طيفٌ أتانيَ من سَلمى على عجلِ
بكَيتُهُ مثل ما الباكي على الطَلَلِ
قالت: -فديتُكَ- لا تَبكي فقلتُ لها:
يالِلهوَى كم له في القلبِ من حِيَلِ!
كيف السبيلُ سُليْمى نحو وصلِكمُ
فالقلبُ قد ضاع بين اليأسِ والأملِ
قالت: سُليمانُ...لا تعجلْ؛ فإنّ لنا
-بأمرِ ربك- يومًا غيرَ مُرتحِلِ
تَرَحّلَ الطيفُ حتى غاب عن نظري
والقلبَ خلّفَهُ كالشاربِ الثمِلِ
يقولُ قولًا ولا يدري لمَنطِقِهِ
إن قِيلَ: قلتَ كذا؟ يُجيبُ: لم أقُلِ
يا عاذلِي في الهوى ما شئت قلْهُ فلا
يُجدي المُتَيَّمَ قوْلُ الغَيّ والخَطَلِ
فلو رأيت سَناها قُلتَ: واعجَبًا
أو ذُقتَ مِن قَولِها الأشْهىظ° مِن العَسلِ
حَوراءُ ناعمةٌ، للعَينِ ساحرةٌ
تَتيهُ في حُسنها عَينِي بلا كَلَلِ
تَمشي على مَهَلٍ، والقلبُ في هَمَلِ
يَهفو إليها ويأتيها على عَجَلِ
هل مثلُها اليومَ إن قالت وإن بَسَمَت؟
كلّا، ولا مثلُها في الأزمُنِ الأُوَلِ
| سُليمان خطاب
|