عرض مشاركة واحدة
قديم منذ 3 أسابيع   #86


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 19 ساعات (01:36 PM)
آبدآعاتي » 53,629
الاعجابات المتلقاة » 1798
الاعجابات المُرسلة » 1741
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الجزء العشرون


~~ ملامحي كانت حزن ~~






ماضٍ انتهى بأمس
وحاضرٌ هو اللحظة ..
ولحظةُ الآن سيبدأ منها غداً ..!!
وياغدٍ عجِّل ..
قد اضناني امس
وأنكهني وجعاً ووجداً ..
قرّح مقلتي وأثقل صدي بالمخاوف والهموم ..
عجل ياغدي مصطحباً فرحي مع شمس شروقك
ولتأفل كل ذكرياتي الباكية ..
الآن الآن قد تبخر حزني لماضٍ
للمحة
لذكرى سوداء
سأسدل عليها الستار ..
وليبدأ الحلم مختلفاً
نقياً لاتشوبه رائحة موتٍ وفقد ..
الوانه كألوان الطيف وقوس قزح ..





***


مابين ظلمة ونور
واغماءة واستفاقه
وحلم وواقع ..
كان قلبها يخفق بوجل ..
ورعشة يدينها هزت الأوراق وبعثرت بعضها على الأرض ..
وأوهامها وتخيلاتها تنقلها من حلم جميل لكابوس كئيب ..
ورقة طلاقي ..؟
وصيته .. !!
ولا شهادة وفاة ..!
نثرت الأوراق على الأرض من شدة ارتباكها ..
كلها تتشابه ..!
وهي اشبه بتقارير ونتائج فحوصات طبية ..
وكلها تقول شي للحين تجهله ..
مافهمت اللغة ولاتدري بمحتوى الاوراق ...
حاولت تلمها بيد مرتجفة ..
لكنها ارتجفت اكثر واهتزت الاوراق وتساقطت على الارض بمجرد مالمحت عينها خط يده في ورقة بيضا في آخر الأوراق ..!
تشجعت ومسكتها بتجلد وبقايا قوة ..
والتهمت حروفها وهي تنتفض ..
صدرت منها آهه في عز انسكاب الدمع ..
وضمت الورقة على صدرها ...
وهالمرة انتحبت بعالي صوتها ..
تبي تبكي بدون رقيب
وليه وعلامك ..؟
ووش فيها ..؟
واسئلة تستنكر دموعها ..

وكأنها لم تبكي من قبل ..!
رغم ان البكا صار عادتها من شهور ..
الا انه اليوم مختلف وهو القادر على التعبير ..
الموقف اكبر منها ..
والصدمة كانت اقوى من كل احتمالاتها ..
وصبرها ..!
وضعفها اللي ماعاد يعينها على المواجهات الصعبة ..
حاولت توقف لكن شرشفها عرقل وقوفها وتذكرت انها لازالت على سجادتها فـَخَرَّتْ ساجده ..
ملجأها وقت الفرج مثل ماكان ملجأها وقت ضيقتها ..
قامت من سجودها اللي اطالته وفكت شرشف صلاتها ..
وجمعت اوراقها المبعثرة بيدين شبه خالية قوى ..
وراحت لسريرها
ادق عليه ..
ولا انتظره يتصل ..
ليه انتظر وكل لحظات العمر تحسب علينا وتفوت ..
اخذت جوالها بسرعه ..
ودقت عليه لأول مرة من بعد ماسافر ..
مرتبكه ..!
وكل مافيها مبعثر ..
من مشاعر وتفكير وقلب لجسد وصوت ..
انسل لها صوته من خلال الجوال اللي يهتز على اذنها : ياهلا حي الله شادن .
وكأنها ماسمعت صوته من سنين ..
اختنق الصوت بداخلها..
وخانها الكلام
وفي لحظة ..!!!
سيطرت كل المشاعر ..
من حنان وشوق للهفة وفرحة اللقا ..
وصلها صوته بنبرة حانية طغت على باقي الشعور ..!
: شادن ... افاااااا تبكين وانا ناوي افرحك معي .
حاولت تجاوبه لكن البكا اسكتها..
وشعور هاللحظات ذبح الكلام بداخلها ..
سكت مصغي لبكاها ونشيجها وشهقاتها ..
ثم قال بهمس :هذا بدال ماتقولين الحمد لله على السلامه .
استخرجت الكلام من داخلها بصوت متقطع : ال حم د لله ع على سلاا متت ك عماد ..
وبذات الهمس رد عليها : الله يسلمك ويخليك لي .
: متى بترجع لي ..؟
نفس السؤال تكرره وكأن حياتها قايمة على هذا السؤال واجابته
: قريب ان شاء الله .. احسبي من اسبوعين لشهر بالكثير .
طالت الدقايق وهي تبكي وهو ساكت يصغي لكل شهقة وكل نَفَسْ ..!
صوته اثار الشوق وهيج الوله ..
مشتهية تشوفه وتسمعه اكثر
مشتهيه تمسك يده وتسلم على جبينه
مشتهية تستنشق ريحة عوده اللي تميزه عن غيره ..!
اسبوع بعيد واسبوعين ابعد
وياكثر الشهر وياطول الايام ..!
لكن ياحلو الصبر ويالذة الانتظار اذا بعده لقا ..
هو ولهان ..!
وشفقان ..
واضناه البعد والاحتياج ..
مشتهي يفرح وينام خليّ بال ..
حس ان السكوت طال ..
وتكلم على وقع صوت بكاها بصوت ثخين من هم دموعها وحالها
: عمري .. انا بقفل الحين وادق عليك مرة ثانية .. والله مااقدر اتحمل وانا اسمعك تبكين ..
هزت راسها بلا وكأنه يشوفها ويدري بهزة راسها ورفضها .
قال بصوت حنون : ودي ليا كلمتك القى شادن اللي ليا ضحكت انسى الدنيا كلها . موب اللي اذا بكت تكدرت وضاقت بي الدنيا ..
: ماراح ابكي خلاص ..
: لا ماراح توقفين اعرفك بس بخليك الحين وارجع اتصل .
غمضت على سيل الدموع وهزت راسها قال : يالله مع السلامة .
قفل وهي رافضه ومعترضه ..
كان صوته يبثها ارتياح ويحسسها بواقعيتها وان اللي شافته مو مجرد خيال وأوهام .
بكاها على صوته كان كفيل انه يخفف من ثقل همومها ..
دقايق مرت كانت فيها مواصله البكا وسكب الدموع ..
نبهها صوت المسج اللي وصل جوالها وفتحته بسرعه تدور له اثر في صندوق رسايلها ..

أنا لا شفتك بضيقة أحس اني أنا الغلطان
أعاتب نفسي بنفسي ولو ما كنت أنا الجاني
طلبتك كان لي خاطر
تبعد عنك الأحزان
فديت عيونك الحلوة
تبسم لو على شاني
تصدق بسمتك والله
تفرح خاطري الولهان

كتبت له كلمات ماتدري متى حفظتها ولا كيف وليه ..


فقدتك!!!
والزمن ما يرحم أوجاع الحزين ولا يداويها...
فقدتك!!!
وانكسر قلبي ومدري كيف تاليها...
فقدتك!!!
وانطفى فرحي من الدنيا وما فيها...
فقدتك!!!
وآآآآآآه لو تدري
حياتي كيف أقضيها...

ضمت جوالها بيدها وسندت راسها على مخدتها بعد ما دست الظرف بأوراقه تحتها ..
ثلاث ساعات قضتها من الوقت ماحست فيها
امتزجت فيها ذكراها الأليمة بلحظات حلوة قديمة وأمنيات قادمه ودموع معبره لكل احساس يخالجها ويذكرها ..!

صلت بعدها العشاء ثم نامت على بشرى الحلم وبكرة الأحلى .





***





بعد سهرة صاخبة امتدت من صلاة المغرب لما قبل الفجر ..
وبعد ماوصل جدته وام نايف لبيت نايف ..
دخل لبيته وشماغه على كتفه مرهق ونعسان ..
تسلل لسمعه صوت رقيق يترنم بأغنية لنانسي
مافيّ اعيش الا معك ..
مافي اكون الا الك ..
لون عيون غرامي ..
دخلك سديء كلامي ..

كانت ترددها بانسجام وكأنها ماتشعر بشي حولها ..
تقدم فهد خطوة لمصدر الصوت ..
المطبخ ..!
نفخ وتأفف وهو يتذكر حالها من اسبوعين وهي ماتطلع منه ..
صحيح انها صارت تعرف تطبخ وتنظف بمهارة واحسن من بداية زواجهم ..
لكنه صار آخر اهتمامتها وماعاد يشوفها الا مع اهله ولا نايمه ..
دخل للمطبخ وتأملها وهي متشبثة بفرشة التنظيف وتدعك ارضية المطبخ وتحاول تنشفها من بقايا المويه اللي عليها ..
بقميص قطني عادي .. لونه تفاحي وصدره مغلق بزرارين شفافه ..
اكمامه قصيرة وأسفله مبتل من الماء والصابون ..
التفتت عليه وجبينها ينضخ عرق وشعرها رافعته فوق بشباصة ..
قطعت اغنيتها وهي تشوفه يدخل للمطبخ ..
قالت بانفعال : فههههههد لاتدخل الأرضية ماجفت .. استنى انا اعطيك اللي تبغ......
ماعبرها ولارد عليها او انتظرها تكمل كلامها ودخل وآثار حذاءه على الأرضيه النظيفه ..
فتح الثلاجه وطلع قارورة العصير وصب له في كاسة وبخبث تعمد انه يسكب بعض القطرات منه على الأرضية ..
طالعت فيه بغيض وهي تدري انه متعمد وقاصد ..
رمت سارة المساحه على الأرض وراحت تجري لغرفتها ..
ودخلت الحمام ..
موناقصة اللي فيها حتى يجي فهد ويزيدها
من امس تعبانه والشغل والمسؤولية زادوها تعب ..وكلام نورة عمته نورة زادها وخوفها ..
اخذت لها شاور سريع وطلعت بروب الحمام والفوطة لافتها على شعرها ..
وشافته جالس على السرير مابدل ملابسه ولا شرب العصير اللي جابه معاه للغرفه ..
رفع راسه لها وماعبرته ..
ومشت بخطوات سريعه ، الانفعال واضح فيها وتجاوزته للمراية ..
جلست على الكرسي واخذت علبة البدي لوشن وجلست تدهن يدينها ورجولها منه ..
وقف فهد وجا يمشي جهتها وهي مكتظة تعب وغيض ..
سحب المنشفة من شعرها بهدوء وبسرعه سحبت المنشفه من يده .. قال : الله الله الله ... كل هالعصبيه عشان مشيت في المطبخ وانكب شوي من العصير.. خلاص روحي شوفيه الصراحه ندمت ورحت نظفته .
طالعت فيه وصدت بزعل وكمل وعلى وجهه ابتسامه : ترى مب لايق عليتس الزعل ..
قالت بجديه تتخللها ضيقة : لايق عليك انت .. كل شي يزعلك وكل شي يضايقك .. ماعندك طولة بال ولا صبر .
عقد حواجبه للهجتها واسلوبها قال وهو يمثل الصدمه : الله اكبر كل ذا فيني وانا مدري .. اقول بس لاتكثرين من الكريم هذا تراني مااحب ريحته ..
اخذت ملمع الشفاه وحطت منه على شفايفها بعصبيه وقالت : من قال لك اصلاً اني حاطه منه عشانك ..
ماقدر يمسك ضحكته وهو يشوفها تمسك معطر الجسم وترش منه على صدرها ورقبتها قال : اجل الكريم مب عشاني .. هذا اللي على شفايفتس واللي تعطرتي منه عشان من .. لايكون بتقابلين احد في الحلم ثم اهجم عليه واقتله بيديني ثم تخليني ادخل السجن ويقصون راسي ويكتبون عني بالجريدة قصاص رجل يغار على زوجته الزعلانه ..
: لاوالله تستهبل حضرتك ...
: بصراحة كنت طفشان وصرت راااايق ومبسوط ..
طالعت فيه بزعل وقبل ماتتكلم قال : اشششش لاتتكلمين تخربين جوي عليّ خاصة ان كلامتس الليلة يضيق الصدر .
حطت يدينها على وسطها قالت : ياربي حتى اعتذار ماتعرف تعتذر ..؟ ماعندك لغة اسمها آسف .
هز راسه بلا وقال: آسف على وش بالضبط ..؟
: فهد لوسمحت تراني متضايقه من المغرب ..
: من المغرب ولاتونس ها ها ها .
ناظرت فيه بقهر وصدت بوجهها عنه ..
ضحك فهد بصوت هادي ولف وجهها عليه وغنى بصوت منخفض : باين عليك اليوم زعلان مني .. حبيب قلبي قل لي وش فيك زعلان .. لايكون احد جاك وحكى شي عني .. غلطان لو صدقت والله غلطان ..
دفته عنها وقالت : محد حكى لي شي وزعلني الا انت بس كمان عمتك نورة خوفتني بكلام قالته لي ..
زم فهد شفايفه قال : بدينا سوالف الحريم وعمتك قالت لي وخالتك وامك واختك .. اذا بتفتحين لي سوالف حريم فكيني اروح انام ابرك لي .
استدركت كلامها قبل لايزعل وقالت : لاماقصدي اشتكيها عليك بس ..
شبكت اصابعها في بعض وقررت تحكي لها وتفضفض له اللي بقلبها .. : اسمعني وبعدين احكم انت .
جلس على السرير قال : تعالي وعلميني بس حطي في راستس من الحين اني لايمكن اتدخل لومدري وش يصير انتي مرتي وهي عمتي ....
قاطعته سارة وهي تجلس بجنبه قالت : مافيه شي يستدعي تدخلك اصلاً بس برتاح اذا حكيت لك .
مسك يدها قال : اجل وش السالفه ..؟
: اليوم انفتحت سيرة الحمل والعيال وانا قعدت اسولف مع عمتك نورة قلت ماابغى اجيب اولاد وقعدت تلومني تقول ليه تقولين الكلام هذا ومايجوز ..
عقدت حواجبها وكملت : ماادري فهد انا يمكن اكون على صح او غلط عمتك تقول لي روحي لطبيب نفسي تعالجي ..
صر فهد عيونه قال : وش انتي قايلة ..؟
ردت ويدينها مشبوكه في بعض قالت : قلت اني ابي بنات لأن الخوف صار على العيال اكثر من البنات وانا خايفه ....
قاطعها بحده : لام الله من لام عمتي .. الا صادقه وانتي مريضة نفسياً .. اجل واحد صايع يخليتس تفكرين التفكير هذا وتدعين ان مايجيني عيال ..
: مو مسألة صايع ..
قاطعها : الا مسألة صايع وعقدة وانتي وحده متأثرة بسالفة الفاسد اللي كان خاطبتس وبغيتي تخليني مثله ثم الحين تحسبين كل الدنيا مثل العله خالد .
: فهد انت ماتسمع عن المدرسين والبلاوي اللي تصير في المدارس ..؟ ماتسمع بالخطف اليومي للأطفال والاعتداءات عليهم ..
سند فهد براسه على السرير قال : وش تبينا نسوي .. خلاص نوقف مانجيب عيال .. توكلي على الله وشيلي الافكار هذي من راستس ولا والله لاصكتس بثانية ياسارة تعلمتس ان الله حق ..
عقدت حواجبها قالت : هاااا .. اش تصكني بوحده ثانيــ ـ ـ ... دب دب دب ... يعني تتزوج عليّ .. سوّها وشوف اش اسوي لك ..
ضربته بالخدادية الصغيرة وقبل ماتوقف زعلانه مسكها وهو يضحك ..
قال : تعالي تعالي يالخبلة .. اشهد ان عقلتس ناقص .. اجل فيه وحده عاقله تقول ماابي عيال عشان فيه بلاوي تصير في المدارس ..
لف يده حول خصرها وكمل وراسها على صدره : يعني انا لو يجني عيال بخليهم في المدرسة ولا في الشارع من دون مااكون معهم .. والمدرسة واللي يصير فيها اما لطلاب مالهم سند ولا لطلاب ماتربوا ولا لطلاب هم يرضون الشي هذا .. والمدرس ولا اللي يعتدي على الولد اكيد انه عارف ان ماوراه اهل .. لكن انا بربي ولدي اول شي في البر ...
شهقت سارة وحاولت ترفع راسها من فوق صدره بس ثبته وهو يضحك وكمل : اييييه في البر ابيه يتعلم على الشجاعه والصلابه والقوة ثم ادخله تحفيظ قرآن بإذن الله .. واكيد اني بصير معه في المدرسه اول بأول ..
رفعت نفسها هالمرة بهدوء ومامنعها وقابلت له قالت : تكفى فهد طمن قلبي تراني احس بهلع مو خوف من الحكايات هذي ..
: عارف والله اني عارف ياسارة ومحد يلومتس بس انتي بعد توكلي على الله وادعي اني ربي يستر علينا وعلى عيالنا .. مسك خذها بإصبعينه برقة وكمل : اللي للحين ماجوا .. اصبري لين يجينا عيال ثم نقول اللي نبي .
رجعت شعرها الرطب للخلف وطالعت فيه وهو يضحك وعيونه على جسمها وسكرت الروب بسرعه قالت : وجععع ، قليل ادب .
لمها عليه قال : قليل ادب هاااا .. ؟ اجل جزاء لك وردعاً لأمثالك اعلمك من هو قليل الادب صدق .
غمضت عيونها وسلمت له نفسها وهو مشتاق ..




***





يوم آخر ..
في ماليزيا ...
عريس ممتليء بالفرح ومنتشي بالسعادة ..
مايكدر صفوه وبهجته غير تفكيره في امه واخته المهمومه ..
رن جواله وبلهفة المنتظر اخذه وحطه على اذنه بعد مافتح الخط ..
: الووو .. يارجال وينك ادق عليك لي ساعه ..
رد عليه عماد بصوت رايق ويدل على انه مرتاح وعكس الايام اللي مضت : يالله حي المعرس .. بشرني وش اخبارك ..؟
ابتسم نايف بارتياح لصوت لعماد قال : ابشرك اموري تمام التمام ماناقص الا اني اتطمن على شادن .
سكت عماد ثواني قليله ثم قال : تطمن ياابو خالد ولاتشيل هم .. الامور زانت وانا برجع ومالك الا اللي يسرك انت وياها .
تلعثم الكلام في جوف نايف وحمد ربه سراً على اللي سمعه قال برضى : ابومشعل كلمت شادن .. تراها محتاجه تكلمك ..
: اقول ياابو خالد .. لاتفكر باحد وانا اخوك .. الامور كلها على ماتحب وتشتهي .. ارقد وآمن وعيش حياتك والله الله بمنول تراها تستاهل من يغليها ويدللها .
التفت نايف عليها بحب وهي تمشط شعرها وتحاول تلمه .. فستانها الغجري بألوانه البيج والزهر وشعرها المفتوح ومنسدل على كل ظهرها وأطرافه تلامس ركبها .. انوثتها المتجسده في خجلها وشكلها يفتنه لدرجة الانبهار ..
ابتسم لها نايف قال : طيب انت متى بترجع لجدة ..؟ ماني مرتاح وانا ماني عندهم .
رد عماد بسرعه : قلت لاتشيل هم فواز هناك وفهد ماقصر معهم وبندر تحطه على يمناك .. انت بس لاتشغل عمرك الا بنفسك ومرتك ويالله تامرني بشي .
: سلامتك ياابو مشعل بس تكفى لااوصيك على شادن .
: زين زييييييين يالله مع السلامه .
: بحفظ الله .
صك الجوال ووقف لمنال اللي تزيد من لمعة شفايفها وتطالع بصورتها في المراية ..
مد يده على شعرها وبعثره بحركة طفوليه وهو يقول : خليه مفتوح .. لاتلفينه الا واحنا خارجين فاهمه ولا لا ..
حطه على وجهه واستنشق ريحة الخمرية اللي هدتها اياها سارة مع مجموعة عطورات من القرشي ..
كانت تذوب في خجلها من حركاته ولمساته وكلامه الجريء لها ..
ومتعته لمن يشوفها تستحي ومرتبكه ..!
ضحك منها وقال بمرح : تبينا نشوف فلم رومانسي ولا مسرحية ولا ننام .
رفعت منال نظرها وبسرعه ردت : نتفرج على أي شي مافيني نوم الحين .
ضحك نايف بصوت عالي وسحبها من يدها للصاله وهو يقول : بحط لك فلم لستيف مارتن يونسنا ويهدي لك اعصابك .
انصاعت لكلامه وحاولت تجلس في المقعد المقابل لمقعده لكنه مااعطاها فرصه للبعد وجلسها بجنبه على نفس الكنبه وطوق جسمها بيده ولمها عليه ويده الثانية ماسكه الريموت وتدور على الفلم اللي قرر يشوفه ..!







***






سلم لي عليه ..
قول اني بسلم عليه ..
بوس لي عينيه ..
قول اني ببوس عينيه
انت ياللي بتسأل عليه ..
سلم لي عليه سلم ..
.
.
.
يوم مختلف
مولود جديد ..
بدء لحياة فيها الوان وفرح ..
اليوم عيد وعيدوا ياكل الملا ..
الساعه 7 صباحاً ..
ببيجامه لونها وردي .
على عكس ملابسها في الفترة اللي عدت واللي كانت الوانها قاتمه وكئيبة .. مثل ايامها في بعده وفراقه وخوفها عليه ..
جالسه على قناة روتانا طرب ..
فيروز وقهوته المفضله ..
الكابتشينو البيتي ..
صنع يدها وعملتها مثل مايحب هو ..
كأنه يشاركها المكان ..
والأفعال ..
جدتها وأمها للحين نايمين مو على عادتهم
بس سهرتهم في زواج نايف والبارحه عند فهد خربط لهم وضع نومهم ..
والمكان تملاه ريحة القهوة وفيروز وأحلامها
ضمت رجولها وسندت براسها عليهم ..
بوس لي عينيه
هو ومفتحهن عينيه ..
بوسو بخدو
طول لي عليه
فهمت علي ايه
وسلم ..
رددت مع فيروز بحالمية وانسجام ..
وداهمها صوت رنة المسج اللي وصلت لجوالها وقطعت عليها جو الأغنية ..
ارتجف قلبها قبل اطرافها وخربطة دمها ..
من عماد ..

صباح الخير ياعمري.. عسى عمرك صباح وخير
صباح الامنيات الحالمه.. والورد والمرمر

طيور القلب طارت لك .. وباقي في خفوقي طير
بيحضن حبك الخالد .. ويرعى بيتك الاخضر

من الغربه أنادي لك ..واناديلك واشوفك غير
أشوفك غير ما شفتك .. أشوفك اجمل وأكبر

وكل ما قلت اتغزّل .. يخون عيونك التعبير
أعوّد واعترف إني .. على التعبير ما أقدر

أحبك قد ما أحبك .. أحبك مالها تصوير
سوى إنك ملكتيني ..وعشتي داخلي وأكثر

تعالي نترك الدنيا .. ورانا وآخذك ونطير
تعالي رجعيني لي .. وخليني أعود اسمر

تعالي من ورى شمسي .. تعالي نترك التبرير
شموخي واحتجاجاتي .. وصرخاتي بدت تصغر

أنا عاشق اذا جيتي .. وعاشق لو بدا تقصير
على كل حال انا عاشق .. وحبّك داخلي يكبر

نسيت أقول لك انك .. عناوين الفرح والخير
وذكرت آقول لك .. اني أحبك قد ما أقدر




ضمت الجوال على صدرها ..
صباحي خير فيك انته ..
صباحي خير معك انته ..
تنهدت من اعماقها وقبل ماتفكر وش ترد عليه وصلها صوت جدتها تهلل وتكثر من ذكر الله ..
وقفت بسرعه وراحت لها
من امس وهي تعيش الفرح لوحدها وتبي من يشاركها فيه
دخلت في الغرفه المخصصة لجدتها تحت ..
قالت بابتسامه تعلن نهاية وجع كان راسم على ملامحها تجهم وكآبة : صباح الخير يالغاليه .
التفتت ام ناصر وهي تعدل طرحتها وتثبتها على شعرها المختلط لونه الاحمر ببياضه
قالت بود : يالله صبحها بالرضا والعافيه .. وشلونتس اليوم يابنيتي ..؟
تنهدت شادن وجلست بجوارها وبنفس الابتسامه قالت : انا بخير ياجدتي .. بخير وانا اسمع صوتك واشوفك متعافيه .
ابتهل قلب الجدة اللي طاف بها العمر واكثره حزن ووجل ..
قالت بلهفة فرح : الله يتم لتس يابنيتي ويجعلتس دوم بخير .. ليتس رحتي معنا لفهيدان ووسعتي صدرتس مع سارة .
: آه ياجدتي .. استانست هنا ووسعت صدري الحمد لله .
سكتت الجده مافهمت وش المقصد ..
بقلبها اسئلة ..!
لكنها آثرت تدفنها بصدرها ولاتظهرها خشية فتح الجروح وتذكيرها بشي يخرب عليها وناستها وصبحها المبروك بضحكة شادن وعودتها مثل اول ..
تمددت شادن وسندت براسها على فخذ جدتها
ومثل مانامت بحضنها في عز احزانها اشتهت تنام فيه بأوقات الفرح ..
مسحت ام ناصر على راسها وبدت تسرد لها من ذكريات الماضي ..
الزوج الراحل من دهور ..
والعيال اللي كبر والتهى بعياله ، واللي تركها ومات ، واللي سافر محتد لاجل لقمة عيشه ومستقبل عياله ..
ومابقى الا الذكريات وحكاية عمر مضت فيها لذة ومرّ ..
تحاشت انها تجيب طاري عماد حتى ماتفتح سيرة وباب يمكن يجلبون لشادن حزن ولا زعل اوذكرى ماتبيها ..!
قالت شادن بلهجة حالمه : جدتي .
: يالبيه .
: سولفي لي عن عماد لمن كان صغير .
سكتت ام ناصر ثواني .. ثم ابتسمت وقالت : علميني هو مكلمتس .
ابتسمت شادن ومسكت يد جدتها ومسدت تجاعيدها اللي احدثها العمر ..
قالت بحب : كلمني وبيجي ان شاء الله .. مو تشوفيني فرحانه ياجدتي ..
ماكان من ام ناصر الا انها تنهدت لااردياً فرح واطمئنان وبشرى سارَّة ..
قالت بصدق : يالله ياكريم لاتفرقهم من شر وكدر .. يالله انك تجمعهم وتبارك لهم وترزقهم بالذريه الصالحة ..
قطعت كلامها قبل لاتنزل الدمعه وانقذتها ام نايف وهي تدخل مصبحة وفي يدها صينية فيها براد حليب وحافظة اكل مغلقه باحكام ..
جلست شادن وهي ترد على السلام وتصبحها بمثل ماصبحتهم به ..
صبت ام نايف الحليب في الكاسات وتصاعد دخان الحليب ونشر نكهة القرفه في المكان
اخذت شادن نفس عميق قالت : يممممه قد ايش مشتهية حليب بالقرفة .. من زمان عنه .
ردت ام ناصر وهي تمتد كاستها من يد ام نايف : بلاتس موب معنا لتس شهور .. امتس كل يوم تسويه لنا مير الله يخلف عليتس يابنيتي .
اخذت شادن كاستها من امها وقالت : يوه ياجدتي اجل انا كنت عايشة الايام اللي راحت .. الحمد لله بس اني رجعت للدنيا وحسيت بالعالم ..
طالعت ام نايف في الجدة المبتهله .. قالت بحب : لااااا شدون اليوم على غير العادة .. اش الحكاية يالله اعترفي .
ردت ام ناصر بضحكه : ابشرتس ياام نايف ان رفيقها كلمها وراضاها .
ضحكت شادن وقالت : وابشركم بيجي بس يقول بعد اسبوعين ثلاثه لأن عنده شغل لازم يكمله .
قبل مايعقبون على كلامها او يعلقون التفتوا على شهد وهي تصرخ بنشوة ويدها على صدرها ..
مشتاقه تحضن شهد ..
مشتاقة لضحكتها اللي تذكرها فيه ..
وكانها ماشافتها ولاسمعتها من ايام عماد كان موجود
رغم ان شهد عندهم وتسكن معاهم من اسبوع بس شادن كانت شبه غايبة عن الدنيا
كان الحزن منحيها عن الناس والاحساس ..
وقفت وراحت لشهد اللي حطت يدها على فمها وهي تحاول تكتم ضحكتها وفرحها ..
قالت : شهودة عمري ماتبغين تضميني ..
فتحت شهد يدينها لشادن قالت : حتى انتي احبك .
ضمتها شادن قالت : ومن كمان اللي تحبينه .
: عماااااد .. عماااد كلمني وقااال احبك انتي وشادن وجدة وماما وعمتي نورة .. بس مايحب ايناس الدبه عشان تضربني والحمد لله بيجي يضربها ويكسر راسها .
ضمتها شادن اكثر قالت : اجل كلمك عماد ..؟
شهقت شهد قالت : يوووووه نسيتيني ..! عماد يقول ناديها بكلمها .
طالعت شادن في شهد بارتباك ..
جوالها بعيد ..!
عند التلفزيون في الصاله ..
واكيد دق عليه وماحصل منها رد ..
راحت تمشي قلبها يحثها وخطوتها تربكها ..
ورفعت السماعه وشهد واقفه بجنبها ..
كأنها اول مرة تكلمه
وكأنه شخص جديد عليها
والحقيقه هو حبيب طال بعده والتقاها ..
: الو .
سكت وطال سكوته ..!
ثم تنهد بعمق وقال : يالبى هالصوت وراعيته ... وشلونك يابعد قلبي ..؟
شهد .. وصوته .. وحبه .. واشتياقه ..
كلها كانت عوائق وتردها عن الكلام ..
: شادن ..
ردت بهمس اجبرته على الخروج : هلا حبيبي .
: عندك احد ..؟
: عندي شهد ..
: اهاااا عندك شهد .. وش تبي فيك .
ابتسمت ورجعت الخصله اللي ارتبكت من ارتباكها ونزلت على عيونها قالت : ماتبغى شي بس فرحانه فيك .
ووصلتها ضحكته هاديه ورنت في قاع قلبها ثم قال : والله انا اللي فرحان فيك انتي ... مايصير اجي مكان شهد لو نص دقيقه .
اربكتها ضحكته وأرهقها كلامه ..
وزاد الشوق شوق ..
البعد يخنق والقرب يخنق اكثر ..
مثل مالحزن يُبكي الفرح يُبكي ..
وكلٌ له تعابير مختلفه ..
ضمت على السماعه وبمحاولة منها حاولت تكبت الدمع وتمنع البكا ..
قالت بهمس : يصير ترجع لمكانك انت .
تنهد بعمق ووقف عن الكلام لبرهه ..
قال بعدها : شادن خلاص بعدين اكلمك بس الله الله بحرمتي ابي يوم ارجع القاها ازين من اول ..فاهمه ..
هزت راسها بإيه وهي تبتسم ..
قال بهدوء : يالله اسلم عليك .
قفلت منه وكلامها مختفي او بالأحرى ضايع ...!
والتفتت على شهد المحبطه بجنبها وهي تقول : ياربيييييي انتي ماتعرفين تتكلمين مع عماد هاتي هاتي خليني اكلمه عشان اخليه يجي بسرعه غصباً عنه .
ضمتها شادن وباستها من بين عيونها قالت : الحين مشغول بس راح يكلم مرة ثانية واخليك تكلمينه على كيفك .
مسكت يد شهد ورجعت معاها لامها وجدتها اللي اعتادوا جلسة الصباح لوحدهم ..







 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...






رد مع اقتباس