الموضوع
:
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايا بأن الثغر معصية
عرض مشاركة واحدة
12-29-2023
#
176
♛
عضويتي
»
29424
♛
جيت فيذا
»
Jun 2017
♛
آخر حضور
»
منذ 3 دقيقة (01:23 AM)
♛
آبدآعاتي
»
114,881
♛
الاعجابات المتلقاة
»
2475
♛
الاعجابات المُرسلة
»
2243
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الادبي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
عزباء
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ммѕ
~
،
بصوتٍ يتوتر لحظة ويتزن بلحظةٍ أخرى، يجلسُ بسكينةٍ على المقعد الجلدِي دُون أن يتحرك به شيء سوى أصابعه التي تتحركُ بموسيقيَةٍ على جانبِ الكرسي : حصل هالشيء بعد الحادث تحديدًا، اضطر مقرن يساعدني وتورط معهم . . . خبينا غادة في مستشفى ثاني و . . قدموا الرشوات للطاقم الطبي المسؤول عن حالتها . . قدرنا نزوّر أوراق كثيرة تتعلق فيها . . حوّلنا إسمها وخليناه يقترن بإسم مقرن بدون رضا منه لكن من ضغطهم عليه . . . فيه أوراق محتفظ فيها مقرن وكانوا يحاولون يآخذونها دايمًا بس كل محاولاتهم تفشل ويساعدهم مقرن بطريقة ثانية غير الأوراق . . لين ما قدرُوا يضبطون له كل هالأفعال ووصلوها لكم بطريقة غير مباشرة بعد . . لما وصلتوا لمرحلة الشك فيه أضطر يختفي عشان يتفاوض معهم بخصوص الملفات اللي عنده من سلطان العيد الله يرحمه لكن . . مقدر يسرب معلومات تخص أمن بلد . . أقتلوه! و الحين مهدديني عشان ما يوصلكم كل هذا! . . . . . لأن سليمان راح ينهي قوة الجوهي بعد ما ينهي الأشخاص الواقفين هنا! . . كانت هذي خطته من بعد حادث العيد . . لكن حاليًا يستعمله آسلي المتعاون مع سليمان ورائد بس بالصدق هو ضدهم لكن يحاول يستغل إندفاعهم . . . عبدالعزيز هو الوجهة الأخيرة لهم . . راح يستدرجونه في الأيام الجاية عشان يروح لهم بروحه بدون أيّ أحد ثاني . . وهناك راح يستعملون إسمه مع شركاءهم . . وعشان يستعملون إسمه أكيد ماراح يكون حيّ . . . . راح يفككونكم .. راح يفككون أساس الأمن هنا . . وراح يضربونكم في بعض . .
عبدالرحمن : آسلي هو اللي كانوا يسمونه صلاح؟
فيصل : إيه
عبدالرحمن بضيق يقف : كل شي قاعد يطلع من سيطرتنا! . .
وصَل سلطان بخطواتِه الثقيلة ليُسرع إليه أحمد : ينتظرونك . . في مكتب بوسعود
سلطان يتجه نحو مكتبه بعُقدة حاجبيْن حادة، فتح الباب لتتجه الأعين نحوه، نظر لفيصل بإستفهامٍ شديد حتى وقف الآخر : أنا مضطر أروح الحين . . مع السلامة . . . وخرج من أمام سلطان دُون أن يتحاور معه بكلمة.
سلطان : وش صاير؟
عبدالله : اجلس وأستهدي بالله عشان نقولك
سلطان : أتمنى بس أنكم ما اتخذتوا قرارات من دوني
عبدالرحمن تنهّد : تطمّن
سلطان يجلس على المقعد بمُقابلهم : وش صار؟ وش قال فيصل؟
مرّت الدقائِق والساعات الطويلة في سماء الرياض وهُم يشرحُون ما قاله فيصَل ثم معرفَة فك الشفرات التي بدأت تختلط ببعضها البعض، والأوراق تنتشرُ في كل مكان حتى الأرض التي جلس بها عبدالله ويحلل مسار قضايا قديمة بدأ الشك يتسلط عليها، جلس كل واحدٍ منهم في زاويَة لمراجعة الأوراق من جديد والملفات التي رُبما تعمل معلومة تساعدهم، تربّع سلطان على الأرض وهو يوزّع بعض الأسماء في الأرض ليُردف : صلاح يتعامل مع فوّاز . . بس مافيه أيّ ملف يحمل إسم فواز . . . . ولا حتى له أيّ وثائق رسمية . . لا جواز ولا بطاقة تحمل هالإسم . .
عبدالرحمن رفع عينِه والساعة تصِل للثالثة فجرًا : دققت بإسمه الكامل؟
سلطان صمت قليلاً حتى أردف : فواز أكيد من طرف سليمان! . . يستعمل هالإسم عشان ما نصيد عليه شيْ!!!!!! . . . و سليمان يلتقي مع رائد بأسامة . . هذا يعني أنه مخططات سليمان تتم بكل هالسرية لأنه يستعمل إسم فواز . . ممكن يكون هو فواز مو شخص ثاني من اللي يشتغلون تحته
عبدالرحمن يقف وهو يسير يمنة و يُسرة : إذا حطينا هالفرضية .. أنه فواز هو سليمان . . كيف حققوا و استجوبوا فواز؟ .. مين كان ماسك القضية؟
سلطان : عبدالمجيد . . بو سطام الله يشفيه
عبدالله : يتعالج في باريس الحين صح؟
سلطان : إيه قبل مدة كلمته كان طالع من غيبوبة . .
عبدالله : هو تقاعد قبلنا بسنة أو . .
عبدالرحمن : معقولة يكون يعرف شي وما حطّه في الملف؟
سلطان يقف وهو يُمدِّد يديْه بإجهاد : بو سطام تقريبًا تقاعد 2007 بعد المشاكل في قلبه وعلى طول راح باريس . . لحظة لحظة . . في الوقت نفسه كان سلطان العيد الله يرحمه مقدّم على التقاعد والروحة لباريس! . .
عبدالله : ما فيه غير نكلِّم عبدالمجيد ونستفسر! . . مستحيل يكون فيه أوراق رسمية ما حطّها في الملف
سلطان : ومستحيل تفوت على عبدالمجيد أنه هالوثائق مزورة وهالإسم ماله أيّ وجود! . . فيه شي ناقص بالموضوع!
عبدالرحمن : كيف نلقى اللي كانوا مع عبدالمجيد في تحقيقه مع هالفوّاز!
سلطان : ووش يضمن أنه تم التحقيق؟ ممكن ماحصل تحقيق وكل هذا كلام!
عبدالله : أنا رايي من راي سلطان! . . مستحيل هالإستجواب يكون صاير وناقص بهالشكل المشكوك فيه! . .عبدالمجيد مو غبي عشان تفوت عليه مثل هالأشياء . . .
سلطان : هذي بتاريخ 7 / 6 / 2007 .. يوم الخميس ..
عبدالله : ما تتم الإستجوابات هذي يوم الخميس!
عبدالرحمن : الخميس إجازة لدائرة عبدالمجيد أصلاً
عبدالله : إيه بدائرتنا معنا الخميس إجازة دايم وماتتم فيه تحقيقات ولا شي! اللهم أمور روتينية
سلطان تنهّد ليُردف بعد صمت لثواني : يعني هذا الملف مزوّر! أو ماله وجود! . . عشان كذا سليمان ما هو مراقب! لأن مافيه أيّ شي يدينه . . بس هذي جريمة بعد! اللي غطوا عليه وأتركونا ننحاس كل هالحوسة عشان نوصل لإسمه . . .
عبدالرحمن : وممكن إسم عبدالمجيد بالتحقيق مزوّر بعد . . مو شرط
سلطان : أموت عشان أعرف وش كان يخبي سلطان العيد الله يرحمه
عبدالرحمن : بنرجع لنفس الموضوع اللي ماراح يفيدك بشي
عبدالله : وش تتوقع ممكن يخبي سلطان العيد؟
عبدالرحمن : خرابيط من سلطان!
سلطان بإبتسامة : تتحدى! إذا طلع صح وش ممكن تعطيني؟
عبدالرحمن بمثل إبتسامته : أحلق شاربي!
عبدلله ضحك ليُردف: خرفتوا رسميًا!
سلطان : لأنه صار له كم يوم يشكك بأنه سلطان العيد ممكن يخبي شي عظيم! . .
عبدالله يقف وهو يأخذ شماغه ليرتديه : طيب ليه ما نستعمل زياد! . . نخليه يرجع لهم لكن نراقبه ويوصِّلنا هالأوراق اللي مضيعتكم
سلطان : مستحيل ينوثق فيه! . . خله زي الكلب هنا لين يجون الكلاب الثانيين ويحاكمونهم! . .
عبدالله : على الطاري! اليوم مدري أيّ جريدة كاتبة عن إختطاف بس مو كاتبة أسماء أحد لكن يقصدون بنت عبدالرحمن . . أتوقع رائد قاعد يحاول يرسلك بطريقة غير مباشرة بأنه بنتك تحت التهديد
عبدالرحمن تنهّد بحنق : أفكر نحاصر بيته بس بهدوء، أخاف يوصله الخبر ويولّع في عبدالعزيز والبنات
سلطان : كيف بهدوء؟ .. ماراح نقدر! لأن هو ماسك علينا أكثر من شي . . ولو عرف بموضوع أننا مصادرين بيته ماراح يرحم أحد!
عبدالله : هو اصلا مافيه الا كم واحد بالرياض الباقي كلهم بباريس! . . بكرا بدون ضجة نجيه . . ندخل مكتبه ونحاصر رجاله دامهم قليليين ومحد بيوصله الخبر
عبدالرحمن : يعني بدون القوّات؟
عبدالله : إيه . . واحد منّا يروح ومعه إثنين ويتولون الموضوع! . .
سلطان : خلاص تم! أنا بكرا أروح وآخذ معي من القوّات إثنين يكفون . .
عبدالرحمن : تدخل مكتبه وتشوف ممكن توصل لشي ولا تحاول تتكلم مع الحرس لأن أصلا ماراح يعرفون شي!
،
ينظرُ بعينيْن متسعتيْن ليلفظ بخفوت : موجود! معاه وحدة
عُمر : يا حيوان خلك ولا تتحرك . . لحد يشوفك . . راقب البيت و شوف وين يدخل وحط الظرف عنده . .
: طيب بس شكلهم مطولين . . هذي زوجته يمكن بنت عبدالرحمن
عُمر : زوجته ولا اخته وش دخلني أنا! . . انت لا تسوي أيّ ربكة وتخليهم ينتبهون لك . . خلك هادي
: طيب اذا ما طلع برا البيت وش أسوي؟ آخذه هو واللي معه
عُمر : أقطع راسك لو تلمسه قبل لا أقولك . . أنت الحين سوّ اللي قلته لك بعدين نفكر .. الواحد يكون حذر مو غبي كل شي بسرعة
تنهّد : مو إذا صرنا حذريين قلتوا الناس تتذابح وأنتم تتفرجون وإذا صرنا متسرعين قلتوا بتشككونهم فينا . .
عُمر : إكل تراب ناقصك أنا . . وأغلقه بوجهه.
،
بعينيْن ناعِسة تضع رأسها على صدره، تسمعُ لموسيقى قلبه الخافتة وهي ترتفع بلحظاتٍ قليلة وتصمد للحظاتٍ كثيرة، لا يخرب اللحنُ بها، مازالت جُغرافيَةِ صدره وحدها الملاذ، أظن أنني بدأت أقع بتشعباتِك في قلبي، لستُ أظن على كل حال بل مُتأكدة تمامًا أنني لا أريد الخلاص منك : كلمتها اليوم وقلت لها عن القضية و عصبت عليّ
يُوسف بصوتٍ ينامُ على شعرها : عصبت! . . ليه؟ ماقالت لك شي ثاني
مُهرة : تقول أنك تدوّر الزلة عشان تطلقني ومن هالكلام
يُوسف عقد حاجبيْه : أمك غريبة
مُهرة : هي أعصابها توترت من عرفت بموضوع الإجهاض . . وصارت تحمّلني الذنب في كل شي أقوله لها
يوسف : مُهرة لا تزعلين مني بس ما تلاحظين انها تخبي شي!
مُهرة : لآ أنا اعرفها أمي هي يمكن منقهرة ومتضايقة من سالفة الإجهاض مو أكثر
يوسف : ممكن تعرف شي عن أخوك الله يرحمه؟ يعني ممكن قبل لا يتوفى قالها شي و
قاطعته مُهرة بحدّة وهي ترفع رأسها عن صدره : مستحيل!
يوسف : مو قصدي أنها تكذب! بس ممكن هي خايفة من شي . .
مُهرة : أنت ملاحظ أنه صار لك يومين تتهمني مرة ومرة فهد ومرة أمي
يوسف يجلس ليسند ظهره على رأس السرير : مو إتهام! أنا أقولك أشياء مستغرب منها وأمك تثبت لي هالشي بعصبيتها وبردة فعلها
مُهرة بغضب : تصبح على خير .. . وأعطته ظهرها لتُغطي وجهها بالفراش دُون أن تلفظ كلمةٍ اخرى، في داخلي شعُور بانه يحاول أن يبتعد بطريقةٍ لا تؤذي ضميره، يحاول أن يتهم ويفتعل المشاكل حتى أبتعد من نفسِي.
يُوسف يقترب منها ليضع ذراعه حول بطنها ويسحبها بإتجاهه : مو قصدي أجرحك بأخوك ولا أمك . . أنا آسف
مُهرة وعينيْها بعينيْه : هالموضوع يوترني كثير! خلاص خلهم يفصلون بالموضوع بدون لا نتناقش فيه .. سواءً كان الذنب علينا أو عليكم . . ما أبغى أعرف وش بيصير ولا وش راح يصير! . . أتركني أتقبل النتيجة بوقتها
يوسف بإبتسامة : وعد ماراح أتكلم بهالموضوع قدامك أبد . . أقترب ليُقبِّل جبينها . . تصبحين على خير
،
تستلقي على الأريكة وهي تضغطُ على بطنها للحظاتٍ كثيرة حتى ترفعها بهدُوء، يسيرُ دمعها بمجرى ضيِّق على خدها، تأملتُ كثيرًا بأن تأتِ اليوم يا عبدالرحمن، تأملتُ بأن تأتِ وتنتشلنا من وعثاءُ باريس، لم ولن أكره مدينة ككُرهي ومُقتي هذه اللحظة لباريس وفرنسَا بأكملها، متى نعُود كما كُنَّا؟ متى نجتمع جميعًا بفرحٍ مُحقق! متى يلتمُ شملنا ونسعَد؟ إلى متى والدمعُ لا يجفّ من محاجرنا؟ إلى متى والحُزن يغرقُ بنا؟ إلى متى وكفوفنا تتجمَّدُ دون دفءٍ من أحدهم، إلى متى يا عبدالرحمن ونحنُ بهذا البكاء وهذه الندبَات تُحاصرنا في كل مكان؟ إلى متى ونحنُ لا نثير دهشة السماء بفرحة؟ بضحكة؟ بإبتسامة؟ إلى متى ونحنُ نعدّ الأيام للحزن! إلى متى ونحنُ نعيش بهذا الكابوس؟ لا أطلب الكثير، لا أطلب الفرح بقدر ما أطلب الراحة، أطلبُ هذه الراحة التي سُلبنا منها طيلة الأيام الفائتة؟ حاليًا لا أشعرُ بشيء أكثرُ من شعوري ببلادِ الحروب، بأوطانٍ تربّت على طلقات النار والدبابات! كيف يعيشون؟ كيف ينامون بهدوء؟ كيف يأكلون؟ كيف يراقبون متى يحين الموت؟ كيف يحملون كل هذه القوة للإستسلام بمجدِ الشهداء؟ أشعرُ وكأنني أنتظر فجيعةٍ بأحد، متى أراك يا عبدالرحمن حتى تخمدُ في عيني الحروب؟
نظرت للباب الذي يُفتح لتدخل منه رتيل وملامحها تُثير الفزع بقلبِ ضي، وقفت لتتقدّم إليها : رتيل؟
أرتمت بحضنها وهي تعانقها بشدّة لتبكي على كتفِها، ضي بخوف : صاير شي؟ . . تكلمي طيحتي قلبي
رتيل : عبدالعزيز
ضي بحزن تربت على ظهرها المبتِّل بالمطر وعلى معطفِ عبدالعزيز الذي ترتديه،و يضجُّ صخب رائحته فيها لتُردف : تعوّذي من الشيطان . . قطعتي نفسك بالبكي
رتيل : أحس روحي بتطلع! .. ما قد شفت في حياتي كلها كيف شخص يموت من داخله! كيف يبقى كِذا جسد وبس! . . ما قد شفت هالشي أبد . . يوجعني حييل يا ضي .. أحس أني بموت من الوجَع
ضي التي تستنزفُ عاطفتها كثيرًا بكَت معها : بسم الله عليك . . لا تقولين كذا
رتيل : حسيته يودّعني . . ما كان يفضفض هو كان يعترف بأننا ما عاد فيه أمل . . كل شيء ممكن الواحد يتجاوزه الا أنه يموت بإيده الأمل . . ليه يعيش؟ إذا مافيه أمل ولا فيه سعادة تنتظره؟ . . . أحس بنار في صدري .. ما ودِّي يروح مكان! خايفة يصير له شي .. ما أبيه يموت يا ضيّ
ضي تسقطُ دموعها كسكاكين في صدرها : محد يموت قبل يومه! الله يطوّل بعمره . . وش صاير؟ ليه يقولك كذا
رتيل : ما أدري! . . بس عُمره ما كان صادق مثل هالمرّة . . . كان صادق كثير . . . كان ودِّي أسمع منه هالكلام بس ليتني ما سمعته . . سمعته واوجعني فيه . . . . ليه كذا؟ ليه يصير معنا كل هذا؟ . . يوم حسيت كل شي ممكن يتحسن رجعنا للبداية اللي عيّت تختفي
،
يجلسُ على الكرسِي بجانب السرير وعينيْه تراقب محاولاتها البائسة في النوم، يغرقُ بملامحها ليغرق بتفكيره بأعمالِ والده، ينظرُ لحركاتها الخافتة ليسترجع بعض المواقف مع رجال والده، تنتحي عينيْه لكفوفها التي تشدُّ على الفراش ويستعيدُ بعض الكلمات التي سمعها من والده، أقترب منها ليهمس : عبير
فتحت عينيْها بهدوء ليلفظ : الفندق ما يدخله أيّ أحد . . وفيه تفتيش آلي عند الباب .. ماراح أتأخر بس ساعة وراجع
عبير بخفُوت : طيب
فارس ينحني ليُقبِّل جبينها ويخرج دُون أن ينظر لردة فعلها، نزل للأسفل بالسلالم متجهًا لمواقف السيارات، ركب السيارة ليقودها بسرعة تتعدى السرعة القانونيَة، ينظرُ للساعة التي تقترب من الثانية فجرًا بتوقيت باريس، فتح درج السيارة ليضع الأوراق بجيبِه وهو يقود بتهوّر، رفع عينه للطريق ببرود ليُكمل سرعتِه، تمرُّ الدقائق السريعة بتفكيرٍ يجعلُ عقله يُصيبه الأرق من المصائب المتداخلة ببعضها البعض، ركن السيارة اسفل الشقة التي يسكنها والده ليقترب من إحدى الحرس : هذي سيارة مين؟
لم يُجيبه وهو يلفظ : أبوك معصِّب خليتنا نضطر نطلق النار
فارس يلكمه بقوة على عينه : هذي سيارة مين؟
: ما أعرف
فارس : طيب . . حسابكم معي ما خلص . . .وصعد للأعلى وهو يُعدِّي الدرجتيْن بخطوة، فتح مكتبِ والده الذي كان يقرأ بإحدى الأوراق بتمعنٍ شديد، رفع عينه بغضب عندما أنتبه له : شرّفت! . . وقف . . مين سمح لك تطلع ولا مآخذها معك بعد!
فارس : أترك هذا على جمب . . كيف مخلي هالحمير عندِك؟ يشتغلون من وراك وينسبون لك أشياء مالها علاقة فيك!
رائد ببرود : طيب؟
فارس : وش طيب! . . أسامة جالس يخوّن فيك
رائد : أدري! . . مع سليمان
فارس عقد حاجبيه : تعرف ومخليه
رائد بإبتسامة : أحيانًا من الذكاء أنك تتغيبى شوي! . . بعد كم يوم راح يجي سليمان بحجة عقد وراح أورطه فيه!
فارس تنهد براحة : الشرهة والله عليّ اللي جايّ وراسي كان بينفجر من خوفي عليك يا يبه بس واضح أنك مضبط كل أمورك
رائد : ليه طلعت؟
فارس بحدة : من الحمير اللي عندِك! . . الحين مين يطلع سليمان؟
رائد : إذا عرف سليمان بأني قابلت آسلي واتفقت معه على كذب بيروح ويتفق معه واورطه بقيمة لو يقضي عمره كلها ما جاب نصّها . . وينتهي بالسجن زي الكلاب اللي قبله . .
فارس : يعني بتكذب وتسوي نفسك شاري من هاللي إسمه آسلي عشان يندفع سليمان ويشتري لأنه ضامنك وساعتها بتطلع ببرود و تتركه يواجه خسارته
رائد : عليك نور! كما تدين تدان! هو تصرّف بموضوع سلطان العيد مثل ما يبي وحرّك المواضيع ببرود وخلاني اتورط فيها! . . أنا هالمرّة بورطة ورطة مايطلع منها لو يحب السما
فارس : بس توريطته لك ما كلفتك ذاك الشي الكبير! وأنت تبي تفلسه على الآخر وترميه بالسجن
رائد بنرجسية : لأنه تحداني! . . وأنا ماأحب أحد يتحداني
فارس : ماراح ننتهي من هالمشاكل؟
رائد : لين يصير اللي في بالي! بكفّ شري عن ديرتك يا حبيبي
فارس: وديرتك
رائد : بهاجر هجرة بلا عودة! بنسى الرياض واللي جابوا الرياض! بعيش حياتي مثل ماأبي ومثل ما خططت
فارس : مو كذا الأمور تنحّل! أنت متورط بجرايم كثيرة!
رائد : وين الدليل؟ لو عبدالرحمن واللي معه يقدرون كان ما شفتني الحين! هُم ببساطة يعرفون أنه ماهو من صالحهم يتحدوني! . . عشان كذا خل سليمان يتعشى فيهم وينسفهم وبعدها أنسف سليمان وانتهي من هالعفن!
،
يطلق آهٌ مؤلمة : لا تحرّك كثير
: يخي دبلت كبدي . . تقول حرّك رجلي ومرة تقول لا تحرّك
حمد : يا حمار حرّك رجلي الثانية أحسها تحللت
: من الدرج اللي في راسك قلت لك أبعد عن فارس بس ما طعتني
حمد : وتحسبني ببعد! والله ثم والله لأخلي هالكلبة تحترق لما تشوفه!
: وش تبي تسوي؟
حمد : كل ماضيه الوصخ بجيبي! بالوقت المناسب راح أنشر غسيله وساعتها بشوف كيف بترضى فيه بنت عبدالرحمن ؟
: بتودينا بداهية! من الحين أقولك أنا مالي دخل لأن لو عرف رائد أني معك قسم بالله لا يشرب من دمِّي
،
بخطواتٍ هادئة يُغلق الباب لينفتح النور، ألتفت بفزع لينظر لوالدته : مانمتي؟
والدته بوجهٍ شاحب : أنتظرك
فيصل عقد حاجبيْه وهو يقترب منها : خير فيه شي؟
صفعتهُ على خدّه بكل ما أوتيت من قوّة، هذه المرة الأولى التي تمدُّ بها يدِها عليه، بعينيْها الغارقة بالدمع : قلت مافيه شي وكذبت!
فيصل وقف متجمدًا من صدمته بالصفعة التي لم يعتاد عليها أبدًا ولم يراها في حياته، نظر لوالدته بنظراتٍ من شأنها أن تزيدُ من غضبها : ليه كذبت عليّ؟
فيصل : يمه وش صاير! والله مو فاهم وش تقصدين؟
والدته وعينيْها تختنق بالدموع : مين عُمر؟
فيصل : عُمر!
والدته بغضب تصرخ عليه : إيه عُمر! . . متصل ويهدد ويتكلم بأشياء ظنيت أني أعرفها بس طلع ولدي يخبي عليّ
فيصل يشعرُ بأن براكين تثور في صدره : طيب أهدي .. لا ترفعين ضغطك
والدته : فيصل لا تهديني ماني أصغر عيالك! قولي مين عمر؟ وش علاقته بمقرن وبهالناس!
فيصل يبلعُ ريقه : كان موظف و . . يعني حصلت مشكلة وهو شكله يبي يخوفك بس عشان يقهرني لأني متهاوش معه
والدته : تضحك عليّ؟ . . فيصل أنا أعرفك لما تكذب! . . قولي مين هذولي؟ . . ياربي حرام عليك اللي تسويه فينا! عرسك بكرا وأنت تتهاوش مع فلان وعلان! . . واليوم الشغالة تآخذ من السواق أوراق من مكتبك! . . وش صاير؟ ليه ما صرت تداوم! وين تجلس كل اليوم؟
فيصل بضيق يُمسك يديْها حتى يُخفف من توترها : طيب أجلسي يا بعد عُمري مافيه شي يخوّف لاتشغلين بالك! . . بيتم العرس على خير وبتفرحين وأنسي كل هذا . . صدقيني كله كذب
والدته : يا يمه اللي تسويه غلط! .. صدقني غلط!
فيصل يقبِّل جبينها : حقك عليّ .. ماراح يتكرر أيّ شي من هذا . . روحي نامي الشمس قربت تشرق وأنتِ سهرانة
والدته بضيق : الله يصلحك هذا كل اللي أقوله . . وصعدت للأعلى.
فيصل تنهّد بغضب ليُخرج هاتفه ويكتب رسالة " راح أوصِّل لسليمان خرابيطك لو حاولت لمجرد المحاولة أن تتصل على أمي! وحط هالشي في بالك والله لا أحرقك أنت واللي معك " . . . . أتصل على من هذَّب غضبه وأعاد له توازنه في هذه الحياة بعد الله، أنتظر كثيرًا حتى أتى صوتُه المُسكِن لكل الأوجاع بنظره : هلا بالغالي
: هلابك . . وش أخبارك يبه؟
فيصل : تمام . . رحت اليوم لبوسعود وكلمته . . قلت له كل شي قلته ليْ
: كفو! . .
فيصل بتنهيدة الوجع : بس ماني مرتاح يا عمي! . . راح يحوسون حولي!
: فيصل لا تهتم! كل الأمور من الله بتتسهَّل . . .
فيصل : اخاف يضرُّون عبدالعزيز! . . ويضرُّون ناصر وزوجته؟
: ناصر وزوجته بالحفظ والصون! . .
فيصل : وعبدالعزيز؟
: الله يحفظه . . لا تفكر بأحد . . فكّر بنفسك وشوف مشاكلك بالشركة! . .
فيصل يزفرُ بإختناق: والله خوفي يكشفونك ويضيع شغلك وشغل سلطان العيد الله يرحمه وراك
: تدري يمكن محد يعرف هالشعور كثير! بس شعور الفخر والفرح بعد تعب أستمر سنين يا زينه من شعور! . . قريب جدًا راح ينتهي كل هذا . . وراح نحتفل كلنا بسجدة لله وتذكر كلامي يا فيصل
فيصل بإبتسامة ضيِّقة : ليت مقرن كان موجود
: دمه ماراح يروح هباء . .
يُتبع
!!!
أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...
فترة الأقامة :
3004 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1934
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
38.25 يوميا
كتف ثالثه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى كتف ثالثه
البحث عن كل مشاركات كتف ثالثه