قيسٌ هنا
محبوبَتي، مَا جرى؟ قد أُلجِمَتْ رُسُلي
وغادرتْ مُدُني الأقْـلامُ و الكُتُبُ
لا بالقَصِيــدِ أقِي قلبي مَصَائِبَـهُ
وليْسَ لي في الوَرَى إلاكِ والوَصَبُ
عَيْنَاكِ هلْ يا تُرى ما عُدْتُ أَحْسبُها
وَحْيَـاً يُسامرني أم هدَّني النَّصَبُ ؟
قدْ كنتُ فيما مَضَى قيْسا ً بأخيلتي
أُحْيي لَيَالي الهوى شِعراً كمَـا يجِبُ
هَلْ تذْكُرِينَ ليَـَالي الأُنْسِ تجْمعُنَـا
والهَمْسُ يُلهِمُنـا و الآهُ والطَّربُ
وهلْ تَعُودُ لَنا أم حظُّنـَـا عَكِـرٌ؟
آهٍ على أدمُعي إنْ خِبْتَ يـَا أَرَبُ
دنيايَ ما خطبُهـا أقفو مشَاغِلَهـا
فيَهْجُرُ الحُلْـمُ وجداني ويغتَـرِبُ
وكيفَ أسعَـدُ و الهُجـْرانُ مَزَّقَني
والضِّيقُ كَبَّلنَي و اليـَأسُ والتَّعَبُ
إنِّي على أَمَلٍ لو تهتُ في سُبلي
عَينـاكِ تسعفني بالعِشْقِ تَضْطَرِبُ
فتشرِقُ الشَّمْسُ من قلبي وتغْمُرُنـَا
شِعْراً وننْعمُ من خَيراتِ مَـا تَهَبُ
وتلكَ أرْتـَــالُ أقَلامِي ومَكْتبتي
تـَأْتي تُقَبِّلُني والحُـزْنُ يَنْسَحِـبُ
والليْلُ موعِدُنَا قد عَـادَ في شغفٍ
والحُلمُ يُؤنِسُنَا و التِّيـهُ و اللَّعِبُ
قيسٌ أنا ها هُنا مهمَـا دجَـا زَمَني
ليلى لـهُ قمـرٌ والشِّعرَ أَصْطَحِبُ
|