في بيت طلال/
طلعت لينا من المطبخ بعد ما جهزت العشاء..أول مره تطبخ..دائما كانت أم طلال ترسل لهم الغداء و العشاء..لكن لينا قالت لها إنها بتبدأ تسوي هي العشاء..و الغداء عشانها تجي من الكليه متأخره يرسلونه لها..لأنه اليوم أول مره يطلع طلال..مع إنه كان ياله يتحرك..(أكيد ماراح يستحمل جلسة البيت..هو حتى ما كان يطلع من غرفته)
طلعت لغرفتها و أخذتلها شاور..وقفت قدام دولابها..تطالع ملابسها اللي شرتهن مع مساهير..و اللي دعت على نفسها بالموت قبل تلبسهن..لكن هاذي هي..ما ماتت..و لا لبستهن..فكرت تلبس منهن..تفاجأه بشكلها..لكنها تراجعت..(ليه البس له؟ وهو حتى إذا جلس معي ما يطالعني..دائما سرحان..ولو ما أروح اطلعه من غرفته ما يطلع..ولو ما أكلمه ما يكلمني..و لا عمره طلب مني شي و أنا اعرف إنه محتاج أحد يساعده وهو بهالحال.....ليه كل هذا يا طلال؟ و أنا وش المفروض أسوي؟)
خافت تقرب منه..تعرف إنه مستحيل يصدها..بس اللي كان يخوفها..إنه يجاملها بشعور ما يحسه..بس عشان وصية يوسف..(طبعا..هو سوى كل هذا عشانه)
طلعت لها جلابيه عشبيه و فيها شك خفيف..رفعت شعرها البني بشنيون ناعم..حطت ميك أب خفيف و نزلت..
شافته في الصاله..أول ما جت عينه بعينها..حست فيه بنظرته شي..لكن مامداها تفسرها..صد عنها..جت و جلست بعيد عنه..
لينا: مساء الخير
طلال يبتسم: مساء النور
كانت لينا تطالعه..صارت دائما تفكر فيه..وهو معها..أو بعيد عنها..دائما شاغل بالها..تفكر كيف بتكون الحياة بينهم..و مين اللي بيستغني عن الثاني قبل..طرى عليها فجأه يوسف..انصدمت إن لها أيام ما فكرت فيه..و لا جاء في بالها..(هذا اللي كنت تبيه يا يوسف..رحت و وصيته علي..عارفه إنه الوحيد اللي بترضى أحبه بعدك..لكن ما سألت نفسك هو بيحبني أو لا؟ حملته همي و أنا زدت عليه..إلى متى بتتحمل يا طلال؟)
طلال التفت عليها لأنه استغرب هدؤها..شافها سرحانه و عيونها مليانه دمع..تنهد بضيق على حالها..(لو أعرف وش تفكرين فيه اللحين يا لينا؟ تصرفاتك غريبه..و هدؤك معي أغرب!)
طلال: لينا
لينا تنتبه: نعم
طلال: فيك شي؟
لينا: لا بأروح اجهز العشاء
راحت للمطبخ تحضر العشاء..و هي تفكر فيه..(بتجنني يا طلال؟ ليه اشوفك قدامي كل لحظه! كل هذا إحساسي بالذنب أو...)
هزت راسها بقوه تبي تمسح هالأفكار من راسها..رتبت السفره و نادته..و جلسوا يتعشون كالعاده بصمت..
طلال: أكل أمي متغير اليوم!
لينا: مو حلو؟
طلال: لا حلو..بس مو طبخ أمي يمكن رغد اللي طابخه..والله يطلع منها هالرغد عليها حركات
ابتسمت لينا..فرحت إن أكلها اعجبه..لكنها ما قدرت تقول إنها هي اللي طابخه له..ما تدري ليه تخاف من أي شي تحس إنه بيقربها منه..تخاف يصير مهم في حياتها..تخاف تحبه..
*من بكره*
في سيارة فيصل/
كان يفكر في أسيل..كل هالأيام يحاول ينسى..يحاول يشغل تفكيره بسهى..لكن أسيل دائما في باله..ملامحها..نظرتها..رجعت له كل الذكريات اللي رماها ورى ظهره و ظن انه بينساها..(ليه يا أسيل مو قادر انساك مثل ما نسيت قبل؟...بس أنا ما نسيت كنت بيني و بين نفسي دائما اذكرك بس تخيلت انه شعور مؤقت و بيروح مع الوقت..كنت مفتون بسهى و حركاتها معي..و اهتمامها فيني..بس اللحين عرفت إني اتخيلك بكل شعور كنت احسه معها..)
و كالعاده..كل ما يخلص من تفكيره فيها..يلوم نفسه..هو تخلى عنها..و هي اللحين زوجة أخوه..كيف يفكر فيها كذا..
و راح يحاول ينساها بسهى..لكن بدون فائده..
في بيت أم العنود/
وصل سيف أمه لأم العنود..و بعد ما سلم عليها قالت له انها نادت له ياسمين عشان يشوفها..و جلس في المجلس ينتظرها..دخلت ياسمين و هي مبتسمه..
ياسمين: مساء الخير
سيف: مساء النور..وش أخبارك؟
ياسمين: تمام..و أنت؟
سيف: الحمد لله
سكتوا..ياسمين كانت تحاول تعرف شعورها و هي جالسه معه..لكنه نفس شعورها دائما..ما فيه أي شي تغير..كأنها جالسه مع خالها..مو متوتره..و لا مهتمه..حتى سيف..كان يدور فيها شي ينسيه نجود..لكنه حس إنه للحين يشوفها مثل ما كان يشوفها و هي صغيره..
ياسمين: ليه ساكت؟
سيف: تصدقين لو أقولك إن مادري وش أقول
ياسمين تبتسم: لا يكون مستحي مني؟
سيف يطالعها: و أنتي مو مستحيه مني؟
ياسمين: لا أحس إن هاذي مو أول مره اجلس معك لحالي..حنا ياما جلسنا مع بعض و حنا صغار
سيف: بس حنا اللحين مو صغار
ياسمين: صح بس الاحساس ما تغير
سيف يضحك: لا تخليني أصدق و أمط شعرك مثل ما كنت اسوي و حنا صغار
و صاروا يتذكرون أيام طفولتهم و يضحكون..كانت بداية الكلام بينهم..و يمكن بداية حب..أو استمرار لإحساس الأخوه بينهم..
قطع كلامهم..جوال سيف اللي دق..
سيف: هذا ماجد..عن اذنك شوي
رد عليه..و ياسمين تنكدت من طاريه..تمنت تنقطع علاقته مع سيف..بس و هي تسمع سيف يكلمه حست إنه قريب منه بالحيل..
سيف: لا أنا اللحين عند المدام..إذا طلعت أمرك.....مع السلامه
سكر منه ماجد..و غمض عيونه بقهر..كلمة سيف حسها طعنه في قلبه..ضاقت الدنيا فيه..
صار يفتش في جواله بين الأرقام اللي عنده..أرقام صديقاته اللي قبل..يبي يرجع يكلمهم..يمكن يلهى و ينسى مثل ما كان ناسي..لكنه رمى الجوال جنبه..و تأفف..(لا..صعب ارجع لحياتي اللي قبل..كنت زهقان من قبل؟ و اللحين مو طايق اسمع و لاوحده منهم....الهى بالشغل أبرك)
و راح لشركته..
في سيارة عمر/
كان هو و طلال راجعين من صديقهم اللي كان عازمهم..بمناسبة إن طلال صار يقدر يطلع و يمشي..لكن طلال كان سرحان في اللي تنتظره في البيت..ملاحظ تغييرها معه..و هالشي ريحه كثير..كان يتمنى يقرب منها اليوم قبل بكره..لكن غصب يرد نفسه عنها..يبيها تتعود عليه خطوه بخطوه..ما يبي يصدمها بشي..يبعدها عنه مره ثانيه..
وصلوا لبيته..و التفت لعمر اللي كان شكله مرهق و تعبان..
طلال: شكله دخلك برد؟
عمر: يمكن..احس إني تعبان و مهدود
طلال: ما راح تدخل؟
عمر: لا بأروح البيت ارتاح احسن
في الشرقيه/
كانت أسماء و تركي طالعين و يتمشون على الكورنيش..و إياد يركض قدامهم..
تركي: ما اشتقتي للرياض؟
أسماء تتنهد: يا الله متى نرجع
تركي: وش رأيك لو تجلسين هناك شهر؟
أسماء فرحت: والله؟! بنروح؟
تركي: لا أنتي بتروحين
أسماء وقفت: و أنت؟
تركي: لازم أسافر
أسماء: خلاص أسافر معك
تركي: وين تسافرين و أنتي حامل..و اتركك هناك لحالك..لا ماراح ارتاح
سكتت أسماء..تدري إنها ماراح تقنعه..
أسماء: شهر شهر..أو يمكن أقل
تركي يضحك: يمكن أكثر
أسماء تشهق: صدق؟!
تركي: أول ما اخلص شغلي ارجع على طول
أسماء بقهر: يا هالشغل! كأنه ضرتي
|