عرض مشاركة واحدة
قديم منذ 4 أسابيع   #82


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (02:01 AM)
آبدآعاتي » 53,723
الاعجابات المتلقاة » 1806
الاعجابات المُرسلة » 1747
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ماكلّ ولا تعب وهو يسأل عنها
رغم انه يخرج من الفندق الصباح ويرجع الظهر ..
وباقي وقته مقسمه بين ادارة شغله عبر الانترنت والتلفون مع مدراء فروع شركته في المدينه ومكه ومع فايز المدير لفرع الشركة الرئيسي في جده ..
انهى مكالمته مع فايز ودق على نايف ..
رد عليه نايف وصوته فيه نوم قال : صباح الخير ياابو مشعل انت موقت بالدقيقه ماشاء الله عليك .
تنفس عماد بعمق قال : لي ساعه انتظر موعد قومتك من النوم .. وش اخبار شادن من امس .
رد عليه نايف وهو جالس يفطر مع جدته قال : الدكتور المسؤول عنها يقول لازم تجلس اسبوع على الاقل .
زفر عماد وقال بانفعال : انا ولد ابوي .. وشو له اسبوع ..؟ لهالدرجة حالتها سيئة ..؟
قال نايف : لااا بس يقول نبي نتطمن عليها اكثر وانا بصراحه من رايه خاصة انه يقول ان مضاعفات الاكتئاب خطيره ...
قاطعه عماد : هي وش رايها مرتاحة في المستشفى ولا متضايقه ..؟
: هي متضايقه وطفشانه بس انت ليه ماتكلمها وتقنعها ..؟
باغته سؤال نايف مثل الشوكة اللي تنغرز في جرح وتزيد وجعه وجع ..
قال بألم : لا يانايف .. مااقدر اكلمها .. لاانا راح ارتاح وهي اخاف تنهار مثل ذاك اليوم .
تفهم نايف كلام عماد وعُذره ..
وليه مايعذره ولهفته عليها باينه في كل انفعال وافتعال ..
باينه في سؤاله ونطق اسمها وكلامه عنها ..
قبل مايرد نايف عليه قال عماد : اذا رحت لها اليوم وشفتها تبي الخروج طلعها .. فاهم يانايف جلسة المستشفى ماتجيب الا المرض ..
: زين اللي تشوفه ياابو مشعل .
: الله يسلمك يانايف عساني اخدمك في عرسك قول آمين .
ابتسم نايف لطاري العرس قال : آآآآه بس .. لاتجيب لي سيرة العرس على هالصبح ثم ادق سِلْف للديرة .
ماابتسم عماد ولاتغير منه شي وعقله يتخيل حالها قال : العرس بداية الصيف ان الله عطانا عمر .. جهز بس بيتك والباقي على اخوك .
سكت نايف مرتبك ومو مصدق قال : الله يخليك ياابو مشعل انا اذا شفتك انت وشادن مبسوطين هذا اهم شي والعرس ربي بيساعدني ..
قاطعه عماد : اقول خل عنك الكلام الفاضي بس وبكرة يجيك واحد من موظفين الشركه بمقاول تقابله وتتفق معاه على كل شي ماعدا الفلوس ..
رد نايف بحزم : استنى استنى اش اللي بكرة .. ناسي ان شادن في المستشفى .
: شادن لازم تطلع ولازم تحس بتغيير في حياتها خاصة يوم تشوفك تجهز لزواجك . .. لاتجادلني يانايف قول لاخوك الكبير تم وابشر .
ربطه عماد بكلمة اخوك ..
وماكان مفر الا انه يقول له : تم وابشر ياابومشعل .
: الله يرضى عليك .. يالله عطني الغاليه بصبحها بالخير .
مد نايف الجوال على ام ناصر اللي حطت الجوال وهي تتمتم لنفسها بـ : الماخوذ هذا مااداني احطه على اذني ..
وصلها صوت عماد : يالله صبحها بالعافيه .
ردت عليه بحنان وشوق : الله يصبحك بازين من العافيه ويرضى لي عليك .. يالله ان تحيي هالصوت وراعيه .
ابتسم عماد بحب وبقلبه " وشو بس اللي ازين من العافيه " قال : وشلونتس يالغاليه عساتس مرتاحه عند نايف .
: الحمد لله بخير ومرتاحه مامكدر(ن) عليّ غير هالبنيه المسيكينه اللي ماتجف دموعها .
بلع غصة نشبت في حلقه وخنقته قال بصعوبه : يفرجها ربي ياجدتي يفرجها ربي .
اكدت ام ناصر بقدرته جل وعلا وهي تقول : يفرجها يفرجها ماعليه صعيب وانا امك الا انت متى بتعود لنا ..؟
متى بترجع لي ..؟
كان هذا سؤالها اللي قتله ..
بلع غصة ثانيه افحمته وأرهقته قال : متى ماالله كتب .. الحين مااقدر احدد متى رجعتي لكن متى ماقدرت رجعت ..
حاول ينهي المكالمه وهو يقول : مااقدر اطول على نايف وراه دوام .. لكن بكلمتس ان شاء الله وقت(ن) ثاني .
: زين ياوليدي احرص على عمرك وفمان الله .
: مع السلامه .
قفل من جدته ورمى الجوال على الكنبه اللي بجنبه ومسك راسه بين يدينه بتعب .
تأوه وتنهد والحزن يفيض عليه ويغرقه ..!




***





فتح عينه وهي في حضنه نايمه ومتوسده يده ..
وامتد الجوال بيده الثانيه وراه وشاف الساعه وتفاجأ بمكالمة عماد ونايف اللي ماصحى عليهم .
عض على شفته وهو يتذكر وصية عماد له وكلام نايف عن شادن وانها بتطلع من المستشفى اليوم ..
طالع في سارة اللي تغط بنوم ثقيل وللحين ماتدري عن شادن ..
هو اخفى عنها الخبر وامها ماجابت لها سيرة ..
قال : سارة .. سارة .. ساااارة قومي .
قرب منها وباسها على خدها وفتحت عيونها بسرعه قال : صح النوم يالنوامه .
ابتسمت له بكسل قالت بصوت نايم : صح بدنك يالنشيط .
عدل فهد جلسته وسند بظهره العاري على السرير قال : قومي الوقت راح علينا واحنا بنروح لجدتي .
جلست سارة وهي تقول : لازم نروح .. كم الساعه ..؟
رد عليها وهو يدق على رقم عماد : اربعه العصر .
شهقت سارة قالت : يووووه لسه بدري تكفى فهد بنام شويه بس ..!
حط الجوال بجنبه بعد ماشاف ان جوال عماد مغلق قال : قومي صلي العصر .. ابي اعرف شلون تقومين كل يوم للصلاه يوم كنت انام في الغرفة الثانيه .
طالعت فيه قالت : اانت ماتدري عني انا انام اربعه وعشرين ساعه اذا محد صحاني اوضبطت المنبه .. يعني لو ماصحيتني الحين يمديني ماقمت الا بعد العشا .
تمطط فهد وهو يقول : اجل نومي الجنه معتس .. اهااااااا الحين بس عرفت سالفة المنبه اللي يرج البيت .. قومي قومي بنروح لنايف اليوم شادن طلعت من المستشفى .
فتحت عيونها على وسعها لثواني بتستوعب اللي قاله قالت : اش قلت ..؟ شادن في المستشفى ..؟
شد فهد شعره من ناحية رقبته وحس انه متورط قال : مممم ايييييه .. تعبت قبل خمسه ايام ودخلت المستشفى و..
قاطعته بانفعال : خمسه ايام ومحد يقول لي .. وانا ادق عليها جوالها مقفول .. وامي تقول الظاهر انها راحت مع زوجها .. ياسلام عليكم ماتدرون شادن وش تعني لي انتم .. شادن اختي وصاحبتي ورفيقة دربي ..
سكتت وهي تشوف وجهه يبهت ويشرد بعيد بعيونه ..
عضت شفتها وكلام شادن عن صديقه اللي فقده يلوح في ذهنها ..
قالت بنبرة اعتذار : فهد .. آسفه .. ماكنت ابغى اذكرك بشي .. فهد ..
التفت عليها وابتسم قال : يجي يوم واقول لتس وش كان يعني لي سعود ياام سعود .
فتحت عيونها على وسع مصدومه قالت : ام سعود ..؟
عقد حواجبه وكشر بعيونه قال : اجل ام عدنان .
خبطته بيدها وهي تقول : دب لاتذكرني .
مسك يدينها وكتفها على بعض قال : دب هاااا .. وتعرفين تضربين ...؟
تاوهت قالت : استنى فهد من جد مو وقتك . اش فيها شادن ..؟
لف يده حول خصرها قال : مافيها شي بس عماد سافر وهي انهارت لأنه يمكن يطول .
تنهدت سارة بأسى قالت : ياعمري ياشادن لمتى بتعاني .. لمتى تتحمل وتتحمل وتتحمل .. آآه بس لوفيني اشيل عنها .
ضمها فهد لصدره وهو يتذكر علاقته بسعود وكيف يتقاسم هو وياه كل شي زين وشين ..
قال : شيلي عني انا وخليتس معي انا وزوريني انا تراني مسكين .
ابتسمت له بحب قالت : فهد بلاش دلع قوم خلني اروح لشادن والله طار النوم من عيني وضاق صدري لمن عرفت .. الحين بتقول اني مطنشتها عشانك ..
قاطعها : يحق ولا لا تطنشين العالم عشاني ..؟
: يحق لك اكيد .. بس الحق المسجد اقام الصلاة ..
قاطعها وهو يدفها ويوقف : الله يلعن ابليس وين اشغلني عن الصلاة ..
دخل الحمام بسرعه وهي اخذت جوالها بتدق على امها وتسألها عن شادن ..




***





دخلت البيت بتعب ..!
يدها في يد نايف اللي يساندها بحنان ..
قال بمرح : نور البيت ياشدون .. تفضلي عند مكتب المحقق حصة ال.... تراها تنتظرك على جمر ومجهزة لك كومة اسئلة من النوع الدسم ..
ابتسمت شادن لمرح وحنان اخوها قالت : بطلع لغرفتي اول شي ..
سكتت وكملت : نايف امي اليوم كلمت ..؟
رد عليها : اليوم كلمتها وتسألني عنك قلت للحين ماجات .
هزت راسها وهي تتذكر كذبة نايف على امه عشان ماتقلق عليها وهي محد بيجيبها خاصة ان نايف عندها مايقدر يتركها ..
قال نايف بضحكه : تصدقين ياشادن امي للحين مو مصدقه انك مع عماد في الطايف ... رفع صوته وهو يدخل للصاله مع شادن .. هلا هلا هلا حيا الله ام ناصر .. ابشري برجعة شادن لبيتها .
قالت ام ناصر بحب وصوت حاني : الله يحييها ويسلمها ويخليها لي وعساني اشوفها في بيتها مع عيالها وابوهم ..
رد نايف بزعل : طيب وانا مالي لو نص دعوة .. متى تجيني اللي تدعي لي وتستقبلني وتهتم بس ... طالع في شادن وكأنه تذكر شي قال بلهجة جاده : ترى عماد ارسل لي مقاول واتفقت معاه على انه يبدأ الشغل في جناحي من بكرة .
ابتسمت له بحب وهي جالسه بجنب جدتها بعد ماسلمت على راسها ..
داست على جرحها قدامهم وتجاهلت سيرة عماد وفكرت بنايف وبس قالت : الله يوفقك ياقلبي .. اجل الزواج قريب ...؟
قال نايف وهو واقف : ان شاء الله بداية الاجازة هذا قرار الشيخ ابو مشعل .

لاتذبحوني بسيرته ..
اسكتوا خلوا جرحي يبرا ...
خلوني انسى لو دقايق ..
أشغُلوني عنه وعن طاريه ..
وكأن فعايله مع الجميع تقول لها لاتحاولين مافيه مفر من سيرته ذكراه ..
طالع نايف في ساعته قال : العشا بيأذن يالله اشوفكم على خير .. بروح اصلي وادور لي على واحد عازب من اصحابي نشكي لبعض هم الفراغ والعزوبية .
قالت ام ناصر : فهد دق على الماخوذ هذا وكلمته يقول انه بيجي بكرة ..
رد نايف بضحكه وهويعطيهم ظهره متوجه للباب : اييييه من قدك يافهيدان عريس وماتقدر على الطلعه من البيت .
ردت ام ناصر بحده : انت علامك على ولد عمك المسكين يقول انه رجع من المسجد واونس ( حس ) راسه يعوره ..؟
صر نايف عيونه بتشكيك وهو يلتفت لهم قال : اونس راسه هاه .. الا قولي ههههههههههه ... ولا اقولكم خلوه الله يهنيه ..
ابتسمت شادن لنايف وقالت ام ناصر لشادن الهادية : ترى فوزية كلمتني وتسلم عليتس .
قال نايف بضحكه : والله ياجدتي انتي الايام هذي شغاله سنترال لتلفون البيت ...
طالعت ام ناصر في شادن قالت : اخوتس المهبول هذا وش يقول عوَّد مثل فهيدان ..؟
ابتسمت شادن بشفايف باهته ووجه اصفر قالت : ماعليك منه ياجدتي الله يسلم ام فيصل اش اخبارها ..
: طيبه وتقول شهد ابلشتها تبيكم انتي وعماد تعودون للديرة ولاينقلون هم لجده ويجون عندكم .
ابتسممت مجامله قالت وهي توقف : جدتي تبغين مني شي قبل اطلع .. انا بروح اتحمم وابدل ملابسي وارجع لك .
: لاترجعين لي يابنيتي ارتاحي في حجرتتس .. انا بصلي العشا ثم ارقد .. قايمة(ن) من صلاة الفجر ولاقيلت يوم دريت انتس بتطلعين .
سلمت على راس جدتها مرة ثانية قالت : اجل تصبحين على خير .. بحاول انام بدري عشان اصحى معاك بكرة من بدري ان شاء الله .

وقفت وطلعت مع الدرج تمشي وتشيل حملها الأثقل من جسدها الذبلان ..
ممتنة لجدتها اللي كانت مكان امها باهتمامها ورعايتها ..
وخوفها عليها ..
وصلت غرفتها وشافت قطع جوالها مجمعتها الشغاله حاطتها على التسريحه ..
حاولت تركبها بيدين ترتعش من سبّة الذكرى وطاريه ..
شغلته وتركته على التسريحه وراحت لدولابها ..
تدور له على اثر ..
صورته وذكرياته
اخذت صورته تأملتها والعبرة تخنقها ..
عيونه ونظرتها الغريبه
مثل البحر فيها غموض
ومثل البحر فيها اتساع
ومثل البحر فيها حياة
ومثل البحر فيها ممات ..
باستها بحراره وضمتها على صدرها وأجهشت ببكاء مر وبصوت ماقدرت تكتمه وتخفيه ..
ليه تخليني ابكيك حيّ ياعماد
ليه تقفل صندوق صدرك عني انا
وانا المفروض المفتاح اللي يفتحه ويعلم بخفاياه بعد الله ..
ليه ماشاركتني همك وفرحك وخوفك ..
ليه تهرب وتبعد وتواجه لوحدك ..


امتدت كيس اسراره من الدولاب واستخرجته ..!
دفتره وأوراقه ..
وفتحت صفحات قديمه لعلها تبكي لين ماعاد يبقى دموع لعل الحزن ينتهي
لكن كل خطوة تخطوها للامام يبدا حزنها من جديد اعظم وأكبر ..

صفحة قديمة ..


عندما كنت افرح ..
كنت أحلم
قبل ان تسكن غارة حزن في فؤادي ..
كنت احلم
وبعد ان ادركت ان الحلم مات
صرت اهتف ..
يافؤادي ابكي دماً ..
ابكي هماً ..
ابكي حلماً ضاع
ابكي فرحاً تاه من بين ضلوعي
ووجعاً استوطن كبدي .. (#)

..

..

..

غمضت عيونها عن الباقي ..
ودموعها شلال ..
وفتحت صفحة اخيرة
مرسوم فيها رسومات صغيره مثلثات ودوائر ملونه بالحبر الاسود ..
صفحة تدل على ان صاحبها كان شارد ويفكر ويخربش ..
وفي نصها كتب بخطه الواثق الجريء ..

لست أطيق الحزن ياشادن ..
ولست اطيق الضعف المخفَّى تحت قوة رجل ..
هل تظنين اني بلا احساس ..؟
انا رجلٌ يكبت شعوره ومشاعره نحوكِ تحت وطأة صمت ..
وتحت جُبن اعتراف ..
اخشى ان اظلمك بحبي كما ظلمتكِ بعاهتي ..
انا الرجلٌ الذي ابكاني المرض خوفاً من الموت ..
وأبكاني حبكِ رغبةً بقربك
رغبةٌ باحتضانك
رغبةٌ بأن المس شفتيك وعينيك ووجنتيك ..
وجنتيكِ تلك التي ما ان تحمّر حتى تتوهج بداخلي مشاعر مجنونة ..
تحاول النفور والخروج عن سيطرتي فأغلبها بابتسامةٍ حمقاء تحتها الف دمعة من اجلك ..
وأدوسها بقدمي حتى تسكن ..
حبيبتي الباكية دوماً ..
دمعتك تؤرقني اكثر من شبح الموت ..
اكثر من اوجاع كبدي ..
من اجل عينيك التي لا أقوى على احتمال رؤيتها ..
ومن اجل شفتيك التي ترسم ابتسامة لاتتقنها انثى غيرك ..
من اجل حياتك وأنوثتك وأمومتك ..
سأرحل عنك بلا وداع ..
فقط كوني قوية واصبري حبيبتي ..(#)
..


شهقت بألم ..
وصرخت منهارة
مااقدر اكون قوية ..
ماخليت فيني قوة
قوتي انتهت على يدك ...
آآآآه ياربي ارحمني ..
يااااربي ارحمني ..
رمت الدفتر من يدها وبكت بصوت يقطع نياط القلوب ..
مرت ساعه وساعه ثانية وثالثه ..
كان حالها يرثى له
حزينه وكئيبة
موجوعه ومهمومه ..
ومابه من يشاركها او يخفف عنها ..
وقفت بتعب مضني ودخلت الحمام
تحممت وبدلت ملابسها ولفت جسدها بشرشف صلاتها ..
وكبرت على سجادتها ..
صلت شكوى لله
وتضرع لله
ورجا وطلب من الله ..
جثت على ركبها ووجهها على الأرض ساجدة وخاشعه . اللهم انى امتك ابنة عبدك وابنة امتك ناصيتى بيدك ماضٍ في حكمك عدل فيا قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته فى كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القران العظيم ربيع قلبى و نور صدرى و جلاء همى و ذهاب حزنى.
كررتها مرات كثيرة ودعت له بالشفاء والعافيه وتخفيف حزنها
كلمت الله كأنها امامه ورجته باللي تمناه ..
طلبته انه يفرج همه وهمها ويجمعهم في الدنيا والآخره ..
وانكبت على وجهها باكية وراجية ..!





***





وكأنه على موعد هو وياها مع الله
في مسجد تجتمع في اقليه اسلامية ..
كان ساجد قبيل صلاة الفجر ..
يلتقي باللي قدر له نصيبه في الدنيا ..
يناجيه ويبثه همه وشكواه ..
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
كررها بخشوع وخضوع اكثر من مئة مرة
واكثر من الدعاء انه يفرج همه ويكشف غمّه ..
كان يلح على ربه انه يستجيب بالتضرع والرجا والخضوع ..
استوى في جلسته وقرأ التشهد ودعا قبل التسليم ثم سلم على يمينه وشماله ..
ربع جلسته واخذ المصحف وفتح سورة البقرة
قرأها بتمعن وتركيز مثل كل يوم قبل صلاة الفجر ..
ختمها والمؤذن يصدح بصوت الحق منادي
والمسلمين يتوافدون ملبين ..
دخل الامام وقفل مصحفه على امل العودة له بعد الصلاة الين تطلع الشمس ..








***





يوم ثاني ..
في غرفتها ..
شاطرتها سارة المكان مثل ماشاطرتها اياه ايام وسنين ماضيه ..
قالت لها بعد اعتذار طويل انها ماجاتها من اول ماصار لها اللي صار : شادن تكفين قولي لي وش فيك .
ردت الثانية وهي جالسه على سريرها : مافيني شي .. زي ماقال لك فهد زعلانه عشان عماد سافر ويمكن يطول .
: يطول قد ايش ...
قاطعتها شادن بتوتر : ماادري ياسارة بس سفره ووداعه اثر فيني وتكفين لاعاد تسأليني تراني تعبت من كثر الأسئلة .
ضمت سارة على يدها قالت : دوووبااااا اول مرة اعرف انك تحبين هالقد .. اثريك طلعتي عاطفية وحساسه وانتي زمان .... سكتت ثواني وكملت وعلى وجهها ابتسامه : ولابلاااااش نتكلم في الماضي .
تمددت شادن وتغطت بلحافها الثقيل قالت : ماشاء الله قدرتي تصالحين فهد بهالسهولة .
ابتسمت سارة قالت : اش اقول لك ياشادن ولد عمك هذا سرق قلبي من اول نظره .. تصدقين انسان غريب قاسي وطيب صارم وحنون .. وسيم وكله رجوله .. مرح وجاد .. اقول لك هبل فيني ياشادن واحس ربي عوضني فيه .
دغدغ مشاعرها شيء من فرح لصاحبتها قالت : الحمد لله ياسارة اني شفتك كذا .. لاتنسين تشكرين ربي .
تجاهلت سارة كلام شادن قالت : شادن لاتخوفيني عليك .. ليه انتي كذا محبطه .. تكفين شادن قولي لي اش فيك ..!
ردت عليها شادن قالت باحباط : خلينا ننزل عند جدتي اذا بتقعدين كل شوي تسأليني .
زمت سارة شفايفها وعرفت انها لايمكن تتكلم بالطريقة هذي .. وهي الأدرى بشادن اذا دست بقلبها شي لايمكن يطلع بسهوله .
قالت : خلينا اجل ننزل عند جدتي اخاف فهد يزعل اذا ماجلست معاها .
نزلت شادن من سريرها بتعب ورافقت شادن للصاله اللي تحت بعد ماتأكدت ان فهد جالس مع نايف في المجلس ..








***






مرت الأيام وهو يتقبلها اكثر في حياته ..
وفي بيته اللي ماشافه قبلها بهالجمال ..
وبعد مااثثه هو وياها من جديد ومابقى لليلى فيه اثر حتى جدرانه غيرها ..
دخل احمد جاي من العمل على الساعه خمسة العصر
وكانت مثل عادتها في استقباله ..
بابتسامتها الحنونه وسماحة وجهها اللي آلفه وحب تقاسيمه ..
قال : السلام عليكم ..
قالت والمبخرة في يدها يتصاعد منها دخان البخور ..
: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. سميت بالله ودخلت برجلك اليمين ولادخلت الشيطان علينا معك .
ابتسم لها بمحبه قال : لا ابشرتس حفظت الدرس سميت ودخلت برجلي اليمين وقلت "بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا "
ردت عليه مها بابتسامه واسعه : لاشااااطر حافظ الدرس .. يالله بدل ملابسك وغسل وتعال بسرعه الغدا جاهز .
التفت للمطبخ قال : وش مسوية غدا ..؟
: سويت سمك في الفرن .
عقد حواجبه قال : امس سمك واليوم سمك .. وش ازين من الكبسه اللي تسوينها ..
قاطعته : لاتكفى مليت منها ماعاد احبها .
قال بضحكه : الله يستر لاتملين مني بكرة .
ضحكت وقالت وهو يعطيها ظهره طالع لغرفتهم فوق : مامليت منك بس ريحة عطرك تكفى غيرها هي اللي مليت منها .
التفت عليها والشك بدا يساوره ..
ورجع طلع فوق وهو يضحك من نفسه ..
وشلون تكون حامل وحنا تونا كملنا شهر ..
نزل ملابسه والخوف يساوره لو مها تكرر فعلة ليلى ..
مها احكم عليها وماتطلع مثل ليلى وماتعرف تصرف بدونه . او تجيب شي من برا بدونه ..
لبس بيجامه واسعه ومريحه وهو يتذكر الشهر اللي مر عليه مع مها
ماتذمرت ولا اشتكت ولاحسسته بفقدها لاهلها ..
حتى اهلها ماكلمتهم بوجوده ..!
لوح له شيطان بوساويسه ..
بكرة تتعلم وتتغير ..
تعوذ من ابليس وهو يشوف مها تفرق كثير عن ليلى
ان دخل عليها لقى التلفزيون على قناة دينيه ولا مشغلة القرآن ..
تسليتها الصلاه وقراءة الكتب المفيده ..
وفراغها مايملاه الا هو وصلاتها وقرآنها .
حمد ربه وشكره .. وتذكر عماد ..!
عماد المسافر له شهر ..
وعذره شغل
كل ماكلمه حس انه حزين ومهموم واذا سأله قال مافيه الا ضغط الشغل ..
اخذ جواله ونزل وهو يضغط على رقم عماد ..
جاه صوت عماد كسلان ومهموم : هلا والله .
قال احمد بتساؤل : ابومشعل اسألك بالله فيك شي ..؟ ياخي انا مااعرفك يوم ...
قاطعه عماد : الحين انت ماتمل من هالموال ..؟ ماعاد تكلمني غير تستجوبني ..؟ حتى سلام ماتسلم .
ضحك احمد وهو يشوف مها تبتسم له وتحط الغدا على السفره في الصاله قال : وش اسوي عودتني اختك من يوم ادخل لين اطلع وهي تحقق معاي .
طالعت فيه مها مستغربة قالت : حسبي الله على ابليس هذا علشاني مخليتك على كيفك .. طيييب اوريك ان ماحاسبتك على كل دقيقة تتأخرها مااكون اخت عماد .
ضحك عماد بتعب وهو يسمعها قال : بعدي اختي .. انتبه لها بس لاتزعلها ثم اذبحك .
قال احمد : افاااا لايكون ناسي اني خالك .
: انت خالي وانا خال عيالك .
ضحك احمد بصوت عالي قال : على طاري العيال .. اختك اشوفها مهب متقبلتني احيان تقول ريحة عطرك واحيان تقول الكبسة ماابيها والبارح قومتني تقول جيب لي بسكوت مالح ..
قاطعه عماد : من جدك ولاتستهبل انت ..؟
قال احمد وهو ياخذ العيش من يدها قال : والله من جدي بس يمكن انه طبيعي حركات بزران عاد مشكلتي مااعرف اتعامل مع بزران .
: اليوم خذها ودها للمستشفى .. والله يااحمد ان بشرت احد قبلي لازعل منك .
ابتسم احمد وهو يطالع في مها المحرجه وتمثل انها زعلانه من كلامه ومسح على راسها بيده قال : زين زين .. اللي تبيه ياابو مشعل الغدا راح اكلته اختك وانا اسولف معك واناظرها .
ضحك عماد قال : الله يهنيك ويرزقك يااحمد ..
تكلم احمد بهدوء وجديه : ويوسع صدرك ياابومشعل ويفرج همك .. تراني كلمت شادن ولقيتها اخس منك بس ربك يفرجها وانا اخوك .
: الله كريم الله كريم .. يالله مع السلامه .
: بأمان الله ..
قالت مها مستغربه : وش يقول لك ..؟
رد عليها احمد واللقمة في فمه : يقول بشرني اذا مها حامل .
شرقت مها بالاكل وكحت ..
مد عليها احمد كاسة المويه قال : تنحنحي ..
تنحنحت وشربت موية قالت : هذا علشان ماسمينا .. بسم الله في اوله وآخره .
طالعها احمد قال : ايه مهب حيا وربكه .
: سم الله .
ابتسم لها قال : بسم الله في اوله وآخره .. اذا تغديتي البسي بنروح مشوار قريب .
فتحت عيونها قالت : مشوار وشو ..؟
: مشوار وبس .. تغدي بعدين تعرفين .
دارت عيونها في السفره وحست ان شهيتها انسدت ..
رغم انها ودها تفرحه وتحقق له امنيته الا ان الحمل بالنسبه لها مغامرة ماتدري كيف تواجهها ..







***






في الطريق للديرة ..
كانت جالسه تتأمل المكان
وضحكة اميرة وتعليقاتها ترن في اذنها
ادعية فاطمه ونصايحها ..
مخاوف نادية اللي نجت بقدرة قادر ..
وشكاوي سامية المخضبة يدينها من السهر ومن زوجها اللي مايبيها تروح وتتركه وهو عريس ..
نزلت دمعة سارة وتكومت على نفسها وهي تذكر تفاصيل الحادث وترعبها ..
جثة ابوسعد وهو كومة لحم حمرا ..
الدم والألم والرحيل ...
شهقت والمكان يعج بالحزن والذكرى الكئيبة ..
هدى فهد سرعته وقصر صوت الراديو قال :سارونتي .. عارف ان المكان بيرجع لتس الذكرى .. بس ابيتس تعرفين شي واحد .. واللي خلقني انه رغم الموقف وحزنه وأثره الا انه من اجمل الذكريات على قلبي .
التفت عليه معترضه ليه يقول كذا وابتسم وهو يقول : يانااااس احبها .. وهي تبكي وتنادي وتولول وتصيح وماتبيني اشيلها ..
ابتسمت بوجع قالت : ياقلبك الحجر .
زفر بآهة لها معنى واحد وتظاهر ان معناها بعيد ..
قال : ماتدرين وش سويتي فيني .
ردت عليه : فهد يعني بتقول لي انك الحين ماتذكرت سعود ..
التفت عليها محاول انه يبتعد عن سيرة رحيل سعود وطاريه حتى ماينقلب وقته حزن
زاد من سرعة السيارة وقال : على طاري سعود ياام سعود .. جبتي اغراض اهله ولا لا ..؟
: اكيد جبتهم حطيتهم مع هدايا امك واخواتك .
: وهـ بس .. يابعد تسبدي انتي .
قالت سارة باستغراب : ايييييش .. يابعد ايه ..؟
ضحك فهد قال : اول قوليها تسبدي ..
ضحكت قالت : المهم اش معناها هذي ..؟
رد عليها فهد وهو يهدي سرعة سيارته ويسمح للناقة تتجاوز الطريق بخيلاء وغرور ..
قال : يعني يابعد كبدي وقلبي وكل من لي .
وكأنها تذكرت شي كانت ناسيته قالت : اهااااا .تسبدي يعني كبدي .
: اييييه مرة ثانية لاتنسين ياحلوة لأني ابيتس تتكلمين مثلي .
ضحكت سارة قالت : هههههههههه ان شاء الله بتكلم زيك بس يبغى لي كورسات .
هز راسه فهد وهو يبتسم قال : كورسات ابشري بها والله على يد حنان .
ضحكت سارة وهي متوترة لقربهم من ديرة الاجواد ولقاءها لاهل فهد وخاصة ابوه ..!





***

طلعت من الغرفه تمشي على مهل ..
ذبلانه ..
ووجها شاحب ..
وعيونها حزينه ودايماً باكيه ..
شعرها مهمل وغالباً لامته بربطه للخلف ..
قالت امها اللي رجعت لهم قبل اسبوع وبعد ماتطمنت على صحة اخوها اللي بدت تتحسن مع التمارين والعلاج الطبيعي : شادن تعالي بقول لك شي ..
وقفت بجنب وخوفها ان الكلام يكون حول حالها او عن عماد ..
قالت مستفسرة : شو ..؟
تنفست امها بعمق قالت : انا عارفه ان قلبك كبير وانا علمتك على السماح ..
تذكرت شادن خالها قالت : يمه سامحته سامحته خلاااص فكيني من سيرته ماابغى اتذكر عمايله فينا ولااتكلم فيه .
قالت امها : كمان بقول لك عن واحد غير خالك ..
ابتسمت بتعب قالت : قصدك عماد ..؟
عقدت امها حواجبها قالت : اجل عماد غلط عليك عشان تسامحينه .
هزت راسها بلا قالت : عماد عمره ماغلط عليّ .. تقصدين مين يمه ..
تنهدت امها قالت : صالح ..
فتحت شادن عيونها وقبل ماتتكلم اكملت امها : خالك جلس ثلاثه ايام يحاول يقول لي شي ماقدرت افهمه .. اخيراً عرفت انه يقول صالح يقول قول لنايف وامه وشادن يسامحوني .
صدت شادن متملله من طاريه وامها تقول : يقولون التزم .. تصدقين ..؟ حتى نايف لمن راح وزار واحد من اللي يعرفهم في السجن انصدم وهو يقول له انه امامهم ولحيته معفيها ويحفظ القرآن .
سبحانه يهديء من يشاء ويضل من يشاء ..
قالت شادن ببرود : صالح خرج من حياتنا يايمه .. وصلاحه وفساده لنفسه اهم شي ماعاد يقرب من حياتنا ولايفكر فينا .
ردت امها عليها تطمنها : اكيد ماراح يقرب من حياتنا وابو نادر يقول انه ندمان كثير ومايبي شي من الدنيا الا انا نسامحه .
تحركت شادن من قدامها ويدها على معدتها قالت : ربي هو اللي يسامح ويتوب احنا نسيناه خلاص وكان صفحة وانطوت .. يمه انا تعبانه معدتي تألمني ومالي خلق اتكلم في احد ..
ردت امها بحنان : معدتك من الأدوية المهدئة اللي تاخذينها على الجوع .. من متى مااكلتي ياشادن .. خافي ربك في نسفك وتذكري " وان لبدنك عليك حق "
هزت راسها بيأس قالت : مالي نفس يمه ..
مسحت امها على راسها قالت : ترى عماد اليوم كلم ويسأل عنك .
طالعت في امها بعيون مليانه اسئلة .
مايبغى يكلمني ..!
شهر مايطلبني ولايكلمني .؟
خايف علي ولا خايف من مواجهتي ولا خايف مني ..؟
سمعت امها تكمل وتقول : الله يسعده كل يوم يدق يتطمن عليك وعلى جدته ... وحلف ان نايف مايدفع ولاريال في جناحه .. يقول هديتي انا وشادن ..
زاد نبضها معترض على لهفة قلبها وشوقها له اللي اكبر من طاقة تحمل قلبها ..
حطت يدها على قلبها وهو يشتكي قلة الدم بسبب قلة اكلها ..
ويشتكي قل الوصال ومن يطفي الشوق فيه ..
قالت امها : اش فيك ..؟
: مافيني شي بس دايخه .واحس بمعدتي ...
تنهدت امها بألم قالت : قلت لك لاتتركين الفيتامينات .. نسيتي كلام الدكتورة لك قبل يومين .. تقول ماعندك دم .
ابتسمت بألم واحباط قالت : ماعندي دم ..!!
قربت امها منها وسلمت على جبينها وهي تقول بحنان مفرط : شادن ياقلبي ليه تعذبين نفسك بنفسك .. الدنيا ماتستاهل .. اذا زوجك غاب سنة ولا حتى سنتين اش بيصير انتي مو واثقه فيه ولا خايفه عليه ولا ايش بالضبط ..؟
صدت عن امها ويدها على معدتها قالت : يمه تكفين فكيني من السيرة هذي .. احنا تاركين جدتي ..
قاطعتها امها بسرعه : يوووووه كيف نسيت خالتي .. يافضحي من ربي قلت بروح اشوف الوان جناح نايف والتهيت عنها معاك .. يالله انزلي تعشي معانا .
حست بارتياح لاهتمام امها بجدتها بعد الايام اللي حاولت فيها جاهدة تهتم بجدتها رغم تعبها ..
قالت لامها بفخر وصوت تعبان : الحمد لله انك امي يايمه .. صدق انك ترفعين الراس ..
ضمتها امها وربتت على كتفها قالت : والحمد لله انك بنتي اللي ترفع راسي في كل مكان تروح له ..
نزلت امها راسها قالت : بس لو انك تتعوذين من ابليس وترجعين لدوامك و ..
قالت بابتسامه ميته : يمه خلينا من بس كنا قبلها حلوين .
ابتسمت لها امها قالت : طيب انزلي معاي جدتك شايله همك وكل شوي تشتكيك لعماد .
لاتجيبين اسمه يايمه
مااتحمل
تحسبين ان ذكره يفرحني وهو يشرخ قلبي ويدميه ..؟
غمضت عيونها ومشت مع امها بمشية بطئية تتوافق مع حزنها وبرودة حياتها ..
نزلت تحت مثل مانزلت معنوياتها
مثل مانزلت احلامها وآمالها حد رجولها وماعادت تجاوزها وهو بعيد وغايب ..
شافتها جدتها شادن ثانيه ..
واهتز قلبها على بنت ولدها ..
النشيطه الحنونة المرحه واللي تكبت بقلبها حتى ماتكدر على اللي حولها ..
تغيرت لبنت هزيله ضعيفه دمعت تحت جفنها تنزل لأدنى سبب ..
ماقدرت توجه لها لاسؤال ولارجا ولا حتى طلب انها ترجع مثل اول ..
لأن طاري اول معناتها دمعه وذكرى مريرة ..
قالت لها بحنان بالغ : هلا والله بحبيّبتي .. تعالي وانا جدتتس عندي .
نفس الحضن لمّه وحضنه ..والحين يلمها ويحضنها ..
نفس الريحه استنشق عبقها .. وهي تشمها بمعق الآن ..
اثره يطفي شي من اوجاعها ..
ويهون قليل من احزانها ..
ماعاد باقي له اثر الا هالحضن والريحه ..
وصورته اللي حفظتها بقلبها قبل درج كومودينتها وتصبحها وتمسيها بسيل من الدموع ..
حتى دفاتره احرقتها بكل مافيها من خواطر وشعر وحزن وخرابيش ..
استكانت في محله اللي نشأ وتربى وضحك وبكى فيه ..
توسدت فخذ جدتها وغمضت طرفها على ذكرى قديمه حالمه وممزوجه بوجع ..


***


في الديرة ..
دخلت مع فهد وهو ينادي امه ومنال وحنان ..
قال بندر اللي استقبله : يالله حي المعرس ..
لف فهد على سارة قال : ارجعي وراتس بندر جا لايشوفتس .
رجعت سارة للخلف وغيرة فهد تثبت لها رجولته وحبه لها وتسعدها ...
قال فهد وهو يتقدم ويسلم على اخوه : الله يبقيك يالمعرس القادم .. وش اخبارك ..
: بخير الله يسلمك ..؟ وين اهلك ماجو معك ..؟
رد فهد وهو يشوف حنان تدور بعيونها تبحث عن ساره قال : لا ماجبتهم مايبون الديرة .
غمز لبندر اللي فهم وابعد عن المكان وتوجه للمجلس ..
وسلم فهد على حنان المحبطه قالت : ليه ماعلمتني ياخي انها موب جايه كان ماتحمست وتكشخت وانتظرتكم من صلاة العصر .
رد فهد عليها : قصري صوتتس فضحتس سارة وانتي لسانتس شبرين .. ابي اعرف بس ورى ماتاخذين من عقل منال لو شي بسيط .
عدت من عنده حنان بحماس متوجهه لسارة اللي واقفه عند الباب ..
رحبت فيها وسلمت عليها ودخلتها ..
قال فهد : ابوي وين ..؟
ردت حنان : راح للعشا عند لافي ملكة بنته الليلة ..
: اجل لافي جوز الجداوي ..؟ طيب وامي راحت ..؟
: لا لا امي هنا بتجي الحين ..؟
: وخالد وين ..؟
ردت حنان بصوت قصير وهي تدخل سارة لمجلس الحريم : اصبر اجيك اعلمك كل هذي اسئله .
لحقها فهد يمشي للمجلس قال : وش صاير ..؟
ابتسمت حنان وهي تشوف سارة ملتهية بعبايتها وتطبقها قالت لفهد : ابشرك انه بياكل الكتب واللي تخبره ماعاد يعرفه .
تنفس فهد بارتياح وهو يفهم انها تقصد الدخان .. قال : ويذاكر اكيد ..؟
: اووووه اسكت بس صار ينافس منال .
ضحك فهد قال : وانتي يالخبله ورى ماتنافسينهم .
: انا خلني في انتظاركم واستقبالكم .
دخلت ام فهد وهي ترحب وتهلي ..
سلمت على فهد ثم سارة قالت بعتاب حاني : انت وراك طولت عليّ .
سلم فهد على راسها قال : انا موب قايل لتس بعد اسبوع من عرسي بجيكم وانتي اللي قلتي لاتجي ..؟
ردت امه وهي تتأمل سارة بإعجاب قالت : وش اسوي ابيك ترتاح مع مرتك وابي شوفتك .
: ياحبي لتس بس .. انا بروح لبندر وانتظر ابوي ..
دخلت منال وسلمت عليهم برزانه وثقل بان في كلامها ومشيتها قال فهد : ياحبي لمنول وعقلها بس مهوب هالمطيورة ...
ابتسمت منال لفهد وحطت حنان يدها على خصرها قالت : فهههد لاتغلط تراني ماسكتك مع اليد اللي توجعك ..
وقف فهد على الباب قال : أي يد هذي .
اشرت حنان على سارة الهادية ومستحيه قالت : سارة صديقتي اقدر اقلب افكارها عليك . واخليها تنحاز لصفي وتخليك .
ضحك فهد وهو يطالع في ابتسامة سارة ويغمز لها بخفه قال : لاهنا قدرتي عليّ بصراحه .. غيّر لهجته للجد وكمل : اقول قومي بس وسوي لنا قهوة وجيبيها للمجلس .
وقفت حنان وهي تمثل انها زعلانه وتلحقه قالت : مجهزتها لك من بدري ..
التفتت ام فهد وسألتها عن صحتها واحوالها وسارة ترد عليها بارتياح بعد ماحست ان حنان اعطتها دفعه معنوية انها تكسر حاجز الحيا ..
سألت منال بعفوية : ليه ماجبتوا لنا جدتي معاكم .
قالت سارة بعفوية مماثله : والله فهد حاول فيها بس نايف رفض يقول ماترجع الا بعد زواجي .
سكتت منال وتوهج وجهها بحمرة خجل ..
وتلعثمت سارة وهي تتذكر ان نايف خطيبها قالت : سوري .. ما قصدي .. بنت اش فيك عادي مافيها شي .
ابتسمت ام فهد لطيبة سارة وعفويتها وابتسمت منال وهزت راسها ..
قالت سارة مغيره الموضوع : كيف ثالث معاكِ .
ردت منال بهدوء : الحمد لله شادة حيلي ومتوكلة على ربي .
: ونعم بالله .
وقفت ام فهد قالت : انا بروح لعيالي وانتي ياسارة ارتاحي البيت بيتتس يابنتي .
قالت سارة بابتسامه ولهجة احترام : اكيد ياخالتي .. تفضلي انتي خذي راحتك .
طلعت ام فهد وعدلت سارة جلستها وطلعت علبة مكياجها قالت : ماشفت وجهي من اربع ساعات ونص ..
زادت سارة لمعة شفايفها وهي لابسه تنورة لونها اسود مزين اسفلها بقطع دانتيل .. وعليها بلوزة حرير واسعه وبكم واسع وقصة صدر واسعه .. الوانها ابيض واسود ..
وشعرها الأشقر مرتب بعنايه ومكياجها هادي ومعطيها طله حلوة ..
قالت منال : مايحتاج تعدلين مكياجك ماشاء الله عليك حلوة .
دخلت حنان قالت سارة ابوي وصل وبيجي يسلم عليتس .
اخذت سارة طرحتها وحطتها على راسها وغطت فتحة صدرها ووقفت منحرجه ..
قالت حنان : تراه عمتس مايحتاج تحطين الطرحه .
ردت سارة : الا فهد منبه عليّ عشان حلق بلوزتي واسع ..
لوت حنان فمها قالت : لاحول ولاقوة الا بالله .. اجل الأخ مسيطر من الحين .
ضحكت سارة وقبل ماترد دخل عليهم ناصر وهو يرحب ويهلي
سلمت سارة عليه سارة بحرج وحيا وطلع بعد ماشافها محرجه وماحب يزيدها ..
جلست بإنهاك وبقلبها "الحمد لله ان اللحظة الحرجه عدت "


***



 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...






رد مع اقتباس