أهل الجنة وأهل النار عياذا بالله

/ أهل الجنة وأهل النار عياذا بالله اهل الجنة اهل النار عياذا بالله و يدخل أهل الجنة يرتقون منازلها و يتقلبون في ملذاتها وبعد بلوغ كذا وكذا من هذا وينتهي الحساب ينادى أهل الجنة فيقال لهم إن لكم وعدا على الله يجزيكم إياه فأخرجوا خلقا لهم على الله حق الرحمة من جهنم فأخرجوا كل من كان في قلبه شيء من الإيمان فينظرون فيخرجون خلقا كثيرا برحمة الله من العصاة الموحدين الذين حق عليهم العذاب بما عصوا ثم يقال انظروا إلى النار مرة أخرى فأخرجوا كل من مات موحدا لا يشرك بالله شيئا فينظرون ويخرجون منها خلقا كثيرا ثم يقال لهم انظروا ثالثة فأخرجوا كل من كان في قلبه لا اله إلا الله محمد رسول الله فيخرجون منها خلقا كثيرا فيقال انظروا إليها رابعة فأخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان أو عمل صالح فيخرجون منها خلقا كثيرا فيقال لهم انظروا إليها أخيرا و أخرجوا منها من كان في قلبه معشار حبة خردل من إيمان أو عمل واحد صالح لوجه الله فيخرجون خلقا كثيرا ثم تغلق أبوابها ويخرج أولئك فيغتسلون بنهر عند باب الجنة ويقال لهم ادخلوها امنين إلا واحد..بقي من ذنوبه ما يرهقه فيخرج آخر الخلق من النار زحفا أول مرة فلا يكاد يبلغ حرفها فيؤخذ من لهيب جهنم فيرد داخلها فيحاول الخروج مرة ثانية فيؤخذ من لهيب جهنم فيرد داخلها فيحاول مرة ثالثة فيقدره الله على الخروج فيخرج فيبتعد عنها ثم ينظر إليها ثم يقول: الحمد لله الذي نجاني منكِ وإني لأهلك القوم لما كنت فيك..وإني لأسعد الناس بخروجي منك فلم يؤتى أحد مثل ما أوتيت أنا الآن وهو يظن أنه أكثر الناس عذابا لما كان فيها..وأحسن الناس حالا لما خرج منها فيرى شجرة ويدعو الله أن يجعلها له فيستظل بها ويأكل من ثمارها و يشرب من قاعها ما يرويه فيقال له انه إن أعطيها فلا يسال غيرها وورد ذلك تفصيلا في حديث آخر الناس خروجا من النار فيظل يتقرب من شجرة إلى أخرى حتى يرى الجنة فيقف على بابها ويكون له الشوق بدخولها فيدعو الله أن يدخله إياها حتى يقال له اغتسل و ادخل الجنة فيغتسل و يلبس من حلل الجنة وحليها ما يرضيه ويدخل فإذا بمنزل له كما الحلم فيسكنه فيترفع منزل ثاني هو له بالنسبة لما فيه حلم فيذهب إليه وينتقل من بيت إلى بيت إلى خيمة من لؤلؤة خضراء مبطنة بحمراء مجوفة إلى قصر له فيه كذا وكذا ثم يقال له.. ألا يرضيك أن تملك مثل ملك أعظم ملوك الدنيا ثم يقال له لك مثل ملك أعظم ملوك الدنيا و عشرة أمثاله و لك فيها ما اشتهت نفسك و تمنت عينك وأنت فيها خالد ثم ينادى بين الجنة والنار أيا أهل الجنة ويا أهل النار فينظرون من هنا وهناك بعد أن سكن كل دار أهلها و بلغ فيها مبلغه واستقر فيها دخوله وسكناه فيقال انظروا هاهنا..فينظرون فإذا بكبش عرفوه جيدا فقيل لأهل النار هل عرفتموه فيقولون نعم والله انه الموت وكلهم قد رآه من قبل و يقال لأهل الجنة مثل ذلك فيقولون والله انه الموت و كلهم قد رآه فيؤخذ الكبش العظيم وينحر بين الجنة والنار ويؤذن بين الفريقين أن يا أهل الجنة خلود بلا موت و يا أهل النار خلود بلا موت فتزداد جهنم ظلمة و تزداد الجنة نورا ويزداد الأشقياء شقاء و يزداد السعداء سعادة فيؤذن في أهل جهنم أن هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا قالوا نعم و يؤذن في أهل الجنة أن اليوم ينفذ ربكم وعده فلكم أن تحيوا ولا تموتوا و أن تسعدوا ولا تحزنوا وان تشبوا ولا تهرموا وان تصحو ولا تمرضوا و ينادى بهم أن حي إلى زيارة الله فتعد لهم النجائب و الله اعلم بكيفيتها وركوبهم فيها ويصعدون إلى زيارة ربهم عن آخرهم و تعد لهم المنابر فمنهم من جلس على منبر من نور ومنهم من له منبر من ذهب ومنهم من له منبر من فضة ومنهم من له منبر من لؤلؤ ومنهم من له منبر ياقوت منهم من له منبر من كثبان المسك وكل حسب منزلته فيجلسون عن آخرهم فيشرق لهم نور من فوقهم فتزداد الجنة نورا على نورها سبعون ألف ضعف و يناديهم الله عز وجل فيسمعون صوته تبارك وتعالى وهو يقول لهم سلام عليكم يا أهل الجنة فيقولون اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام فيقول لهم هل رضيتم ؟ فيقولون وما لنا ألا نرضى الم تبيض وجوهنا و تثقل ميزاننا و تدخلنا جنتك و ترحمنا برحمتك و تشملنا بعفوك فيقول جل في علاه بقي شيء فيقولوا و ما هو يا رب فيقول أرضى عنكم فلا اسخط عليكم بعدها أبدا فتدمع أعينهم فرحا فوالله لو مات منهم من احد لمات سعادة ولكنهم يثبتون بفضل الله فلا موت ولا حزن بعد الآن فيقول لهم يا أهل الجنة اليوم يوم المزيد فيتفقون على كلمة واحدة فيقولون اللهم ارض عنا رضاءً لا يشقينا و اعف عنا عفوا لا يفنينا و أكرمنا كرما عن سواك يغنينا فيقول لهم الله عز وجل إني لو لم ارض عنكم لما أسكنتكم جنتي فاسألوني شيئا آخر يا آهل الجنة فيتفقون على كلمة واحدة فيقولون يا رب أرنا وجهك ننظر إليك فتكشف الحجب..فيرون الله عز وجل فما منهم من احد هناك إلا ويحاضره الله محاضرة لا يحاضرها إلا له أي يكلمه الله تبارك وتعالى لوحده فيناجيه بغير مسمع ولا مرأى من احد فينادي الله عبده فيقول له .. عبدي أتذكر ذنب كذا وكذا يوم فعلت كذا وكذا يوم عصيتني بكذا وكذا يوم استهنت برقابتي عليك في كذا وكذا يوم تأخرت عن صلاة كذا يوم هجرت قرآني يوم كذا يوم نسيت كذا و فعلت كذا وأنت تعلم أني أراك و أسمعك فيظن العبد انه هالك فيقول يا رب .. الم تغفر لي ؟؟ فيقول الله له بمغفرتي بلغت منزلتك هذه فيخجل العبد ويبتسم فان الله عز وجل يمازحه ثم يقول له تمنى يا عبدي واشتهي فما تمنيت شيئا الآن إلا كان لك في طرفة عين وأنا على ذلك قادر فيطمع العبد ويحق له آنذاك .. فيتمنى اريد كذا وكذا وكذا يا رب و اريد كذا وكذا وكذا وألف من هذا ومائة من ذاك و عشرة ملايين من ثمار كذا وبحر من لبن كذا و محيط من عسل كذا و مليون شجرة من كذا وكذا حتى إذا انقطعت به الأماني ولم يجد مزيدا من الأمنيات في نفسه فيسكت فيقول الله تبارك وتعالى له..عبدي انك نسيت أن تتمنى كذا وكذا فيذكره بما نسي ويكون له مثل ما تمنى 10 أضعاف ولا يزداد من وقت هذا الأمر إلا جمالا و سعادة و تقلبا في اللذة والنعيم و منهم من يترك جزءا مما يتنعم به حتى يصعد ليناجي الله فما أعطي لذة منذ خلق أحب إليه من لقاء الله .. فيصعد ليلقى الله فأولئك من حق لهم رؤية الله تبارك و تعالى غدوا و عشيا ووقتما شاءوا لأنهم عملوا ما استحقوا به عفو الله و ما استحقوا به رؤية وجه الله الكريم سبحانه و تعالى و أما في جهنم فإن أهلها لا يزدادون إلا حزنا و كمدا و عذابا ومهانة وكلا حسب منزلته و فيما هم كذلك يؤذن بينهم للحضور فيلتفون و يجلسون فيلقي فيهم إبليس خطابه و يزدادون به عذابا و يتلاعنون فيما بينهم فلا يكون العذاب الذي عذبوه فيما مضى إلا هين مقارنة بما سمعوه الآن فلا يهنأون بموت يريحهم ولا يرتاحون لحظة واحدة بلا عذاب فإنهم ليؤخذون من وادي حره سموم و طعامه زقوم وشرابه حميم الى واد أشد حرا و طعامه أشد مرارا و شرابه التقيح والصديد ولا يكون عذابهم الذي كانوا فيه قبلا مقارنة بما هم فيه الآن إلا هين فيتمنون الرجوع إلى ما كانوا عليه و لكن أنى لهم فلا موت ولا فناء ولا رجوع للحياة فليس لهم إلا ما هم فيه وفي كل طبقة يعذب فيها أهل الكفر والطغيان والمعاصي يحسبون أنهم أشد أهل النار عذابا وإنهم والله ليسو بأشدهم عذابا و هناك من هو اشد منهم عذابا حتى إن اقلهم عذابا ليصيح صيحة لو وصلت إلى أهل الدنيا الآن فيما هو يعذب لأبادت ما عليها من انس و جن و حيوان و نبات ولأذابت كل جماد و جعلته دكا من قوتها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا من أهل رضوانه و جنته و من أوليائه وخاصته ويجعلنا ممن لا يردون عن حوض الكوثر ولا عن لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم وشفاعته وان نكون ممن يمرون كطرفة العين فلا نرى ولا نسمع و لا نشم ما يؤذينا وان تثقل موازيننا ويثبت إيماننا و يتمم نورنا و نكون ممن ينظرون إلى ربهم بكرة و عشيا و أن نكون من أهل الفردوس الأعلى وان نؤتى ما نتمنى انه ولي ذلك والقادر عليه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين *** تم بحمد الله مع التحية والتقدير ..