![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#11 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
لبارت السادس عشر
*** أحاول اكتم همومي واخبيها وأنا مجبور… واحاول قد ما أقدر أبعد عن حراويها *** خالد ( مزرعتهم ) : الفجر كان احلى مرحله باليوم بالنسبه له , كان يحب يشوف الشمس تظهر وتبسط اشعتها بأسترخاء . هذا اليوم الثاني له بالمزرعه , كان حاس انه الهدوء يحاوطه , اخيرا . هالمكان ملاه بالسكينه , والأسترخاء بعيد عن الضغوطات , بس اللي منغص عليه شوقه لها . شوفتها رجعت كل شي من جديد , كل شي حققه خلال اشهر الفرقى انهدم من جديد . معقول الشخص يحس بهالأحساس حتى بعد الخلافات , وحتى بعد ما تنداس كرامته . هي اللي استسهلت تركه , هي اللي باعته برخيص , هي تركته مثل الغبي , رايح راد وعمها غانم يقول انها ما تبغى تشوفه . لازال يبيها ترجع له من نفسها , يبغاها تقول ما أقدر على بعدك , احبك , لكن الباين انه هذا عشم ابليس بالجنه . هو يدري انه غلط بأنه خبى عليها بعض الأمور , لكن ما يتطلب هالشي منها انها تتركه . يالله مشتـــــــــــتاق لها , لكن ما فيه يكون بقربها ألحين لازم يستجمع قوته . بعد مرور يومين على وجود خالد بالمزرعه وبقى يومين على السفرة : طلع من المزرعه باليوم الثالث واهو حاس إن قراره بأنه يزور المزرعه كان من احسن القرارات اللي اتخذها بالفترة الأخيرة , رتبت أفكاره , وخلت رؤيته صافيه , وعرف ألحين كيف يتعامل مع الوضع الجديد . وصل للبيت عند أذان العصر , صلى بالمسجد وراح لبيتهم , كان البيت هادي , دخل وتوجه لغرفة امه , اللي كانت قاعده على سجادتها , قعد بقربها ولما خلصت الصلاة , باس راسها . ابتسمت له , قالت " ها خالد رديت " " ايـــه يما رديت , بعد تدرين السفرة ما بقى لها غير يومين , على ما ارتب أشغالي " " الحمدلله على سلامتك , تبغى غدا ولا شي " قام من عندها و قال " الله يسلمك , لا مشكورة يما , اللي أبغاه اهو النوم " راح لغرفته , وانسدح على الفراش , اللي أول ما حط راسه على المخده , تغلب عليه التعب ونام . مها اللي غيبة خالد كانت مأثره فيها , أكثر مما كانت متوقعه , اقدرت تشغل روحها باللي تقدر عليه . لما تحسب ايام غيبة خالد , كانت تنصدم انهم بس يومين , مو أكثر , لكن هاليومين كانوا يمرون عليها ببطئ لدرجه انها شكت انه الوقت بعالمها يختلف عن الوقت بعالم ساره . ما كانت متصوره انها صبرت على فرقاه ثلاث اشهر , وقبل الثلاث أشهر اللي تلت خلافهم الأول . بدت تحس بالخوف , هذا واهي معاه بنفس البيت , وما غاب إلا من فتره بسيطه وجذي احساسها عيل بعدين شنو بيصير فيها , واهي معاها ولده او بنته يذكرونها فيه بكل لحظه . بس اهو الغلطان , اهو اللي خش عليها أشياء , وعرفتها من غيره وبطريقه موحلوه , حسستها انه ما عندها كرامه ولما واجهته باللي عرفته ما أنكر , بالعكس سكت . والمشكله انه ما زارها بالكويت عقب خلافهم الأول , ولا كلف على عمره انه يراضيها , ولا عرفت منه شي , ما شافته ولا سمعت عنه إلا لما بيوم حملها , هذا كان اول لقاء لهم بعد هوشتهم . ولا اللي يزيد الطين بلة , انه اهو الغلطان وما اعتذر , او حاول يستسمح منها, بالعكس راح خطب , وبيتزوج من بنت عمه , سمر . سمر اصلا حتى اسمها خايس , مثلها , لا اهو مو خايس شكووووووووو اصلاااا حدا خايس . اصلا اهي مو حلوة , ما فيها شي حلووو إلا غمازتها . ودمها , اعوذ بالله ثقيـــــــــــــل , مبين عليها . المفروض ألحين تكون مرتاحه , متفقه مع خالد , وبالوقت الحالي كل شي تمام ومريح . إلا سمر . أفففففففففففففففففففففف . يعني بكل مكان لازم تطلع لها سمر الجيكره . مو بس هذا اللي مضيق صدرها , تفكيرها انه المسائل بينهم معلقه , انهم راح يتطلقون منغصه عليها حياتها , لأنها حاسه انه قلبها متعلق فيه بس كرامتها ... اه كرامتي . لأنها ان ردت له ألحين , مو بس بتعيش مع ضره , بتعيش مع واقع انه اهله ما يواطنونها , بتعيش مع سبب خلافهم ,واللي من أهم أثاره اهتزاز ثقتها بنفسها , واهي اللي طول عمرها كانت متأكده من جاذبيتها , ألحين مو متأكده من شي وهذا كله من خالد . شافت ساره اللي قاعده معاها تسمع درس على اللاب توب , كانت مندمجه فيه لأبعد حد , اسمه ( كيف تتلذ في صلاتك ؟ ) للداعيه الشاب مشاري الخراز . مها اهي اللي قايله لسارة عن هالدروس وإنه هالدورة صايره قبل رمضان عملها هالشاب في المسجد الكبير وسوى ضجه بالكويت لدرجه انه عشرات الألاف كانوا مواظبين على الذهاب كل اسبوع للجزء القادم من الدورة و واضطره هذا انه يعمل الدورة مرة ثانيه للأقبال الشديد , وبعد هذا تحول هالدورة لحلقات تلفيزيونيه عرضت بتلفزيون الكويت , وألحين نزل باليوتوب . مها كانت محتاره هل ممكن تثق بساره لدرجه تشكي لها همها , تقول لها عن اللي صار معاها ومع خالد , ولا لأ ؟ اهي تحتاج لنصيحه احد , لعقل ثاني يفكر معاها . بس ساره اخته , هذي المشكله , مهما تكون اهي اخته , تدري انها ثقه , لكن إن قالت لها فهي تحطها بموقف محرج واهي تحبها ومو معقوله تحطها بجذي مواقف . حكمت عقلها , واختارت انها تسكت , وتكتم اللي صار . ورجعت تركز مع الدرس . بعد انتهاء الدرس , شافتها سارة وقالت لها " مها , مشتهيه آكل " انسدحت مها على الفراش وقالت " بس تونا ماكلين " " ما أقصد اكل , اكل , اقصد كاكاو " مها قامت من سدحتها , قالت " ويـــــــن " اضحكت ساره وقالت " هو ما فيه كاكاو إلا في جناح خالد " " جناااااح خالد , طبعا ما نقدر نروح جناحه بدون اذنه " قامت سارة من فراشها , وقالت " إن رحت بروحي , فما لك نصيب من الغنيمه " مها بدت تنزل بسرعه , وقالت " واااااااااااي يالنحيسه , ما يصير جذي " " إلاااا يصير " طبعا مها على طول استعملت كلمتها الوحيده " بس ساره انا حامل ما يصير تسوين فيني جذي " ساره اللي اسمعت هالكلمه مليون مرة وتعودت عليها , رفعت حاجب , و قالت لها " والله انا قلت لك وانتى عليك الأختيار , خاصه انه خالد مو موجود بالبيت " راحت مها لساره ولمتها (ضمتها) وقالت " سارونتي , حبوبتي , روحي انتي وانا انطرج أهني " " انا قلت الأتفاق " وخرت مها عنها وقالت " اففففففففففف مثل اخوج اعند منج ماكو " ورمت لفتها على راسها , ومشت قبل ساره وراحت لجناح خالد , دخلته وريحته هفت بقوة , كانت راح تتنهد بشوق لو ما انتبهت لحالها , خصوصا لوجود ساره معاها . ومها سرحانه بالريحه نغزتها (حطت اصبعها على خصرها) سارة على خصرها . فتحركت مها ( لأنها تغار من هالمنطقه ) وبدت تضحك , وراحت لها ساره بتنقزها مرة ثانيه , واجهتها مها وقالت لها " لأ سارة , لأ , طلبتج هههههههههه " بدوا يضحكون , كملت ساره , و مها تردها , وفجأة انقلبت الأيه , مها اللي قامت تنغز ساره , وساره اهي اللي تنحاش , لما حسوا انه صوتهم علاااا , وخافوا انه احد يسمعهم ويعرف انهم ادخلوا شقه خالد من غير علمه . وراحوا للثلاجه وواهم يتسحبون وبشويش , عشان يشوفون الكاكاو. لما صحى كانت الدنيا مظلمه , ولما انتبه على الوضع لف على طول للساعه اللي كانت تشير لقبل اذان المغرب بربع ساعه تقريبا , ولاحظ انه فيه صوت بالصاله المتصله بغرفته وعرف انه هالصوت والضحك والدوشه اهي السبب اللي خلاه يوعى , واهو يكره انه يقوم بهالطريقه . قام من مكانه واهو عابس , ونفسه يطلع من غرفته بس عشان يعلم اللي مسوي هالأزعاج شغله , فلبس دشداشته بسرعه خاصه انه بيروح للمسجد لصلاه المغرب. وفتح باب الغرفه بجلافه . مها اللي كانت تقول لساره " سارة خلصي ما صارت تدورين على الكاكاو , خلينا نطلع شكله ما عنده شي " وساره اللي كانت مدخله راسها بالثلاجه قالت " لأ انا متأكده , خالد دايما يكون عنده مخزون من الكاكاو " " ساره مو معقوله انتعبث بشقه الريال واهو مو موجود , اخااااف احد يشوفنا " " مين راح يشوفنا , ما في أحد يقرب من جناح خالد هنا , إلا إذا كنتي تقصدين الجنانوه " " الينانوه بعينج لا تقوليــــــــــن جذي " بعد ما قالت ساره الينانوه , بدت مها تتلفت بخوف وعينها طاحت على غرفه خالد . وشافت الباب فجأة ينفتح وبحركه مفاجأة خلتها تنقز (تقفز) بمكانها فرجعت لورى , اما ساره فهالصوت خلاها تضرب راسها بأعلى الثلاجه من الداخل من الخرعه, وقالت " وجـــــــــــع مها فزعتيني " وطلعت راسها من الثلاجه وبدت تفركه (تحسس عليه ). لفت عليها مها بسرعه وقالت " مو أنا والله كاني يمج " اثنينهم ألتفتوا على الباب المفتوح وكل وحده فيهم ميته من الخوف ولا وحده اقدرت تتحرك من الفزع . خالد اللي فتح الباب , تذكر انه نسى مفتاحه , فترك الباب وراح للمفتاح , وبعدين طلع من الغرفه . شاف اللي واقفين عند ثلاجته المفتوحه كان متنرفز بس لما شاف اشكالهم تغير مزاجه , اشكالهم كانت تحفه. كل وحده فيهم ماسكه الثانيه بخوف , وعيونهم أوسع ما يمكن , ووجوهم صفره كنه ما فيها دم , والثلاجه مخلينها مفتوحه , واهو شاك انه ساره راح تبكي من الخوف لأنه برطمها من تحت كان يرجف , اما مها فشافها بنظره سريعه , ما تروي ظما المشتاق . وفجأة صرخت فيه ساره من الراحه اللي فجأة اغمرتها لما شافت اخوها " خـــــــــــــــالد وجع , كيف تفتح الباب كذا " والمشكله انها تهاوشه ولا كأنها هي الغلطانه !! قدر يمسك حاله لا يضحك ورفع حاجب , وقرب منها ومسك أذنها بيده ورفعها بشويش , وقال " ما سمعت ايش قلتي ؟ " ساره اللي ما تحب احد يشد او يمسك إذنها قالت " خالد اترك أذني " ابتسم , لأنه عارف انها ما تحب شي يمس أذنها , فشد أكثر وقال " ليـــــــه ؟ " " خلاص اترك اذني خالد , ما راح اقولك (وجع) مرة ثانيه " الضحكه اللي كان كاتمها , ظهرت بهاللحظه , وترك اذنها " تذكري ان تكرر هالأسلوب بيكون عقابك اشد " كانت ابتسامته ماليه وجهه . سارة واهي ماسكه اذنها قالت " اسفـه بس انا ظنيت انك جني " رد للضحك من كلمتها " جني مرة وحده , وان كنت جني ليه اتعب حالي مع الباب , كان دخلت لكم من الحيطه وريحت حالي " قالت بصوت ما ينسمع " انا وش يدريني , يمكن كنت جني لعين بتخرعنا " خالد كان يشوف اخته تتحلطم , وبنفس الوقت كان حاس بنظرات مها عليه , كان قراره انه يعاملها عادي , واتفاقه معاها خلاه مجبر يعترف بوجودها . مها الي كانت تشوفه , تشوفه بشوق , تنطر انه يكلمها , يسلم عليها , ينتبه لوجودها . وبهالوقت لف لها , وعينها التقت بعينه , ابتسمت بخجل . قال " كيف حالك مها ؟ " اسلوبه كان عادي , يقضي فيه واجب , جنه بالحقيقه مو مهتم بسماع الجواب . ما تدري ليش خاب املها , ابتسامتها اختفت فقالت " بخير , انت ؟ " " بخير " بأحساس انه سوى الواجب , لف لساره وقال " وش اتسوين في جناحي يالسوسه , انا متأكد انه مها مالها ذنب بهالشي " مها نزلت راسها , كانت تبي تطلع , بس قالت لنفسها , عادي اهو قاعد يعاملني عادي , شنو ابي منه , مو هذا اللي انا ابيه , ما تجاهلني , ولا شي , بالعكس كلمني وسأل عن احوالي , شنو كنت متوقعه انه عقب الأتفاق بياخذني بالأحضان و ردت قالت لنفسها ( هذا اللي أبيه (أبغيه) انه يعاملني عادي , ليش متضايقه من هالمعامله ) بعد ما حست انه هالكلام ماأثر بنفسيتها اللي نازله , قالت لنفسها ( مهاااااا عن الملاقه , خليه يعاملج مثل ما يبي , كيفه ) ساره بتوتر قالت " ما راح تتخيل وشهو الموضوع " قال " ايه ما ابغى اتخيل , ابغى اعرف " " كنت انا ومها مشتهين كاكاو " مها لأنها كانت مقهورة من لعانة ساره امساعه , لفت عليها بنظره استفزازيه وقالت " لأ مو صحيح هالكلام" " اياااااا المجرمه , اجل كذاااا الموضوع " قالت لها مها بصوت واطي " قلعتج على لعانتج معاي امساعه " رفع خالد حاجب بعد ما شافهم يتهامسون راح للثلاجه وببساطه طلع الكاكاو , لما شافته ساره قالت بأحباط وصدمه " وااااااااااي يا خالد وين كنت مخبيه , صارلي سنه ادور عليه " شاف خالد الكاكاو اللي كان بيده وقال " يعني هذا هو الكاكاو اللي تبينه ؟ " هزت ساره راسها بحماس , اما مها فكانت مبتسمه على خفيف على ردة فعل صديقتها. قال "أمممم ما لك فيه نصيــــــب " ورد حطه بالثلاجه , اما ساره فتابعت حركته ,و اهي مهي مستوعبه انها بتنحرم من الكاكاو اللي مشتهيته بعد ما شافته , وكذا ببساطه . فقالت " لااااااا خالد , ما يصير كذا , ما يصير " ما لقت تفاعل من خالد فقالت " وربي ما يصير , أصلا كذا انت راح يصير فيك بلاا لأن عينا فيه " مها لما سمعت الكلمه قالت بقلبها (اسم الله عليه من البلا , ان شاء الله باللي يكرهونه ولا فيه ) قال لها خالد بجديه " فيه شي اسمه استئذان , ان تعلمتي الأستئذان رح تاخذين منه " قربت سارة من اخوها وقالت بدلع حلو " اخوي , حبيبي , ابغى الكاكاو " مها حست بالغيره , مو من كلمه ساره , لأ ابدااااا , حست بالغيره لأنه ساره تقدر تتصرف على راحتها مع خالد , اما اهي فهذا الشي ممنوع عليها من تصرفاته ومنها اهي نفسها . حبيبي حبيبي حبيبي حبيبي هالكلمه ترددت بعقلها وبقلبها , ودها لو لسانها يقدر يرددها بهالراحه . اكبر قهر انها مع حبيبها بنفس المكان , وتتنفس معاه نفس الهوا , لكن مع كل هذا ما تقدر تنطق بهالكلمه . ودها لو اتمد ايدها وتمسكه وتضمه , وتحط راسها على صدره , او تحط ايده على بطنها عشان يحس بالطفل اللي يجمعهم , لكن ما تقدر . اهو معاها لكن حواجز كثيره تفصلهم عن بعض . كانت قاعده تشوف فم ساره يتحرك بالكلام , كانت تشوفها لكن مو قاعده تسمع شي لأنها مو مركزه . اجبرت عقلها على الحاضر , واجبرته على التركيز , لأنه بدت تحس انها تافهه , لأنها المفروض ما تعتبر خالد حبيبها . اصلا اهو مو معاها ألحين إلا لأنها حامل بطفله ولاّ ما كان راح يبقى معاها , ويكلمها , ويّعرفها على أهله لوما هالشي . بينهم اتفاق وراح تتعامل بناء عليه لكن هالشي المفروض ما يمنعها انه تتعامل بتحفظ , وانه تحاوط مشاعرها وتحميها , لأنه التلف اللي صابها يكفي . شافته يبتسم بهدوء ويقول " والله وتعرفين تتكلمين عدل يا ساره " الظاهر ساره ادهنت سيره (يعني خلته يوافق بالمحاباة والحيله) " ايه خالد وانا ما دخلت جناحك إلا لأني ادري انك كريم , وما راح تردني , وقلت .." ضحك "ههههههه ” و قاطعها وقال " طيب , طيب , خوذي اللي تبينه " افتحت الثلاجه بسرعه وخذت اللي تقدر تحمله ايدها من الكاكاو, وراحت بحماس لبره الغرفه وهي تقول لمها " الكاكاو لي , وما راح تطولين منه ولا شي " خالد ومها بقوا مع بعض بالغرفه , كان ملاحظ انه طول فتره كلامه مع ساره , مها ما كانت معاهم , سرحانه بعالم ثاني , وفاجأه انه هالشي وتره . احساسه بعدم الأمان معاها خلاه على اعصابه , كل تصرف منها يثير تساؤله , وكل تصرف يعصبه , وكل شي تعمله وده يعرف ليه عملته والسبب وراه , كلامها , نظراتها , سكوتها يثير فيه شي . كانت عينها اتابع رحيل ساره , ولما ردتها لخالد شافت انه كان يتأملها بنظره غريبه . قالت بصوت هامس " خالد " ما تدري ليش انطقت بأسمه . كانت تسأله بطريقة نطقها , تسأله وايد اسأله , ما لها عد ولاحصر . لكنه ما جاوب على ولا سؤال . قال بهدوء بعد ما تنهد " تأخرت على الصلاه " مشى ومشت وراه ,و تذكرت موضوع مهم , استجمعت شجاعتها , اوقفت وقالت بقوه " خالد ؟ " قال بطريقه عاديه واهو يكمل مشيه " نعم " مشت وراه " اممم ودي اروح للطبيبه " وقف واهو عاقد حواجبه " ليه ؟ فيكي شي ؟ حاسه بشي" وشافت عينه تروح لبطنها . حست انه ويهها احمر , وحطت ايدها على بطنها , وهزت راسها قالت " لا ما فيني شي , بس انا سمعت وحده تقول انه لازم الحامل تستأذن من الطبيبه قبل ما تسافر " قال بأستهزاء طلع منه بعفويه " والله طلعت الطبيبه اهم من الزوج " ما علقت على الرغم من الكلمه نرفزتها , لأنها تدري انه نقزة عليها (ذبه) وقالت " المهم خالد , موافق ولا لأ " فكر بالشغل اللي عليه انه يسويه اليوم وقال " انا مشغول اليوم ما يصير يوم ثاني " ماكان لها خلق تأجل هالشي ليوم ثاني , خاصه انه الموضوع توه طرا على بالها, ومو ضامنه روحها تذكره بوقت ثاني , ما تدري ليش ما تذكرت مع انها كانت رايحه للدكتورة بالكويت قبل سفرتها للسعوديه " عادي , اروح مع ساره وكومار " شاف ساعته بسرعه وقال " لأ خلاص خلاص , عطيني ساعه او ساعتين بالكثير وان شاء الله خير " ما عنده حل إلا انه يخلص جزء من شغله اليوم والباقي بكره. كمل طريقه قالت له بأستعطاف " ابي سارة تكون معانا " قال " طيب " فقالت تبرر له خوفا من انه يكون معصب " يعني انا قلت تيي (تجي) معانا عشان .." واهو ينزل الدرج قال " قلت لك طيب" واهي كملت الجملة " بنروح السوق عقب " لما سمع كلمة سوق قال بصوت باين فيه الضيق " ضروري السوق " " إيـــــه إلا إذا كان عادي عندك ألبس الهدوم اللي يبتها من الكويت " ما علق على كلمتها بس قال " تحضروا " قالت له " خالد قبل ما تخلص شغلك , طرش مسج لساره عشان نتزهب " انطرت رد يسأل فيه عن السبب , وليش ما يطرش لها اهي ,لكنه للمرة الثانيه ما علق وقال " طيب" كمل طريجه . اهي ردت لغرفتها واهي تفكر , المرة اللي طافت كان رافض وجود ساره وألحين مو مهتم , عادي عنده , يعني اشمعني كان رافض ذيج المرة , واهي اللي كانت محضره نفسها لرفض طلع مو مهتم . شافتها ساره بالممر وقالت لها بأسلوب تحاول فيه انها تغيظ مها " كليت الكاكاو وما خليت لك ولا وحده , موتي " وطلعت لها لسانها . قالت لها مها بجديه " عليج بالعافيه " استغربت ساره كلمتها بس مها كملت " أه وساره , انا وياج وخالد بنروح حق الدكتورة ومنها للسوق " قالت ساره " اوكي " وكملت " مها فيكي شي " لفت عليها مها واهي تمشي لغرفتها " لأ عادي , ما فيني شي , بس ساره نطري مسج من خالد يقولنا فيه نتزهب , اوكي , انا بروح امد ظهري , خاصه انه ورانا روحة سوق" " يعورك ظهرك " وصلت لبابها و وقفت عنده واهي تشوف سارة " لأ بس خايفه يعورني , هالأيام ان قعدت لمدة طويله او مشيت لمده طويله , يبدي ظهري ينقزني شويه " " انت بأي شهر ألحين " " دخلت الرابع من اسبوع تقريبا " ساره قالت بحماس مفاجئ " واااااو يعني انا بعد خمس اشهر بصير عمة " ابتسمت لها مها بحنيه وقالت " إذا الله عطانا عمر وعشنا لي ذاك الوقت " ادخلت غرفتها , وراحت لفراشها , انسدحت , ما وعت إلا على فتحت باب دارها , شافت ساعتها وعرفت انها غفت , قامت من فراشها , شافت ساره تدخل فقالت لها " ها اتصل خالد " قالت لها ساره " ايــه " مها فركت عينها بطفوليه " خلاص اوكي " تحضرت للروحه , لبست لفتها , وتوها بتحط الغطا وقفت . وبقرار مفاجئ تركته من ايدها ولبست النقاب , بتشوف وأخرت البرود اللي قاعد يتصرف فيه . لما وصل خالد يت لها ساره وقالت لها , واهي كانت محضره نفسها للمواجهه , كانت متأكده أنه بيزفها ويرجعها البيت تلبس الغطا , لكن لما ادخلت السياره شافها وما علق , ولا قال شي . بالعكس ظل ساكت وهادي . مها كانت قاعده جدام (قدام) بقرب خالد , وساره ورى . وتطل عليهم كل شويه عشان تقول سالفه , او تعلق على شي , خالد معاها على الخط , لكن مها كانت بمكان ثاني , تطبخ من الغليان . حاولت انها تبين انها مو مهتمه بتصرفاته بأن تكلمه عادي . ولما وصلوا للمستشفى كان واصله لأقصى درجات الأحتمال, وراحت مع سارة للعياده خطواتها كانت سريعه وساره المسكينه كانت تحاول تجاريها, مو مستحمله خالد , كانت متعسرة , اسلوبه صاير ينرفز , ان كلمته يرد عليها بكلمه هاديه ويرد على قد السؤال , او يبتسم بطريقه مجامله . تعمدها اليوم انها تلبس نقاب من غير غطا , مر مرور الكرام , مافيه تعليق ولا كلام . ما تدري ليش قاعد يتصرف هالتصرفات ,اصلا اهي نفسها ما تدري ليش قاعده تحاول تستفزه. لكن اكتشفت انها تبيه يرد لأسلوب قبل الأتفاق , على الأقل قبل كانت حاسه انه متأثر فيها ولو بطريقه معينه ألحين , كلش , جنها وحده مو مهمه عنده , مو فارقه معاه , إن سوت او ما سوت اللي يبيه ما عنده مانع . دخلت على الدكتورة لما صار دورها , اما ساره فكانت تنطرها عند بالأستراحه , بعد ما خلصت الدكتورة من فحصها ومن شوفة التحاليل , قالت لها : " تحاليك ممتازة وكل شي ممتاز , ما أشوف مانع ابدا من انك تسافرين " طلعت من غرفه الدكتورة , وراحت مع ساره للسياره , كانت ساره ساكته بطريق الروحه للعياده وبطريق الرده , لأنها حاسه انه مها فيها شي مضايقها , وكانت حاسه بهالشي من ردت من غرفه خالد لحالها , وما حبت تسأل لأجل ما تحرجها وماحبت تتكلم لأنه مها باين عليا غارقه بأفكارها ,أما خالد فكان يستناهم بالسياره ,و قال بهدوء أول ما أدخلوا " ها قالت لك الدكتورة شي عن السفر " ردت عليه عادي وبأختصار " لأ ما قالت " وسكتت , اهو كان ينطر انها تكمل , لما لاحظ انه ما لها نيه قال " طيب شلون نتائج التحاليل " " زينه " وردت سكتت . فأهو بعد سكت , وبعدين قال كلام عام " اي مجمع ودكم فيه " مها كانت ساكته اما سارة فجاوبته . توجهوا للمجمع اللي ذكرته ساره ,ومها حاولت انها ترد لطبيعتها عشان ما تخرب الطلعه على ساره , فطول الطريق تسولف مع ساره وتتكلم عادي مع خالد لكن نادر , وقاعده تتصرف بطريقه طبيعيه على قد ما تقدر . بعد ما شروا اللي يبونه , ودخلوا بكل محل , توجهوا لمحل يبيع نظرات شمسيه وعدسات , ومن هالسوالف . مها لاحظت وجود محل لفات وشيلات قرب هالمحل , وراحت له من غير ما يحسون فيها , شرت لها لفات ما فيها زينه (ساده ) لكن بألوان مختلفه . لفتت نظرها شيله لونها اسود مطرزة على الأطراف بطريقه حلوة , وناعمه , ترددت تشتريها ولأ , ولما حست انها تأخرت , شرتها , وطلعت . وفي بالها سؤال واحد بس , هل راح تقبلها ولا لأ ؟ راحت للمحل اللي فيه خالد وساره ونفسيتها متعدله 180 درجه , لأنها حاسه بالأنجاز , بشرائها للشيله السودا , تتمنى انها تنقبل الهديه ! شافتهم بجهة من المحل , فراحت لجهة ثانيه تشوف لنفسها نظاره شمسيه . خالد كان واقف مع ساره يشوف نظاره عاجبتها , ولف وجهه بيناظر مها وش رايها , لكن مها ما كانت واقفه قربه , بدى يدورها بالمحل , اليوم حاس فيها غريبه , ليه ما يدري وشافها , كان ظهرها له , وباين من حركاتها انها تناظر البضاعه , وهذا طبيعي . أما وجه العامل اللبناني فكان مقابله واهو اللي كان مو طبيعي , وكان وجهه , كنه واحد مسحور , او كنه واحد شايف شي ما قط شاف مثله . كان يدري ان النقاب مبين حلاة عينها , وما له نيه يتناقش بالموضوع معاها, فعدى السالفه وبكيفه , بس ما توصل الوقاحه بالعامل انه يناظرها كذا . راح لها , عشان يوقف العامل عند حده . لكن شاف الطامه الكبرى . ان الحلوة , كانت كاشفه وجهها , وتجرب وحده من النظارات الشمسيه , كاشفه وجهها للعامل , خذى نفس عميق يهدي حاله. اما مها فكانت شايله نقابها , لأنه بمنطقها اهي مو متنقبه , وبالتالي عادي تشيل النقاب , وما فكرت بنظره العامل لها و وجهة نظره ان هي فصخت نقابها جدامه , لأنها بالنسبه له متنقبه . كانت بتشوف اشلون النظاره الشمسيه عليها , وببرائتها ما فكرت بغير جذي. العامل قال لها " إنتي من وين ؟ , من السعوديه ؟ " كانت تشوف روحها بالمنظره , وتحكم على النظاره , قالت بذهن غايب " لأ من الكويت " قال بغزل واضح "يا أهلا وسهلا بأهل الكويت ,نورتوا يا أهل الكويت , ما أحلى أهل الكويت , لو كنا بنعرف ان اهل الكويت هيك كنا رحنا عالكويت " وهو مكمل يشوفها واهي مو منتبهه له , ولا منتبهه لكلامه , ولا لغزله , ما وعت إلا بأيد ماسكتها من زندها . شهقت بخوف , ولكن لما شافت خالد , ابتسمت له وقالت " وااي خالد خرعتني " ولفت على المنظره (المرايه) وقالت " ها خالد اشرايك فيني , النظاره حلوة " اهو ما ابتسم , لكن كشر عن انيابه ( بإيحاء انه ابتسم ). وقال بكل ما يقدر من هدوء نفس " ايــه حلوة , تبغينها ؟ " قلبت ويهها يمين ويسار تشوف عمرها من كل الجهات بالمرايه " لأ بجرب وحده ثانيه " (اللهم طولك يا روح ) هذا اللي كان يدور في بال خالد , اللي كان قاعد يمسك اعصابه بالقوة . وتوها بتمد ايدها للثانيه , اهو شدها وقال " ما راح تجربين غيرها , غطي وجهك , يلا بنروح " قالت ببراءه " بس خالد هذي شكلها بتكون احلى " قال العامل السمج " ما عليه يا استاز , خليها تجرب , شو فيا (فيها) ؟" خالد عطاه نظره وقال بسرعه لمها " خلاص اشتريها لك بعد " طبعا العامل اول ما شاف نظرة خالد , بعد عنهم وراح لزباين (زبائن) ثانين . سحبت ايدها منه وقالت " بس انا مابي أثنين , ابي وحده " من غير ما يرد عليها , مد ايده ورفع النقاب , وسحبها معاه بشويش لجهة ساره وقال لساره " ساره اعجبك شي من النظارات ؟ " هزت راسها بأحباط وقالت " لأ " قال لهم " طيب روحي انتي ومها لبرة المحل على ما أحاسب , ونروح البيت " مها استغربت تصرفه , اشدعوه ما يقدر ينطر خمس دقايق على ما تجرب النظاره الثانيه , بس ما قالت شي غير كلمة " ان شاء الله " طلعوا ينتظرونه عند الباب . اما اهو فلما رد لمكانهم ما شاف العامل , راح حاسب عند الكاشير عشان ما تستغرب مها وساره انه ما شرى النظارات . وتوه بيطلع شاف طريدته يتبع .... {[ يارب لك الثناء ولك الشكر ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ]}
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|