الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«…
 

…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-27-2024
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل : Oct 2015
 فترة الأقامة : 3188 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (11:55 PM)
 المشاركات : 1,063,329 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي المهيمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه



الْمُهَيْمِنُ
جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ

الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُهَيْمِنِ):
المُهَيْمِنُ فِي اللّغَةِ اسْمُ فَاعِلٍ لِلْمَوْصُوفِ بِالهَيْمَنَةِ، فِعْلُهُ هَيْمَنَ يُهَيْمِنُ هَيْمَنَةً.

وَالهَيْمَنَةُ عَلَى الشَّيْءِ السَّيْطَرَةُ عَلَيْهِ وَحِفْظُهُ وَالتَّمَكُّنُ مِنْهُ؛ كَمَا يُهَيْمِنُ الطَّائِرُ عَلَى فِرَاخِهِ وَيُرَفْرِفُ بِجَنَاحَيْهِ فَوْقَهُم لِحمَايَتِهِم وَتَأْمِينِهِم.

وَيُقَالُ: المُهَيْمِنُ أَصْلُهُ المُؤْمِنُ مِنْ آمَنَ؛ يَعْنِي: أَمَّنَ غَيْرَهُ مِنَ الخَوْفِ[1].

واللهُ عز وجل هُوَ المُهَيْمِنُ عَلَى عِبَادِهِ؛ فَهُوَ فَوْقَهُمْ بِذَاتِهِ؛ لَهُ عُلُوُّ القَهْرِ وَالشَّأْنِ، مَلِكٌ عَلَى عَرْشِهِ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي مَمْلَكَتِهِ، يَعْلَمُ جَمِيعَ أَحْوَالِهمِ، وَلَا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِهمْ، هُوَ القَاهِرُ فَوْقَهُمْ، وَإِنْ تَرَكَهُمْ أَوْ تَرَكَ بَعْضَهُمْ مَعَ ظُلْمِهِمْ وَكُفْرِهِمْ فَذَلِكَ لِحكْمَتِهِ فِيمَا هُمْ فِيهِ مُبْتَلُونَ، وَلِمَا قَضَى وَقَدَّرَ مُيَسَّرُونَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].

فَهُوَ مُحِيطٌ بِالعَالَمِينَ، مُهَيْمِنٌ بِقُدْرَتِهِ عَلَى الخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَيْهِ فَقِيرٌ، وَكُلُّ أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسِيرٌ، لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ، وَلَا يَفْتَقِرُ إِلَى شَيْءٍ: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11][2].

فَجِمَاعُ مَعْنَى المُهَيْمِنِ: أَنَّهُ المُحِيطُ بِغَيْرِهِ، الَّذِي لَا يَخْرُجُ عَنْ قُدْرَتِهِ مَقْدُورٌ، وَلَا يَنْفَكُّ عَنْ حُكْمِهِ مَفْطُورٌ، لَهُ الفَضْلُ عَلَى جَمِيعِ الخَلَائِقِ فِي سَائِرِ الأُمُورِ.

قَالَ أَبُو الحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ: «خَلَقَ الأَشْيَاءَ بِقُدْرَتِهِ، وَدَبَّرَهَا بِمَشِيئَتِهِ، وَقَهَرَهَا بِجَبَرُوتِهِ، وَذَلَّلَهَا بِعِزَّتِهِ؛ فَذَلَّ لِعَظَمَتِهِ المُتَكَبِّرُونَ، وَاسْتَكَانَ لِعِزِّ رِبُوبِيَّتِهِ المُتَعَظِّمُونَ، وَانْقَطَعَ دُونَ الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ العَالِمُونَ، وَذَلَّتْ لَهُ الرِّقَابُ، وَحَارَتْ فِي مَلَكُوتِهِ فِطَنُ ذَوِي الأَلْبَابِ، وَقَامَتْ بِكَلِمَتِهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ، واسْتَقَرَّتِ الأَرْضُ المِهَادُ»[3].

وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: «وَأَصْلُ الهَيْمَنَةِ: الحِفْظُ والارْتِقَابُ، تَقُولُ: هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٌ إِذَا صَارَ رَقِيبًا عَلَيْهِ فَهُوَ مُهَيْمِنٌ»[4].

فَالمُهَيْمِنُ الرَّقِيبُ عَلَى الشَّيْءِ، وَالحَافِظُ لَهُ، وَالقَائِمُ عَلَيْهِ، وَهَذَا مُلْحَقٌ بِالمَعْنَى السَّابِقِ، وَيُلْحَقُ بِهِ أَيْضًا تَفْسِيرُ المُهَيْمِنِ بِالشَّهِيدِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].

فَاللهُ شَهْيدٌ عَلَى خَلْقِهِ بِمَا يَكُونُ مِنْهُمْ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ[5].

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فِيمَا يَرْوِي عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»[6].

وَقِيلَ فِي مَعْنَى المُهَيْمِنِ أَيْضًا: إِنَّهُ الَّذِي لَا يُنْقِصُ الطَّائِعَ مِنْ ثَوَابِهِ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَ، وَلَا يَزِيدُ العَاصِي عِقَابًا عَلَى مَا يَسْتَحِقُّهُ؛ لَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الكَذِبُ.

وَقَدْ سَمَّى الثَّوَابَ وَالعِقَابَ جَزَاءً، وَلَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِزِيَادَةِ الثَّوَابِ، وَيَعْفُوَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ العِقَابِ[7].

وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ[8]:
وَرَدَ الاسْمُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ﴾ [الحشر: 23].

وَذَكَرَ اللهُ مَعْنَاهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].

مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: «وَقَوْلُهُ المُهَيْمِنُ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ: فَقَالَ بَعْضُهُم: (المُهَيْمِنُ) الشَّهِيدُ، قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُم»[9].

وَقَالَ أَيْضًا: «وَأَصْلُ الهَيْمَنَةِ الحِفْظُ وَالارْتِقَابُ، يُقَالُ: إِذَا رَقَبَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ وَحَفِظَهُ وَشَهِدَهُ: قَدْ هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَيْهِ فَهُوَ يُهَيْمِنُ هَيْمَنَةً وَهُوَ عَلَيْهِ مُهَيْمِنٌ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، إِلَّا أَنَّهُمْ اخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُهُمْ عَنْهُ»[10].

وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: «قَالَ ابْنُ عَبَاسٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: أَيِ: الشَّاهِدُ عَلَى خَلْقِهِ بِأَعْمَالِهِمْ، بِمَعْنَى هُوَ رَقِيبٌ عَلَيْهِمْ كَقَوْلِهِ: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6]، وَقَوْلِهِ: ﴿ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ﴾ [يونس: 46]، وَقَوْلِهِ: ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ ﴾ [الرعد: 33]»[11].

وَقَالَ الحُلَيْمِي: «(المُهَيْمِنُ) وَمَعْنَاهُ: لَا يُنْقِصُ لِلمُطِيعِينَ يَوْمَ الحِسَابِ مِنْ طَاعَاتِهِم شَيْئًا فَلَا يُثِيبُهُمْ عَلَيْهِ، لَأَنَّ الثَّوَابَ لَا يُعْجِزُهُ، وَلَا هُوَ مُسْتَكْرَهٌ عَلَيْهِ فَيَحْتَاجُ إِلَى كِتْمَانِ بَعْضِ الأَعْمَالِ أَوْ جَحْدِهَا، وَلَيْسَ بِبَخِيلٍ فَيَحْمِلُهُ اسْتِكْثَارُ الثَّوَابِ إِذَا كَثُرَتِ الأَعْمَالُ عَلَى كِتْمَانِ بَعْضِهَا، وَلَا يَلْحَقُهُ نَقْصٌ بِمَا يُثِيبُ فَيَحْبِسُ بَعْضَهُ؛ لَأَنَّهُ لَيْسَ مُنْتَفِعًا بِمُلْكِهِ حَتَّى إِذَا نَفَعَ غَيْرَهُ بِهِ زَالَ انْتِفَاعَهُ بِنَفْسِهِ.

وَكَمَا لَا يُنْقِصُ الُمطِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا، لَا يَزِيدُ العُصَاةَ عَلَى مَا اجْتَرَحُوهُ مِنَ السَّيِّئَاتِ شَيْئًا فَيَزِيدُهُمْ عِقَابًا عَلَى مَا اسْتَحَقُّوهُ، لَأَنَّ وَاحِدًا مِنَ الكَذِبِ والظُّلْمِ غَيْرُ جَائِز عَلَيْهِ، وَقَدْ سَمَّى عُقُوبَةَ أَهْلِ النَّارِ جَزَاءً، فَمَا لَمْ يُقَابِلْ مِنْهَا ذَنْبًا لَمْ يَكُنْ جَزَاءً، وَلَمْ يَكُنْ وِفَاقًا، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَفْعَلُهُ[12].

قَالَ الرَّازِي: «فِي تَفْسِيرِهِ وُجُوهٌ:
الأَوَّلُ: (المُهَيْمِنُ) هُوَ الشَّاهِدُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].

قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ الكتابَ مُهَيْمِنٌ لِنَبِيِّنَا
وَالحَقُّ يَعْرِفُهُ أُولُو الأَلْبَابِ



فَاللهُ سُبْحَانَهُ مُهَيْمِنٌ أَيْ: شَاهِدٌ عَلَى خَلْقِهِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، وَلِهَذَا قَالَ: ﴿ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ [يونس: 61]، فَيَكُونُ المُهَيْمِنُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ هُوَ العَالِمُ بِجَمِيعِ المَعْلُومَاتِ، الَّذِي لَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ.

الثَّانِي: (المُهَيْمِنُ) هُوَ المُؤْمِنُ قُلِبَتِ الهَمْزَةُ هَاءً لَأَنَّ الهَاءَ أَخَفُّ مِنَ الهَمْزَةِ.

الثَّالِثُ: قَالَ الخَلِيلُ بِنُ أَحْمَدَ: «(المُهَيْمِنُ) هُوَ الرَّقِيبُ الحَافِظُ وَمِنْهُ قَوْلُ العَرَبِ: هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَى كَذَا إِذَا كَانَ مُحَافِظًا عَلَيْهِ».

الرَّابِعُ: قَالَ المُبَرِّدُ: «(المُهَيْمِنُ) الحَدبُ المُشْفِقُ، تَقُولُ العَرَبُ لِلطَّائِرِ إِذَا طَارَ حَوْلَ وَكْرِهِ، وَرَفْرَفَ عَلَيْهِ، وَبَسَطَ جَنَاحَهُ يَذُبُّ عَنْ فَرْخِهِ: قَدْ هَيْمَنَ الطَّائِرُ».

قَالَ أُمَيَّةُ بِنُ أَبِي الصَّلْتِ:
مَلِيكٌ عَلَى عَرْشِ السماءِ مُهَيْمِنٌ
لِعِزَّتِهِ تَعْنُو الوُجُوهُ وَتَسْجُدُ



الخَامِسُ: قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: «(المُهَيْمِنُ) المُصَدِّقُ، وَهُوَ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ التَصْدِيقُ بِالكَلَامِ، فَيُصَدّقَ أَنْبِيَاءَهُ بِإِخْبَارِهِ تَعَالَى عَنْ كَوْنِهِم صَادِقِينَ.

الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ مَعْنَى تَصْدِيقِهِ لَهُمْ هُوَ أَنَّهُ يُظْهِرُ المُعْجِزَاتِ عَلَى أَيْدِيهِمْ».

السَّادِسُ: قَالَ الغَزَالِيُّ: «اسْمٌ لِمَنْ كَانَ مَوْصُوفًا بِمَجْمُوعِ صِفَاتٍ ثَلَاثٍ، أَحَدُهُا العِلْمُ بِأَحْوَالِ الشَّيْءِ، وَالثَّانِي: القُدْرَةُ التَّامَّةُ عَلَى تَحْصِيلِ مَصَالِحِ ذَلِكَ الشَّيْءِ، والثَّالِثُ: الُموَاظَبَةُ عَلَى تَحْصِيلِ تِلْكَ المَصَالِحِ، فَالجَامِعُ لِهَذِهِ الصِّفَاتِ اسْمُهُ (المُهَيْمِنُ)، وَأَنَّى أَنْ تَجْتَمِعَ عَلَى الكَمَالِ إِلَّا للهِ تَعَالَى»[13].

وَقَالَ السَّعْدِيُّ: «(المُهَيْمِنُ): المُطَّلِعُ عَلَى خَفَايَا الأُمُورِ، وَخَبَايَا الصُّدُورِ، الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا»[14].

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ الكَرِيمِ:
1- إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلَى خَلْقِهِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، لَا يَغِيبُ عَنْهُ مِنْ أَفْعَالِهمْ شَيْءٌ، وَلَهُ الكَمَالُ فِي هَذَا فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَنْسَى وَلَا يَغْفُلُ: ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74].

2- جَعَلَ اللهُ تَعَالَى كَلَامَهُ المُنَزَّلُ عَلَى خَاتَمِ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ صلى الله عليه وسلم مُهَيْمِنًا عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنَ الكُتُبِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 48].

قَالَ ابْنُ الحَصارِ: «وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾؛ أَيْ: عَالٍ، وَعُلُوُّهُ عَلَى سَائِرِ كُتُبِ اللهِ - وَإِنْ كَانَ الكُلُّ كَلَامَ اللهِ تَعَالَى - بِأُمُورٍ:
أَحَدِهَا: بِمَا زَادَ عَلَيْهَا مِنَ السُّوَرِ، فَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ الصَّحِيحِ: أَنَّ نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم خُصَّ بِسُورَةِ الحَمْدِ وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ البَقَرَةِ»[15].

وَالأَمْرُ الثَّانِي: أَنْ جَعَلَهُ اللهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا مُبِينًا، وَكُلُّ نَبِيٍّ قَدْ بَيَّنَ لِقَوْمِهِ بِلِسَانِهِمْ - كَمَا أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى - وَلَكِنْ لِلِسَانِ العَرَبِ مَزِيَّةٌ فِي البَيَانِ.

وَالثَّالِثِ: أَنْ جَعَلَ نَظْمَهُ وَأُسْلُوبَهُ مُعْجِزًا، وَإِنْ كَانَ الإِعْجَازُ فِي سَائِرِ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ، مِنْ حَيْثُ الإِخْبَارِ عَنِ الُمغَيباتِ، وَالإِعْلَامِ بِالأَحْكَامِ المُحْكَمَاتِ، وَسُنَنِ اللهِ المَشْرُوعَاتِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَيْسَ فِيهَا نَظْمٌ وَأُسْلُوبٌ خَارِجٌ عَنِ المَعْهُودِ.

فَكَانَ أَعْلَى مِنْهَا بِهَذِهِ المَعَانِي، ولِهَذَا المَعْنَى الإِشَارَة بِقَوْلِهِ الحَقِّ: ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الزخرف: 4][16].

[1] لسان العرب (13/ 437).
[2] انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص: 142)، والأسماء والصفات للبيهقي (ص: 84).
[3] فتح الباري (8/ 269)، وانظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن (6/ 266).
[4] تفسير غريب الحديث للخطابي (2/ 91).
[5] مسلم في كتاب البِرِّ والصِّلة والأدب، باب تحريم الظلم (4/ 1994) (2577).
[6] فتح الباري (6/ 366)، وتفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (ص: 32)، والقصد الأسنى (ص: 69).
[7] لسان العرب (5/ 374)، والمفردات (ص: 563)، واشتقاق أسماء الله (ص: 237).
[8] النهج الأسمى (1/ 129 - 134).
[9] وقد رواه عنهما بأسانيد صحيحة، انظر: (28/ 36).
[10] جامع البيان (6/ 172).
[11] تفسير ابن كثير (4/ 343)، وكذا قال الشوكاني في فتح الباري (5/ 208)، وبمثله قال الألوسي في تفسيره (28/ 63)، وانظر: الجلالين (ص: 465).
[12] المنهاج (1/ 202، 203) وذكره ضمْن الأسماء التي تتبعُ إثباتَ التدبير له دون ما سِوَاه، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 63، 64).
[13] شرح الأسماء (ص: 192 - 194)، وانظر: قول الغزالي في المقصد الأسنى (ص: 41) وقد نقله بمعناه.
[14] تيسير الكريم (5/ 301).
[15] يشير إلى ما أخرجه البخاري في مواضع منها (8/ 156، 157) من حديث أبي سعيد بن المعلى؛ وفيه: قوله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».
أما خواتيم سورة البقرة، فليس حديثُها في الصحيح، وإنما أخرجه الإمام أحمد (5/ 383)، من حديث حذيفة، وفيه: «... وأعطيتُ هذه الآيات مِن آخر سورة البقرة، مِن كنز تحت العرش لم يُعطَها نبيٌّ قبلي»، ورجاله ثقات رجال الشيخين، انظر التعليق على كتاب العرش لابن أبي شيبة (63).
[16] الكتاب الأسنى (ورقة 315 ب - 316 أ).



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس
قديم 04-27-2024   #2


الصورة الرمزية القلب

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29582
 تاريخ التسجيل :  Nov 2017
 أخر زيارة : 04-27-2024 (12:58 PM)
 المشاركات : 7,512 [ + ]
 التقييم :  51755
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : #Cadetblue
افتراضي



جزاك الله خيرا
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..


 

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2024   #3


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (11:55 PM)
 المشاركات : 1,063,329 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلب مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..
يسلمو على المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2024   #4


الصورة الرمزية روح الندى

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29723
 تاريخ التسجيل :  Jul 2018
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (03:30 AM)
 المشاركات : 93,173 [ + ]
 التقييم :  360621
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : #Cadetblue
افتراضي



دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك


 
 توقيع : روح الندى




رد مع اقتباس
قديم 04-28-2024   #5


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (11:55 PM)
 المشاركات : 1,063,329 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الندى مشاهدة المشاركة
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
يسلمو على المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2024   #6


الصورة الرمزية مجنون قصايد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27626
 تاريخ التسجيل :  Jul 2014
 أخر زيارة : منذ 12 ساعات (03:19 PM)
 المشاركات : 266,670 [ + ]
 التقييم :  2089067826
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Tan
افتراضي



بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد


 
 توقيع : مجنون قصايد






رد مع اقتباس
قديم 04-28-2024   #7


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (11:55 PM)
 المشاركات : 1,063,329 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجنون قصايد مشاهدة المشاركة
بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد
يسلمو على المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2024   #8


الصورة الرمزية نظرة الحب

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 68
 تاريخ التسجيل :  Jan 2009
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (11:37 PM)
 المشاركات : 659,119 [ + ]
 التقييم :  990504231
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



روعه طرحك ي قلبي
مشكورة ولك
.
.
مودتي


 
 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 04-29-2024   #9


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (11:55 PM)
 المشاركات : 1,063,329 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نظرة الحب مشاهدة المشاركة
روعه طرحك ي قلبي
مشكورة ولك
.
.
مودتي
يسلمو على المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2024   #10


الصورة الرمزية ملكة الجوري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29073
 تاريخ التسجيل :  Sep 2016
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (02:12 PM)
 المشاركات : 602,940 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


لوني المفضل : Skyblue
افتراضي



جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان


 
 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المقيت جل جلاله، وتقدست أسماؤه ضامية الشوق …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 22 04-29-2024 03:47 PM
المعطي جل جلاله، وتقدست أسماؤه ضامية الشوق …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 18 04-29-2024 03:20 PM
المجيد جل جلاله، وتقدست أسماؤه ضامية الشوق …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 22 03-10-2024 10:03 PM
الستير جل جلاله، وتقدست أسماؤه إرتواء نبض …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 9 11-18-2023 08:27 PM
الله جل جلاله وتقدست أسماؤه صمت القمر …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 03-09-2015 07:40 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية