حينما يكون الدين بلا روح

مما رأيت في حياتي " أشخاص يحملون الدين ولكنهم يغفلون عن الروح في هذا الدين " .
يافضلاء ، لا ينبغي أن يكون ديننا بلا روح ، فديننا عاطفي وعقلاني ومنطقي بالوقت ذاته .
كيف يكون دين بلا روح ؟
الدين هو تعاليم الشريعة ، كتاب الله والسنة النبوية التي بين أظهرنا .
ويدخل في الدين مظاهر الإسلام كالصلاة والزكاة والأمور الأخرى من أركان الإسلام .
ولكن هل غفلنا عن روح الدين وهي الأخلاق والمبادئ التي جاءت في الكتاب والسنة .
إن هناك معان جميلة لأرواحنا أصبحت نادرة جداً .
فأين صلة الرحم وتوقير الكبار ، والسكبة للجيران ؟
أين الألفة والدماثة وتمني الخير للغير ؟
أين كلمة عيب والحشمة والحياء ؟
أين الاجتماع الجميل للأقارب الذي يحمل في طياته الحب والرحمة لكل الجالسين حولك ؟
كلٌ يأخذ دوره ، فالتوقير للعمّات والخالات ، والصدق في المعاملة بلا تكلف .
لقد كان سبب نجاح الإسلام كديانة ، هو أنها تخاطب الروح والعقل معاً .
وسبب فتحنا للدنيا وتاريخنا المجيد كان بسبب رجال ونساء كانوا يملكون روح دين وجمالياته .
وحينما نتأمل في أسباب موت الروح ، فسنجد :
1- البيئة الصحراوية التي قد ينشأ فيها البعض .
وهذا سبب مضحك برأيي فبستان المرء في قلبه أين ما ارتحل يحمله معه .
2- التربية لها دور كبير في إيجاد بيئة تمتلك روح الدين .
إن منح العاطفة لأبناءك يربيهم على أن يكونوا عاطفيين ، ولقد أثبتت الدراسات
أن التربية أقوى من الوراثة ، وأن الإنسان يستطيع اكتساب صفات بإرادته حينما يجد من يربيه .
وفي الحديث الصحيح ‎‏" ‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ".
3- الألكترونيات والنت المفتوح جرد الناس من المشاعر ، خاصة الأبناء والشباب .
والحل أن يقتنع الآباء بأنها خطأ أولاً ، ثم يقوموا بإدارة بيوتهم ثانياً ، وألا نترك أجهزةً تدير بيوتنا .
4- التزود من الأخلاق ، وكسب المعارف عن طريق المدرسة .
إن من الواجب على كل مدير ومديره أن يبادروا إلى تفعيل التعليم العاطفي
لدى المدرس من خلال تعامل المدرس مع الطالب .
5- دورات تعلم نشر العاطفة .
وأن تكون في الصميم لتحيي العاطفة النائمة الكامنة في الناس ، وتقوم بتدريب
الحاضرين للدورات على كلمات عاطفية ولغة إبداء المشاعر ونشر العاطفة .
ومضة :
العاطفه في القران الكريم :
قال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّن اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُعَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ } [آل عمران159]
وقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ } [النحل90]
فالعدل من أحكام العقل، والإحسان من فيض العاطفة.
وقال تعالى: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ
أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الممتحنة8] .
فجعل البر قبل القسط أي الرحمة والعفو قبل العدل .
هذا هو ديننا مفعم بالروح ، لكننا نحن من جرّدهُ من روحه ليبقى مجرد نصوص نقرأها في كل صلاة فحسب .
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع ونسألك في أخلاقنا
العافية وفي مبادئنا السلامة وفي قيمنا الثبات وفي ديننا الروح .