سأل بيل وعيناه تبرقان في مرح :
" ألا تمانع في أن أسرقها منك هذه الرقصة يا كارتر ؟ أنني أكبر من أن أقف في طابور الانتظار وهذا ما سوف يتحتم على فعله عندما يراها الرجال الآخرون ".
وأخذها الطبيب إلي حيث امتلأ الجو بالموسيقي المرحة , ورقصت معه ستاسي ولكنها نظرت لبرهة إلي حيث يقف كارتر . وشد انتباهها وجود رجل طويل يقف علي بعد خطوات منه تفصلهما بعض الأشجار , فنسيت زميلها في الرقص وقد تملكها الرعب من أن يكون كورد قد سمع حديثها مع كارتر , مما يفسر الغضب المستطير في عيني كورد . وفجأة اتجه إليها كورد وسط الراقصين , فاستدار ت ستاسي إلي زميلها آملة أن تختفي وسط الراقصين .
كان الوقت متأخرا فقد أمسكت يدا كورد بكتفيها بينما اعتذر للدكتور بوكانان . وأرغم ستاسي على السير معه بين الراقصين , وعندما ابتعدا حاولت ستاسي بدون جدوى أن تفلت من قبضته . صاحت يائسة :
" دعني!"
قال بحدة :
" اسكتي . لقد تكلمت بما فيه الكفاية ".
ظهرت العصبية في عينيها .
" ليس من شأنك ما يحدث بيني وبين كارتر ".
" سأقرر أنا ما الذي من شأني ".
واختلجت عضلة فكه وهو يوجهها نحو البيت . ارتعد صوتها وهي تقول :
" ما الذي تريده مني ؟"
قال كورد بحزم :
" أريد إجابات صريحة أولا ".
سارا نحو الشرفة وغضب كورد عندما رأي بعض الضيوف حول مستنقع الماء . وبدون تردد وجهها نحو الربوة التي تعلو المنزل . نظرت إليه متشككة عندما فهمت أنه يتجه بها نحو المدافن .
فسألته وهي تلهث من سرعة سيرهما :
" لماذا نحن ذاهبان هناك ؟"
" ربما كان المكان الوحيد الذي لا يوجد به أناس في هذه المزرعة اللعينة ".
ووصلا للقمة وجرها خلفه حتى ابتعدا عن عيون الناس , ووقفا عند السور الحديدي . فترك ذراعها وأمسك بكتفيها وسأل:
" لماذا كذبت على وجعلتني أعتقد أنك ستتزوجين كارتر؟"
حاولت أن تتحرر من قبضته وردت في أنين :
" ماذا يهم في ذلك ؟"
هل تريدين العودة ؟ هل تريدين الرحيل من هنا ؟"
لم تجبه فهزها قائلا :
"أجيبيني !"
بكت قائلة :
" لا ! أرجوك يا كورد لا تفعل !"
" لماذا لا تريدين الرحيل ؟"
تلعثمت قائلة :
" لأنني , أوه ... كورد أرجوك دعني ".
فجأة أصبح صوته حانيا ومستعطفا :
" ستاسي لا أستطيع ... لن أدعك هذه المرة حتى تقولي الحقيقة . يجب أن تقولي الحقيقة هذه المرة ".
تساقطت الدموع علي خديها وهي تنظر إليه غير مصدقة . وحاولت في يأس أن تصدق أن لهجة المحبة ليست استهزاء ضمها إليه وهمس:
" لا تنظري إلي هكذا حتى تجيبيني . لماذا لا تريدين أن تتركيني ؟"
بدأت تتكلم وقد غمرت خديها حمرة دافئة :
"لأنني . لأنني أحبك . كورد أنا..."
وأسكتها ... فلم تقاوم وهمس لها بكلمات الحب فقالت :
" أوه ... كورد ... كورد ... لا أصدق . هل تحبني حقا؟"
اختنق صوته العميق انفعالا مثلها :
"كنت أحبك منذ الأزل".
اتهمته قائلة :
" لقد عاملتني بقسوة ".
كان صوته مبحوحا وهو يقول :
"لقد أحببتك منذ وجدتك فاقدة للوعي في السهول . فقد عرفت عندئذ أن حياتي لن تساوي شيئا إذا حدث لك مكروه . وعندما أفقت وقلت إنك سترحلين بعد بضعة أسابيع عرفت أن علي أن أجد الطريقة لإبقائك ولجعلك تحبين هذه الأرض كما أحبها أنا ".
تمتمت ستاسي :
" إني أحبها يا كورد ".
" أعلم هذا , لم أقل لك كم كنت فخورا بك عندما شاركت الرجال في العمل ".
داعبته قائلة :
" هل كنت تغار من جيم ؟"
اعترف لها :
"كنت أغار من كل من يقترب منك , حتى رسائل كارتر ضايقتني ".
رفعت وجهها له في جدية وقالت :
"كنت تستعرض ليديا وقالت لي إنكما ستتزوجان . وفي تلك الليلة التي كنت فيها معك علي الشرفة ظننت أنك تتظاهر بأنني هي ".
لمس خدها وقال:
" كم تمنيتك تلك الليلة يا حبيبتي . وعندما نفرت مني "
" لم أنفر منك أبدا يا كورد ..."
ابتسم قائلا :
" كم نعقد أمورنا".
" إذا لم تنصت لحديثي مع كارتر وتجبرني على الاعتراف بحبك هل كنت ستدعني أرحل غدا ؟"
قال بلوعة :
" لم أكن لأظهر لك أية رحمة يا آنسة آدامز ".
ابتسمت ستاسي وهي ترفع وجهها له :
"ولم أكن لأطلب منك الرحمة ".
تمتم كورد :
" ولم أكن لأعطيها يا ستاسي . والآن وقد أصبحت لي أخيرا فلن أدعك تذهبين . ولن يكون هناك زفاف أنيق إذ سنتزوج بأقصى سرعة , هل تفهمين ؟"
أجابت بحماسة :
" نعم يا كورد ... نعم ".
النهاية..............................
|