوْكَبًا وَالشَّمْس وَالْقَمَر رَأَيْتهمْ" تَأْكِيد "لِي سَاجِدِينَ" جُمِعَ بِالْيَاءِ وَالنُّون لِلْوَصْفِ بِالسُّجُودِ الَّذِي هُوَ مِنْ صِفَات الْعُقَلَاء |
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفاتحة, تفير, صورة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 0 والزوار 19) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
برامج القران الكريم للجولات | عـــودالليل | …»●[قصايدليل لعالم الجوالات بجميع انواعها]●«… | 6 | 02-10-2009 05:32 PM |
ااسماء الله الحسنى | ضحكة خجوله | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 8 | 01-22-2009 08:13 PM |
هل أنت مؤدبٌ مع القرآن ؟؟ | احاسيس الغرام | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 6 | 11-16-2008 07:17 AM |
تعريف القرآن الكريم ووصفه | a7med | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 7 | 11-05-2008 07:57 AM |
عشرون معجزة من معجزات القرآن الكريم | بقايا الجرح | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 9 | 11-02-2008 09:51 PM |
![]() |