أدركتُ ـ بعد طولِ سعيٍ
ـ أن السلامَ لا يُهدى، بل يُولد من انسحابٍ هادئٍ
عن ضجيجِ العالم.
فصرتُ أتخفّف من أثقالِ التعلّق،
وأغتسلُ من عاداتِ الانجراف
خلف كل ما لا يُشبهني.
تعلّمت أن لا أمنحَ من قلبي إلا ما يُزهر،
ولا من وقتي إلا ما يُضيء.
فالذين غادروا، إنما عادوا إلى قدَرهم،
وأنا بقيتُ حيث كُتبت لي الطمأنينة.
لم أعد أرغبُ في المجادلات،
ولا في السعيِ لإرضاء
من لا يسمع سوى صدى نفسه.
الآن، أتنفّسُ ببساطة،
كأني في حضرة فجرٍ لا يهمّه كم تأخر الليل.
كلّ ما حولي يسير،
وأنا في سكينةِ من اختار الانسجام مع نفسه…
فمن لا يزيدني نقاءً، لا حاجة لي به،
ومن لا يهبني نورًا، لا بأس إن غاب
|