وأبي الحبيبُ وهلْ أُحبُّ سواهُ؟
وإذا ذكرتُ الحُبَّ كان هواهُ!
يا أوّلَ الأوطانِ يا ظلّي إذا
جفَّ الظلالُ وضاقَ بي مَرْساهُ
إنْ قيلَ: مَن في الكونِ أغلى من أبي؟
قلتُ: الذي إن غِبتُ زادَ ثناهُ
إنْ قيل: من في الكون أنقى من أبي؟
قلتُ: الذيْ إنْ ضعتُ زادَ دعاهُ
إنّي أُحِبّكَ، لا لأنَّكَ والديْ
بل أنتَ سرُّ الحُبِّ، بل معناه
ويظلُّ يمحو عن خُطايَ تعثُّريْ
ويفيضُ حبًّا، لا يشيبُ سناهُ
ويُنيرُ قلبيْ حينَ يخفتُ وهجُهُ
فأرى اشتعالي مِن يقينِ رؤاهُ
فإذا برَدْتُ مدَدْتُ قلْبيَ نحوَهُ
فرأيتُ دفءَ العالمينَ رِداهُ!
وإذا ترامى الدهرُ فوقَ كواهلي
يأتيْ كظلِّ المجدِ في مسعاهُ
ويكونُ قبلي حينَ يهْدِمُني الأسى
فأكونُ صرحًا شامخًا بِسَماهُ
يكفيْ بأنِّي إنْ ذكرتُ سماحةً
مرتْ وجدتُ النورَ من يُمْناهُ
تمضي الحياةُ وكلّ دربٍ في المدى
إن لم يكنْ فيهِ أبي أنساهُ!
- رجاء سالم
ظ،ظ¦ يونيو
|