الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-01-2018
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ يوم مضى (11:16 PM)
آبدآعاتي » 1,103,477
الاعجابات المتلقاة » 14383
الاعجابات المُرسلة » 8497
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عرس الرمان المؤجل











ترنّحَتْ كثيراً قبلَ أن تسقطَ حبّات الرُمان من فمها على الأرض . كان يُمسِكَ بيدها فيحسُّ بنبضها الساخن و الدمُ يجري في غورها دفقات ٍ متقطّعة ، كُل واحدة ٍ يَكادُ يَسمعُها تنطقُ بإسمهِ علناً ، و في باطن ذراعها البيضاء الرَخصة انتفخَتْ شراينٌ خضراء بلونِ العشب ، فرفعَ رأسهُ و تطّلعَ إليها فوجدها تلهث بصعوبة . ساءلها بعينينِ حزينتين لعلّها تُجيب . لكنها لاذتْ بصمتٍ مُطبق ، و فاضتْ وجنتاها بحمرةٍ قانية تفشّتْ و ارتعشتْ لها الشفتان ذاتا النتوء الجلديّ الأشبه بالثؤلولة . يحتضنُها بين الحشائش و رمل الغابة ، إلا أنهُ آثر أن يفعلَ ذلك بشرف .. كأنما فارسٌ شجاع يمسُّ أرنبة أنف خصمه دونَ أن يجرحها أو يخدشها .
التي طَفرتْ لأجلها عيناهُ بالبكاء و أحسَّ من خلالها بنشوة ِ ذرف الدموع على رغم ٍ من تجهِّم طبعه و خشونة ِ ردّ أفعاله . كانت هي ، المكتنزة و الممتلئة كوردة ٍ مضمومة و المحشوّة برحيق ٍ معسول ، المُشتهاة لديهِ أبداً ، و التي لا يقدرُ على استيعابها في أحلامه ما دامَ حَضَرَ وجهها الحلو في مخيِّلته و ابتسامتها المقسَّمة على غمّازتين بالتساوي . ذاك ما يسميّه عَدل الجمال ، و أن بوسع الجمال أن يَحَكُمَ جنباً إلى جنب مع الحكمةِ و القوة . بل حدا بهِ الأمر أن يَقصِدَ بيت المختار كي يُفاتحه بما جادتْ بهِ تأملاّته الطويلة في ظلِّ شجرة الرمان ، و يَشرحَ بجملٍ قليلة مُقتصِّدة أهميّةَ الجمال في حياة الناس و مَرد تجاهلهم و إزدرائهم لهُ هو سببُ مصيبتهم و سوء طالعهِم . افلتتْ من ذراعه و قد ندّتْ عنها تأوّهة ، أخذَتْ تحبو على ركبتيْها و شعرُها يتهادى تلاعِبهُ الرياح . مدّتْ يدها إلى حبّات الرمّان المُنتثرة و التقطتْ ما تَبيّنَ بعدئذٍ سِنّها الذي فقدتهُ أثناء تزاحم الرمّان و عصيرهُ في جوف فمها . حملتهُ في باطنْ كفّها و عرّضتُهُ لأشعة الشمس فلمعَ في رأسهِ مرةً أخرى مرآها و هي تلوّح لهُ بالوداع قُبيل الظهيرة بقليل .
سبّلتْ عينيِّها بينما تشاهدُ القط الرماديّ الذكر يعبرُ على السور المهدّم ، و الذي بناهُ أبوها حول البيت الطينيّ كي يَمنع تسلل المارقين في الليل و السائحينَ في أرجاء القريةِ ، و منهم الثوّار الهاربون و اللُقطاء المشرّدون و المجانين و اللصوص و غيرهم . فيحولُ بذلك اتخاذ حديقة البيت الواسعة و المتراميّة الأطراف حتى البستان كملجىء ٍ و مَخبأ من المُطرادة ، فيأمن العواقبَ و شرور التحرّشات . لكن السور رجعَ فتهدّم ، خارتْ أحجارهُ مثلما انفرطَ سِنّها و هي تقضمُ قلبَ الرمّانة ، اليوم عند الظهر . أمسكتْ بثمرة ِ رمّان ٍ موضوعة بجوّار حبّات أُخرياتْ التقَطها لأجلها بنفسه . و قامتْ من مجلسها ضاحكة ً و رمتْ الرمّانة من الشبّاك المفتوح فدقّتْ القط في ظهره . ماءَ القط و جعلَ يُفلفِص بقدميهِ في الهواء ، مُتشبِّثاً بحافةِ السور .
قد شَهِدتْ القريّة بأهلها مجتمعين أجواءاً متوتّرة مرّتْ بها عند عصر ذلك اليوم . تواجهَ الشابّان ، و أعلنَ كلاهما أنهُ سيُمرّغ شوارب الآخر في الطين ، تطايرَ الشرر و أقبلا يشتبكان بالأيادي ليدقّا عنقَ بعضهما البعض . فرّقَ الناس بينهما ، إلا أن طلقة الرصاص التي خرجتْ من مسدّس جميل شبكة ، أبو علي ، هي التي تكفّلتْ بإنهاء الموقف و فضّ العراك . قال جميل لعصام : يا ولد ، نحن نعلم فصلك و أصلك ، و الأنسب لك بطن الوادي .. أعلمُ أن ولدي على حق ، و ليسَ لك في هذه القرية محطّ رِجل .. انصرفْ الآن و لا ترنا وجهك .
مشى عصام في الطرقة الترابية يجرُّ خلفهُ الحمير المريضة . كان حانقاً يَحدِجُ الوجود بسَخط ٍ مقيتْ .. نَزلَ إلى حفرة ٍ صَنعتها يدُ الطبيعة ، كانَ في نيّتهِ أن يُدخِّنَ سيجارة غيرَ أنهُ استغرقَ في النوم و قطيعُ الحمير حولهُ مربوطةٌ تَمتنِعُ عن أكلِ حَشاشِ الأرض .
بَعدَ أن تجرّأ عصام الجربوع على مقابلته أمامَ الملأ ، و حرّضَ كل القريةِ عليه ، مُنبِّهاً للخطر الذي سيؤول إليهِ مَرض الحمير ، و لا علاقة مُطلقاً لإنقصاف شجر الرمّان و عُريه من الأوراق و عَدم حَبْلهِ هذا الموسم و ما أصابَ الحمير . بل إن خطأ علي ، ابن جميل شبكة ، خَلقَ أصل الخلل و البلاء . فمنذ عام ٍ و نيّف ، استحوذَ علي ، الشاب موفور الصحة الذي يمتلكُ لحيةً ناعمة ذهبية جذبتْ إليهِ البنات المُغرمات بقوّته و سطوته و اعتدادهِ بنفسه ، على حق التصرّف بالدواب المتحركة كالخيول و الحمير ، في عموم القرية و بتفويض ٍ من المختار ، طَردَ الحمير لأنها نسلٌ وضيع و تَركَ القرية أسطبلاً كبيراً تصفِّق فيهِ خَببُ الخيول و المهوّر . اشتكى الناس ، احتجوّا .. قالوا كلاماً لا يجوز أن يُقال بحضرةِ المُختار و الشادّ على يده ، الذي في ظهرهِ و سَنده ، الآغا جميل شبكة .
استبدلَ أهلُ القرية حَميرهم و أتونَهم بالخيول الأغلى سعراً ، بشرط أن يَذهب ريعُ المحصول للسنةِ الأولى من شُغل الخيول في الأرض إلى جيب الآغا .. و الكُل مُلزَم .
حَزرَ اللُعبة ، و صَدقَ حَدسُه إزاء ما اتفقَ عليهِ الشيطانان ( المختار و الآغا ) ، الحميرُ مَريضة و سيُلقى بها إلى مزبلةِ الوادي دون اعترافٍ بماضيها المجيد في خدمة الأرض و أهل القرية . يَجب عليهِ أن يتصرّف فوراً . على باب القرية توقّف ، كانَ يضع كفّه في جيبه و يتحسس سنّها اللؤلؤ الذي احتفظَ بهِ و يخافُ أن يضيّعه وسط الخناقة مع الإبن المُدلل ، علي جميل شبكة .
أقسَمَ إلا أن يأخذها و لو خطيفة ، صمَم أن يَعقِدَ عليها بعد صلاة المغرّب . حاولَ الأب أن يقنعهُ بتأجيل الموضوع ، لكنهُ أبى ..
- أنتَ و المختار سَمنة على عسل . تعرف ما في داخله جيداً ، و سرّه في يدك مثل قشرة رمّانة . و البنتْ أخمرتْ عقليّ و تُرضيّ صبَابتي و ذوقي . فإذا لم أتزوجها اليوم فلن أتزوجَ أبداً ! .
شرّقَ بالدمع قُبالة شجرةَ رُمانٍ صغيرة لم يَنبُتْ عليها ثَمرٌ بَعدْ . شَعرَ بأنهُ محسود و مُستضَعف مغموط في حقه . كان العرس يُشعِل ليل القرية و أصوات الرقص و الطبل تصلُ إليه فتنزلقُ فوق الصخور مرددةً الصدى خلال الغابة و على مسامع الحمير الميتة و التي نَفقتْ بعد أن قَضتْ المساء تَحتضِر .
فَركَ عينيهِ مُستسلماً لقَدرٍ حَتّمَ عليهِ الإستيقاظ كي يجدَ زهرتهُ قد ٌقُطِفتْ و صارتْ في عُروة ثوبِ مَنْ لا يستحق .
حَملها على فَرسه و الناس يهنأونهُ و يغنوّن خلفه . طارَ بها في الظلام و الغُبار يُكوّن زوابِعهُ و أعراسهُ الخاصة . مضى بها و كفهُ تَمسّد مسدّسهُ في جيبه ، يَخافُ أن تقومَ جثّة َ عصام من مرقدها وسط الحمير في بطن الوادي و تُفسِدَ عليهِ ليلتَه . خَطفَ قُبلة أولى من شفتيّها الريّانتين و ألقى بجسدها المُسرّبَل في ثنايا الفُستان الأبيض على المِقعد . صبّ خمرَ رُمان ٍ مُستوّرد و أحضَرَ كأسين ..
لم تشأ أن تُخبِرهُ أن طعم الرمّان الحاذق باتَ يَلذع الفراغ الذي خلّفهُ السِنّ في موضع اللثّة . بل أسلمَتهُ قيادها .. بحكم العادةِ و الجَبروتْ ..







 توقيع : ضامية الشوق





مشكوره قلبي ضوى الليل على تصميم مميز ربي يسعدك يارب


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المودم, الرمان, عرش


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قاعة عرس ولا اروع‎ εϊз šαđέέм εϊз …»●[كماليات البيت الذهبي]●«… 10 01-19-2009 11:04 PM
ღღسلـــــةفواكـــــــه والخضـــرواتღღ نادر الوجود …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 6 12-13-2008 12:43 AM
دموع اليتيم .. تهز عرش الرحمن آســـئله …»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… 11 11-02-2008 11:26 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية