الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-13-2012   #5


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (10:24 AM)
آبدآعاتي » 716,034
الاعجابات المتلقاة » 1210
الاعجابات المُرسلة » 488
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصـل السادس:
وبعد الصبر ، وبعد التعب ، وبعد النصب ، يأتي الفرج من الله ، لم يسألوا أحدا غير الله سبحانه ، فرزقهم من حيث لا يحتسبون ، فهذا كان حالهم عندما تركهم أحمد ، ولكن هو في عيشة هنية ، وعيشة مرضية ، لا يذهب إلى الدوام إلى بعد الإفطار ، ولا يعود إلا وغداءه جاهز ، ثلاث وجبات يوميا ، وزوجته وابنيه كانوا لا يجدون وجبة واحدة في اليوم ، ولكن بعث الله إليهم من يهتم بهم ، فما بعد الصبر إلا الفرج ، فلله الحمد على كل حال ، فدوام الحال من المحال ، وهذا كما يحكى ويقال .
تمر الأيام والسنين ، ، وتنتهي السنة الثانية والثالثة ، والرابعة ، وبدأت الأيام تنسي أحمد أهله ، وبدأ يخف من الذهاب إلى المدرسة ، إلى أن ترك الذهاب إلى هناك بالكلية ، وعندما أنهى المرحلة الابتدائية ، كل هذه السنوات كان من يصرف عليهم ويهتم بهم ، إنه المرشد ، أخذ شهادة مهند ، وسجله في المرحلة المتوسطة ، وعندما قبل خالد ، وبينما هم عائدون إلى البيت ، إذا بخالد يلتفت إلى المعلم ويقول .
خالد : أستاذي ، هل أقول لك شيئا ؟
المرشد : تفضل يا بني .
خالد : أريد أن أناديك باسم لطالما كنت أريد أن أردده على لساني ، اسم غالي على قلبي وليس أي أحد يستحقه ، ولكن هل توافق عليه .
المرشد : سأوافق على أي لقب أو اسم تطلقه علي .
خالد : هل أناديك بـ.... بـ ....
المرشد : بماذا يا بني .
خالد : بأبي .
المرشد : لم يتمالك المرشد نفسه فنزلت الدمعة على خديه ، وكيف له أن لا تسقط وهو له ما يقارب الخمس عشرة سنة وهو لم ينادى بهذا الاسم ، فحق له والله أن يبكي .
عندما رأى خالد الدمعة على خدي معلميه قال
خالد : إذا لم ترض بهذا اللقب فلن أقوله لك مرة أخرى .
المرشد : لا والله إنه ليشرفني أن تقول لي هذا ، ولي الشرف أن تكون ابني ، فمن لا يفخر بابن مثلك .
ومن هذه اللحظة ، بدأ ينادي خالد المرشد بأبي ، وأطلق على المرشد من حينها بكنية ( أبو خالد ) وعند تخرج خالد من الابتدائية ، هناك شاب تخرج من المرحلة الجامعية ، أتدرون من هو إنه مهند ، وتعين مهند في نفس المدينة التي كان يعيش بها ، وعاد إلى مسقط رأسه ، وأصبح مهندسا في شركة كبيرة ، وفرحت أم خالد لما رأت أم مهند وعرفت بأنها لن ترحل مرة أخرى .
أصبح خالد في السنة الثانية المتوسطة ، وسجل أخوه سعيد في نفس الابتدائية التي درس بها ، وكان يوصله معلمه الذي تكفل به وأصبح مثل أبيه ، وبعد نهاية الاختبارات من الفصل الدراسي لهذه السنة ، وفي يوم أخذ الشهادة ، مرض المعلم وأراد خالد أن يذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام ، ولكن أمه رفضت ذلك ، ولكنه أصر على الذهاب ، ذهب وأمه في قلق عليه ، وأخذ الشهادة وكالعادة إنه الأول على الفصل ، وهو عائد إلى أمه فرحا مبسوطا ، وبينما هو يمشي على الرصيف ، وهو يركض فرحا ، إذا أتت إليه سيارة مسرعة ، سيارة أحد الشباب الطائش ، هناك كانت المصيبة ، هناك وقعت الكارثة ، صدم خالد ، ومن قوة الصدمة ، ارتفع خالد إلى الأعلى ثم سقط على الأرض ، وأمه في البيت هنالك سقطت على الأرض ، لأنها أحست بضناها ، وكيف لها أن لا تحس بقطعة من جسدها ، هرب ذلك السائق ، واجتمع الناس على ذلك الطفل البريء ، والدماء تملأ الأرصفة ، وامتلأت شهادته بالدماء ، اتصل أم خالد بمهند وقالت
أم خالد : السلام عليكم يا مهند .
مهند : وعليكم السلام يا خالة ، آمري ماذا تريدين .
أم خالد : أريدك أن تذهب لخالد ، ذهب إلى المدرسة ليأخذ الشهادة ولكنه لم يعد .
مهند : حسنا يا خالة سأذهب إليه .
ذهب مهند إلى المدرسة ، وهاهو يقترب من موقع الحدث ، إذ رأى التجمعات ، والصيحات والويلات ، ركن السيارة وذهب إلى هناك ، سأل أحد الشباب هناك ، ما الذي حدث قال له
الشاب : طفل هناك مصدوم .
مهند : وأين الذي صدمه ؟
الشاب : لقد هرب .
مهند : كم للحادث وقت من وقوعه .
الشاب : نصف ساعة تقريبا .
مهند : هل عرفتم الطفل ؟
الشاب : يقولون إنه من المتوسطة هذه .
هناك ترك مهند الشاب وذهب مسرعا يخترق الصف تلو الصف ، رأى ذلك الطفل ، إنه خالد ، نعم إنه خالد ، صاح صيحة قوية ، خاااااالد .
انكب عليه يبكي ، ويقول أنا مهند يا خالد ، وأخذ مهند ينادي من بجواره هل اتصلتم بالإسعاف ، ويجاوبونه بنعم ، التفت خالد إلى مهند وأعطاه الشهادة التي انقلبت إلى اللون الأحمر من كثر الدماء ، ودخل خالد في غيبوبة ، أتى الإسعاف ، أخذوا خالد إلى الإسعاف ، وذهب مهند معه ، وأم خالد في البيت تنتظر ضناها ، لقد تأخر عليها ابنها ، ومهند لم يطمئنها ، وصل إلى المستشفى أدخلوه إلى غرفة العمليات ، ومهند خلف الباب ينتظر ، اتصل على المعلم ، وأخبره بما حدث ، وأتى إليهم مسرعا ، وأم خالد قلبها على نار ، تريد من يطمئنها على مهند وابنها ، ولكن الكل مشغول ، وبعد أذان الظهر ، اتصلت أم خالد على مهند، لم يجب في المرة الأولى وهي تعاود الاتصال وفي المرة الثالثة أجاب عليها ،
أم خالد : أين أنتم يا بني ؟
مهند : نحن لا زلنا في المدرسة لأن الشهادات تأخرت .
أم خالد : مستحيل أنكم في المدرسة .
مهند : ولماذا يا خالة ؟
أم خالد : لأن قلبي ليس مطمئن إلى كلامك .
مهند : اطمئني يا خالة فنحن كما قلت لا زلنا بالمدرسة .
وفي هذه الأثناء يخرج الطبيب ، ويقول من هو ولي أمر الطفل ، قال مهند : أنا ، وقال المعلم : أنا ، ونسي مهند أن يغلق السماعة ، وأم خالد تسمع ما يدور بينهم .
مهند : أخبرنا يا دكتور هل حالة خالد في خطر ( والأم تسمع ما يدور ، اضطرب قلبها من هول ما سمعت )
الطبيب : نحن عملنا الذي علينا ، والباقي على ربنا .
المعلم : هل سنفقده يا دكتور ؟
الطبيب : لا أعلم ، ولكن سيبقى في العناية المركزة إلى أن يفيق .
وإذا بصيحة سمعها الطبيب ، ومهند والمعلم الحبيب ، من أين مصدرها يا ترى ، ومن أين خرج هذا الصوت ، وينظر مهند إلى هاتفه وإذا به لم يغلق السماعة ، فقال
مهند : ألو ، يا خالة .
أم خالد : لماذا يا مهند كذبت علي ، لماذا يا مهند لم تخبرني لألحق بضناي ، لماذا يا مهند لم تخبرني من قبل .
مهند : يا خالتي أردت إخبارك ولكن لا حقا ، يا خالتي خفت على صحتك ، يا خالتي أردت أن أحمل بعضا من العبء عنك .
أم خالد : ولكن أين أنتم الآن ، وبأي مستشفى ، وكيف ابني ؟ .
مهند : سأمر عليك الآن وآخذك معي .
ذهب مهند إلى أم خالد وأخذها معه ، وأخذ أمه كذلك ، وخالته تصيح من البكاء ، وهو يهدئها ويقول يا خالتي لا تخافي إنه بخير إن شاء الله ، يا خالتي هدئي من روعك ، كيف لي أن أهدأ وهذا ابني ، كيف لي أن أهدأ أو أن ترك البكاء وحياتي كلها بكاء وألم ، عمي وعمتي ماتا ، وأبي مات ، وزوجي تركني ، وابني الآن ربما يموت ، وأم مهند تقول لا تخافي بإذن الله سيشفى ويعود كما كان بإذن الله .
وصلوا إلى المستشفى وأم خالد تذهب مسرعة إلى العناية ، وترى ابنها من خلف الزجاج ، وتبكي وتقول :
أم خالد : بني ، هل سترحل وتتركني ، بني ، هل ستموت وتزيد حزني ، بني ، هل ستتركني وينفطر عليك قلبي ، لن ترحل أليس كذلك ، ألم تقل لي يوما بأنك ستعيش معي إلى الأبد ، ألم تقل لي يوما لا تحزني يا أمي أنا موجود ، قل لي بأنك لن تتركني ، ليس لي بعد الله إلا أنت ، وهي تبكي وتزيد في البكاء ، وفجأة إذا بالجرس يطرق لقد انتهت الزيارة .
قال مهند هيا يا خالة ، لقد انتهت الزيارة ، وسنعود له غدا إن شاء الله ،
أم خالد : لن أذهب ولن أتحرك من هنا ، كيف لي أن أنام وخالد هنا ، كيف لي أن أنام وخالد ليس بقربي ، قل لي بربك كيف لي أن أنام .
مهند : يا خالتي لن يتركونك تبقين بقربه .
أم خالد : وحتى لو طردت سأبقى في الخارج بجانب الباب ، على الأقل يبقى خالد بقربي ، وحتى لو أراد شيئا أعطيه .
ذهب مهند إلى المدير يريد أن يستأذنه في أن تبقى أم خالد هنا ، ومن حسن حظه أن وجد أحد زملائه هو المدير المناوب في تلك الليلة ، أخبره مهند بالوضع ، رفض المدير في البداية ، ولكن مهند أصر عليه حتى وافق .
ذهب مهند وأمه ومعلمه وسعيد من المستشفى وبقيت هي عند ابنها ، جلست هناك بقرب الباب ، وهي تدعو الله ، وتبكي وتصر في الدعاء ، وعند الساعة الواحدة ليلا ، طلبت مريم من إحدى الممرضات سجادة للصلاة ، أعطوها السجادة وسألت عن القبلة ثم اتجهت إليها ، فأخذت تصلي تلك الليلة كاملة ، وتلح في الدعاء لربها ، حتى أذن لصلاة الفجر ، وجلست تدعوا الله حتى الشروق ، وعند الساعة الثامنة ، دخل الطبيب للكشف على حالة خالد ، وعند خروجهم ، استوقفتهم الأم الحنون ، وقالت
مريم : بشرني يا دكتور هل حالة ابني في تحسن ؟
الطبيب : لا أدري نحن عملنا الذي علينا ، والباقي على الله .
مريم : هل سأفقده يا دكتور.
الطبيب : لا أعلم يا أختي ، ولكن ادعي الله له . [/color]

عندها بكت بكاء مريرا ، وأخذت تلهج بالدعاء يا رب لطفا بابني ، يا رب من لي سواك فادعوه ، ومن لي غيرك فارجوه ، يا رب اشف ابني ، اللهم اشفه ، اللهم منّ عليه بالشفاء ، وارفع عنه كل بلاء ، وادفع عنه كل ضراء ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا رب العالمين.
ويمر اليوم تلو اليوم ، والأسبوع تلو الآخر ، وخالد تحت العناية ، وموصل بالأالفصـل السابع:
جهزة ، وينتظر لطف الله وفرجه ، وأمه قي حالة يرثى لها ، لا تأكل كما يأكل الناس ، ولا تنام كما ينامون ، كلما قيل لها يا خالة كلي ، أو اشربي ، ترد قائلة ، كيف لي أن آكل وابني جائع ، وكيف لي أن أشرب وابني عطشان ، وكيف لي أن أذوق طعم النوم وابني يعاني الآلام ، أبني استيقظ أرجوك ، أبني رد علي أرجوك ، أبني انظر إلي أرجوك ، أبني لم أترك يوما الدعاء ، ولم أمل أطلب الله وأرجوه رجاء ، أن يمن عليك بالشفاء ، فاستيقظ فيكفيني بكاء .
وفي يوم من الأيام ، وبعد شهر من دخوله المستشفى ، وبينما أمه تنظر إليه من خلف الزجاج ، إذا به بدأ بالحركة ، ذهلت أمه وقالت ، لقد تحرك ، نعم والله لقد تحرك جسده ، وبدأ شيئا فشيئا يفتح عيناه ، فرحت أمه حتى كادت أن تكسر الزجاج لتدخل عليه ، أخذت تجري في المستشفى ، وهي تبحث عن الطبيب المسئول ، وهي تصيح بأعلى صوتها ، ابني استيقظ ، أيا دكتور ابني فاق ، أيا أطباء تعالوا وانظروا إلى ابني وأنتم يا رفاق ، أسرع الأطباء إلى خالد ، ودخلوا عليه ، وعملوا له الفحوص اللازمة ، ثم خرجوا ، استوقفتهم أم خالد ، وقالت
مريم : ما به يا دكتور ؟
الطبيب : لا شيء يا خالة ، ابنك في أحسن حال ، ولتكن لديك فكرة وهي أن ابنك من الحالات النادرة التي تقاوم هذه الإصابات ، فما ينجو منها إلا القليل .
مريم : ومتى سألامسه ، ومتى أستطيع أن أقبله .
الطبيب : قريبا يا خالتي إن شاء الله .
مريم : لماذا ليس الآن ؟؟؟
الطبيب : ممنوع يا خالتي الدخول إليه في غرفة العناية ، ولكن سيخرج غدا منها أو بعد غد وبعدها قبليه على راحتك .
ذهبت أمه إلى المنزل في تلك الليلة لترتاح فهي لم تريح أعصابها من ذو دخول ابنها إلى المستشفى ، وفي اليوم التالي عادت إلى المستشفى ، وبينما هي ذاهبة إلى العناية ، ترى الأطباء مجتمعين عند غرفة خالد ، دهشت من هذا المنظر ، وخافت على ابنها من بعد أن اطمأنت عليه ، وأخذت تجري بالمستشفى إلى أن وصلت إلى غرفة خالد ، وهي تقول للأطباء ماذا بكم ؟ وما خطبكم ؟
الطبيب المسئول : لا شيء يا خالة وإنما ابنك لا يستطيع الحركة .
مريم : ماذا ؟ ما الذي تقوله يا دكتور ؟
الطبيب : هذا ما حدث يا خالة ، ولكن لا بد له فترة من الزمن حتى يستطيع الوقوف عليها والحركة .
مريم : حزنت أم خالد أيما حزن ولكنها في نفس الوقت فرحة بأنها لم تفقد ضناها .
خرج خالد إلى غرف التنويم ، وجلس هناك بضعة من الأيام ، وبعد أسبوع عاد إلى منزله ، وعاد إلى مستقره ، عاد إليه بعد شهور من الزمن ولكن ليس كما خرج منه ، فقد خرج منه يمشي على رجليه ، والآن يعود إلى هناك وهو على كرسي متحرك ، وتمر الأيام ، وبعد أسبوع من خروج خالد من المستشفى ، وفي يوم من الأيام ، وبعد صلاة العصر ، إذا بطارق يطرق الباب ، من يا ترى ، فتح سعيد الباب ، وإذا بشخص غريب ، لم يره سعيد من قبل ، شخص عابس كئيب .
سعيد : من أنت ؟
أبو خالد : أين مريم ؟ ومن أنت ؟
سعيد : إنها بالداخل ، وأنا سعيد .
أبو خالد : أنت ولدها ؟
سعيد : نعم ، ومن أنت ؟
أبو خالد : اذهب ونادها لي .
وإذا بخالد أتى من الخلف ، على ذاك الكرسي المتحرك ، وهو يقول :
خالد : سعيد ، من على الباب ؟
سعيد : لا أدري رجل يريد أمي .
وصل خالد إلى الباب ، وإذا به ذهل مما رأى ، صاح يقول أبي !!!
سعيد : أبي ، كيف يكون أبي ، أبي مات ، وإذا كان أبي حقيقة فأين هو كل هذا السنين .
أبو خالد : أريد أمك ، أين هي ؟
أدخل خالد والده إلى الصالة ، وأتت مريم ، وهي تقول ما الذي تريد بعد كل ها السنين .
أبو خالد : أنت كل هذه السنين في سعادة مع ابنيك ، وأنا أتجرع المرارة والأسى ، زوجتي لا تنجب ، وأنا لما علمت أن لديك ابنين أتيت لآخذ سعيد .
أم خالد : ألم تخبرني سابقا بأن امرأتك حامل ؟
أبو خالد : كنت أكذب عليك ..
أم خالد : وإلى أين ستأخذ سعيد ؟
أبو خالد : سأذهب به معي إلى خالته .
أم خالد : لا أرجوك ، لا تفرق بيني وبين ابني ، أرجوك لا تحرمني منه .
أبو خالد : هل ترين أن أجيب رجاءك وأنت لم تفكري بي كل هذه السنين التي مضت .
أم خالد : أرجوك لا تفعل .
أتى خالد من الخلف ، أبي ، إن كنت عازما على الأمر ، فخذني أنا ولا تأخذ سعيد ، أرجوك يا أبي اترك سعيدا مع والدتي ، فأنا كما ترى لا أستطيع الحركة ، واترك سعيدا حتى يقضي لأمي حاجاتها ، أرجوك يا أبي .
أبو خالد : وماذا أريد بابن معاق ؟
خالد : دهش خالد من هول ما سمع ، وأخذته الدهشة ، وتوقفت الكلمات ، ثم انحدرت الدمعات ، وسقطت على خده العبرات ، ولما رأى سعيد الدمعات على خالد ، ذهب إلى أبيه يضربه ويقول :
سعيد : أنت المعاق ، وليس أخي ، أنت المعاق ،
ثم أخذه أبوه ، يسحبه ويقول :
أبو خالد : هيا تعال معي .
سعيد : لا ، أريد أمي ، أنا لا أعرفك ،
عندها اشتعلت العاطفة لدى الأم الحنون ، وذهبت مسرعة تشد بملابس سعيد ، وتتوسل إلى زوجها أن يتركه ، وزوجها يشده من الجهة الأخرى ، وبينهم ذاك الطفل يبكي ويقول :
سعيد : أريد أمي فأنا لا أعرفك .
أبو خالد : أنا والدك ،
سعيد : والدي مات ، لا أريدك ، أريد أمي .
أم خالد : أرجوك اتركه هنا ، تعال كل يوم لتراهما ، أرجوك دعه ، أرجوك دعه .
أبو خالد : لن أتركه ، سآخذه معي .
ثم سحب أحمد ابنه سعيد ، وسقطت الأم على الأرض وهي تبكي وتصيح ، لا ، سعيد ، أرجوك يا أحمد اتركه ، أرجووووووك ، وخالد في الخلف يبكي ، فهو لم يستطع الكلام مع والده بعد أن قال له تلك الكلمة التي هزت مشاعره ، وألجمته عن الكلام ، وذهب أحمد منتصرا بعد أن أخذ ابنه سعيد .
وأخذ يجر سعيد وهو يتشبث بأي شيء أمامه ، وهو لا يريد الذهاب معه ، وأركبه في السيارة ، وهو يبكي ويصيح ، أخذ أحمد شخص سعيد ، ولكن قلبه ووجدانه هناك في البيت عند أمه وأخيه ، تحرك أحمد بالسيارة ، وسعيد ينظر إلى المنزل الذي أخذ منه بالقوة ، وأمه أمام الباب تبكي ، ولم يترك نظره إلى أن توارى البيت عن العين .
جلس سعيد في صمت ، يدور بداخله عدة تساؤلات ، هل هذا أبي كما يزعم ؟ إلى أن يذهب بي ؟ هل سأحرم من أمي وأخي إلى الأبد ؟
وفجأة وعند بيت فخم ، أوقف أحمد السيارة ، ثم نزل منها ، وأغلق باب السيارة ، وسعيد لا يزال بالداخل ، ثم صاح عليه أحمد
أحمد : اخرج من السيارة ، قد وصلنا .
نزل سعيد من السيارة ، وأخذ يمشي خلف والده ، لا يدري إلى أين تسوقه الخطى ، لا يدري إلى أين يذهب ، لا يدري من سيقابله ، هل يقابله شخص حنون يحتويه ، أم شخص غليظ شديد مثل أبيه .
وعندما وصلا إلى الباب ، وفتح أبو خالد الباب ، وإذا بتلك المرأة تستقبلهما ، تسأل قائلة :
سلمى : من هذا يا أحمد ؟
أحمد : إنه ابني سعيد .
سلمى : هل أتى لزيارتنا أم سيمكث عندنا أياما قليلة ؟
أحمد : لا ، بل سيبقى هنا أبدا .
سلمى : وهل أمه راضية على هذا الأمر ؟
أحمد : لا ، وإنما أنا من حقي أن آخذه فهو ابني .
سلمى : لماذا أحرمته من حضن أمه ؟ ألم تفكر فيها ، ألم تفكر فيه .
أحمد : أنت عقيم كما تعلمين ، وأنا أريد لي ابني يحمل اسمي ، ويساعدني عند كبري .
أحمد : اسمعي لا أريد كثير من الكلام والنقاش ، هذا الولد سيتربى معنا ، خذيه الآن إلى غرفته .
أخذته سلمى تقوده إلى غرفته ، وهو لا يريد ، إنما أمه وخالد يريد ، أوصلته إلى غرفته ، وأخذت تبتسم وتقول
سلمى : هذه غرفتك ، وإن احتجت شيئا فأنا في خدمتك .
وبينما أرادت الخروج من عند سعيد ولما وصلت إلى الباب ، نطق سعيد بقوله
سعيد : أريد أمي ؟ لماذا تريدون أن تحرموني من أمي ؟ من أنتم ؟ أنا لا أعرف أحدا منكم ، من أين أتيتم ، لماذا تريدون أن تأخذي دور أمي ؟ لماذا ..... لماذا ؟
وأخذ في البكاء ، وأتيت إليه سلمى ، وتقول
سلمى : هذا والدك ، وأنا سأحاول معه أن يعيدك إلى أمك ، أنا أشعر بك يا بني ، سآتي لك بماء .




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أريد, حالتي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان الشاعر / محمد ابن الذيب "المقروءهـ" المكتوبه نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 54 07-23-2011 06:15 PM
الديوان المكتوب للشاعر" ناصر الفراعنه" عـــودالليل …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 39 07-13-2011 09:31 PM
"ديوان الشاعر طلال السعيد" a7med …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 1 03-01-2009 03:12 PM
ااسماء الله الحسنى ضحكة خجوله …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 8 01-22-2009 07:13 PM
ديوان الشاعر / محمد بن جار الله السهلي "المقروءهـ" المكتوبه نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 0 12-18-2008 12:40 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية