الدالِيّة في مدح خير البريّة صلى الله عليه وسلم

يا مَن عَلَوْتَ وفي السماءِ تُمَجَّدُ
قلبي بِذِكركَ خافِقٌ ويُمَجِّدُ

أرسلتَ نورًا للأنامِ؛ لِيهتدُوا
بِضيائهِ فَهْوَ الكريمُ المُرشِدُ

أرشَدتّهُ للحقِّ دِينًا قَيِّمًا
فَهَدَى به أُمَمًا وإنّا نَشهَدُ

يا أيّها المُختارُ، يا بدرَ الدُّجى
يا أُسْوَةَ الكُبَراءِ، يا ذَا السَّيِّدُ

يا قارِعًا بابَ الجِنانِ، وصاحِب الـ
حَوْضِ الذي يأتي إلَيهِ السُّجَّدُ

خُذْ يا اِبْنَ آمِنَةٍ أمانةَ عاشِقٍ
قلبي؛ فَلِي قلبٌ بِحُبِّكَ يُحسَدُ

قد بَشّرَت كُتبُ السما بقُدُومِهِ
فمحمدٌ فينا وفيها أحمدُ

لما أتى الدنيا أُزيلَ ظلامُها
وبهَديِهِ كم تُستضاءُ وتوقدُ

عِندَ الحديثِ تراهُ يَنشُرُ ضَوَّهُ
فكأنَّما فجرٌ جديدٌ يُولَدُ

قد هابَهُ مَن قد رآهُ وإنما
مَن خالَطَ الرجلَ الأمينَ يُسَوَّدُ

وَهْوَالفقيرُ وأَجوَدُ الخلقِ الذي
تبقَى المكارمُ عِندهُ لا تَنفَدُ

عَشرٌ أنامِلُهُ إذا ما حُمّلَت
مِثلُ الفضا بغمامهِ يتَرَبَّدُ

فَيفِيضُ خَيرُ رُوائه في وابِلٍ
فَلَنِعمَ أو يا حَبّذا المُتَوَرّدُ

وعَنْ الشَّجاعةِ فَلْتَقُلْ: لَيْثٌ مَضَى
للحَقِّ فَهْوَ مُثَقَّفٌ وَ مُهَنَّدُ

كم حاوَلَتْهُ يدٌ فلم تظفَر سوى
بالخزيِ والخُذلانِ ثُمّتَ تَهمَدُ

قد أُطفئت نار الطغاةِ لأجلهِ
واهتَزّ ملكُ الفُرسِ وهْوَ مُشيَّدُ

ما بالُ أهلِ الكفرِ يومَ كريهةٍ
فَلَذاكَ مقتولٌ وذاك مُقَيّدُ

أعْطَاهُ خَالِقُهُ الفَضَائلَ كُلَّهَا
والفضلُ عن أهلِ الشَّقاَوةِ أبْعَدُ

فَجَوَامِعُ الكَلِمِ التي قَدْ نَالهَا
والنّصرُ والأرضُ الطَّهورُ المسجدُ

وَمغانِمٌ كَمْ نال منها خَيْرَها
وَمَكارِمٌ تُهْدَى ومَا فَرِغَتْ يَدُ

في (الحِجرِ) أْقَسَمَ رَبُّنَا بحياتِهِ
تِلكَ الفَضَائلُ لَمْ يَنَلْها السُّجَّدُ

هذا الكتابُ وما بهِ لمْ يَسْتَطِعْ
أحدٌ بِأَنْ يَأْتي بِمَا هُوَ يُورِدُ

يا أيُّهَا المختارُ أَنْتَ مُعَلَّمِي
أنتَ الشَّفيعُ وأنتَ أنتَ المَقْصِدُ

يا أيها المختارُ ذاكَ تَوَدُّدي
والخيرُ فيمَن عندكم يتودّدُ

صلَّى عليكَ اللهُ يا نَجْمًا عَلَا
مَا قالتِ الأُمَمُ الكَريمَةُ نَشْهَدُ

-سليمان خطاب