أضع هاتفي الخليوي silent ، بالرغم من أن والدي ينزعج حين أفوّت الرد على مكالماته حتى لو كانت من أجل تجهيز "دلة القهوة" ، لا يعذرني إطلاقاً لذا أنا أغض الطرف عن التبرير وانهزم بسهولة للسيل الجارف نحوي من طوفانه.
هذا الأمر لا يخص بابا فحسب ، بل حتى في أخمص علاقة لي ، أنا لا استطيع مقاومة التيار إذا أصبحت سفينتي في منتصفه ، لكنني أعرف كيف أترك له أن يقودني حيث الوجهة التي يرغب بها ، افتعال المشكلات والرد المتأخر -عمداً- على الرسائل وتجهيز قائمة بالأسئلة الغير ضرورية لنيل الإجابة التي تدين والوقوف تحت الشبابيك وتناول القهوة في المقاهي التي جمعتنا وإعادة الأغنية المفضلة لكلينا هذا ليس من طرازي ، أنا أجازف بـ الطرق القصيرة مهما كانت خطرة في سبيل أن أصل مبكراً أو أغادر ، إذا أردت الغياب لا أمنعك وإن وددت مني المصالحة أدير فهمي عنك ، إذا أفلت يدك كي أُمسكك بقوة فأنا أستغني ، وأنهض إذا توقعت مني الجلوس على طاولة آحاديثك عن صديقك المقرب ولو أحرقت الغيرة دمي البارد ، أفاجئك بتقليديتي فأشرب قهوتي في جلسة أرضية بينما أرتدي كعباً عالي ، تتوقع إبهاري بإسورة ذهبية فأُشفق على الوردة الموضوعة في شريط التغليف ، أتفاخر بخاتم رخيص بينما في عنقي قلادة ماسية ، أعطي للثانويات قيمة حتى تتوقفوا عن بهرجةِ الأساسيات.
تهرش فروة رأسي أظافر غير معقمة ، لأنني غيرت وضع هاتفي للهزّاز .. ربما يتصل والدي فلا أترك له حجةً للخصام ، أو أقابل ظن صديقي السيء بي بالحسنى فينشغل بِـ تأنيب الضمير بينما كان مستعداً ليأخذ موقفاً مني.
بالمناسبة : نخاف على المتورط من ... ؟ نخشى عليه المجازفة.