أهديكِ سلاماً من شوقٍ
أهديكِ سلاماً من شوقٍ
وطروداً من نبضِ حنيني
يا أحلى وجهٍ في وطني
أشتاقُ لدفئكِ ضُمِّيني
فحياتي مُذْ بتُّ وحيدا
عن لثمِ يديكِ وخدَّيكِ
لا طعمَ بها..لا لونَ لها
لا حباً فيها أو عيدا
فهنا أجترُّ هوى الماضي
وكأني قد غِبتُ عقودا
أماهُ رباطك مع أبتي
وبقيّةُ أهل فلسطينا
إيمانٌ يسمو ووسامٌ
يملأني فخرا محزونا
فأنا في الغربةِ يا أمي
أستجدي أيام رباطي
وأطاردُ أمسي في الذكرى
أسترجعُ طيبَ الأوقاتِ
ما بين فداءٍ وتحدي
وثباتٍ عندَ النوباتِ
أشتاقك أمي بل أهفو
لسماع صياحِك في الدارِ
في الصبحِ تناديني "قم قم"
ويكون حنانُك إفطاري
وأروحُ بشوشاً للعملِ
ويبارك ثغرُك مشواري
آه كم أهفو للأمسِِ
وأطوف بجنَّاتِكِ توقا
في الحلمِ ألوذُ بأحضانكْ
ودعائي أن يصبح حقا
فالطيبةُ من نهركِ تسري
لتروِّي جسدي المحترقا
أستيقظ من نومي غصباً
فأحايلُ عقلي المنغلقا
ليعيدَ الحلمَ إلى فكري
فالواقعُ مرٌّ وجديبُ
آهٍ من بعدي يا أمي
لكنَّ الوجدانَ قريبُ.
|