وإذا استرسل الحبيب في هجره تقنع منه بالطيف الزائر، وهي واثقة أنه سيعود لها يوما بعد أن يعاني من الجوى وتبريح الشوق ماتعانيه:

حاول كدا وجرب وانسى على كيفك
وابعد ولاتقرب قنعان أنا بطيفك
بكرة تجي لحظات تفكرك بيه
تتعنى بالآهات في الروحة والجية

وعندما يرجع الحبيب تتحول الدنيا إلى مهرجان إحتفالي بديع تجتمع فيه أشواق الليالي وأماني العمر الموعودة لملاقاة الحبيب العائد، عسى أن يكون اجتماعا لافراق بعده، بعد أن امتلات النفس بعذاب النوى وأشواك البعد والخصام، وأصبحت لاتقوى على مزيد من الدموع والآلام:

يللي الليالي مشوقة لساعة لقاك
يللي السعادة مجمعة في لحظة صفاك
على دربك أماني العمر يحضنها هواك
وعنها تغيب كيف ياترى وهي معاك
البعد جربناه ومنه ياما تعبنا
والخصام عشناه حنين عشناه وعذبنا
وأظن مرة اختلفنا وتعاتبنا
وحاولت تنساني وانا حاولت كمان انساك
في طريق الشوق مشينا مارسينا
تهنا ضعنا والدموع جرحت عينينا
والهوى ورده ذبل ورد الهوى
واللي بقي لنا اشواك