الدكتورة سامية قدرى،
أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس:
تقــول فى حديثها عن بر الوالدين
إننا نعيش اليوم فى عالم مختلف،
شهد مع نهاية القرن العشرين،
وصعود الألفية الجديدة؛ تغيرات
كبيرة فى القيم والتقاليد والعلاقات
الاجتماعية، إذ حدث ما يُعرف
فى علم الاجتماع بـ «الانكماش المدني»،
حيث تراجعت العلاقات
الإنسانية بين أقرب الناس،
مثل علاقة الأبناء بالآباء،
أو الأزواج، أو الأصدقاء،
وأصبحت هذه العلاقات تعانى
الهشاشة والضعف نتيجة التغييرات
المتسارعة فى العالم. وتشدد
على أن سلبيات
«وسائل التواصل الاجتماعي»،
قد أسهمت فى تفكيك الروابط
الاجتماعية أكثر من تقويتها،
حيث يعيش الناس حالة من الانفصال،
والانكفاء على الذات،
وهو ما أشار إليه علماء الاجتماع
الذين تناولوا تأثير العولمة
وانتشار التكنولوجيا
على العلاقات بين البشر.
وتوضح أن المؤسسات الدينية
والدعوية تؤدى دورًا مهمًا
فى توعية الشباب ببرّ الوالدين.
وترى
الدكتورة عزة فتحى،
أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس،
أن «بر الوالدين مفتاح سر السعادة
والتوفيق والبركة والنجاة
للإنسان فى الدنيا والآخرة،
وسبب فى أمن الأسرة واستقرار
المجتمع، وهو أمر أوصى به الله،
تعالى، صراحة فى القرآن،
مؤكدة أن الجفوة بين الأبناء
والوالدين موجودة بسبب
عدم تربية الأبناء على القيم
وصلة الرحم، وضعف
التربية الدينية،
وانتشار السلوك المادي.
وتضيف أن
الحل هو فى ضرورة وجود
القدوة داخل البيت، والتعليم،
والإعلام، والدراما، لنعود
إلى احترام الأسرة، وصلة الرحم،
وإحياء قيمة بر الوالدين
فى قلوب الشباب.
وتوضح
الدكتورة نسرين البغدادى،
أستاذ علم الاجتماع
بالمركز القومى للبحوث
الاجتماعية والجنائية،
ونائبة رئيسة المجلس القومى للمرأة،
أن الأسرة تبدأ بالزوجين،
وبعد الإنجاب يصبحان أبًا وأمًا،
يتحملان أدوارًا معنوية بتقديم
الحب والاحتواء والحماية للأبناء،
وأدوارًا مادية بتوفير الغذاء
والتعليم والعلاج لهم؛ لضمان
تنشئة جيل قادر على مواجهة الحياة.