الجـــــــزء الـــواحد والخمسون :
( خيـــانـــة )
قربت اريج وبحركة غريبة شبكت ذراعها بذراع شوق اليسار : تعالي معي... أبيك بكلمة ..
شوق : ايش؟؟؟؟
اريج جرتها : تعاااالي من ايش خايفة.....
دخلوا المبنى نفسه اللي طلعت منه اريج.. ومشت معها للمصعد اليتيـم ، وضغطت الزر الوحيد الموجود بالجدار .. حاولت شوق تتراجع وتبعد لكن اريج هالمرة مسكتها من مرفقها بقوة ... عورت شوق وخوفتها بنفس الوقت.. حست فيها بتطحن جلدها من كثر ما كانت شادة بقوة وضاغطه..
وصل المصعد وتحركت اريج داخل وجرّت شوق معها .. ضغطت على رقم 2 وشوق ما تحملت العوار سحبت يدها بقوة : اتركينــي ... شفيـــك!!!!!!!!!!!!!!
ماردت اريج.. تركتها ولا ناظرتها وكانت عيونها على الشاشة الالكترونية تبع الادوار... اول ما وصل المصعد طلعت اريج والتفتت لشوق .. اللي ظلت داخل المصعد ما تحركت ..
ابتسمت اريج ابتسامة خوفت شوق لأنها حست وراها خبث : تعالي... ما رح اكلك.. تعالي
شوق بصوت خافت ونظراتها تعبر عن توترها : على وين ؟.. قولي لي..
اريج : مكان قريب مو بعيد... لمصلحتك صدقيني
تحركت رجليها وطلعت بهدووء .. لحقتها وقلبها يزيد ضيق اكثر فأكثر .. كان الدور خـالي يملاه السكوون والصوت الوحيد المسموع هو صوت خطواتهم بالممر الكئيب.. مشت ورا اريج لين وصلوا لقاعة معينة كانت مسكرة ....فتحت اريج الباب ودخلت ..
والتفتت وهي ماسكة الوكرة : ....ادخلي ...
نروح لحظـة عند مهـا اللي انسحبت انها تشاركهـم .. صحيح كانت متوترة لكـن متحمسـة للنتيـجة.. اريج طلبت منها تجي معهم لكن هي رفضت وبشدة .. اللي عليها سوته واللي يشفي غليلهـا نفذتـه.. ما عليها الا انها تنتظر شذى واريج يرجعون عشان تعرف النتيجة ولو انها واثقــة ...
روّعتـها بدور اللي كانت غايبة لها يومين ما شافتها... رمت بشنطتها واغراضها عالطاولة .. ورمت بجسمها عالكرسي ..
مها : وجع روعتيني شفيك ؟؟؟
بدور وهي ما تدري ان اليوم هو اكمال الخطـة .. بسبب غيابها عنهم ليومين : هههههههههه مسرّحـه ورايحه بعيد ...انتي اللي شفيك .. وش صاير ؟؟؟؟
مها : ماصاير شي ...
حطت بدور يديها عالطاولة وابتسمـت .. براحة غريبة : وأخيرا.. افتكيت من اللي انا فيه
مها ما فهمت : وش قصدك ؟؟
بدور : ماقلت لك من قبل اني بترك كل اللي كنت اسويه...
مها ما صدقت : الا ... بس على بالي تمزحين
بدور ابتسمت : لا لا ما امـزح.... لي يومين ولا حتى رفعت التلفون.. خلاص استقريت لا يمكن ارجع.. احس اني مليت .. لكن الحين مرتاحـة..
سكتت مها ما علقت ولا حتى قالت كلمة حلوة تشجعها فيها ...اللي يقول الموضوع الحين هامّها .. اللي هامها الحين اللي قاعد يصير بذاك المبنى ..
حست بدور ان مها تناظر بعيد وابتسامة غير مفهومة على وجهها .. استغلت تواجدهـم هالمرة لحالهم من غير باقي الشلة.. لأن بدور كان في قلبها كلام ودها تقوله من زمان ...
بدور : كويس بعد اني لقيتك لحالك ... ( سكتت وهي تتحرك بجلستها )
كانت متـرددة ... ومرت دقيقتين ومها ولا على بالها عيونها عالمبنـى البعيـد تتخيـل وش اللي قاعد يصير هناك بهاللحظـة ...سمعت بدور تتنهـد وطالعتهـا
مها : شفيك بدورووه ؟؟
بدور : م.. مافي شي...
مها بنص عيون : حالتك تقول فيه شي تبين تقولينه .. قولي قولي
بدور استسلمـت .. مع انها خايفة مها تعصب.. لكنها قالت : مها بقولك شي
مها : ...وشو ؟؟
بدور ماعرفت كيف تقول بأسلوب حلو .. لكنها قالت : اسمعيـني ...انا ندمانة اني عرفتك على شذى وشلتها.. وأبيك تتركينهـم
مها ما استوعبت هالطلب : نعم ؟؟؟؟؟...
بدور بسرعــه : مها انتي مو من طينتهم فاتركيهم ..
مها : حلوة ذي !!... اللي يسمعك يقول ما كنتي انتي من طينتهم ... كنتي مثلهم ومع كذا ماشيتك ماقلتي لي ابعدي عني...
بدور :..بس الحين غير.. صحيح كنت مثلهم أحب اكلم الشباب لكن ما كنت أحب أأذي أحد أو أجرحـه ....وبعدين شذى واريج ما يهمهم غيرهم أهم شي نفسهم .. حتى لو حطموا حياة الغير..
مها : لا تعطيني محاضرة مو رايقة الحين قاعدة انتظر وش بيصير
بدور اللي كانت رافضه كل شي يسوونه بشوق بس كانت ساااااكـتة ما أعلنت رفضها...وفضلـت تراقب اللي يسوونه من غير ما تحشر نفسها فيه .. لكن الحين كل شي داخلـها تغيّـر ..!
سألت : وش بيصير؟؟ في أي موضوع ؟؟
مها : موضوع شوق وهو فيه غيرها ؟؟؟
بدور تأففت : انتوا شفيكم عليهــااااا ؟؟؟؟؟؟
مها استغربت هالنبرة بصوت بدور : بدوروووه انتي اللي شفيك كأن رايك فيها تغير ؟؟؟؟؟؟
بدور وهي تحرك يدها بضيق : انا رايي فيها واحد ما تغير من اول يوم شفتها فيه ..
مها بسخرية : لا يكون صديقتها وانا ما ادري... قولي ؟؟.. ( بقهر ) بديت اشك ان بينك وبينها صداقة ولا شي !!
بدور : لا مو صديقتهـا... بس يا مها انا من اول يوم شفت فيه شوق ما قدرت اكرهها مثل ما انتي تسوين... صحيح إني ما حبيتها لكن بعد ما كرهتها.. ويمكن لو عرفتها عن قرب كنت بحبهـا ... حاولت اشوف فيها شي يخليني حتى اشيل عليها... بس مافيه... انتي اللي شفيك عليها؟؟؟؟
مها بقهر : سألتيني هالسؤال مليون مرة ... وانتي عارفه
بدور : مها حرام عليك اللي قاعدة تسوينه تدرين لو فهد درا انك الوصلة بين شذى وشوق وش بيسوي ..؟؟.. فكري ولو مرة اذا عرف وش بتكون نتيجتك..
شوي شوي بدور بدت تعصب وصوتها يحتـد.. لأنها حاولت تجاري مها دايم بكرهها لشوق وحاولت تكرهها وتوهم نفسها بكرهها لكن في الاخير ما قدرت... والحين لاز م تصلح غلطها لأنها هي السبب بوصول مها لشذى..
بدور : مها انا بصراحة بديت أخاف عليك..
مها : من وشو ؟؟؟
بدور : قلت لك لو وصل الخبر لفهـد ما اقدر اتخيل وش ممكن يسوي ساعتها ..
مها بسخرية : وشلون بيدري ؟؟... ومين بيعلمه ؟؟؟.... لا يكون انتي !!
سكتت بدور والذنب يلعب بقلبـها .. في النهاية ردت بشجاعة : اذا تأزمت الأمور يا مها ... ممـكن اني اسويهـا..
مها انقلبت نظراتها للغضب : بدور انتي ما تسوينهـا ..!!
تنفـست بدور ..وحاولت تهدى : اتمنى ما تحدني الامور واسويها .. عشان كذا ابعدي عن شذى واريج ..
مها بتحدي وهي واثقة من حب بدور وصداقتها لها : لا ما تقدرين تسوينهـا ... لا يمكن تسوينها فيني
بدور باعتراف : اتمنى صدق اني ما اخون صداقتنا واسويها يا مها...
بدت مها تخاف .. لأن بدور واضح انها متغيرة .. من قالت تبي تترك كل لعبها ولهوها وهي تلمـح ان اللي قاعدة تسويه بشوق ما يرضيهـا..
وقفت بدور واقفة بكل تصميم : ... مها... انا بروح لشوق الحين وبقولها كل شي.... ضميري صاير يأنبي وانا ما عاد أتحملللل..
فتحت مها عيونها عالآخر مو مصدقة : وش بتقولــين لهااا ؟؟؟؟؟
بدور : بقول لها تنتبـه ... حرام عليك البنت متملكة امس حطي نفسك مكانها ..
مها كانت مصدوووومة من هالكلام الجديد... هالبنت بتعفس كل شي ..
بدور بنظرة جدية : تجين معي ؟؟؟
مها : وين اجي ؟؟؟
بدور : تجين تصلحين غلطك بأنك تحذرينهـا من شذى....
سكتت مها وبدور تنتظرها ترد .. وبدون ما تدري ان الخطـة ماشية وبدت من وقـت ..
بالنهاية نطقت مها بصوت خافت : ما تقدرين !!!
بدور استغربت : ليش؟؟؟؟؟؟؟
مها : لأن ...... شذى معها... الحين ...
فتحت بدور عيونها وقربت من مها بسرعة : معها ؟؟؟؟؟... وش صاااااار ؟؟؟؟؟... وليش ما قلتي لي ؟؟؟؟
مها : ما ادري... راحوا لها من وقت.... وبعدين انتي مختفية من الصبح مادري وينك ..
بدور عصبت منها : وما حاولتي توقفينــهم ؟؟؟؟
مها : وش اوقفهم انتي بعد.... انا معهم تبيني اوقفهم..!
بدور : يعني ضميرك للحين ما صحى يا مها ؟؟؟؟
سكتت مها ما ردت ...
بدور : وهم وينهم الحين ؟؟؟
مها : .............
بدور عصبت .. ونفخت : ردي وينهم ؟؟؟؟...
مها : وش بتسوين ؟؟؟؟
بدور : ماعليك وش بسوي ... وينهم ؟؟؟
مها : ............
بدور : مها وبعدين معك ؟؟؟... مها لا تحديني انفذ اللي في بالي .... تخيلي بس وش بيكون حال شوق لو عرفت... وماصار على ملكتها اربع وعشرين ساعة
مها طفشت منها : بدور بلا هالمثاليــة... في ستتتيـن داهيـة .. موت ياخذهـا يارب
بدور نفخت والقهر يحرق قلبها ... وحاسة بشي كبير بيصير لشوق : مهــااااااا..... بتقولين ؟؟...( مسكت شنطتها بعصبية وهي تهدد مها ) ولا الحين اتصل على فهد واقوله كـل شي... ترا رقمه موجود عندي... خلينا نلحق عالبنت لا تموت .انتي عارفه شذى وعارفه اريج ... ما يهمهم شي ...
بهاللحظة بس... من نطقت باسم فهد... ومن شافت مها بدور تطلع جوالها وتدور على رقم فهد .. وقفت وهي خايفة : لا لا لا بدووور لحظة وش بتسوين يالمجنونة ..
بدور بقهر : وش بسوي ؟؟؟؟... بدق عليه وبقوله ...
ارتبكت مها واخيرا اعترفت وهي تترجاها : خلااص شوفيهم هناك بس لا تدقـين عليه .. لا توهقيـني يا بدور لا توهقيني ...
رفعت بدور عينها للمبنى البعيـــد اللي مها تأشر عليه ... تركت مها وبسرررعة ركضت لهذاك المبنى وضميرها ..اللي بدا يحيـا يأنبهـا....
هنــاك ... دخلت شوق بخطواات بطيئـة مترددة .. سكرت أريج الباب وحست شوق معه باختنـاق..!... لاحظت وجود بنتين غيرها هي وأريج ... " شذى + مروى " ..
استغربت وهي تشوف " شذى " .. البنت اللي هاجمتها بكـلام غريب قبل ايام..
انتظرتهم يتكلمون لكنهم كانوا سااكتين ويطالعونها وقلبها قابضهـا عالأخير... رفعت يدها وحطتها على صدرها ونطقت بهمس خايف : وش تبون ؟
تحركت اريج بصمت وراحت جنب شذى... شوق حست الجو مكهرب ونظراتهم ما وراها خير ابد... نطقت بصوت أعلى : بتتكلمون ولا أطلـع !!!!؟
تحركت شذى ووقفت..ومشت ناحيتها بخطواات بطيئة مع ابتسامة تشع خبث.. قوّت قلبهـا ورفعت راسهـا تواجههـا ..
اخيرا نطقت شذى : مبروك عليك الملكة... ومبروك عليك حبيبي ..!!
شوق ما فهمت : نعـم ؟!!
شذى ابتسمت : اقول ...مبروك عليك فهد يا شوق... الا هو شخبـاره ؟؟
شوق باستغراب : فهد ؟؟؟؟؟
هزت شذى راسها بابتسامة : ايوه فهد... ولد عمممك ... خطيبــك ... زوجك !
تراجعت شوق لورا وهي تطالع بعيون هالآدمية المخيفة .. وش عرفها عن فهد او انه خطيبي اصلا ... ما ردت على سؤالها.
شذى وهي تقرب : ها شخباره ..؟؟
شوق : ليش تسألين ..
شذى : لأني من زمان عنه ... ومشتاقه اعرف اخباره .. وهو اكيد مشتاق ..ياليـت توصلين له سلامي و " قبلاتي " الحارة ....
انفعلت شوق : لا تغلطـين .!
رفعت شذى حواجبها .. ودارت حولها لما صارت ورا شوق.. وحطت يديها على كتوفهـا : ولو !... حبيبي وحبيت اسأل عنه .. حرام ؟؟
هالكلمة أثارتها ونفضت يد شذى عنها بعنـف : اقولك عن الغلط.. !!..
شذى : الغلط !!... قصدك اني اغلط .!
برود شذى واسلوبها خلاها تتوتر اكثر من ماهي متوتره .. قلبها صار يضرب لأقصـى حد... هو ليش جابوها لهالمكـان !!..
قربت شذى من اذنها وهمست لها : ليش انتي ما تدرين باللي بيني .. وبين ...ف هـ د ؟!!
حست شوق بنفووور وبعـدت عنهـا : مصرة عالغلط يعني... انا ماعرف فهد هذا اللي تتكلميـن عنه ..!
قربت شذى منها وشوق تراجعـت لما طاحت عالكرسي وراها ..
شذى بقسوة : اهااا اجل انتي ما تدرين باللي بيني وبين فهد ؟؟
شوق : قلت لك انا ماعرف فهد اللي تتكلمين عنه .. وابعدي انا بطلع ..
حاولت شوق تقوم لكن شذى منعتـها وحطت يديها على مسند الكرسي.. وشوق طالعتها مصدومة.. لكن شذى ما همتها هالنظرات .. وفجأة ضحكت لأنها حست ان هالبنت قدامها مسكينة.. وهذا يعجبها لأن بيكون التأثير أكبر... اريج ومروى ضحكوا معها ..
طالعتهم شوق باستغراب وحيرة كبيرة : ليش تضحكون ؟؟.. وش تبون مني ؟؟
شذى : جد غبيـة يعني كلامي مو واضح لك... فهد حبيبي وانا حبيبتـه والدنيـا تشهد لنا بسنتين مع بعض...
شوق : وش قاعدة تخربطين انتي ؟؟؟؟؟؟
شذى وهي تضغط عالكلمات بغننج: أنـا أحبـه وأنـا حبيبتـه ..!!...
نظرات شوق المبهوتـه تعبّر عن عجـز في استيعـاب الكلام اللي قاعدة تسمعـه : أي فهد تقصدين... أنا ماعرف فهد هذا...
وبدت نظراتها تنتقل بسرعـة ما بين شذى ،.. وأريج .... وهي مو فاهمة شي ..
وسؤاااال واحد انخلق في قلبهـا فجأة ... "وش دخل فهـد بهــذا كله" ..!!!!!!!
بالأخير دفت شذى عنها وهي تقوم تبي تروح للباب : إنتم مجانيـن ...
مسكتها شذى من يدهـا وجرتـها بعيد عن البـاب ووقفت قدامهـا .. وشوق مو مستوعبة اللي قاعد يصير .. وهالعنف من شذى والعصبيــة ..
شذى : الظاااهر للحين مو مصدقة كلامي ..!!
شوق بشجاعة وهي متيقنه ان البنت هذي مو صااااحيه : مافي شي يجبرني اني اصدقك ... كله كلام وحدة مجنونة ...
هالكلمة اثااارت اعصاب شذى .. وشوق تحركت من جديد تبي تروح للباب لكن سمعت شذى تتكلم : لحظة وحدة .. فيه كلام كثير ما تعرفينه .. ولو تبين الدليل تراه موجود عندي... بس ابعدي عنـه يا شوق ..
وقفت شوق من هالتهديد ،..والتفتت تطالعها ..شافت شي خوّفهـا، ..شذى رغم الغضب والحقد لكن عيونها كانت تلمع .. يمكن دموع !!... بس شذى ما سمحت لها تبان اكثر وغطى عليها غضبها وحقدهـا..
وبكل تأكيـد واصرار : فهد ولد عمك .. ( بجـرأة ) على علاقة حب معي أنـا..
" علاقـة حـب" .. كلمة هـزّت دنياهــا..وكل شي حولها صار مو في مكانهـا... علاقة حب..!!!
كـذب..أكيد كذب!!!!!! ... بس هي ليش تصيح ..!!
دموع شذى خوفتهـا ونبرة الصدق بكلامها أرعبتها ..
شذى بقهر : ما قالك ؟؟؟؟
شوق هزت راسها نفي... بخوف..
هزت شذى كتفهـا ،... وبـدت بسمومهـا : مو غريبة على واحد مثله ... رغم انه كان يحبني الا انه خدعنـي... بصراحة ما استغرب لو سوى نفس الشي معاك ... اذا انا وهي انا حبيبته الأولى والاخيرة خدعهـا... كيف بوحـدة مثلك ... تدرين كم استمرت علاقتنـا ؟؟
شوق مافي شي تقوله : ............
شذى : سنتيــن ... تدرين كم يعني سنتين .. وتدرين كم في السنتين من يوم... كل يوم فيها كان يصبح ويمسي علي بكلمة أحبك... سولفنا مع بعض وطلعنـا مع بعض .. و... نمنـا مع بعض...( سكتت وهي تمثل الحرج )
لكم تتخيلون وش كان تأثير هالكلمة على شوق .. وشذى ابتسمت وهي تشوف وجهها المتغير
شذى : ماكنت اتمنى اقولك هالتفاصيل...لكنه كلمني أمس... بعد الملكة مباشرة ... تدرين وش كان يبي ..؟؟
شوق بدت الدنيـا تسوَد في عينها .. وكأنها لقـت أجوبـة لحالة فهـد الغريبـة ...لكنها كانت متماسكة لأقصى حد وساااكته....واقنعت نفسها ان كل هالكلام كذب مو حقيقة.. وهالبنت بس تبي تضايقها بأي شكل..
كمّلـت شذى بدلااااال طعن قلب شوق : يبينـي ..يبينـي انا ...مو قادر على فرااااقي...
شوق : ت...تكذبين يا شذى..... قولي انك تكذبين !!
رفعت شذى حواجبها : أكذب..!!... لا حبيبتي انا ماعرف اكذب هذا الصدق.... كان يبي يرجع لي .. بس أنا ما قدرت أسامحـه ... وقلت لازم اعاقبـه واقولك عن حقيقتـه ... واليوم الصبح دق علي بس انا مارديت عليه... ولو اني للحين احبه ومشتاااااااااااقه له .. حتى أرسل لي رسـالة لو تبين تشوفينـها بوريك اياها ...ها شـ...........
حطت شوق يديها على اذنها وصرخت بألم : بس بس...بس.... انتي تكذبين انا متأكـدة ... متأكدة انك تكذبين..
شذى انقهـرت من قلبها... ومسكت شوق وهزتها بقوة وهي تصرخ وكأنها مصرة تخليها تصدق بأي شكل : أنا ما أكـذب ولو تبين روحي اسأليه وقولي له "انت تعرف شذى؟" .. وصدقيني مارح ينكـر.. انتي ما عرفتي فهد مثل ما انا اعرفه ..صدقيني بأي لحظة بيتركك لا يمكن يستمر معاك...
شوق رفعت راسها وصرخت بوجه شذى بكـل قوووة ..: إنـتي كذااابة هالكــلاام لا يمكن يطلع من وحدة عاقلة ..( وهي منفعلة ) مستحيييييييـل اصدقك انا مو غبية ومو طفلة بكلمتين تلعبين علي .... فهـد ولد عمي يحبني وهو الحين زوووووووجي ومارح يصير لك لو تحملين ... انت مجنونة من شفتك قبل كم يوم وانا اقول انك مجنونـة... مجنوووووووونة يا مجـنونــة ...!!
مادرت الا بكـف جامـد قاسـي على وجهها ..طيرهـا عالجدار اللي وراها .. الشنطة طاحت منها عالارض وتناثرت الاشياء اللي فيها .. رفعت شوق راسها وعيونها تسبح فيها الدموع حاسة بالاهانـة ، واللوعة تزيد داخلها بسرعة ..
شذى وكأنها فقدت كل اعصابها .. كلمة شوق " فهد يحبني وهو زوجي ومارح يصير لك " اشعلت كل نيرانها وتبي تدووس على شوق بكل قوتها ...قررت تستخدم السلاح الأخير .. والقاتــل ... لازم أخليك تصدقين يا عنيـدة ..
راحت لأريج وخطفت منها جوالها ورجعت عند شوق وهي تحط الجوال قدام عيونها ..
وبنبرة كلها قسـوة : اذا مو مصدقتني ناظري هالصورة .. ( تصارخ ) ناظريــها ... وقولي تعرفين هالانسـان .. تعرفينــه ..؟
ركزت عالصورة وهي مجبوورة ... كانت ترتجف والألم بخدها يشتعـل .. ( اتضحت لها الصورة تدريجيا ) وحلت عليها أكبر صدمة ممكن تمر عليها بحياتها ... صورة هالبنت تبتسم مع.... فهد ؟؟؟... فهد ؟؟؟ ...
قريبة منه ويدهـا بيـده !!!!!
تدفقت الدموع اكثر وشذى تراقبها .. ليش؟؟ .. ليـش كذا ؟؟؟..
ومن غير شعور ومن كثر ماهي متأثرة لوحت بيدها عالجوال وطيرته عالجهة الثانية وهي تصيح : وخرّيـها عــني ..!!..
وجلست عالارض وهي تغطي وجهها بيدينها .. من هول اللي تحس فيه ...
وقفت شذى فوق راسها وطالعتها وبدت بالكلام اللي ينـقط سم... تكلمت عن علاقتها بفهد بحكي ما ينقال،... وزادت من عندهـا أكاذيب وأكاذيـب وشوق تتمنى الصم ولا تسمع .. الألـم بخدهـا من جهة ، والدموع الغزيرة من جهة.. وكلام شذى المسموم ما وقف ولا ثانية... كانت تصرخ تطلب منها توقف لكن شذى بدل ما تخف تزيد ..ومو مهتمة بمشاعر هالانسانة قدامهـا..
شوق : بـااااس.. بس بـس ارحمينــي ..!
بعد ما انتهت شذى من آخر كلمة سم عنـدها رفعت راسها باستعلاء.. وطالعتها باستحقار : كنت ابيك تعرفين أي نوع من البشر خطيبك .. وابيك بعد تصيحين .. لأني انا بعد بكيت بدل الدموع دم ..لكن رغم كل هذا ورغم اللي سواه فيني أفكر إني ارجـع له... هو يحبـني وانا احبه فابعـدي عن طريقي أحسن لك..
.....
راحت خذت جوالها من الأرض .. وعطت شوق المُدمَرة المنهارة ، أكبر نظرة احتقارية وطلعت .. ووراها اريج ومروى مبتسمات ..... يمكن تتسائلون ليش اريج سوت كذا.. مثل ما عرفنا اريج انسانة مغرووورة جدا ومعتزة بنفسها لأقصى حد.. حست ان شوق انسانة تنتقدها داايم وما تعطي هالغرور قدرها من الاحترام .. فهي تعتبر ان كبريائها وغرورها مجروح من ردوود شوق لها ..
بعد ما غادروا المكان ...استمرت شوق على حالها في حالة انهيار عاطفي تـام ... تصيح وتصيح وتصيــح ..... من كان يتخيل ان فهد يطلع من هالنوع ..
طاحت على شنطتها تبكي صدمة قلبها ..رغم برودة الارض من تحتها الا ان دموعها الملتهبة النازفة عيشتهـا بنـار.. صارت تسترجع كلام شذى المسموووم مليون مرة .. ودموعها تزيد مع كل كلمة .. لو كان الممر فيه احد كان بيقدر يسمع صوتها وجا لها ...لكنها كانـت وحيـدة بذاك المـكان المخيـف ..!
نوال كانت واقفة برا المبنى تنتظر شوق اللي اختفت... راحت دقيقتين ورجعت ما لقتها .. وييييين راااحت...
وهي واقفة بنفس المكاان شافت شذى واريج يطلعون من المبنى وابتسامة غريبة على وجه كل وحدة... كانوا يتكلمون بحمااس وضحكهم وااصل لآخر الدنيـا...مروا من جنبها من غير لا يعيرونها اهتمام...
بس قدرت تسمع كلامهم ..
اريج : هههههههه قلنا زيدي كم كذبة ما قلنا حطي السالفة كلها كذب..
شذى بابتسامة نصر : لازم نضربها عالحامي... الحين حررتي بردت ..
راقبتهم نوال وهم يبتعدوون ..شافت ساعتها منقهرة من شوق لأنها تاركتها... طلعت جوالها واتصلـت عليها بس ما حصلت رد...
من نزلت جوالها شااافت بدوور جايــة تركض.. والغريب انها جاية ناحيتها مباشرة ..
استغربت مو هذي رفيقة مها اللي ما تواطن شوق ولا تواطنهم ... وصلت بدور عندها وهي تلهث : ... انتي نوال صح ؟؟؟
نوال : ايه... ( بحدة ) نعم ؟؟؟
بدور : شوق وين ؟؟؟
نوال : وش تبين فيها ..؟؟
بدور : بسرعة وينها علميني...
نوال : انتوا ما وراكم الا المشاكل عشان كذا مارح اقولك...
رفعت بدور راسها للبمنى القديم وأشرت عليه : لا تقولين انها دخلت هنا ؟؟؟
نوال استغربت : مدري عنها كانت معي هنا ..رحت ورجعت ما حصلتها .... واذا وراك مشكلة ترانا مو رايقين ...
انصدمت نوال يوم مسكتها بدور من يدها وسحبتها وهي تركض داخل المبنى..
نوال : هي هي ... لحظة لحظة شفييييييك !!!
بدور ما انتظرت المصعد راحت للدرج وهي تلتفت لنوال : بسرعة اركضي بسرعة...
نوال ببلاهة : شتبين مني ؟؟؟؟
بدور : شوق فوق لازم نلحق عليها ...
نوال ما استوعبت : شوق ؟؟.... مين قال !!!!
وصلوا للدور الثاني وبدور تلهث ونوال معها .. مشوا بالممرات وبدور تتلفت عالأبواب اللي بعضها مفتوح وبعضها مغلق...
وهم يمشون سمعت نوال صوت غريب ..وكل ما تقرب يصير أوضح .. مسكت قلبها وزاااادت سرعة مشيها لما صارت تهـرووول... لكنها بالنهاية ركضـت بخوووف بأسرع ما عندهـا : شوووووووق...!
ركضت بدور وراها ....شافت نوال وحدة من الابواب مفتوحة والصوت من هناااك ..دخلت ...وتسمرت واقفة بذهووول وهي تشوف شوق طايحة .. ولامّـه شنطتها ودافنه وجهها فيها بحالة انهيـار غريب .!
ماكان في وقت تفكر بس بلحظة مادرت وش اللي صار لأنها من أقل من ربع ساعة كانت تنتظر .. والحين هي موجودة بهالمبنى الخالي .. بشكل .. يخـرع !!
تركت شنطتها عالأرض وركعت عندها بخوف : شفيك وش صاير ؟؟؟
رفعت شوق راسها وحضنتها وهي ترتجف .. ونوال بحالة فزع !!... تذكرت " فجــأة " انها شافت شذى واريج طالعات من المبنى وهم يضحكون ومبتسمات .. ورجع لبالهـا الكلام اللي دار بينهـم وهم يمرون من جنبـها
..
اريج : هههههه قلنا زيدي كم كذبة ما قلنا حطي السالفة كلها كذب ...
شذى وهي تبتسم بنصر : من حررتـي .. الحين بردت..
..
رجعت نوال لشوق وهي تغلـي تفووور وقلبـها يدعـي عليهـم ..
نوال : شوق وش سوولك هالوحوووش !!!
ضغطت شوق على نوال وهي ودها بس تبتعد عن هالواقع المر .. ونوال مسكت وجهها وناظرت فـ عيونها بحزم ..
نوال : قولي لي وش سووا ؟؟... والله ما اخليهم ..
كانت دموع شوق تطيح الدمعة ورا الدمعة .. وماقدرت تتكلم ..
نوال : قولي لي .. وش سوو لك .. ( ولمست خدها المحمر ) ... وش فيه وجهك .. من اللي سوالك هذا ؟... قولي لي ميـن ؟؟؟
شوق : ماينفع خلاص ... دمروني يا نوال مابقوا فيني شي .. حطموا كل احساس كنت احس فيه ... ليتني مادريت .. ليتني مادريت ... ليش قالولي ؟ مليت من كاس المر ابي اعيش ولو دقيقة على بعضها حلوة من غير شي يعكر علي ...
ساعدتها نوال عالوقوف وطلعت مناديل ومسحت دموعها .. جمعت اغراضها المتناثرة عالأرض ..ومسكت شوق من يدها .. وقبل لا يطلعون لاحظت نوال ان بدور للحين واقفة عالباب بصمممت وهي تناظر شوق.
طافت عيون بدور عليها من فوق لتحت،.. ولاحظت آثــار فعلة شذى واريج على وجهها المظلم من الحزن والصدمة... قربت منها ببطء وهي ودها تخفف عنها ،.. او تعتذر او تقول اي شي..
بدور : شوق وش صار ؟؟؟؟
نوال اللي ودها تبكي على حال صديقتها صـرخت بوجهها : وتسألين وش فيهــا... ليش واقفة تبين تتشمتين انتي بعد... روحي قولي لشلتك هالدشير وخصوصا اريج وشذى ان اللي سووه مارح يعدي على خير.... حسبي الله ونعم الوكيل عليكم كلكم
بدور قربت من شوق ومسكت يدها تعاونها ..وشوق واقفة بلا حياة وراسها على كتف نوال..
نوال : لا تلمسينها اتركينا لحاااالنــا... روحي الله ينتقم منك ومنهم
بدور : انا مالي ذنب..!
نوال : لا تدورين أعذااار اتركينا الحين ترانا مو ناقصين اللي شافته منكم كافيها..
بدور : بس انا مالي ذنب صدقيني ..
نوال : أكذّب عيوني يعني هم صديقاتك لا تنكرين
رجعت بدور تناظر في شوق ... شافتها تناظر فيها بصمت وبدموع تزيد غزارة .. نظرات لوم ومعاني ثانية ...
ماقدرت تقاوم تعاطفهـا ،... شدت على يد شوق تبي تبين لها إنها معها مو معهـم ...
دمعتها طلعت على الحال اللي قاعدة تشوفه .. ولازم تصلح غلطتها .. كانت غلطتها من البداية انها وصلت مها لشذى .. وصار اللي صار
بدور : شوق اعرفي ان كل اللي انقال لك كذب لا تصدقينهم
غمضت شوق عيونها .. ما أصدقهـم... شلون وانا شفت فهد بعيوني الثنتين ....
شهقت ،..وبدور انكسر خاطرهـا .. ورفضت تتركها رغم ان نوال كانت معصبة عالأخير وطلبت منها تحل عنهم .. بس بدور مو راضية ..الا لما تلقى حل.
طلعوا وبدور ماسكة يد شوق من جهة ..ونوال من الجهة الثانية في قمة الحرررة والقهر...
كرهت شوق الدنيا واقنعـت نفسـها انها بكابووس.. خذوها بعيد عن هالمكان وودها لأقرب مقعد قابلهم ..واللي يشوفها يستغرب حالها ووجهها الملون من الكف الحامي اللي جاها .. لكن ألم هالكف بالنسبة لها يهون عن الألم الناتج عن الجرح النازف داخلها ..
نوال وهي متأثرة تناظرها وهي تفرك خدها : مين اللي ضربك .. قولي لي ...
شوق بمرارة : ... شـ..ذى !
نوال : صدقيني مارح اتركها وربي لتاخذين حقك ..
وبدور بدون حيلة حاولت تخفف عنها لعلها تقدر تخفف الذنب داخلها : شوق لا يهمونك حبيبتي .. اذا لك حق بتاخذينه مهما صار.
شوق ورجعت لها العبرة : ومين بياخذه .. خلاص انا مالي حيل كفاية اللي حصلته للحين ...
بدور : لا تصدقين اللي قالووه هم بس يبون يضايقونك بأي شكل.. كل اللي قالوه كذب
غطت شوق وجهها بيدينها : مو كـذب مو كـذب ... كل شي صدق
نوال حطت يدها على كتفها ،..ودمعتها سالت على خدها من هالحال.. حسبي الله عليهم قلبوا فرحتها لـ همّ ودموع
نوال : لا يهمونك شوق حبيبتي مهما قالوا لا تصدقينهم !
شوق : شلون ما افهم شفته بعيوني الثنتين شفته .. شفته يا نوال .. ليش كان هناك هو ليش ؟؟
نوال : مين شفتي ؟؟؟
بدور سكتت وهي عارفه انها تقصد الصورة .. شوق تزداد حالتها صعوبة وهي لازم تتحرك الوضع كذا ماعاد يعجبهـا.
على صوت انهيار شوق وصلهم رنين جوالها داخل الشنطة ... وهاللي اتصل ليته اتصل ما بدري .. ليته ما تأخر
شوق صمّت اذنها عن كل اصوات هالدنيا .. ونوال خذت الجوال عنهـا وشافته... حست براحـة يوم شافت اسم فهد باسم " حبيبي الغريب"... دمعت عيونها وهي تقرى ... وما تدري ليش حسّـت ان الحل بيد فهد ،.. يمكن يقدر يتصرف
مدت الجوال لشوق : شوق هذا فهد ...
صدت بوجهها بعيد عن الجوال... وبدور ساكتة ودهـا ترد وتعترف له بكل شي واللي يصير يصير.... ما عاد يهمهـا شي !
نوال : شوق مو قلتي انك من الصبح تنتظرين اتصاله ... ردي
من ضعف الحيلة صرخت وهي تشهق : وشايفتـني بحالة تسمــــح لي أكلمـه ... مابي اسمع صوتـه ولا اتذكر حتى صورتـه ..
شدت بدور على كتفها تهديهـا : بس شوق حبيبتي هدي صراخك كذا ما ينفع...
شوق غمضت عينها بآآآآآآآآه : مابيه .. مابي اسمع صوته مابي اعرف عنه شي .. شفت منه كثير وما ادري وش بيسوي اكثر من اللي سواه ..
قررت بدور أخيرا ... سحبت نوال على جنب بعيد عن شوق... وهمست لها..
بدور : ردي عليه نوال
نوال استغربت : وش اقوله !!!!!!
بدور : لازم يعرف باللي صار... لازم
نوال بدت تحس ان بدور في صفهم وتقبّلت رايها : وش يقدر يسوي لو عرف !!!
بدور : يقدر يسوي كل شي... صدقيني الحل بيده
نوال : بس شوق !!
بدور : ولو تبون انا مستعدة اقوله السالفة كلها من الألف لليـاء... بس تكفين خلينا نقوله شوفي حالة شوق بتموت من اللي صار لها..
نوال غضنت حواجبها وهي تشوف وجه بدور المهمووم.. هزت راسها ايجاب وردت : .....الوو..
من جهة كان فهد يتحرى صوت شوق يوصلـه ... احتار يوم وصلته نبرة مختلفة : مساء الخير
نوال ناظرت شوق المسودّه الدنيا بعينها ،.. ورجعت لبدور اللي شجعتـها بهزة راسها .. وردت عليه : مساء النور ..
فهد : شوق وين ؟؟
نوال : شوق تعبانه ماتقدر ترد .. تبي شي اقوله لها ..
نغززه قلبـه : تعبانه ؟.. عسى ماشر ...
نوال : الموضوع بيطول لو بقوله لك الحين وانا لازم ارجع لها ..شوق الحين منهارة تبكي وانا مو فاهمة اللي صاير لها ..!
كان فهد مسترخي بسيارته بس من سمع " تبكي " .. تعدل والاهتمـام بصوته : تصيـح !!...ليش؟؟؟... عطيني اياها ..
نوال وهي تعطي شوق نظرة من بعيد : ماتبي تكلم ..
استغـرب : طيب انا داق عليها لأني ابيها تطلع ..اذا ماعليك امر.. قوليلها فهد ينتظر برا ..
نوال : بخليها تطلع .. بس في شي نبي نقوله لك ( ناظرت بدور اللي هزت لها راسها ) ...شي مهم .. بعد ما تاخذ شوق لو تسمح ..
من جد ما درا فهد وش اللي صاير.. واحساسه بالمصيبة تقرب : ماتقدرين تقولين الحين ..؟
نوال : السالفة طويلة لها زمن.. وانا لازم ارجع لشوق ما اقدر اخليها .. انا نوال رقمي عند شوق ونشوف انك لازم تعرف لأن احنا مو عارفين نتصرف والسالفة زاادت كثيييير عن حدهـا
فهد : خلاص اوكي .. بس خليها تطلع بسرعة
نوال : ان شالله ..
سكرت وناظرت بدور ..
بدور : خلاص خلي الباقي علي ..!
ورجعت لشوق : شوق ... فهد ينتظرك برا ..
رجع حالها يثـور .. وخبت وجهها : مابي .. مابي اطلع .. مابي اشوفـه
نوال : وش هذا يبيك .. يقول خليها تطلع
شوق : قلت لك مابي ...
نوال : اقول عن الدلع .. زوجك الحين خلاص .. وروحي اشكي له اللي يصير معاك
أشكـي له ! .... أشكي له كيـف...!!
سحبتها ولبستها العباة بالغصب .. ومشت معها لين البوابة وبدور معهم .. طبعت نوال بوسة على خدها وودعتها ..
طلعت شوق والدنيا تدور فيها..والكون على وسعه ضاااق .. أحـداث الليلة الفايتة – السعيدة - بكل مافيها انمسحت .. نظراته ليلة امس وتعبيره بفرحتـه كلها تلاشت ...
فجأة بدت تشهق يوم شافت فهد – الحبيب - واقف عند سيارته يناظرها هي بالذات ما غيرها .. يعرفها من بد كل بنات الخلق .. حست بخداع ،.. وتمنت تشوف عيونه هاللحظة عشان تتأكد من الحب .. بس لحظتها كان لابس النظارة الشمسية ومبتسم ابتسامتها المفضلة .. لكن ....كل شي تلاشى .. وش تصدق وش تخلي ... معقولة هاللي اشوفه قدامي هو نفسه اللي بالصورة .. ومع مين ... مع بنت أصيع شلة بالجامعة ... شلون وصلت لها يا فهد ؟؟؟... ووشلون وصلت هي لك ؟؟؟
يوم قربت قرب فهد : شلونها حياتي ؟؟؟
ما حست بطعم هالكلمة.. .. رغم انها أول كلمة حلوة يقولهـا .. رغم انها كانت تتمناها منه ليلة أمس ....حياتك ؟؟؟؟ ..
راحت بصمت وفتحت السيارة وركبت .. خايفة انها تنهار بوسط الشارع.. اما فهد تأكد ان فيها شي ،.. ركب بمكانه وتحرك وقلبه قابضـه عالأخيـر
التفت عليها : سلامات ما تشوفين شر ... وش تحسين فيه ؟؟
شوق والدموع تتخلل صوتها : احس ؟؟... احس بكل شي مو حلو .. بالهم .. احس اني مجروحة ..احس بالاهانـة..
ارتسمت علامة استفهام فوق راسه : سلامتك من هالهم والاهانـة .. بس وش صار ؟.. شفيك شوق ...
شوق بهمس واااطي بس بحـررة : وتسألني بعـد !.. اسـأل عمـرك !!
قدر يسمعها : انا ؟؟؟؟.. وانا شدخلني ؟
شوق معد ردت حطت راسها بتعب عالمسند وغمضت عينها وصارت تبكي بصمت ،.. وكان ودها تنوم وتنوم وتنووووم .. وتصحى .. تلقى كل اللي صار مجرد حلـم،...كابـوس !!
فهد : كان ودي اخذك لمكان عشان نتكلم ... اكيد ما نسيتي كلامي لك الصبح .. بس اظنك تعبانة تبينا نأجلهـا ؟؟؟
صمتها وضحت لها موافقتها..
فهد معد تكلم وراعى حالها الغريب ... لكـنه بيعرف وش السالفـة يعني بيعرفهـا
وصلوا ، كان البيت فاضي وهااادي .. نزلت وفهد وراها .. عرف انها تبي تهرب لسبب هو مو فاهمه .. وقبل لا تدخل مسكها من يدها وسحبها بنص الحديقة .. بعيد عن الأنظار !..
معد هو قادر يتحمـل ، السالفة كبيرة اكيد ..!
فهد : والحين قولي لي ؟.. وش صاير ؟... الصبح اليوم كنتي مثل القمر تضحكين وتبسمين .. الحين وش صار ؟
دخلت شوق يدها تحت الطرحة تمسح دموعها .. وفهد من شاف هالحركة عبس
فهد : شيلي هالطرحة خليني اشوف وجهك ..
شوق بصوت مخنووق : انا بروح ارتاح ..
مسكها بقبضة قوية يمنعها .. وشوق من غير حيلة شالت الطرحة ونظراتها منكسرة بالارض .. والدموع ماجفت ..تحكي له ألمهـا
باستغراااب شال النظارة عن عينه .. وقرب منها وهو يمسك وجهها يتأمله ..
فهد : وش صاير ؟؟ ..( وهو يمسح دموعها ).. حياتي ليش متضايقه ؟
شوق عطته رد بموجة من الدموع .. ويحق لك تقولي حياتي بعد ؟؟؟؟...وفهد يناظر وجهها المتأثر وهو متأثر معها .. لمح هالحمرة الغير طبيعية بخدها ..
فهد : شفيه وجهك .. ليش كذا ؟؟
شوق : ............
فهد زاد من نبرته : شوق كلميني فهميني ليش حالـك كــذا ..؟؟؟؟؟
شوق بصوت متقطع مجروح : حبيبتـك المصـ..ـون والمحترمـ..ة هي السبب ..
فهد بقمـة الحيرة : حبيبتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شوق بانكسـار : ايه حبيبـتك ... لا تسألني مين هي ..؟؟؟؟؟.... لا تمثل علي....
فهد : اي حبيبـة ...!!... ما غيرك حبيبة يا شووق..
شوق وهي تشهق : انا مو حبيبتك...أنا اكبر غبيـة بالعالـم.. أكبر غبيـة
فهد : غبية ؟؟؟؟... ليش هالكلام الحين وش صايـر معاك انتي فهميـني ..!!
شوق والجرح يزيد نزف : ليش؟؟؟؟... انت عارف مين انت بالنسبة لي... اليوم حطمـوا كل احساس احس فيه.. ليش ما قلت لي انت... صدقني كنت بتقبلها منك ولا منهم ...حتى لو ماكنت تحبني كنت بتقبلها منه .. اسلوبهم كان قاسي لكن انت اكيد كنت بتراعيني ولو كان الكلام قاسي... انا بنت عمك اكيد مارح تجرحني مثل ما جرحوني.. صح ولا لا.... ليش هي اللي قالت لي مو انت يا فهد.... عذبوني بكلامهم والله..
فهد كان متيّبس مكانـه من هالكلمات الغريبة .. ودموعها خلت قلبـه ينزف معهـا...
وبهدوء وحيرة : وش.. صاير معاك ؟؟؟
بضعف ماكانت تتمنى تلجأ له .. بس ماقدرت كل شي فوق احتمالها ..كانت تتذكر كلام شذى عنه .. تبي تبتعد بهاللحظة ماتتحمل تكون مع واحد مخادع مثله .. بس مالها قوة خارت قواها ، اسندت راسها على صدره وهي صامته بس واضح انها منهاره ..
فهد تذكر كلام نوال : قولي لي وش السالفة .. فيه سالفة انتي ما قلتيها ..
شوق : انت ... انت اللي فيه سالفة ماقلتها لي ؟؟؟... حاسه اني عالهامش بحياتك !!
فهد بعدها عنه وكلامها أثار اعصابه :... أشوف ذا كلام جديد!!.. من وين جبتيه ؟!!!!!
شوق بنظرة يأس : فهد قولي ان كل شي صار اليوم كـذب... تكفى قول انه كذب...
فهد احتــار : وش اللي صار !!!
شوق : اعترف يا فهد ...كم وحدة بحياتـك .. علمني كم حبيت وكم خليت ... ليش كنت اشوفك المثـالي بعيني رغم عيوبك والحين انصدمت فيــك !!!
ابتعد عنها وهو مستغرب : وش قاعدة تقولين ..؟؟؟
هزت راسها ولفت : خلاص اتركني ابي ارتاح كفاية صدمات اليوم ... ماتهنيــت!
ما تركها الا مسكها وهو مصر يعرف : قبل لا تروحين ابي اعرف وش الي سوا بك هذا كله .. وخدك ليه احمر ..
شوق بنظرة : مالــك شغل !!..
فهد ارتفع الانبير عنده : مالي شغل .. انا اوريك الحين ..
سحب جوالها من جيب شنطتها وطلع اسم نوال عندها .. وشوق تطالعه بخوووف ماتدري وش ناوي .. بس حست بوخزة الم بخدها خلتها تفركها وهي منزله راسها ..
نوال : نعم ...
فهد بعصبية : أنـا فهد ... أبي السالفة كلها لأنها عندي مو راضيه تنطق ..!
نوال المسكيينة خاافت لأنه كان معصب عالأخير .. وبارتبـاك : انا مو عارفه بس معك وحدة من البنات بتقولك السالفة لأنها عارفه كل شي
بدور : السلام عليكم ..
فهد من عصبيته حتى مارد السلام : ...ها.... قولي اللي عندك
بدور توترت .. فهد مبين انه معصب اجل لو عرف مين اللي ورى هالسالفة وش بيسوي ... سامحيني يا مها بس مضطرة اقوله كل شي.. شوق ما تستاهل اللي يصير لها
بدور : انا بدور ..!
فهد ما همّه : قولي اللي عندك .؟؟... تكلــمي حالها عندي ما يسر وش صاير !!!!
بدور وهي متوترة : مجموعـة بنات ...أذوهـا اليوم !!!...و.....
قاطعهـا : أذوها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟... وش بينهم وبينها عشان يأذونها !!!؟
بدور : ...اللي بينهم وبينها بدا من زمان ... واليوم زاد الموضوع عن حده .
سأل وهو يناظر شوق صادة عنه...وماسك يدها عشان ما تروح ..
فهد : ومين هم هالبنات ؟؟؟
بدور.. الله يستر .. بس قالت : بنات تعرفهـم زين يا فهد !!...
فهد : أعرفهـم ؟؟؟
بدور : ايه ... للأسف ماعندهم لا أخلاق ولا ضمير... انا ما عرف وش قالولها بالضبط لكن أظن انه .... انه .......
فهد يستعجلها : انه ايش ؟؟؟؟؟
بدور : اظن انه عنـك..
فهد بصدمة : عني ؟؟؟
بدور : ايـه ..!
فهد وقلبه ناااار يشتعل : ماتعرفين اسمائهم ..؟؟
بدور : شذى واريج ومروى
جذبه الاسم الأول " شذى " ..!..!!!!... يعرف حروف هالاسم زين ...فيه "شذى" وحدة بس يعرفها بحياته.. أو عرفها بحياتـه .. : ....شـذى ؟؟؟؟؟
بدور : ايه شذى.... تعرفهـا زين يا فهد... وهي تقول انك حبيبهـا
حاول يتمالك نفسه وهو يناظر شوق اللي كانت تناظره بعيون تعبااانة من كثر الدمع ، ... وتراقب تأثير الاسم على وجهه من بين دموعها ..
فهد : لا تقولين انها............ ( سكت ونيران الكون بدت تحـرقـه )
بدور : هي نفسهـا ..
من النار اللي شبت في قلبه ما انتظر لما يسمع الباقي ، .. اكتفى باللي سمعه وقفل الخط بوجه بدور ، وبسرعة مسك شوق من ذراعها وشياطــين الدنيـا كلها راكبه فوق راسه ..
فهد : بتقولين لي الحين من اللي سوا فيك هذا كلــه !!؟؟؟
شوق : ...........
صرخ : تكلمــي ..!
شوق من الخوف : مـ.... محد ..
وهو يصر على اسنانه : علميني الحين وجهك ليه احمر ...
شوق وهي ترتجف .. ودموعها تطيح : ضـ .. ضربتني ..!!
فهد وقلبه نيرااااان شابه : منهي ؟؟؟
شوق : .................
فهد : منهــــي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شوق : شـ...........( ما طلع منها )
كمّلها فهد عنها : شـــذى ؟؟؟؟؟؟!!!..
شوق : اي...ايه !!
تركها والشـر كله بعيونه : وش قالت لك ؟؟؟؟؟
نزلت راسهـا والدموع تنزل .. وهذا كان رد كافي له .
فهد : وصدقتيهـا ؟؟؟
ماردت .. لكن عيونها المعذبة المحمرة تقوله....وشلون ما أصدقهــا ..!!
وكأنه بحر هايـج : الواطيـة ... !
راح عنها بسرعة وهو يطلع جواله .. اما شوق تأكدت الحين ان فهد فعلا يعرفها والكلام اللي قالته شذى ماكان كذب .. دخلت داخل وراحت لغرفتها .. وغاصت بأوجاعها ..
ركب فهد سيارته وفحط وهو مايشوف غير الشيطـان قدامه .. مو هو اللي ينلعب معه بهالشكل ويخليه .. هالطريقة في لوي يده ما تنفـع معه ...
كلم نفسه وهو يضغط على الدركسون : توقعتك بتكونين عاقله بس ظهر لي انك مجنونة .. لعبتي بالنار معي ولا يمكن أفوتها لـك ..
شوي وقف على جنب وطلع رقم شذى اللي كان مدفووون عنه بالتلفون ..كان يظن انه نسااااااه تماما .. تمالك نفسه حتى يهدى ودق عليها ..
شذى من جهة كانت في السيارة مع صديقاتها اريج ومروى ... دق تلفونها باسم فهد .. ويوم شافته توترت .. بس ما ردت عليه ... بعد دقيقة جا لها مسج منه .. " شذى ردي الحـــين " .. كان مسج كافي انه يحسسها انه لو ما ردت بيصير لها شي كبير منه .. حاولت تكون عادية وكأنها ما سوت شي : هلا ..
فهد .. ولا سهلا .. ( بهدوء مُهيـب ): شذى .. وين انتي ؟؟؟
شذى خافت من نبرته الهادية الغريبة : انا ؟... انا الحين طالعه للبيت ..
فهد : أبي اشوفك ...
شذى خافت : ليــه ؟؟؟؟؟
فهد بوعيـد : لي حساب معك لازم أصفيـه ...
شذى طااااح قلبها.. ما توقعت يوصلـه الخبر بهالسرعة الرهيبـة : حساب ؟.. وش حسابه مو تركنا بعض والقلوب متصافيه .. مافي حساب ..
فهد بسخرية : يهيأ لك ..طلع حساب جديد لازم نتصافاه ... وانا بصفيه اليوم قبل باكر .. فاهمه كلامي ؟
شذى طاح قلبها : لا اسمح لي ... ( بكبرياء ) .. لو بتقول تبي نرجع حق بعض بقولك لا ... انا مابي ارجع لك ..
فهد حامت كبده : ومن قالك اني ولهان عليك اصلا ولا أبيـك ... انتي ماهميتيـني ولا كنتي بيوم تهميني ..
شذى انجرحت وكرهته اكثر : اجل شتبي مني ؟.... ( باستفزاز) يا حبيب... قلب ... شوق ..
ثاااااارت شياطينه اكثر ولا يمكن احد يقدر يهديها : شوق تسوااااك وتسوى اهلك كلهم .. حطي عقلك براسك واسمعي كلامي .. لا تصير فضيحتك بالرياض كلها ..
سكتت شذى .. وفهد عرف انها بتطيعه غصب عنها ..
فهد : تسمعيــن ؟؟؟؟
شذى بهمس : اسمع ...
فهد : اريج ومروى معك ؟؟؟
شذى استغربت : وش تبي فيهم ؟؟
فهد يصارخ : معــك أو لا ؟؟؟؟
شذى : ايه معي ...
فهد : وين انتوا ؟؟
شذى : بالسيارة ...
فهد والوعيد والتهديد يرعــد بصوته : قولي لهم .. والله ثم والله ثم والله ثلاث حلوف ... ان ماخليتوا شوق بحالها وربي اللي فوق ان تكرهون حياتكم واليوم اللي عرفتوا فيه فهد .. تسمعيـن ؟
شذى ما نطقـت من صوته المخيف
فهد : والحين ... انا جاي اخذك .. ولا تقولين لا .. ترا الفضيحة تطرق الابواب .. كلمة لا وحدة بس .. مايردني عنها الا الموت .. وتحملي يا شذى ..
شذى بصوت خافت : طيب....
فهد : صورتك للحين عندي .. بس عشان تتأكدين اني اقصد كل كلمة أقولها ...انا بنتظرك قريب من الجامعة .. بتشوفين سيارتي .. واظنك تذكرينها ..
شذى بعناد : لا ما أذكرهـا ..
صرخ : شـــذى !
شذى : خلاص بجي ..
فهد : اخلصي ..
وسكر ينتظرها والغضـب نساااه حتى نفسه... انقلـب فهد آخر ... وشذى من الجهة الثانية راكبة مع صديقاتها وماتدري شلون تتصرف ..
مروى خافت : شفيه وش قال ؟؟؟
شذى والدمعة بعينها : هددني ...
اريج : الواطي !!
شذى : مو انا بس حتى انتوا ..
اريج : يوولي .. مايقدر يسوي شي ..
شذى : يقدر يا اريج يقدر .. يقول ان صورتي للحين عنده وانا اللي كنت اظنه تخلص من كل شي عقب ما تركني ... اظنه عرف باللي سويناه .. الله ياخذها ما لحقت راحت تقوله.. توقعت بعد اللي عرفته عنه ماراح حتى تكلمه.. !!
وصلوا للمكان المقصود ..وشافوا سيارته الفضيـة واقفه ، وقفت سيارتهم وراها ..
فهد كان ينتظر يشوف شذى تنزل وهو يراقب من المرايه .. بس ما شاف احد نزل ..
دق على شذى بس اللي ردت عليه .. اريج ..
اريج : خير شعندك ؟؟
فهد رفع حواجبه : من انتي ؟؟
اريج : انا اريج .. واذا تبي تعرف انا بنت مين بقولك ..
فهد غضن حواجبـه ... وميّز هالنبرة اللي دقـت عليه من كم يوم .. مافااات عليه : اهااا.... اجل انتي اللي مسوية لي ازعاج قبل كم يوم
اريج بكل جرأة : لا مو أنـا ..!!
فهد : انا مو غبي .. واذا انتي مستغبيتني تحملي وش بيجيك من غبي مثلي .. فاهمه يا حيوانه ..!
اريج اول مرة تسمع مثل هالاهانة : انت ما تعرف انا مين ..!!!
فهد : مابي اعرف .. وفري على نفسك .. وخلي شذى تنزل بسرعة
اريج : مارح تنزل .. وأعلى مافي خيلك اركبه ..
فهد : الظاهر انتي ماعرفتيني .. ( وصوته واصل سابع سما ) قسماً بالله .. بعد الى عشرة .. لو ما تنزل بتندم طول لعمرها .. واحد .. اثنين ..
سمع شذى تتكلم : خلاص بنزل بنزل ..
فتحت الباب وشافها فهد بالمراية .. رجع لأريج : وانتي اسمعيني ... ترا أي فضيحة لشذى بتلحقك انتي بعد .. ولا تسأليني شلون ..أنا لما أبي أوصل لأحد أوصله لو كلفني حياتي ..بس خلوكم بعيدين عن الشر وأي حركة نذلة مع بنت عمي مارح أسكت.. حقها رح أخذه بيدي ..
وقفل بوجهها .. بنفس اللحظة اللي فتحت فيها شذى الباب وركبت بخووووف وحــذر .. اول ما سكرت الباب فحط منطلق والغبار وراه ..
مروى ميتة خوف : وش بيسوي فيها هالمجنووون ؟؟؟
اريج يوم شافت هالشي بعيونها عرفت انه يقصد كل كلمة قالها : خايفة على شذى ..
شذى شاب شعر راسها من الخوف ..وماقدرت تتكلم وهي تشوف فهد ساااكت بس الشرَر يتطاير من عيونه وهو يسوق ..
فجأة .. اتجـه لمكان هااادي يقل فيه تواجد السيارات ...وقف جنب الطريق والتفت وهو كاابت كل غضبه : بتقوليـن لي الحين ... وش سويتي اليــــوم ؟؟؟..
شذى معقود لسانها ومنكمشة بجلستها من الخوف : ...........
مسكها بقوة من ذراعها وهزهـا وقلبه من داخل يحترق : ردي .. منطممممة ساكتــة ! .. علميني وش الغباء اللي سويتـيه !!...
شذى : م..ماسويت شي
فهد متعجـب منها : وتكذبيــن !!!!!!!
شذى: ما سويت شي شفيـك ..!؟؟
فهد : وش سويتي لشوق علميـني... والله لو يكون اللي في بالي يا شذى ان يكون عقابك على يـدي..
فجأة ظهرت قوتـها وصرخت بوجهـه : اللي سويتـه اني خـذت حقي منـك ..
كلامها استفزه وامتدت يده لشعرها وصرخ : أي حق تتكلمين عنه ..!... انا ماعندي لك حق وبعدين أي احلام عايشتها انتي !!!..
شذى : مثل ما سويت فيني ... انا علمت شوق بكل شي كان بينـا ..عشان تعرف منهو فهد اللي ارتبطت فيه وتعرفك على حقيقتـك ..
حست بشعرها بيتقطـع .. وصرخ : وش قلتي لها يا واطيـة !!؟؟
وهي تظهر البرود وتكابر الألم : ك ..كل شي.. كــل شي...
الحين وبهاللحظـة... فهد كان فاقـد كل اعصابـه وكأن الشيطان هو اللي يتكلـم عنه : مثل ايش بالضبـط انطقـي؟؟؟
شذى من الألم : آي...!
فهد يزيد عليها : انطقـي قولـي...
شذى : ق..قلـت لها... ان..انك و انا ..ع على علاقـة حب... وانك تحبنـي
فهد : وغيره ؟؟؟؟؟؟؟؟
شذى : ب...بس هذا
فهد : تكذبيـن.... انا اعرف شوق حالها كان يقول انك مسويتلها شي اكبر... ردي وش قلتي لها... أي أكاذيــب قلتي لها عنـي !!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شذى اعترفت لأنها خلاص ماعاد تحتمل الألم : .. الص.... الصـو..رة !
انصـدم فهد ما توقع توصـل فيها المواصيـل انها تستخـدم هالأسلـوب...عطاهـا كف طيّرهـا عالبـاب... ومسك شنطتهـا وطلع جوالهـا ومباشرة ..طلع الصورة ..
ابتسم بسخريـة ،.. هالصورة للحين محتفظـه فيها... طلع جوالـه وأرسـل الصورة له.. وبعدهـا التفت لشذى اللي كانت تطالعـه برعـب ..
وببرووود وكُـره ،.. ونفسه مشمئزة منها : هالصورة عندي الحين ... اذا تدمـرت حياتـي بسبب الشي اللي سويتـيه ترا حياتـك بتدمـر معي... أو صلحـي غلطتـك... واحد من اثنين !!
شذى مو مستوعبة انه استدرجها من الاساس... فهد فهم نظراتها ورد على اسئلة عيونها
بدون نفس : الصورة اللي عندي مسحتها من لحظة ما ارسلتيها لي .. مو مستعد احتفظ بشي يخص وحدة اكتشفت انها شيطان مو انسانة ... كنت ابيك بس تجين عشان نتفاهم ..
شذى بقهر : انت واطـي ..!
كف ثانـي على وجههـا ما برد حرته : مو أوطـى منك ومن أسلوبك مع شوق... كان المفروض تصفّين حسابك معي هذا لو كان عندك حساب... معي انا بس ما كان لازم تفكرين حتى بأذيتهـا..
شذى ماعاد عرفـت تتكلم انخرس لسانها او اللي جاها من فهد يكفيها .. فهد طول هالفترة كان متمالك اعصابه لا يقدم على تصرف يندم عليه مدى حياتـه .... بالأخيـر تنـهد بقوة فززت معها شذى .. وتعوذ من الشيطان الرجيم بصوت عااالي...
كانت شذى تنتظر منه اي حركة جديدة ورعبـها زاااد عن حده.. لحظات فضيعة بالنسبة لها ..لأن فهد ماكان فهد ،... كان شيطــان بهالوقت من الغضـب ،... والشر يلمع بعيونه الحمر..
مد يده للمفتاح ومع هالحركة فزززت شذى تحسبه بيسوي لها شي...
حرك السيارة وطرح هالسؤال وكأنه يسأل نفسي : ودي اعرف بس كيف وصلتي لها.....
شذى : ............!
وكيف ترد بعد كل اللي صار......
بعد دقايق ما قدرت شذى تسكـت ..في كلام لازم تسمعه ايـاه لازم تأذيه وتجرحـه .. ابتسمت ابتسامة غريبة .. ابتسامة نصر : الحين بتركك وبختفي عنك وماراح تسمع عني شي .. اهم شي سويت اللي يريحني ويطفي ناري واشعلت نارك .. وتحمل انت نتيجة خداعك لي ..
يعني ما تبـتي !!! ... رجع يمسكها من شعرها وصرخ فيها : صدقيني كلمة وحدة جديدة بيصير لك شي عمرك ما تخيلتيــه...ومارح ألوم نفسي عقبهـا..
شذى : اتركني...آي..
تركهـا ووجهه أحمر أشد احمرار.. وشذى ماااتت ...
فهد : اذا كنتي مفكرة انك بتهربين عقب كل اللي سويتيه فانتي غلطانة ... صورتك عندي الحين واظن لازم تقلقين على مصيرك ... حياتي تتدمر معناها حياتك معاي..
سكت شوي وهي سكتت...ومعد طلع لها صوت .... فجأة سأل
فهد : بيتكم ويـن ؟؟؟؟؟
انصدمت من سؤاله : ليش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهد صرخ : بييييتكــم ويــــــن اقول ؟؟؟؟؟؟
شذى : فهد لا تسويها تكفى ..!!
فهد : انا ماهمني شي الحين.... اظن قلتي لي من قبل عن اخوك.. واهلك ... ابي اعرف ردة فعلهم لو شافوا بنتهم الم ح ت ر م ة .. نازلة من سيارة واحد غريب...!
شذى : فهد انت مجنون ... لو شافوني معك مو انا بس اللي بروح فيها حتى انت
ناظرها بنظرة : ما يهمني....
بدت تصيح : فــهــد!!!!!... ما ترضاها على اختك اكيد
بنظرة اشمئزاز : لا تقارنين نفسك باختي ...اختي محترمة مو مثلك ..
يوم شافها منهارة ... قال : اسمعيني ... ترا هالسالفة مو منتهيه لحد هنا... انا بشوف شوق الحين وبتفاهم معها... لكن بيجيك اتصال مني في أي وقت لو احتجت لك .. ولو اني ما اتمنى..
شذى : تحتاجني في ايش ؟؟!
فهد : مالك شغل... أهم شي أي تصرف ثاني من شلتك غلط ... انتي اللي بتروحين فيها... فحذريهـم... لأنك بتكونين انتي الضحية بالنهاية
شذى : ط..يب...!
رجعها لمكان ما أخذهـا... نزلـت وهي مخنوقة ومرتعبة من اللي مرت فيه ..
|