![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… { .. المجتمع احواله كل مايدور حولنا .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() ( .-+-. ليمُـوزِينْ و اسْتِخْبـارَاتْ .-+-. ) . / كـان يومـي شاقـاً غير وقوفـي لفتـرَة طويلة في الطَّريق لبحـث عن سيَّارة ليموزيـن في الحادية عشـر ليلاً . في الريـاض ,. كان ليـلاً قارِساً مع هطـول المطـر يتساقَـط على رأسي .. فحينما تتوقَّف لي سيَّارة ليموزين وانحني لكي أفتح البـاب بحمـاس يهرب سريعـاً قبل أن أكلّمـه .. أكثر مِن 3 سيَّارات ليموزيـن بنفس الطريقة , بعدها أشرت بيدي غير آبِهـاً لتتوقَّف سيارة ليموزين أخرى فلم أفتح البـاب لكي أكّلمه فإذا فتح لي النافذة يسألني :- إلى أين ,. فقلت له :- المطـار .. فوافق لكي أركب , لا أعلم حتى وإن ركبنا السيَّارة بمالنا ننتظِر منهم الموافقة وكأنهم يخدموننا مجَّاناً ! .. بدأت بالسلام .. وكانت كتفاي ترتعش من البرد .. كان وجهي نحو الأمام لا أريد أن ألتفت إلى أي شيء , أريد فقط أن أرخي أعصابي قليلاً . كنت أحتاج إلى كأس دافيء من القهوة ولكن ليس لديَّ وقت لكي أوقفه إلى كوفي شوب لكي أشتري لي كوباً صغيراً ربَّما الـ ( موكا ) أو الـ ( كابتشينو ) فقال لي لكي يلفت إنتباهي :- كيف حالك يا أخي ؟! .. فقلت له بإجابة سريعة :- بخير .. فوجّهت ناظري كالعادة إلى جمال الإضاءات واللافتات الإعلانيَّة , فكانت إنعكاس الإضاءات الهادئة تلفت إنتباهي مع قطرات المطر تعكس الألوان على أرض الشوارع .. كنت دائِماً أسرح في السيَّارة وإلى الآن .. أفكِّر بأشياء كثيرة بـ ( لا شيء ) ..! فقال لي بصوت عالي متحمساً وهو يقـود السيَّارة :- الحياة متعبة أليس كذلِك ؟! .. فقلت له بصوت خافِت :- الناس سيئة , فالحياة جميلة .. فضحك وقال لي :- النَّاس , النَّاس .. أضحكتني .. لاتقل أنا منهم ! .. --- لم أجب عليه .. فقال لي :- الناس تخطيء ومنهم من يظلم نفسه كثيراً , فقد أركبت شخصين كانوا في وضع سُـكْر لم أكن أعلم .. فسترت عليهم ومن ستر على أخيه المسلم فرَّج كربته يوم القيامة .. بعدها إلتفت إليه ..! لأول مرَّة ألتفت إليه وشد إنتباهي بعد أكثر من ربع ساعة .. فقال لي وأصبح دوره بأن رأسه لم يكن موجهاً نحوي وأكمل :- صدّقني أنا أحسدك يارجل .. قطبت حاجبي بإستغراب وابتسمت بإبتسامة سخرية فقلت له :- ماذا ؟؟؟! .. سائق الليموزين :- والله أحسدك .. لم أستوعب على ماذا يحسدني فسألني :- ماذا أخذ الله منك وأعطاك ؟ .. فقلت :- جمالي .. فقال :- وماذا أعطاك ..! فقلت :- الكثير والكثير .. أنا رسَّام وأكتب وكل شيء وغير ذلِك أحب الناس وأشعر بالآخرين وأحب الخير أشياء كثيرة لا أستطيع ذكرها .. فقال لي :- فقط هذه الأشياء ؟! .. فرفعت حاجبي مستغرباً .. فقال لي :- وروحك ؟ .. لم أجيب عليه لأني أعلم بأن الناس لاترى الروح .. فقال :- روح تجذب عزيزي , اعلم هذا الشيء , صدّقني أنا أحسدك .. فقلت له :- لاتحسدني ولا شيء , فإن أردت هذه الأشياء مني خذها لك أعلم بأنك تغبطني ليس حسـداً .. فقال :- لا بل أحسدك هههه .. ليس هذا المهم عندي , المهم محبَّة الله لك .. فاصغيت وأنا أنظر أمامي السيَّارات كيف إجتمعت في مكان واحِد عند إشارة المرور .. فكانت فرصة أن أصغي أكثر حينما ذكر الله تعالى .. وأكمل :- أنا مثلاً لو رأيت محتاج سأعطيه عشرة ريالات , فالله سيعطيني أجره , ولكن في نفس الوقت إن أعطيت نفس هذا المحتاج عشرة ريالات ستأخذ أضعاف ما أعطاني الله من أجر مني هل تعلم ؟! .. نظرت إليه مركزاًً بصري في عينه .. فقال :- إن أصابتني شوكة في رجلي ستمحى لي بعضاً من ذنوبي , ولكن أنت ستمحى لكَ أكثر ولكن لاتطمع أن تدوس الشوك كلَّه وتبلشنا معاك .. فضحكت .. وضحك معي .. شعرت بعدها بالطمأنينة دخلت إلى قلبي , برغم أني لم أخلوا من الحسد حتى في مظهري .. وكانت سعادتي بأن الله تعالى لم يبلي أي إنسان على وجه الأرض إلا وله شأن عظيم من بين كل الناس وبنعمة كبيرة يحسد عليها وهم لايعلمون .. بعدها حينما وصلت إلى المطار , أوقفني قليلاً ثم أخرج محفظته ليريني هويّته الشخصيَّة وإذا هو ( يعمل في الإستخبارات ) .. تفاجأت وانصدمت في تلك اللحظة .. فسألته :- لماذا إذاً تقود الليموزين وتبحث عن رزقك ؟! .. فقال :- أنا لا أحتاج إلى الليموزين ولكِن هذا جزء من عملي في الإستخبارات , المهم لأول مرَّة أعطيك هذا الخبر فقط أنت وأي خدمة تريدها فأنا موجود واعتبرني أخوك الكبير.. أصابني الذهول وأعطاني رقم هاتفه وقال بيوم من الأيام سوف يأتي إلى المنطقة الشرقيَّة مع عائلته ويريد أن يراني هناك , وبعد عدَّة أيام هاتفني وقال بأنه متواجد بكورنيش الدمَّام وحاولت أن آتيه ولكن لم أجد مواصلات وانحرجت كثيراً وغير ذلِك بعد أيام ضاع رقمه من جوَّالي ! .. جمال الخلق أفضل من جمال ... يغطي قبح خلق في مليح فكم من سوء خلق في جميل ... وكم من حسن نفس في قبيح مسعود سماحة ![]()
مازلت أتنفس .. إذاً أنا - موجود -
|
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]() ![]() ( منديـل و دمـوع ) ..
هذا الموقف لا أحد سيصدّقه نعم لا أحد سيصدِّق هذه القصَّة الغريبة التي حدثت لي في منطقة الرياض .. أولاً سأقسم بالله العظيم بأن حدث معي هذا الموقف قبل سرد القصَّة .. كان في رمضان .. كانت أجواءاً روحانيَّة , وصوت الآذان لم يتوقَّف معلناً عن صلاة العشاء وصلاة التراويح .. كان هُناكَ إماماً لم أسمع قط بمثل تلاوته .. فأنا أحب تلاوته فتلاوته ليست ككل التلاوات التقليديَّة التي أسمعها دائِماً فأنا أحب نوعاًً من الأصوات الصوت الرخيم لا أعلم كيف أوصف الصوت فصوته خشناً كصوت الإمام .... ومن جمال صوته كل مناطق الرياض يذهبون للصلاة خلفه برغم بيوتهم بعيدة بكيلومترات .. صوته يجذب الجميع .. صوته وقراءته وتلاوة تجويده بإحكام خاصة نطقه للغَّة العربيَّة كانت فصحى .. فهناك فرق في اللغة العربيَّة بين الفصحى الحقيقيَّة والفصحى المستحدثة .. آه ليت لدينا إمام في منطقتنا مثل قراءته .. عكس الذين نسمعهم الآن لايجيدون التجويد ومتى يتحكَّم بالإدغام بغنَـة وغير ذلِك .. كنت أسير إلى المسجِد مبتسماً فترتيله يشعرني بالأمان والرَّاحة النفسيَّة .. لم أجد لي مكان إلا وسط المسجد بعدما حاولت أن أخطر الصفوف لكي فقط أن أكون مكاناً عند الصفوف الأولى .. فكنت في الوسط .. صلّيت العشاء وبدأنا بالتراويح .. كنت لا أريد الإمام أن يتوقَّف من القراءة . لأول مرَّة أشعر بلذَّة الخشوع , عند كل كلمة أصغي لها .. بعدها بدأ صدري يرتجِف خشوعاً .. وكأني أسمع القرآن من جبل شامِخ يرسلها إلى مسامعي .. بدأت الدموع تنهمر .. إلى أن وصلنا للركعة الأخيرة مع الدعاء .. بدأت دموعي تنهمِر أكثر ويرتجف صدري وأصبحت لا أقوى على الوقوف كدت أن أسقط على وجهي .. لولا إمساك شخصاً لي على اليمين .. لم أنسى تلك اللحظة أبداً مهما حييت .. وبعد أن تم إنتهائي من صلاة العشاء والتراويح والدعاء .. جلست أحاول أن أكفِّف دموعي وإذا يداً ممسكاً منديلاً وأنا رأسي نحو مكان سجودي .. والتفت وإذا أرى رجلاً وسيماً ملتحياً وجهه يشع نوراً , كان مبتسماً لي , أقسم بالله .. أخذت المنديل منه ومسحت دموعي سريعاً 5 ثواني لكي أشكره غير المنديل لن يمسح كل دموعي فمسحتها سريعاً لكي ألتفت إليه وأشكره باسماً .. لم أجده ..! إلتفت خلفي .. لم أجد هذا الرجل ..! كيف هذا ؟! .. أين ذهب ؟ .. هل كنت أحلم؟! أو أحلام يقظة ؟! .. أو بسبب بكائي الذي كان بيني وبينه صراعاً لكي لايخرج صوتي أمام المصلّين وكنت أحبس أنفاسي لكي لا أحد يسمعني ..! لم أصدِّق ذلك ..! فكل الصفوف جالسة فلم تنتهي من قيامها للخروج .. لم أجد أحداً واقفاً متوجهاً للأبواب التي خلفي ولم تفتح بعد .. إلتفت يميني وجدت رجلاً أسمر البشرة وليس هو .. إلتفت يساري وجدت طفلاً كان بجانبي .. صعقت من الموقف .. هل كان بشراً ؟! .. كيف يكون بشراً واختفى بـ 5 ثواني أو أقل فقط ؟! .. هل كان ملكاً ؟! كيف يكون ملكاً والمنديل الذي منه بيدي ؟! .. أصابني الذهول والتعجّب ..! وبعدها قمت أول الناس لكي أراه ربَّما خارج المسجد لم أجد أحداً غير الأحذية ..! أخذت المنديل ووضعته في جيبي , لكي أحتفظ بهذه الذكرى الغريبة .. بكيت ولا أعلم لماذا بكيت وأنا أمشي إلى الشقَّة .. ربَّما من سعادتي بهذا الموقف الغريب .. وربَّما بسبب خشوعي في المسجد .. هل بكاء سعادة ؟ أو بكاء من الموقِف الغريب ؟ .. أو بكاء من ذلك الوجه الجميل الذي رأيته ؟ .. لم أنم في ذلك اليوم وكل مرَّة أخرج المنديل وأنا أفكّر من هذا وكيف وأين ؟! .. أفكار كثيرة طغت على عقلي .. بعد عدَّة أيام إختفى المنديل من جيبي , ! من أخذ المنديل؟! .. غضبت وبدأت أبحث عنه وقلبت الشقَّة في كل زاوية غير ملابسي برغم بأن ثوبي معلَّقاً بالشمعدان .. وأسأل من كان في الشقَّة من أصحابي .. من أخذ المنديل ؟! .. إعترفوا هذا المنديل غالي علي من أخذه ؟ .. الكل فكَّر بأن المنديل الذي أسأل عنه من فتاة ..! فقلت لا , هذا منديل لا أستطيع ذكر قصّته لكم . فلم تصدّقوني .. حاولوا أن يستمعوا لقصّتي ولكِن لم أقل لهم ذلك .. شعرت بالإحباط وبكيت بعدها حسرة عن ذلك المنديل .. وهذا ماحصــل ..
|
|
![]()
|