ذات يوم نزل الحب قريبا مني
وفي ليلة زحف الحب وتعلق بي
من كل الاتجاهات حتى سكن قلبي
فتحركت تراتيل مشاعري ..
بعد خمودها عمرا طويـلاً
فثارت بداخلي أشواقاً تأخذني
وتعمقت في الروح بأقصاها
فحاولت أن أعتذر ..بأمور
لكن لم أستطع حتى التفكيــر
فالعمر تخطى مراحله للمشيب
ولا أستطيع أسترجاع سالف أعوامي
تلك السنون التي مضت من عمري
كيف لي أن أحب ...سؤال حيـرني
فرأيت إجابته في عيني الزمن ولىّ
رأيته في سوالفي بياض يخبرني
وفي ذقني خبرا يؤكده لي ..!!
فلا ..لوم ...فقد حان موعد حبي
فالورود عندما تذبل تسقى فتزهو
هل سيسقيني وسأعود ...
فتحت ثغري ودارت أفكاري
وأخذتني خيالاتي وكيف أحلامي
فراودتني أسئلتي ..أي لــحنٍ هذا
ينادي لي على الرقص على نغماته
وكيف ستكون نغماته ...وهي آهات
لمن سأفتح ثغري وأعطر كلماتي
وكيف لشفاهي أن تزرع قبلة ...
على شفاه من أحب بزمنِ كل قحطٍ
يااه ...إنه الحب ..ولا أستطيع مقاومته
لأنه ليس بإختياري فقد نزل علي
أنه الحب يبدأ من الوهلة الأولى له
فيكون له جغرافية وتضاريس أستعمارية
يضع لها الحدود وقوانين تحفظه بالوجود
لا ...أدري فقد يكون هذا قدري من ربي
وهذا حب أشغل به قلبي ..وقبله حب ربي
كميات من الخيالات والأفكار تشغلني
ولكنني سأتدبر أمري ...
قرب منتصف الليل ..
وبدأت الأفكار تجول
كيف تكون وكيف أكون
العمر فوق الاربعون
وفسرت نظرات العيون
وما حولي كله سكون
وأنفاسي ونبضي يعزفون
التفت لأرى ما حولي
حتى أفسر تلك الظنون
وأحكم في قلبي للفتون
من يا ترى بهالوقت يكون
والنوم أنعس بالجفـون
همسات اشباح أم خيالي
من هي هذه التي طرقت بابي
وهزت بقربها كياني ...
وأشغلت فيها فكري وخيالي
من هي حتى تستطيع هذا
وقد اقفلت قلبي عمداً
عن كل ما يتعلق به
حتى اســلم ويسلم
هل الوقت يسمح ..أو لا يسمح
لا أعلم ..كيف لي أن أصدهم
أم أفتح لهم كل الأبواب وأرحب
دقات الساعة بيدي تثيرني ...
أنه وقتي يأخذني ..ويقربني
في داخلي سملت أمري ..
ولكن في ظاهري أقاوم قلبي
فلا عقل ..في تلك الساعة
فكأنه يغشاه الجنون ...
فخارت مقاومتي ..
لا أعلم كيف أتى حول ضوء
وحولي الكثير من الطيور ..
تهديني لحن يعشقه المحبون
فجأة أنتفضت مشاعري ..
بعدما كانت كسولة ..بماضيها
وأنتهض الشاب بداخلي ..
ليرد بقوة على وجه المشيب
لأعيــد ترتيب نفسي من جديد
وأرى في وجه من أحببتها
حسنا طفوليا وروحا طيبــــة
وشمسا مشرقة بداخلي لا تغيب
فسلمت لها الأمر أحسن ما يكون
فأشرقت الدنيا حباً وفي العيون
وكنت أنتظر سويعات الصباح
حتى أخبر نفسي بالحب الجديد
وافرحها كيف يكون اليوم عيد
وكأن قطار العمر عاد ليبدأ من جديد
وهذه أولى محطاته في ليلة الحب المجيد
وبدأت ساعة الثمل ..
قد أختارات أغانيها
وقد طارت ثوانيها
بسرعة البرق ..
وبدأت تعزف اللحن
وترقص رقصا عجيب
أنتي ...يا أنتي كيف
أحييتي قلب الطير
وأتقنتي غناء للحبيب
وكيف للطير يستسلم
ويبايعك بأنك الحبيبة
|