فنانة سعودية تُحوّل الزعفران إلى لغة تشكيلية

تبرز الفنانة السعودية وجدان الجهوري بأسلوبها الفريد، حيث مزجت بين التراث والابتكار، لتحوّل الزعفران – أغلى التوابل في العالم – إلى أداة تشكيلية تنبض بالحياة والمعنى.

وفي حديثها "، تسرد الجهوري رحلتها من شغف الطفولة بالألوان إلى فضاءات الفن التشكيلي الحديث، مركّزة على تجاربها مع الرسم بالزعفران، وأحلامها في دمج الفن بالتكنولوجيا، تقول: "رغم أنني درست إدارة الأعمال، فإنني شعرت أن الفن هو الطريقة التي أتمكن من خلالها التعبير عن رؤيتي الخاصة للعالم، ولم يكن مجرد هواية، بل كان جزءًا من كياني الداخلي".


الرسم بالزعفران.. خامة تراثية بنكهة فنية
من بين تجاربها الفريدة، يبرز استخدام الزعفران كأداة للرسم، وهو ما تصفه الجهوري بأنه محاولة لدمج عنصر طبيعي عريق في أعمالها، "كان التحدي الأول هو إيجاد الطريقة المثلى لاستخدامه كخامة فنية تُظهر قيمته بشكل لائق، لكن التجربة كانت غنية وأصيلة، حيث شكّل الزعفران رابطًا بين الفن والثقافة".

تأثرت الجهوري بعدة مدارس فنية مثل الانطباعية والحديثة، وتستذكر تأثير عظماء مثل بيكاسو ومونيه وفان غوخ، إضافة إلى أستاذتها الفنانة عائشة الحارثي، أن هذه التأثيرات ساهمت في تطوير رؤيتها البصرية، تقول: "تعلمت منهم كيف أرى العالم بعيون مختلفة، وكيف أستخدم الألوان في تعبيرات فنية مبتكرة"الفن كأداة للتعبير والاتصال الإنساني، فكل لوحة هي محاولة لاستكشاف أعمق أفكاري وهويتي الداخلية، وأحيانًا تعكس مشاعر الفرح أو الحزن أو التأمل، فالفن لا ينفصل عن البيئة المحيطة، بل يندمج معها خاصة في مجال التصميم الداخلي".


لحظات فارقة.. لوحات لأمراء وشخصيات وطنية
تحدثت الجهوري بفخر عن اختيار لوحتها للأمير الراحل سعود الفيصل من قبل مكتب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واصفة اللحظة بـ"تكريم عميق لجهودي الفنية"، مضيفة: "أن يتم انتقاء عملي ليكون ضمن إرث ثقافي وإنساني أمر يمنحني دافعًا قويًا لمواصلة تقديم الأفضل".
كما تطرقت إلى تجربتها في رسم شخصيات سعودية مؤثرة، والتي وصفتها بـ"المسؤولية الكبيرة"، مؤكدة أنها حرصت على أن تعكس لوحاتها جوهر الشخصية وأثرها المجتمعي.

الفن السعودي في مرحلة ذهبية
ترى الجهوري أن الفن التشكيلي في السعودية يشهد مرحلة تطور مذهلة بدعم من المؤسسات الثقافية، مضيفة: "الفرص أصبحت متاحة أمام الفنانين للتعبير عن أنفسهم محليًا وعالميًا، وهذه الفترة خصبة جدًا للإبداع، فالمعارض والفعاليات الدولية تساهم بشكل كبير في إبراز الفن السعودي وتعزيز حضوره على الساحة العالمية.