لم أُخلق هشّة،
ولا كنتُ ممن تذروهم الريح إذا اشتدّت.
أنا ابنةُ العزم،
نشأتُ على أرضٍ لا تُنبتُ الانكسار،
وتربّيتُ في بيتٍ يعلّم الصبرَ قبل الكلام،
والكرامةَ قبل الملام.
لم أُدر وجهي للضعف،
ولا مددتُ يدي لتستجدي العطف.
جرحي… أخيطه بصمتي،
ودمعي… لا يراه سواي.
سألوني: من أين لكِ هذه الصلابة؟
قلتُ:
من ليالٍ لم يسألني فيها أحدٌ إن كنتُ بخير،
ومن أبوابٍ طرقتها،
فأُغلقت بوجهي دون رحمة.
طعنتُ من قلوبٍ ظننتُها مأمنًا،
ومن أيدٍ كنتُ أستودعها ضعفي،
فأدركتُ أن السلام أحيانًا… يحمل خنجرًا.
لكني ما انكسرت،
ما خفّت هامتي،
وما نسيتُ من أكون.
كلما ضاقت الدنيا عليّ،
فتحتُ في صدري متّسعًا من يقين،
وأخبرتُ نفسي: هذا سيمرّ…
وأنا سأبقى.
أنا التي إذا بكت، خبّأت دموعها عن الخلق،
وإذا سقطت، نهضت دون ضجيج.
أعرف جيدًا كيف أكون وحدي،
وكيف أرمم ما هدموه دون أن أعاتب.
أنا ابنةُ المواقف التي لا تُساوَم،
أمشي وحدي،
لكنني أمشي بثبات،
وخطوتي لا تستمدّ قوتها من أحد.
صمتي… سلاح،
وحلمي… طريق لا أحد يقطعه معي.
لا أصرخ، لا أرجو، لا أستجدي…
لأني تعلّمت أن الكرامة لا تُنتَزع،
والقوة لا تُهدى،
وأن الهشاشة ليست قدري، وإن كانت لحظتي.
أنا من إذا خذلها الناس،
اعتصمت بنفسها،
وإذا انطفأ الضوء حولها،
أشعلت من روحها نورًا يكفيها ويكفي العابرين.
لا تنتظروا مني انحناءً،
ولا تنازلًا،
فأنا ابنةُ العزّ،
ومن شجرةٍ لا تنحني للعاصفة.
أنا… ورثتُ الثبات
|