|
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
خطبة عيد الفطر 1445 هـ
خطبة عيد الفطر 1445 هـ
الحمد لله الذي خلق كلَّ شيء فقدَّره تقديرًا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل الليل والنهار خِلْفةً لمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شكورًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبِعهم على الهدى وسلَّم تسليمًا كثيرًا، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد؛ أما بعد: فاتقوا الله عباد الله؛ فقد أمركم بتقواه، وأطيعوه ولا تعصوه؛ فقد أفلح من أطاعه، وخاب من عصاه. أيها المسلمون: كنتم بالأمس في خير الأيام، عِشْتُم شهرَ الصيام والقيام، وتعرَّضتم فيه لأطيب النَّفَحات، وتقلَّبتم بين أنواع الطاعات؛ من صيام وصلوات، وذِكْرٍ ودَعَوات، وتلاوة وصدقات، عاش الكثير منكم في رمضان، في أجواء مُفْعَمَةٍ بالإيمان، عرَفوا فيها ربيع القرآن، وفضلَ الجلوس في بيوت الرحمن، ومناجاة الكريم المنَّان، فيا إخوة الإيمان، مَن جرَّب الطاعة في رمضان، واستمتع بحلاوتها ولذتها، كيف يُطيع النفس في تَرْكِها ومفارقتها؟ إن المؤمن الصادق يسعى دائمًا في علوِّ نفسه وتزكيتها؛ فهو لا يُتْبِع النفسَ هواها، بل يجبرها على طاعة ربها ومولاها: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]. وإن من التفريط والخسران، واتباع همزات الشيطان، ألَّا يُعرَف الله تعالى إلا في رمضان، فكونوا ربَّانِيِّين ولا تكونوا رمضانِيِّين؛ فقد شَرَعَ الله لكم في رمضان الصيامَ؛ لتحققوا له التقوى طوال العام، وهي وصية الله العظمى لكم ولمن قبلكم: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]، والمتَّقون هم الذين يحافظون على طاعة الله، ويتركون معصيته في كل وقت وحين، ولقد فضَّل الله المتقين على غيرهم فأعطاهم محبته؛ فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 4]، وجعل معيته الخاصة لهم؛ فقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194]، وبشَّرهم بقَبول أعمالهم؛ فقال: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، وجَعَلَهم هُمُ الأكْرَمون؛ فقال: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وجَعَلَ البركةَ لهم؛ فقال: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وأعطاهم الأمن والأمان؛ فقال: ﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35]، والتوفيقَ والتيسير، والرزقَ الوفير، والأجرَ الكبير: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5]، والمتقون بفضل الله هم الناجون الفائزون في الآخرة: ﴿ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 35]، ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55]، جعلني الله وإياكم من المتقين، فالزموا - يا عباد الله - تقوى الله في جميع الأوقات، واعلموا أن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، والمرء حيث يجعل نفسه، فإن رفعها ارتفعت، وإن وَضَعها اتَّضَعت، وأشرفَ الأوقات ما صُرِفَ في طاعة الله، والعملَ بِضاعة الأقوياء الجادين، والأماني بضاعة الضعفاء البطَّالين، والنفس إن لم تَشغلها بطاعة الله، شَغَلَتْك بما لا ينفع، وإذا وهب الله تعالى لعبده المؤمن أُذُنًا تَعِي وتسمع، وقلبًا يخشى ويخشع، وعقلًا يرتدع ويُقْلع، فقد - والله - وفَّقه توفيقًا عظيمًا، ومنحه عطاءً جزيلًا؛ ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 66 - 68]، ألَا وإن طول الأمل يُنسي الآخرة، واتباعَ الهوى يصُدُّ عن الحق، وإن القلوب المتعلِّقة بالشهوات والهوى محجوبة عن الله بقدر تعلُّقها به، والنفس أمَّارة بالسوء، فإنْ عَصَتْك في الطاعة، فلا تُطِعْها في المعصية؛ ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾ [الأنعام: 104]، ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [البقرة: 148]، واحذروا الغَفَلات، فالغفلة أشدُّ ما يفتِك بالقلوب، وإنما صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها، وإن أعزَّ ما على المؤمن سلامةُ دينه، وثباته على الإيمان والتقوى، فاحذروا - يا عباد الله - الفِتَنَ، فما من شيء أخطر على دين المرء من الفتن؛ وفي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن؛ قالها ثلاثًا))، فحاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوها قبل أن تُوزنوا، وتأهَّبوا للعرض الأكبر على الله: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]، واعلموا - يا عباد الله - أن كلًّا منا سيقف أمام ربه وحيدًا يكلمه ربه ليس بينه وبينه تُرجمان، فيسأله عن القليل والكثير، فتهيَّأ - يا عبد الله - لهذا الموقف الرهيب، واجلس مع نفسك وحاسبها؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسأل عن عُمُره فيمَ أفناه؟ وعن علمه فِيمَ فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه؟))؛ ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [يونس: 108]، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولك، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد كثيرًا كثيرًا، والصلاة والسلام على المبعوث بالحق بشيرًا ونذيرًا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد؛ أما بعد عباد الله: فاشكروا الله أنْ مَنَّ عليكم بإدراك شهر الصوم فصُمْتُم أيامه وقُمْتُم لَيَالِيَه، ومن شُكْرِ الله تعالى مواصلةُ أعمال الـخير، والاستمرار على الطاعة، ومن ذلك صيامُ ستة أيام من شهر شوال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر))، ثم اعلم - أيها المسلم - أنَّك محاسَب على أوقاتك، مُحصًى عليك كل أقوالك وأفعالك، فاحرص على ما ينفعك، واستعِنْ بالله ولا تعجِزْ، وقُلْ: آمنت بالله، ثم استَقِمْ، واترك ما لا يَعْنيك، ودَعْ ما يَرِيبُك إلى ما لا يريبك، واعلم أنك لن تنال ما تحب إلا بترك ما تشتهي، ولن تدرك ما تُؤمِّل إلا بالصبر على ما تكره، ولن تنال ما عند الله إلا بطاعته جل في علاه، وتذكَّر أخي: إنك لن تأخذ معك سوى عملك، وسترحل مثل من سبقك، ولن يبقى منك إلا سمعتك وذكرك، وانظر لمن كانوا معنا في هذا الْمُصلى في العام الماضي، كم واحد منهم غادر الميدان، ورحل عن البُنيان، وغادر الأهل والأوطان، وأصبح في جوار الرحمن؟ وكم من واحد حاضر معنا الآن، وقد كُتب من المغادرين في مستقبل الزمان؟ فكل من سوى الله هالك، فاجتهد - أيها المسلم - في إصلاح أعمالك وأقوالك، وتحسين خُلُقك وتحقيق كمالك، واسلُكْ لذلك أحسن المسالك، واشتغل بذكر الله؛ فإنه خير الأعمال، وأحبُّها إلى الكبير المتعالِ، والْزَمِ الصدق، فإن الله مع الصادقين، واحذر الكذب فإن المؤمن لا يكذب، بَرَّ والديك، وصِلْ رَحِمك، وأحْسِن إلى جيرانك؛ ﴿ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، واعلم أن صنائع المعروف تَقِي مصارع السوء، وأن الله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، والصدقة تدفع البلاء، والراحمون يرحمهم الرحمن، وما كان الرِّفق في شيء إلا زانه، وما نُزِع من شيء إلا شانه، ونقول لأخواتنا المسلمات: حافِظْنَ على تقوى الله وطاعته؛ ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب: 33]، وإن صَلاحَ النساء هو سبب في صلاح المجتمع، فحافِظْنَ على الحجاب والحياء، وطاعة الزوج، وتربية الأبناء والبنات على طاعة الله ومرضاته. أيها المسلمون: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفِّق وليَّ أمرنا ووليَّ عهده لِما تحب وترضى، واجمع بهم كلمة المسلمين على الحق والدين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وولِّ عليهم خيارهم، واكْفِهم شرَّ شرارهم، وجنِّبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود، وثبِّت أقدامهم، وسدِّد رَمْيَهم يا قوي يا عزيز، ربنا اغفر لنا ولوالدينا، وللمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا، وأصلح نساءنا وشبابنا، وتقبَّل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أغِثْنا، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182]. |
04-13-2024 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك
|
|
اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥ اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره
|