عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2010   #69


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:11 PM)
آبدآعاتي » 716,022
الاعجابات المتلقاة » 1209
الاعجابات المُرسلة » 486
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الجـــــزء الـــسابع والثلاثون :

بالصباح الثاني .. طلع فهد من البيت وطنش الجامعة ..
كان عايش بدوامة .. أحاسيس قاتلة وشعور يعذب اللي ما يتعذب .. ما يدري وين يروح .. لقى نفسه فجأة بالنادي وتحديدا بوسط المسبح الأولومبي الكبير ! .. .بوقت مبكر من الصباح .. الناس قليل بهالمكان وبهالوقت ... الكل عنده دوامات ودراسة وأشغال .. بس هو ليش جا هنا ...
كان كابت على مشاعره طول الساعات اللي راحت .. لدرجة انحرم من النوم !... ظل يطرطش بالمويه ويفرغ عصبيته بحركات بهلوانية ... مافي أي متعه لكنه وسيلة سريعة لتفريغ اللي بداخله ...
وبعد دقايق صار يلهث ... عضلاته ارتخت من الحركات العنيفة وشوي شوي مو قادر يحركها ...
بهالوقت دخل المدرب الخاص بالسباحة وانتبه له ولوضعه الغريب ، ولحركاته العنيفة بزيادة عن اللزوم !... قطب حواجبه وقرب منه والدهشة بعيونه ..
المدرب : شو فهد شو عم بتساوي ؟؟؟..
مارد عليه وطنشه ولا كأنه سمعه .. وغااااص جوا المويه ... والمدرب لاحظ حالته الغريبة جدا جدا ..
وحس بالخوف : فهــد ..!!
مارد عليه وموجات المويه سكنت واستمر بالبقاء تحت .. رجع ينادي عليه بعصبية ..
المدرب : فهد .. فهــد اطلع بهالطريقة رح تتعب نفسك .. اطلــع !
وكأنه يكلم جدار ما شاف جواب ... والأخ حابس نفسه مو راضي ...
المدرب : بتطلع ولا بطلعك أنا ؟؟؟
ولا جواااااب ... السكون عم الصالة الواسعة والحركة تحت الموية ساكنه وهدت تمااام !... حس بالقلق ، وطالع ساعته بعد شوي ... مضى عليه دقيقة ونص وما طلع ... مجنون هذا ولا مجنوون ..
ماحس بنفسه الا وهو يخلع القميص اللي عليه .. وتوه على وشك القفز الا فهد يطلع ويستند عالجدار بيدينه ، وهو يلهــث ..
فهد ببرود معطيه ظهره : شفيه شايفني بزر ماعرف ...
قرب المدرب له والعصبية واصله حدها : فهد مجنون انت ولا شو ؟؟؟ .. بتتعب عضلاتك وفوق كل هيدا بتغوص ... بدك تموت ؟؟؟
عطاه فهد نظرة .. لأنه بجد كانت نفسه منسده والأنبير واصل معه .. وماله خلق الكلام .. طلع برا المسبح وراح للطاولة الموضوعه عليها أغراضه ، جلس والمويه تقطر من كل أنحاء جسمه .. أخذ الفوطه وصار يمسح وجهه ، والمدرب هز راسه وراح عنه ...
استرخى بجلسته وهو يحس بعضلاته مرتخية ، مو قادر يحركها .. حس بالانهاك بسبب العنف اللي استخدمه قبل شوي ... اسند راسه عالمسند وغمض عيونه ... يحلم بشوية راحة بال ! ... بس أفسد عليه هاللحظات رنين جواله ..... !!....نفضه وخرعه من سكونه العميق ...... صار يكره هالجوال ....
فهد : الله يلعن شكلك بلا ...
كان وده يقذف به وسط هالبركة الواسعة العميقة ... اللي يوصل عمقها لأكثر من أربعة أمتار !.... لكن اللي أثار أعصابه أكثر ... اسم شذى عالشاشة ...... ماااااااله خلقها أبدا ومو وقتها هذي ..
رد عليها ونبرته تفووور... لأنه مو فوضع ابدا لتقبل الرومنسية اللي بتغرقه شذى عليه .. كالعادة ... وغير كذا .. اصرارها على هالعلاقة اللي يتمناها تنتهي بأسرع وقت ..
فهد : يا خييير .. ما تفهمين الكلام .. ماقالولك لا تتصلين بعد كذا تفهمين.. ولا انا قاعد أكلم جدار ما تفهم ...
نبرته كانت تزيد مع كل كلمة .. والحمدلله ما كان موجود بالصالة الواسعة الا هو ... وصدى صوته يتردد بين الجدراان ..
كانت علامات الدهشة على صوتها لما تكلمت : فهد ؟؟؟؟
فهد : ايه فهد ... شتبين خلصيني تراني مو رايق ...
شذى لا ارادي اجتمعت الدموع بعيونها : شفيك فهد ؟؟... شصاير ؟؟؟
فهد : مافيني شي ... خلصيني يا بنت الناس تراني مو رايق قولي اللي عندك وبعدين توكلي ... وحسك تتصلين علي ...
شذى بدت تصيح : لييييييش طيب؟؟؟ وش صاير زعلان مني انت ؟؟؟
فهد يتنهد بقل صبر : استغفر الله ياااربي .. اسمعيني شذى .. فهد اللي تعرفينه ماااااات .. مالك أي علاقة فيه بعد اليوم .... فاهمه ولا أفهمك أكثر ؟؟؟؟؟
شذى : بس..... بس ليش؟؟؟.... ليش بتتركني الحين ؟؟؟.. ليش ما تبيني أكلمك .. ليش معد رديت على اتصالاتي ومسجاتي ... انت تدري اني ما اقدر اقعد يوم بلا أسمع صوتك ..
فهد بلا اهتمام ونفسه مشمئزة : مشكلتك ...!
شذى : وش مشكلتي ها ... لا مو مشكلتي .. انت تعرف اني أحبك ... قلتها لك ألف مرة وانت عارف ... ولا اللي صار كل الفترة اللي راحت كان لعب؟؟؟؟
فهد سكت ولا رد : .............
كان عارف بينه وبين نفسه انه كان لعب .... ويااااا ليته مالعب هاللعب ....
شذى بدت تصرخ ودموعها مقطعتها من الصدمة : قول ... انت تحبني ولا لا ؟؟؟... تحبني ولا لا؟؟؟؟.. والكلام وكل اللي صار كان لعب منك ... قول ؟؟؟
حاول فهد يحافظ على هدوءه ... يبي يوصل معها لنقطة تفاهم ..
فهد : مارح أقول شي ... كل اللي ابيك تعرفينه .. انك تقطعين كل علاقة فيني .. لأني انا خلاص مليت ... مكالمات بينا بعد كذا خلااااص ... بح !!... انسي ....
قاطعته بخوف : مليت ؟؟؟... مليت مني ؟؟؟؟....... انا أحبك يا فهد .. تسمع ... تعرف وش معنى هالكلمة ... وانت بعد تحبني يافهـ.......
قاطعها باشمئزاز وهو يوقف : أي حب واللي يرحم والديك فكينا تكفـين........ !!!
وقفل الخط ، ورمى الجوال عالطاولة بقرف وهو يتأفف !!.... منقرف ومشمئز من نفسه .... ومن علاقته هذي ... ومن كل شي ....
وقفز بالموية يفرغ الشحنات اللي تجددت داخله .... واللي رجعت ثاني مرة من سمع صوت شذى وكلامها ... ومن طيشه اللي وصله لحد هالمواصيل ... ومن مشعل ... ومن شوق .... ومن الظرووف ... والحظ ....!
البنت شذى غريبة !!... كنت عارف انها تحبني بس متوقعها عارفه احتمال انتهاء علاقتي معها بأي وقت .... بس هي تبينا نستمر ، وياخوفي طارت بأحلامها لبعيد ... لمدى مستحيل يتحقق ......
قال أتزوجها قال ... هذا اللي ناقص بعد ..
صار يغوص ويطلع ، يغوص ويطلع ، والأفكار تحولت كليـا لشذى ...
كان عارف انها تتمنى الزواج من هالعلاقة رغم انها ما افصحت عن هالشي... وزين بعد انها ما قالت هذا من البداية ولا كان تركها له زمن ...
الزواج ؟؟؟؟
مسك ضحكته وطلع فوق سطح الموية واستند عالجدار .. وصار يبتسم لهالأفكار ... معقولة شذى كانت ساذجة لهالدرجة ... مع اني لاحظت انها ذكيـة بشكل كبير !!!
ولا ممكن الحب يحول الشخص للسذاجة والأحلام الغير معقولة !؟؟؟!...
احتمال والله ليه لا ؟؟؟؟
وأكبر مثال على كذا ... هي شــذى !!
على ذكائها الا اني اكتشفت انها ساذجة وتعلقت بوهم ..
ضـاق خلق فهد أكثر من ماهو ضايق .... حاس بالذنب للي كان يسويه .... مثّل على شذى وخلاها تتعلق فيه وبعدها انسحب ولا كأنه سوى شي ....
أخذ الفوطة وراح للحمامات الخاصة وهو يجر خطواته ... وأفكاره تتأرجح ما بين حبه اللي على وشك الضياع .. شوق .... وبين غلطة حاس بالذنب ناحيتها .. شذى...
دخل ياخذ دوش وهو يحاول يفكر بالموضوع من كل نواحيه ..
شذى غلطت وانا غلطت ..
واستمرار العلاقة غلط ..
كل شي صار غلط بغلط ... كل شي من ناحيتها غلط .. غلط بغلط !!!!!
زود على الموية الباردة وهو يرجي بقلبه انها تتفهم وتبعد عنه بسهولة وبدون مشاكل ...
بس تعتقد يا فهد ان هالشي سهل ؟ .... تعتقد انك ممكن تخلص نفسك من علاقة انت نميتها وسقيتها بيدينك .. وبعدها بتتركها ... وتدّعي البراءة ؟؟؟...!!


عند بوابة المستشفى .. بنفس الساعة .. وقفت سيارة سلمان في وحدة من مواقف السيارات ... وطفى محرك السيارة .. وأخذ جواله ونزل ... قفل السيارة بالكنترول ولبس النظارة الشمسية وهو يتوجه لمدخل المستشفى ...
مر من عند الرسبشن ... وشاف الممرضات الواقفين يحييونه بابتسامات .. ردها لهم وهو يتوجه للمصاعد ... طبيعي لأنهم تعودوا يشوفونه بالأيام الأخيرة يوميا !... واحيانا مرتين باليوم ...
دخل المصعد وضغط على الدور الثاني .. ولما وصل اخذ يمين في الممر لما وصل للغرفة الأخيرة .. وقبل لا يدخل طلع بوجهه ابو بدر لحاله ... فابتسم يسلم عليه
سلمان : مرحبااا عمي ..
بادله ابو بدر التحية وصافحه : هلا سلمان الله يحييك .. اخبارك ياولدي عساك بخير ..
سلمان : بخييير الله يسلم عمرك ... ( طالع باب الغرفة المغلق باهتمام ، ورجع لعمه ) .. ها بشر .. شي جديد ؟؟؟
ابو بدر هز راسه بصبر كبير : ربك كرييييم ان شالله .. للحين ماصار شي ... حاولت اكلمه قبل شوي بس.....
وسكت ... اما سلمان ربت على كتفه يواسيه ..
سلمان : لا تضعف عمي بدر بخير وقريب اذا ربك كتب بتشوفه ينطط مثل الحصان ...
ابتسم ابو بدر وشاف ساعته : ان شالله ...... انا بطلع الحين وزين منك جيت ... اذا صار شي جديد كلمني
سلمان : ان شالله لا توصي ...
ابو بدر مشى عنه : سلام عليكم ..
سلمان وهو يفتح الباب : وعليكم السلام .. بحفظ الرحمن ..
ودخل .. الغرفة هاااادية تماما الا من أصوات الأجهزة ... وبالكاد يسمع أنفاس بدر المستقرة ... سكر الباب بهدوء وتقدم للسرير ... ابتسم بتلقائية وهو يشوفه ... رجله ما زالت ملفوفة بس الكسر اللي فيها كل ماله يتحسن ..
جلس عالكرسي الموجود بجانب السرير .... وهمس : بدر .....
كان بدر مستلقي بســلاااام وبدون حراك ... واسمه على لسان سلمان .. بسرعه تلاشى بصمت وسكون الغرفة ..
سلمان : بدر ... يكفي نوم قوم ...
رجع السكون يلف المكان ... هز سلمان راسه ورفع عينه للثلاجة الموجودة ... قام وراح لها بهدوء .. فتحها وتأمل داخلها ...بعض الأغراض جابوها خوات بدر .. بأمل منهم لو قام واحتاج شي ...
طلع علبة موية فيها القليل لأنه حس بالعطش فجأة .. شالها ووقف جنب النافذة المطلة عالساحة الخارجية للمستشفى ... واستند بكتفه عالجدار ومال بوقفته ..
وهو غارق بسرحانه .. وتأملاته بالمنظر قدامه ، والناس الطالعة والداخلة عند مدخل المستشفى ... سمع حس خفييييض جدا بالكاد اذنه التقطته ... التفت لبدر بسرعة ... شافه على حاله لا حركة ولا صوت ... رجع يلف راسه للمنظر برا .. وهو عافس وجهه ....
يهيـأ لي ؟؟؟؟؟...
انفتح باب الغرفة ونبه سلمان ، واستقام واقف وهو يشوف الدكتور يبتسم له ..
الدكتور : ما شالله ... انت هنا ؟؟
سلمان : لسا واصل ...
تقدم الدكتور لبدر ومسك يده السليمة وبدا الفحص الروتيني : ... النبض تمام .......... والضغط بعد جيد ..
سلمان يراقبه : ما تشوف شي جديد ؟؟؟؟
الدكتور : للآن كل شي ماشي ... الكسور والضلوع بطريقها للإلتئام ان شالله ... نحتاج لشوية وقت ...
سلمان وهو يأشر على راسه : وهالشاش الأبيض ... وش قصته مارح تشيلونه ؟؟؟
الدكتور ابتسم : لا تستعجل على رزقك ... بنشيله لما يلتئم الجرح تماما ...
سلمان باستياء وقل صبر : وهالجرح ما التئم الى الآن ... ما كأنه اخذ وقته وزيااااادة ؟؟؟
الدكتور : هههههههه روق يا اخ سلمان ... احنا مثل ما انت داري خيطنا الجرح بس نبيه يلتئم ويتمااسك بشكل جيد ..
سلمان تنهد : مو كأن السالفة مطوله ... متى بيلتئم ويتماسك ونفك هالشاش اللي مسبب لي التوتر !!
الدكتور : هد اعصابك .. مو صاير الا كل خير ..
سلمان : الله يسمع منك ....
الدكتور : على كلٍ حالته تبعث عالإطمئنان ... وأفضل بكثييييييير من حالته قبل كم يوم ..
سلمان : الحمدلله ...
الدكتور وهو يستدير ويهم بالخروج : انا طالع تامرني بشي ..
سلمان : سلامتك يادكتور ما تقصر ..
طلع الدكتور .. اما سلمان فلأن بدر غاط بعالم محد عارف عنه غير ربه .. وهو حاس بالتعب .. راح للكنبة الوحيدة بالغرفة واستلقى عليها .. وحط ذراعه على عيونه وغمضها ..


بالجامعة .. صباح بأجواء جميلة ... لكن للبعض يعتبر صباح سئ !
كانت شذى عايشه بحالة صدمة فضيعة ... وتبكي بحرقة وألم وصديقاتها كلهم ملتفين عليها ... أريج جنبها تضمها ومروى راحت تجيب لها موية ورجعت ركض .. والبقية كلهم يحاولون يهدونها ... مها وبدور كانوا واقفات بعيد عنهم عشان يسمحون لهم يهدونها ..
اريج : شذى حبيبتي هدي ... لا تصيحين بهالشكل والله خوفتيني عليك .. فجعتي قلبي ..
شذى بين شهقاتها : ماني فاهمه اللي صار لي يا أريج ... ماني فاهمه كل اللي صار ... قال لي كلام غريب .. مو فاهمه وش كان يقصد ... ما يبيني يا أريج ما يبيني ...
أريج بين هالكلمات المختلطة مع الدموع ماقدرت تفهم ... بس ظلت حاضنه صديقتها تهديها ...
مروى تمد لها علبة الموية : شذى خذي اشربي واهدي ...
شذى وهي تشهق : مابي مابي خلوووووني لحالي ...
اريج : بس شذى اهدي وفهميني وش صار ... مافهمت شي من اللي تقولينه ..
شذى : خلوني مابي أتكلم ...
هزت اريج راسها بيأس .. رفعت عيونها لصديقاتها وطلبت منهم يروحون ويخلونهم لحالهم ... هزت مروى راسها ايجاب والتفتت للبقية وسحبتهم معها ..
اما بدور سحبت مها معها ولحقتهم ..
مها : وش صاير شفيها شذى ؟؟.... فهمتي شي ؟؟؟
بدور : مثلك ما فهمت شي ... بس انتظري شوي وبنفهم ...
كانت شذى فعلا بحالة سيئة ... حالة من التحطيم والانكسار والجروح ... مو متقبله الى الآن الكلام اللي قاله فهد لها ...
هذا اللي يحبني ؟؟؟ هذا اللي يحبني ؟؟؟..
اريج بهدوء : شذى ...
شذى حاطه راسها على كتف صديقاتها ، تاركه لدموعها الحرية بالانسدال على خدها الحزين : ............
اريج بعصبية : شذى ردي علي ...
شذى : لا تكلميني خليني ...
اريج : انتي شفتي فهد ؟؟؟
شذى ودموعها تزداد : وين اشوفه يا حسرة ؟؟؟
اريج : اجل وش اللي صار يخليك بهالشكل .... تكلمي والله روعتيني ...
شذى وهي تتنهد : ماصار شي ... ماصار شي ...
اريج : مادام ماصار شي ... اجل ليش هالصياح كله ... ؟؟
رجعت لها عبرتها عقب ما تذكرت كلامه كلمة كلمة .. وحرف حرف ... ورجعت تغطي وجهها بيديها وتجهش بالبكي ....
ماتدري ... هل هي كانت ضحية خدعة ؟؟؟.... أو الكلام اللي نتج عن فهد كان ناتج منه بلحظة غضب ... هي تجهل اسبابه !!!... وممكن يدق عليها ويراضيها مثل ماصار من قبل ..
لكن احساسها هالمرة غير ... وصوته غير ... وكلماته غير... ونبرته غير ...... لا .. لا ... مستحيل كل هذا يكون خدعه !!!!!
زاد صياحها وتناثرت دموعها ، وهالأفكار تزيد بذهنها ... لا ... مو ممكن يصير هذا معي .... انا مو قاعده ألعب !!.... انا مو قاعده ألعب .... انا صدق أحبه ...
أريج : اوفففف ... شذىىىىىىىىىى وبعدييييييين معك ...
كانوا وقتها جالسين بمكان بالجامعة بعيد عن التجمعات المعتادة للبنات ... لكن طبعا ما يخلو من الرايحة والجاية .. واللي تكون نظراتهم فضولية على شذى وأريج ..
أريج : بس شذى فضحتينا شوفي خلق الله كلهم شافوك .. بس خلاص ما يسوى ترا ..
شذى وهي شبه منهارة وبتتقطع من البكي : وش اللي ما يسوى يا أريج ؟؟... وش اللي ما يسوى .... آآآآه احد يفهمني ...
اريج : لا تجبريني اقوم ... قومي معي الحين غسلي وجهك واهدي ... وبعدين فهميني بالضبط ...
مسكتها وأعانتها عالوقوف وراحوا لأقرب دورات مياه ... ولحسن حظهم كانت خالية ، وبينما شذى تغسل وجهها فرغت بقية الدموع في المغسلة ... لما هدت تدريجيا ...
طلعت اريج من شنطتها مناديل وقدمتها لها : خذي امسحي وجهك تراك مو حلوة بالدموع ..
وابتسمت ... طالعتها شذى وابتسمت غصب عنها : ماكان هذا كلامك من قبل ...
اريج : هههههههههههه غيرت رايي .. الحين مو حلوة ...... يالله نطلع ؟؟؟
هزت شذى راسها موافقة وطلعوا مع بعض .. ما يمنع انو ما يزال بقلبها بقية للحزن والصدمة ... مو عارفه الحين هل اللي صار مع فهد صدق أو مزحة منه !!
راحوا للمكان اللي فيه البنات ... تهللت وجوههم بعد ماشافوا شذى جايه وعلى وجهها الهدوء ... والدموع اختفت !
التموا مثل العادة .. ولا وحدة فتحت الموضوع مع شذى ، وسألتها عن سبب دموعها ... لأنهم عارفين طبعها ممكن ترجع تصيح من أول وجديد... فجلسوا ولا كأن شي صاير ... وبدون أسئلة ...
اما شذى حاولت ترجع طبيعية ... وتمسكت بأمل انه ممكن حاصل معه شي معصب منه ... ووقت مايكون رايق بيرجع مثل أول ... مع انها بدت تحس انها رح تفترق عنه ... لكنها ظلت متمسكة بهالأمل ... اللي يبدو انه ... ضئيل !
لكنها بتصمد .. ومارح تفلتـه بسهولة ..!


بطريق رجعتهم من الجامعه .. شوق وندى راجعين للبيت .. بس ندى براسها شي ومشوار تبي تروح له ... اليوم جلسة البنات صديقاتها كانت جلسة مثيرة وحماسية ... تبادوا فيه الحديث عن أحدث فلم رعب نزل بالسوق ... كلهم كانوا شافوه ... ابتسام وهدى ونادية وخلود ... وكل وحدة عندها معلومات وافرة عنه ... الا ندى ... كانت مثل الأطرش بالزفة تسمع وما تدري ... كلامهم عن الفلم أثار حماسها انها تشوفه .. وقررت وهي راجعه للبيت تشتريه ....
شوق : وين بتروحين فينا يالمجنونة ؟؟؟
ندى : بشتري فلم ...
شوق : وشو فلمه ؟؟.... الحين عاد ؟؟؟
ندى : ايوه الحين ... ما اقدر أصبر البنات جننوني .. كلهم شافوه الا انا يقولون خيااالي ..
شوق باستياء : ندى مو الحين ابي ارجع للبيت .. راسي يعورني ..
ندى : كلها عشر دقايق مو بعيد المحل ...
تنهدت شوق وهزت راسها ... ورمته على ورا بتعب ... الأفكار عن هالخطبة بدت تتعبها ، اليوم بالمحاظرات ما قدرت تركز بكلمة على بعضها ... كانت مقرره تنسى التفكير لوقت ثاني بس غصب عنها مشغول ذهنها ..
وقف قاسم عند المحل المعتاد اللي تشتري ندى منه .. وكتبت له اسم الفلم على نوت وشقت الورقة ، وعطته اياه مع الفلوس .. خمس دقايق ويرجع السواق بالفلم ويمشون للبيت ...
دخلوا ... وشوق التفتت لندى : ندى أذكر انك تقولين عندك امتحان مادة صعبة بكرة .. والفلم هذا مو مخليك تذاكرين زين ..
ندى : ماعليك أدبر نفسي ...
شوق بنذالة شافت مرة عمها تنزل من الدرج : هلا جيتوا ؟؟
ندى : ايوه ... ماتشوفينا يمه ...
شوق بنذالة : خالتي ...
ام فهد : سمي ..
شوق تطالع ندى بخبث وترجع لخالتها : خالتي ترا ندى عندها امتحان صععععب ... وشرت لها فلم مو مخليها تذاكر ...
ندى بققت عيونها والتفتت بدهشة لبنت عمها : شوووووووووق !
ام فهد بشدة ولين بنفس الوقت : وشو ؟؟..... افلام الحين ؟؟.... والامتحانات عالأبواب ...
ندى : عادي يمه فلم واحد ما يضر ... ( وتهمس لشوق ) .. أوريك يالدبه ...
شوق تجاهلتها وراحت طالعه لفوق ... بعد ما ولعتها ...
ام فهد : عطيني الفلم يا ندى ..
ندى شوي وتصيح : لااااااااااه يمه ... خليه عندي تكفين ..
ام فهد : اخليه عندك عشان تجيني تصيحين بعدين ... يمه ماحليت بالامتحانات مثل كم مرة ..
ندى : لا خلاص لك اللي تبينه ... اخليه عندي وما اشوفه الا عقب امتحاني ..
ام فهد : أكيـد ؟؟
ندى : اكيدين يمه ..
ام فهد : نشوف ..
ندى لما غابت عنها امها ضفت قشها ورفعت عبايتها واطلقت ساقيها ركض لفوق ... وصلت لباب غرفة شوق ولما جت بتفتحه لقته مقفووول !..
شوق من داخل : ههههههههههههههههههييي ... تحسبيني غبية بخلي الباب مفتوح ... عشان تذبحيني ؟؟؟
ندى : افتحي خليني ابرد حرتي ..
شوق : ههههههههيي لا لا .. لا تحلمين ..
بقت شوق داخل غرفتها ماطلعت وهي تحس بنعااااااس ... ماتدري وش بيكون مصيرها ... مرة تستقر عالموافقة .. ومرة ترجع تتردد ...

اما ندى دخلت غرفتها بدلت ملابسها .. وراحت لغرفة اختها نجول ودخلت ... سمعت صوت نجلاء بالحمام .. صوتها كان غير طبيعي ... خافت وراحت لقت الباب مفتوح ... ونجلاء جالسه عالأرض ، تعتصر بألم عند الكرسي .. والعرق يتصبب من كل وجهها ... وجسمها كله يرتجف ..
حطت ندى يدها على قلبها بروعة واسرعت لاختها ..
ندى : نجلاء شفيــك ؟؟؟؟
حاولت تمسكها وتساعدها عالوقوف ، بس نجلاء دفتها عنها وهي تتألم : ابعدي عني ....
ندى بخوف ما حست الا الدمعه بعينها : شفيك نجول وش اللي يعورك ؟؟؟؟
ماردت واستمرت بحالتها الأليمة... تتلوى بألم وتتصب عرق ... والتعب بااادي على كل ملامح وجهها ... ندى من خوفها ركضت برا تنادي أمها ... بنفس لحظة دخلة فهد البيت ..
ندى تصيح : يمـــــه !!
ام فهد بروعة وقفت عند الدرج : ندى كم مرة قلت لك وقفي هالصراخ .... انا هنا ....
ندى : نجلاء تعبانه يمه ...
ام فهد ونظرتها تغيرت للفزع : شفيها ؟؟؟؟
ندى : تعبانه مرة ... مادري شفيها ....
هبت ام فهد وركضت صاعده الدرجات بسرعه ... ودخلت الغرفة وعلى طول للحمام .. ولقت بنتها على حالتها الأليمة نفسها ... دخلت وجثت عندها ومسكتها بخوووف ..
ام فهد : نجلاء يمه ...
رفعت نجلاء راسها بصعوبة ... ولقت راسها ثقيل والدنيا حولها تدووور ... عيونها ضايعه باللي حولها ، ونطقت بهمس وهي تلهث : .. يمه !
ام فهد : ندى بسرعة هاتي موية ...
ندى نفسها كانت ترتجف .. هزت راسها وركضت برا وقابلها فهد عند باب الغرفة ..
فهد : شفيها نجلاء ؟؟؟
ماردت عليه وكملت ركضها لتحت ... اما فهد التفت للحمام .. وبسرعة راح لهناك ... لقى امه تحاول تساعد نجلاء عالوقوف .. اسرع عشان يساعدها ... وبقوة الرجال قدر يعينها عالوقوف ووصلوها لما جلسوها عالسرير .. وشوي شوي استلقت بهدوء وهي تلهث بتعب واااضح ..
دخلت ندى بالكاس .. اخذته ام فهد وشربت بنتها منه شوي ... ورشت منه على وجهها وهي تقرا عليها ...
فهد جلس عالناحية الثانية من السرير ومسك يد اخته وشد عليها : شفيك وش صار ؟؟؟
نجلاء مغمضة عيونها مو قادره تتكلم من التعب ...
ام فهد بعتاب : شفتي وش صار عليك ؟؟... اليوم الصبح اقولك افطري تقولين مابي... ما تعشيتي امس واليوم ما افطرتي ... وما تبين تتعبين ؟؟؟
نجلاء بتعب : خلوني يمه ... خلوني ابي انام ...
ام فهد : وش نومه لا مافيه نوم .... وجهك اصفر يخوف وما كليتي وتبين تنومين ... لا .... قوم فهد نوديها للمستشفى ...
نجلاء : لا يمه ... مابي خلوني ....
فهد : قومي عن الدلع ...
طالعته نجلاء بنظرة رجااااااء واستعطاااف ... بس هو تجاهلها ..
فهد : قومي اقول ... من امس اصلا وشكلك مو عاجبني ...
نجلاء : خلوني ما اقدر اتحرك ...
فهد : بتقومين ولا أضطر اشيلك ..
ابتسمت نجلاء بتعب ، رغم تعبها الكبير ورضخت لأوامرهم ... ندى أصرت تروح معهم ولبست عبايتها وساعدت اختها تلبسها .. ركبوا بسيارة فهد وتحركوا ...


بمدينة جدة ... وأثناء الجو البارد والرطوبة .. والسما مغيمة تنذر بعاصفة ماطرة ...
بوحدة من الأحياء القديمة والبيوت الأقل من البسيطة ... سيارات الشرطة والمصفحة تحاصر وحدة من هالبيوت من الليلة الفايتة ... لهم أكثر من 14 ساعة وهم بهالمكان ينتظرون اللي داخل البيت يستسلمون بدل لا يستخدمون القوة ...
رجال الشرطة والأمن منتشريم بكل مكان ... البعض منهم بأسطح المنازل المجاورة .. والبعض منهم يستعد لاقتحام البيت ... ومن ضمنهم سعود ..
والبعض ضل برا .. وكل الأسلحة مصوبة مباشرة لهالبيت المشبوه !
سلطان اماسك سلاحه بصرامه ، ومصوبه لوحدة من النوافذ : اقول سعود ... شرايك ننتظر ولا نقتحم ؟؟
سعود : نص ساعة بس واذا ما سلموا انفسهم نقتحم ونتوكل على الله ...
سلطان : وش هالعناد فيهم .. يعني هم طايحين طايحين ... يسلمون انفسهم احسن لهم ...
سعود : وجه لهم الانذار الأخير ...
مسك سلطان المايك وتكلم .. والكل يسمع : ياللي داخل البيت ... آخر انذار لكم ... يا اما تطلعون وتسلمون انفسكم ... أو نضطر ندخل بالقوة .... استغفروا ربكم وارجعوا لعقلكم ... أفكاركم كلها غلط بغلط ... انتم شباب وصغار لا تسمحون لأفكار دخيلة تسيطر عليكم ... هذا ماهو جهاد ... ذبح المسلمين والاطفال ماهو جهاد ... سلموا أنفسكم أفضل لكم ....
بعد ما خلص سلطان كلماته ... سمعوا بعدها مباشرة صوت اطلاق نار ورشاشات ... نزل سعود راسه ومعه سلطان يحتمون بالسيارة ... وبعد لحظة رفع سعود راسه لسطح البيت ... وشاف شاب معه رشاش ومستمر بالاطلاق العشوائي على رجال الأمن ....
سلطان منحني براسه : اظنهم عصبوا ...
سعود تمالك غضبه ورفع سلاحه وصوب عالواقف هناك .... وبطلقة وحدة أردته قتيل ... فقد الشاب توازنه وسقط من فوق سطح البيت عالأرض ... وزهقت روحه مباشرة ...
ركض سعود لباب البيت ووراه سلطان ... أشر لبعض الرجال يتبعونه ... ولحقوهم حوالي 7 رجال ... أشار لهم براسه يكسرون الباب المهترئ ... وبركلة وحدة من رجولهم ينفتح الباب على مصراعيه ... طل سعود براسه بحذر قبل لا يدخل ... ولما تأكد من عدم وجود أي احد منهم سوى الجثة الميتة ... دخل وقرب من الشاب المقتول ...
تغيرت نظرته للأسى وهو ينحني عليه والدماء تسبح حوله ... غلف وجهه الحزن وهو يخمن عمر هالولد ...
بقية الرجال سبقوا سلطان وسعود للباب الداخلي ووقفوا هناك يستعدون لتلقي الاشارة ...
سلطان ربت على كتفه يواسيه : قوم سعود ... ورانا غيره ...
سعود بحززن عميق : بس هذا صغير يا سلطان .... شكله ما يتجاوز الـ 18 سنة ...
سلطان : وش نسوي طيب ؟؟... حاولنا نثنيه عن اللي يسويه بس اللي شفته ... اطلق نار عشوائي واصاب بعض رجالنا ...
هز سعود راسه وقام واقف : ... قول ان شالله اللي جوا مو مثله .. ان شالله يسمعون لنا ...
سلطان : اذكر ربك ... والله يهديهم ويسمعون لنا ...
تركوا الجثة مكانها وتوجهوا للباب ... عطاهم سعود الاشارة ... كسروا الباب بالركل ، ودخلوا ثنين واسلحتهم تتقدمهم ... دخلوا بهدوء وكل واحد عينه على جهة ...
كان البيت من داخل ضيق .. ممراته ضيقة والأبواب مهترئة قديمة ... والسكون يلف الجو .. وكأن البيت خالي من الساكنين ... صمتوا بمكانهم وهم يحاولون يستشفون او يلتقطون أي صوت ممكن يدلهم على مكانهم ..
لكن الصمت والسكون كان رهيب !
سعود اشر للأوائل منهم انهم يتولون أول غرفة تواجههم ...
سلطان يهمس لسعود : كم واحد هنا ؟؟؟
سعود يبادله الهمس : معلوماتنا تقول انهم اربعة ... واحد برا ... والثلاثة الباقين اكيد جوا ...
سلطان : انا طالع فوق ...
سعود ابتسم له ابتسامة لها معنى : انتبه لنفسك ...
سلطان ووراه ثلاثة يتبعونه : اذا مالي نصيب اشوفك بعد كذا ... اذكرني دايما بالخير ...
افترقوا عن بعض والبسمة على وجه كل واحد منهم .. اعتادوا هالكلام بينهم كل ما هموا ينفذون مثل هالعمليات الخطيرة .. اللي ما يدرون هل بيطلعون منها احياء ولا شهداء باذن الله ...
اما سعود بقى مع الأربعة اللي معه .. بتفحصون الغرف تحت ... كانت كلها خاليه ... بس أشياء رهيبه لقوها هناك ... مواد متفجرة ... وأجهزة كمبيوتر ومبالغ مالية كبيرة ...
هز سعود راسه بأسف ... ورجع بذهنه صورة الشاب المقتول برا !!.... رجع الحزن يغلف وجهه ...
قلبه قبضه ... ودمعه استقرت بوسط عينه ... عوره قلبه لمجرد انه انهى حياة شاب كانت السنين لسا قدامه ... من يدري يمكن هالولد وحيد امه وابوه .. عزوتهم ؟؟ .. وسندهم ؟؟...
نزل عالأرض ومسك رزمة اموال بين يدينه يتفحصها ... واللوعة تزيد داخله ... كيف كان مجبور ينهي حياة مثل هالشاب ... المراهق !!!...
سمع واحد من الضباط يدخل ويكلمه : مالقينا احد تحت ... اكيد انهم متخبين فوق ..
سعود : متأكدين ؟؟... فتشتوا كل غرفة ؟؟؟
الضابط : ايه نعم ...
بعد هالكلمة مباشرة ... سمعوا طلقات نار متواصلة ورشقات مخيفة ... كان الصوت يبين من فوق ....
هب سعود بأقصى سرعته وباقي رجاله وراه ... طلعوا للدور الثاني ... كان باب وحدة من الغرف مفتوحة .. راح سعود لهناك .. لقى واحد من الرجال ينزف دم ويئن من الألم ...
طلع الجهاز اللاسلكي وكلم الدوريات اللي برا : اطلبوا سيارة اسعاف بسرعة ...
أمر واحد من الرجال يبقى معه عشان يحميه ... ورجعت تتكرر الطلقات مرة ثانية ...
سعود : فالسطح !
ركض لهناك .. وفعلا مبين ان فيه حرب حاصله هناك ... والطلقات مو ممكن تسكن لحظات .. الا ترجع تنطلق ..
وقف سعود عند الباب ونادى : سلطااان ؟؟؟
وصله صوت صديقه : سعود لا تجي خلك ... مارح تقدر ...
سعود : وش صار ؟؟...
سلطان : ثلاثتهم هنا ... اياك تطلع رح يذبحونك ...
سعود : وينك انت ؟؟...
سلطان : لا تخاف علينا ...
سعود : وينهم ؟؟ ... وين انتوا ؟؟؟
كان يكلمهم عند الباب .. وماكان يقدر يشوف سلطان ورجاله ... بس يسمع صوتهم ... كان وده يطلع بس تحذيرات سلطان له ... خلاه ينتظر ويستنى ..
سلطان : خلك مكانك يا سعود ... قريب رح تنفذ ذخيرتهم ويستسلمون ...
قطع عليهم كلامهم .. صوت واحد من المشبوهين ... يصرخ بقمة عصبيته .. وغضبه ... اللي كان اشبه فبركان رح يحرق كل اللي حوله .. ومستعد يذبح أي احد ..!!
المشبوه : هييي انت يا كافر يا فاجر ... احنا اصلح منكم ... انتوا لو تخلونا نشوف شغلنا كان ما مات منكم اللي مات ...!!
سعود رد عليه : شلون يعني ؟؟... تذبحون المسلمين والمعاهدين ... ونخليكم ؟؟.... ياخي حرام ....... ولا تسمون هذا دين ؟؟.. وجهاد ؟؟... اصحى يا ابني ونظف عقلك .... كل أفكاركم غلط ... انتوا كبار وتفهمون ... كيف خليتوهم يلعبون عليكم كيف ؟؟؟؟؟
المشبوه زادت حدته : اسسسسسسسسسسسسسسسسسكت ....
سعود : ماني ساكت .... يا اما تستسلمون وتحفظون حياتكم ... يا اما نضطر نتذابح .. لما يموت واحد فينا ... وترانا كلنا مسلمين يا ابني ...
المشبوه : لا تقول ابني ....
سعود : الا ابني ... اعتقد حالك من حال اخوك اللي تحت ... ما تكبرون عن عشرين سنة ... حرام تضيع حياتكم بهالشكل وبهالمنهج الغلط ..
لهالحد وثارت ثائرة هالشاب الصغير ... طلع من مخبئه وراح يركض لسعود وسلاحه بيده .. والشر كل الشر يشتعل بعيونه ... سعود ماكان يدري باللي جايه ... لأنه مسند ظهره للباب ...
سلطان صرخ : سعوووود انتبـــه !
ما كمل سلطان هالجملة الا وتلتها مباشرة طلقة نار من سلاحه أنقذت سعود ... سعود ما تحمل اللي يصير وطلع عليهم يركض لسلطان ...
سلطان رجع يصرخ : ارجع يا مجنوووون !!
لكن رشقة نار كانت أسرع منه ... ضربت فسعود ... كانت طلقات متتالية .. منها اللي اصابته وطيحته عالأرض ينزف ... ومنها اللي أخطأته ...
سلطان صرخ له : سعــــود !
حاول سعود يقوم جالس وهو يحس بكتفه اليمين تألمه وتنزف دم بشكل مخيف !!... حاول يوقف بس الألم كان شديد سلبه كل قواه .... كان فوضع صعب لازم يقوم ينقذ نفسه ... بنفس الوقت الألم يرجع يخززه بشكل موووجع مع كل حركة ..
كان لازم يتحرك ويتخذ قراره بأقل من جزء بالثانية ... سلطان ظل يطلق عليهم عشان يمنعهم ما يصيبون سعود أكثر ..
لحسن الحظ .. وحدة من طلقاته أصابت واحد منهم براسه وطااح صريع مباشرة ... والرابع لما شاف ربعه كلهم مسدوحين ويسبحون بدمهم ... طلع عليهم مستسلم .... بالواقع كان مبين عليه صغير .... 19 سنة ..
انسمعت صوت سيارات الاسعاف والهلال الأحمر توصل ...
سلطان طلع من مخبأه وهو يرفع اللاسلكي : انتهت العملية ... ثلاثة مقتولين وواحد مستسلم .. كل العمليات تدخل وتكمل الاجراءات ...
وصل لسعود ونزل عنده ومسكه ... كان يتوجع ويتصبب عرق ... ويلهث من الألم ...
سلطان : سعود .. خلك معي ... الاسعاف تحت ...
سعود وهو يحس بالدنيا تغيب عن عينه : ... سلطان ... وش صار ؟؟... قلي ؟؟؟
سلطان ابتسم : يا مجنون ما قلت لك خلك بمكانك ...؟؟
سعود سكت والألم اخرسه ...
سلطان : ورني جرحك اشوف ؟؟
سعود : لا لا ... لا تحركني ...
سلطان : هذا والاصابة بكتفك ؟؟... اجل لو براسك وش كنت بتسوي ؟؟؟
سعود ابتسم : قصدك وش بتسوي نجلاء ؟؟؟
ضحك سلطان ... وبدد بضحكته الجو الكئيب اللي هم فيه : ههههههههههههههه .. من حقها تفتخر فيك ...
سعود بصوت هاااامس : سلطان .. احس الدنيا تضيع من عيني ...
سلطان : لا تتكلم ... الحين بنعالجك ..
غمض سعود عينه بهدوووء ... وببساطة غاب عن الدنيا ...
جو رجال من الهلال الأحمر وشالوه .. ومباشرة ودوه للمستشفى .. مع بعض الرجال .. اللي بعضهم مجروح .. والبعض للأسف انقتل !...
سلطان راح لمركزهم ... وكمل باقي الاجراءات ... خذت منه حوالي ثلاث ساعات .. وبعدها توجه للمستشفى اللي فيه سعود وبقية الرجال ...
سأل عنه وراح لغرفته ... وقف عند الباب بهدوء بدون ما يتكلم .. لقاه جالس على السرير بصمت ويحاول يحرك يده اللي كانت ملفوفه بالكامل من كتفه لآخر ذراعه ... ومعلقة بلفافة على رقبته ...
كان يحاول يحركها بهدوء .. بس كل شوي يكشر وجهه بألم ...
سلطان : سلام يا بطل !
رفع سعود راسه وابتسم : هلا فيك ... انا بطل ؟؟... لا والله وربي يشهد انت البطل ؟؟
سلطان : انا تلميذك وانت استاذي ..
سعود ابتسم .. ونزل راسه ثانية ليده يتفحصها ..
سلطان : خلاص خلها لا تحركها واجد ... وش قال الدكتور ؟؟؟
سعود : ابد ... عملية سريعة استخرجوا الطلقتين ... وخيطوها ... ولفوها .... بس هالبنج مدوووخني يا سلطان ..
سلطان : هههههههههههههههه .. بس قلي بصراحة .. ماكانت نومة حلوة عقب شد الاعصاب والتعب قبل كم ساعة ...
سعود ابتسم : أي راحة ... والألم مخاويني ..
سلطان : اقولك ...
سعود : قول ...
سلطان : عقب ما شالوكم ... الصحافة اجتمعوا مثل النمل ... تدري ... أكثر جزء يزعجني بشغلنا ... لما يتدخلون الصحافة ويحشرون خشومهم ... يعني لما كنا بنطلع عالمركز ... الواحد تعبان وهم يبون لقاءات ... الله يخسهم ...
سعود : ههههههههههههههه مالنا عنهم ...
سلطان : الخبر الحين بكل المحطات ...
سعود تبدلت نظرته للقلق : الله يستر ..!!
لاحظ سلطان هالنظرة : خير ... ليه شفيك ؟؟
سعود : اقول الله يستر ... لا يوصل الخبر لنجلاء .. عارفها رح تنجن وتموت خوف ...
سلطان : طيب اتصل عليها الحين ..
سعود التفت للطاولة جنب السرير : اوف !.... تلفوني ناسيه بسيارتي ...
سلطان : اعطيك جوالي تكلم ..
سعود : لا ماله داعي ... خلاص لما اطلع من هنا ... بكلمها


 توقيع : نظرة الحب



رد مع اقتباس