![]() |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
![]() (13)
أيها الغد ولأنك تنبئ بأنك ستكون جميلاً لا تستطيع الاستفتاء عن مدى صبابتي إليك.. . . . تسبقني لهفتي للساعة التاسعة حتى يتسنى لي الإعداد لما خططت له تنازلت سابقاً عن هذه العادة وسرعان ما عدت إليها راكضة بعد استقامة حال التيار أقبلت البشرى ولك الحمد جزيلاً يا الله ما خُلت أن يمضي صباح بهذا الانتشاء والتوق بعد هذا الزمن من الوحشة اصطحبت سري و إياد والسائق من أجل التحضيرات اللازمة بداية سأذهب لاقتناء سرير متنقل وكذلك لحاف جديد ثم إلى جهة من بعد إرشادات صفاء وسلطان لاقتناء جهاز تنقية الهواء لجهلي البالغ في المنطقة يتعين علي اختيار ما يلزم بشكل مناسب للحالة ومتناسق أيضاً من ناحية الألوان و كذلك الشكل لن أهمله الوقت يركض و خلفي الكثير من المهام قبل أن يحين زمان العودة من صفوف الدارسة لا أفكر في وسط للاحتفال كبير وفي ذات اللحظة أريده أن يكون متكاملاً و يعكس مدى الشعور بالفرحة الغد هو الوقت المحدد لخروج فيصل بعد أن نجحت الزراعة مبدئياً الأمر مبهج جداً، داعياً لأجواء من الفرح لا يجوز أن تتلكأ بالتفكير العكسي ( إن لم يحدث المتوقع ) لحسن الحظ أن هناك مركز قريب سأبتاع منه بعض الحاجيات لتدعم أجواء الاحتفال بالون، لواصق، بعض الزهور الصناعية، و ما يلزم لتغليف الهدايا التي سنقدمها لفيصل بمناسبة خروجه منذ دخوله للمشفى وحتى هذا اليوم لم يتراجع أخوة فيصل عن شراء الهدايا له بعضها قُدمت وكثير منها باقٍ من أجل لحظة خروجه. أما قطعة الحلوى سأقوم بإعدادها، لا أثق بنظافة الجاهزة منها خصوصاً في وضع صحي ليس متكامل كفيصل أي فايروس أو ميكروب قد يكون عند الشخص الطبيعي لا يُشعر به، فهو لديه خلاف ذلك ولجت عند الساعة الحادية عشر والنصف إلى المنزل وغادر السائق سريعاً من أجل الطلبة سري على عجالة من أمرها ذهبت لإعداد وجبة الغداء أما عني وضعت إياد في سريره و هو ينعم بنوم عميق وأنا بدأت الترتيبات اللحاف ألقيته في آلة الغسيل لاستغلال الوقت ثم عدت للعراك مع السرير المتنقل بعد قرار حاسم من سلطان سيكون في حجرته و سيكون فيصل أمام نظره حتى يشتد عوده وتعود صحته وافية في الليلة الماضية أخبرتني صفاء عن المكان المُختار له و فعلت أجريت الترتيبات النهائية حتى رن جرس العودة أغلقت الحجرة من خلفي، لا أعلم لماذا أكتم الأمر حتى الآن أريد أن أقدمها مفاجآة بعد أن أنتهي من الإعداد من جهة، ومن جهة أخرى ينتابني الخوف أن يحل أمر عكسي، وصوت خفي من حق صفاء أن تقدم لهم البشرى بنفسها مضت وجبة الغداء بعقل غائب مني و جسد حاضر ولسان يجاري الحكايات والأخبار التي حدثت مع الأولاد أما مودة، تستبقي الحديث معي للوقت الذي يسبق نومها، فهو وقت تبادل الحوارات والحكايا. تبسمت فجأة إثر فكرة أن يعود أهل الدار لدارهم، و أن أعود لعائلتي وفيصل في عافيته وتعود الحياة مكانها بعد هذا التوقف أشار بدر إلى مودة قائلاً: شكل أجدادي جايين وعمة تبغى سويها لنا مفاجأة ضحكت بعد أن سمعته ، المشاغب اصطاد اللحظة المحرجة خلال حديثي مع عقلي وأكملت عنه مودة إذ وكزتني: من جد يا عمة ازدادت قهقهتي سعيدة لتحليلات ابتسامتي التي فاضت بلا شعور: لا بس فيه مفاجأة مرا حلوة لمن تجي ماما حتقول لكم قفزت بجواري مودة تستجوبني ولا أجيب إلا بالضحك و بدر قد أمسك بذراعي من جهة و مودة من جهة أما عبدالوهاب اختار أن يتحضن رأسي من الخلف وكانت هذه مساحته واحتفظت بالسر إلى أن تعود صفاء . . . عادت صفاء في الحين الذي انتهيت فيه بمساعدة سري من طوق البالون وتغليف الهدايا و التراكيب الأخرى الباقي أن تصرح بالبشرى ثم أظهر الترتيبات من حجرة سري ونبدأ تعليق الزينة وما إلى ذلك أثنت على جهودي صفاء حين ولجت إلى حجرتها بترت كلمات شكرها الكثيرة بــ : متى حتقولي لهم عن فيصل كأني حركت فيها شجاعة أن تبوح وفي عينيها تردد قرأته، هناك ما لا أعرفه هكذا فهمت من ترددها و ألقت البشرى يقفز في مكانه عبدالوهاب يقول: أعطيته دمي وفيه الدواء بينما عانقت مودة والدتها ثم عادت إلي : هذا سبب فرحتك اليوم : طبعاً، شفتي إنها مفاجأة مرا حلوة : وأنتِ حترجعي متى ؟ صحيح لم أفكر في أمر عودتي إثر زحمة هذا اليوم إلى الآن لم يتبين شيء، لكني لا أفكر بالعودة سريعاً أريد أن أطمئن أكثر ثم لكل حادث حديث طوقتها بذراعي :شوفوا في إيش تفكر، خلي كل حدث لوقته أما بدر الذي أخذ يضحك طويلاً، ثم انسحب ليعيش فرحته باسلوبه الخاص كعادته.. المشاغب الصغير هو أيضاً يفرح بطريقته، رمى لعبته في اتجاهي ولم تكن المرة الأولى.. . . . أقبل اليوم المنتظر في وقت مبكر أنا أقف في المطبخ، أريد أن أعد قطعة الحلوى التي اخترتها بعناية في ليلتي المنصرمة لا تكون ممتلئة بمواد غذائية غير مفيدة، وكذلك تكون لذيذة المذاق والشكل والنكهة المفضلة لفيصل أحضر المكونات واقرأ جيداً، أريده طبق وافٍ أراجع الطريقة قبل البدء في الإعداد حتى لا أخطئ في تفصيلة صغيرة ويفسد المذاق أقبل اتصال صفاء، أجبتها متبمسة لعلها تذكرت أمر قد نسيته ويجب أن أعده سلامها كان فاتراً، ولم أدقق عليه أريد أن أحصل عن المعلومة التي بسببها أجري هذا الاتصال : ايوا يارا ترا اليوم مو خارجين، فيصل جاته كحة وحابين يتطمنوا عليهممكن يتأخر اسبوع كمان. لا بأس، فكل أمر من الله خير، ماذا يعني أن يتأخر زمن الفرح إلى اسبوع إضافي المهم أن يأتي ولا ينقطع أمل حلوله.. : سلطان حيمر عليكم اليوم يسلم وياخذ له أغراض بعدين أرجع أتى خبر زيارة سلطان كمواساة حقيقية اشتقت لمجالسته و إن كان عمر الزمان سيكون قصيراً إلا أني سأزيل بعض الشوق الذي في صدري... ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]() (14) . . . لا أتعامل مع الحوداث الكبيرة بتجاوزات يسيرة أعيشها وافية لكن بنهجي لن يجدي نفعاً أن أفصح بأني لست بخير.. صديقي الصمت/ .. تعال لنكمل الطريق سوياً.. من أشقى الأوقات أن أحمل خبراً سيئاً ويتعين علي الإفصاح عنه كيف أبتر عنق الفرحة الذي لم يمتد وافياً بعد كيف سأخبرهم أن هذا اليوم لن تكون بفرحته المرجوة بما أن الحال على ما يرام، لماذا أخاف من بث أمر التأجيل الوقت المناسب/ صديقي الذي يجب أن أختاره بعناية مودة تغيبت عن صفها بحجة أن لا شيء مهم في الحضور، إضافة إلى أنه يوم اجتماع للأمهات لن يكون نصاب الحصص المقدم وافي تقولها من أجل الحجة، وانشطر قلب والدتها أنها تقصر في حقها في ظرف كهذا والحقيقة أنها كانت تريد التحضير معي من أجل الاحتفال أنهيت مكالمتي و في عينيها الاستفسار جلياً ما انتظرت حتى أمطرها ما في جعبتي واختصرت بسؤال (ايش)؟ لا أهضم وعيها حقه، لكني أعلم مدى ضعفها في بعض النقاط، فأنا أنظر لموقفها لو كنت أنا التي فيه أجبتها باختصار مبالغ فيه: حيتأخروا كمان علشان يتطمنوا أكثرو أبوك حيجي العصر اعترضت بلا طويلة، و أف متذمرة ،وخاطر محزون ومع هذا قدّرت انفعالاتها، من الجيد أنها لم تنتبه لنقطة أن هناك حدث عكسي : تعالي نسوي شي علشان سلطان لمن يجي.. أعلم أنها تريد الانزواء في هذا التوقيت، ولن أعطيها هذا الحق ليس من أجلها فقط بل من أجلي أيضاً.. حانت اللحظة التي سأبوح بها للصغار ويجب علي أن أشغلهم بأمر أخر بعد وجبة الغداء مباشرة: عندي لكم خبرين واحد حلو و واحد مو مرا سيء نبدأ بالثاني، فيصل حيتأخر كمان اسبوع علشان صحته ( وقبل أن تنهال جمل الاعتراض ) و بابا حيجي بعد العصر أهديتم الخبر منتشياً إذ قفزت هييي إثر حماسة الخبر
في الأيام الأخيرة لم يعد هناك مساحة للزيارات الكثيرة، من الأفضل حدوث هذا التباعد لأمان فيصل، مودة فقط من كانت تذهب بين فينة و أخرى بسرعة يلا نستحم ونحل واجباتنا قبل يجي بابا يلا وممكن نخرج معاه كمان يلا يلا. ما تركت لهم فرصة لأي استفسار أو إيضاح انشغلوا بما خلفهم من واجبات و أدوار للاستحمام عبدالوهاب حمل حقيبته راكضاً ليتم واجبه قبل أن يأتي والده، محقق سيرى إنجازه الدراسي بدر انصرف للاستحمام وبقيت مودة منزعجة الملامح، حزينة الواقع أمسكت كفيها التي كانت تتكئ عليها : ماما لازم تعرفي شي، إن كل شي من ربي يجي فيه خير لنا لا تحزني، الله كاتب لنا الطريق الأفضل هزت رأسها للإيجاب وغادرت الجلسة لا بأس فكله سيمضي، فقط مزيداً من الصبر والوقت . . . حضر المغرب، ولا صوت من سلطان أو صفاء مُلئ رأسي بكثير من سؤال (متى جاي بابا)؟ و تأخر لن يكفينا الوقت للذهاب أصابني اضطراب غريب إذ أن صفاء تؤكد أنه غادر منذ وقت مبكر و فهد لا يجيب على اتصالاتي وكذلك سلطان بت أردد يارب سلم سلم و اُسكت الأسئلة الممتدة بـ (الآن جاي يقولوا الطريق زحمة). حضر العشاء ولم تعد بي طاقة للصبر اجريت تواصلي الاخير و داخلي يتوسل أن يجيب علي سلطان هذه المرة أجاب أخيراً ويا كبر الآه التي شجت صدري في طريقها للخروج : تأخرت ياحبيبي وينك : كنت أحس صدري يوجعني مريت المستشفى واحتجزوني وأخذ يسعل طويلاً سعال أوجعني قبل أن يوجعه استعاد صوته وأجاب: عندي التهاب حاد في الرئة وكأن الأرض تزلزل من تحت أقدامي، تهاويت تالله ولم أملك جواباً أجيب به أخترقت الصمت بعد أن تلبستني الأمنية: ياليته فيني ولا فيك سعل مجدداً وأجاب: بسم الله عليك، انتبهي على العيال، لا تقولي لهم عني، قولي تأخر عند فيصل عنده أشعة ولا ما يمدي يجي همست بصوت مختنق: إن شاء الله، قدامك العافية ما تشوف شر انتهت المكالمة و أنا خلف الباب ما كثة في مكاني، فهمت لماذا تأخر ولماذا مهاتفاتي كانت بلا رد هذا اليوم الذي كنت انتظره جميلاً بكت أعماقي فيه عكس توقعاتي وجع سلطاني هزمني ويجب أن أقف قوية من أجل الأمانة التي في عنقي ظهرت و إذا بمودة منكبة تبكي وبجوارها الهاتف يغفو باضطراب، تلقت الخبر من والدتها لم تقف مكتوفة الأيدي، ذهبت لتقصي الأخبار بنفسها، وتهاوى حصن الصبر الذي كانت تتحلى به منذ بداية اليوم وحتى هذه اللحظة ذهبت بها بعيداً عن البقية، تجمعوا إثر صوتها المرتفع، أرادت أن تبوح بأسبابها وأجبتها بأن لدي الخبر وافياً :لازم تكوني قوية يا مودة علشان أخوانك، والحمدلله أبوك مافيه إلا العافية أنا كلمته، بس يبغوا يتطمنوا عليه وتقدري تتصلي عليه وحيرد عليك، لا تفجعي اخوانك يا عمري كذا، مافي شي يثير القلق،البكاء ماراح يفيد ، أنت بطلة اسم الله عليك و أكبر من عمرك، ممكن تجي أيام أصعب ما ندري إيش يحصل، لازم تتحملي متى وصلت لهذه الحال أعطي الدروس وأقف في وجه المواقف وأقود السفينة لا أعلم، وجدت أن هذا ما كان يجب علي أن أفعل قبلتها مواسية ثم عانقتها لأبثها بعض الأمان و أعماقي ترتعد، الشتاء قاسي، احتاج وشاح أمي. : يلا روحي جهزي ملابس أمك ، عمك فهد الآن جاي من عند أبوك وحيودي لأمك أغراضها انصرفت للبقية و اختلقت كذبة جديدة من أجل أبقي السر مكتوماً وفي الغد سننظر ما القدر الذي ينتظرنا..
|
|
![]()
|