الموضوع
:
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايا بأن الثغر معصية
عرض مشاركة واحدة
12-27-2023
#
123
♛
عضويتي
»
29424
♛
جيت فيذا
»
Jun 2017
♛
آخر حضور
»
منذ 11 ساعات (05:21 AM)
♛
آبدآعاتي
»
114,871
♛
الاعجابات المتلقاة
»
2473
♛
الاعجابات المُرسلة
»
2243
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الادبي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
عزباء
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ммѕ
~
في غُرفتهم المعتمة لولا ضوءُ الأبجُورة الصفراء الخافتة ، على السرير مُتربعة وفي حُضنها جهازُ الآيباد : ماأرتحت لها
حصة : بالعكس وش زينها البنت تهبِّل حتى واضح ماهي راعية سوالف وتطلع حكي منشغلة بنفسها
العنُود : ماتعجبني هالنوعية
حصة : انتِ وش يعجبك أصلاً ؟ نامي الله يرحم لي والديك
العنُود : يمه أجلسي معي شوي بسولف لك
حصة : إذا سوالف تغثني والله النوم أولى
العنُود بضحكة : تعرفين ماجد صح ؟ اللي معاي بالجامعة ؟
حصة : إيه وش فيه ؟
العنُود بإبتسامة شغوفة : راح يجي يخطبني ..
حصة أستعدلت لتجلس على السرير ومحاجرها مُتسعة : نععععععععععععععم !!
العنُود تغيرت ملامحها السعيدة للدهشة من ردة فعل والدتها المُتفتحة في نظرها : وش فيك ؟
حصة بحدة : هالموضوع يتسكَّر ولا أبي أسمعه مرة ثانية
العنُود بهدُوء : ليه ؟ أنا أشوفه شخص فيه كل الصفات اللي أبيها ليه أرفضه ؟
حصة : مايصلح لك وبس
العنُود : أقنعيني طيب بالأسباب وبسكِر الموضوع
حصة : هذولي الناس يتزوجونك فترة وبعدها يطلقون .. شفتي أبوه طلق أمه بعد عشرة عُمر .. عندهم الطلاق سهل وكل شيء يحلونه بفلوسهم .. وهالفئة من الناس مستحيل أوافق أنك تختلطين معهم
العنُود : بالعكس أنا أشوف أني أأمن مستقبلي وممكن يوفِر لي الحياة بكل متطلباتها ومنها الفلوس
حصة : يعني أنتِ بتتزوجينه عشان فلوسه ؟ ليه إحنا ناقصين ؟
العنود : بصراحة أيه .. يعني أحب وأحب طيب وبعدين ؟ أتزوج واحد سيارته من عشر سنوات وبيته متكسِّر يالله يصرف على نفسه !! أنا أحب أتزوج بعقل والحب تاركته للمراهقات ، وعقلي موافق على ماجد
حصة : العنود لا تنرفزيني .. هذا ماجد مايصلح لك وأنتهينا ولا سلطان راح يوافق عليه
العنود بغضب أشتَّد من ذكر " سلطان " : وش دخل سلطان فيني ، ماجد إذا جاء راح يخطبني من أبوي وإذا أبوي وافق ماله حق يتدخل ..
حصة : بس أنا ماني موافقة !!
العنود : هذي حياتي يمه أرضيك بكل شي بس حياتي خط أحمر
حصة رفعت حاجبها : يعني رايي ماهو مهم ؟
العنود : أنتِ قلتيها ! رايك ؟ يعني ممكن أتقبله وممكن أرفضه ماهو قرارك !!
حصة بغضب : إلا قراري وهالموضوع منتهي !! زواج من هاللي إسمه ماجد مافيه ! .. هذا اللي ناقص بعد وأصلاً هم ساكنين في دبي
العنُود : إيه طيب ؟ وش فيها دبي ؟
حصة : تبين تعيشين بعيد عني ؟
العنُود : يمه قلت لك هذي حياتي بنهاية الأمر أنا راح أبعد إذا مو اليوم بكرا !
،
تنزع عباءتها و تنفث على نفسها مرارًا متعوِّذة منهم : أعوذ بالله وش هالناس !! ليتك كنتي موجودة يمه وسمعتيهم .. أقرفوني
والدتها : عساتس ماقلتي لهم أنتس حامل ؟
مُهرة : بدون لا أقولهم البزر وضحى سألتني
والدتها : هذي بزر !! الا عقرب من تحت لتحت ، الله يزوجها ويفكنا منها !! تراها حسود أنتبهي
مُهرة : ليت بنات خالتي مزنة كانوا موجودات حبي لهم والله بدون لا أحكي يسكتونهم
والدتها : و عسى مرت خالتس مسفر العوباء ماتكلمت ؟
مُهرة : إلأا هي اللي مستلمتني *تُقلد صوتها* من الأصول أنك تنتظرين سنة على وفاة فهد !
والدتها : ماعليتس منهن منقهرات
مُهرة بضحكة : أصلاً بيَّنت لهم أني ميتة على يوسف
والدتها : ورآه ناوية على شي ؟
مُهرة توتَّرت : أكيد يمه يعني إحنا مانصلح لبعض وبعدين كيف تقبلين أتزوج واحد أخوه قتل أخوي ؟
والدتها بحدة : أقول أنثبري مافيه طلاق ولا عاد أسمعتس تجيبين طاريه لا قدامي ولا قدام يوسف وإن سمعت أنتس جايبته قدامه ماتلومين الا نفسك .. أنتِ الحين حامل والله يثبته لتس ومافيه أحسن من يوسف أبو و زوج لتس
مُهرة بغضب : يمه لا تخليني أدعي الحين عليه وعلى هاللي في بطني !! يوسف اليوم ولا بكرا راح يطلقني .. ماراح أعيش مع ناس قتلوا أخوي
والدتها : أسكتي لحد يسمعتس ويحسب أنتس متزوجة واحد قاتل !!!
مُهرة تنهَّدت لتستلقي على السرير القريب من سرير والدتها : يمه الله يخليك الموضوع بيني وبين يوسف منتهي وأنا مابغيت أخبرك بنفس الوقت عشان ماأزعلك بس إحنا أتفقنا وأنا جاية الحين ومالي رجعة له
والدتها ضربت صدرها بقوة مدهُوشة : وشهو ؟ من بكرا تتصلين عليه وتخلينه يجيتس هذا اللي ناقص بعد تبين تهدمين بيتتس بإيدتس وتشمتين حريم خوالتس فينا
مُهرة بحنق : ماراح أتصل ولا تخليني أدخل خالي محمد بالسالفة وتعرفين أنه مايرفض لي طلب
والدتها :والله لا أقِّص رجلتس قص .. لو وصل العلم عند خوالتس الثانيين تعرفين وش بيسوون ؟ ماله داعي أقولتس أنتِ عارفة وخابرة
مُهرة خنقتها عبرتُها وغطت نفسها بالفراش ودفنت وجهها في وسادتِها لتنسابْ دمُوعها بهدُوء وصمت ، تعرفُ جيدًا كيف يتكوَّن عقل خوالها و بما يُفكرون وطريقة تفكيرهم ، و حتى إن تطلقت من يُوسف سيجبرُونها على الزواج من إحدى أبنائهم. لا حل أستطيع أن أهربُ منه إلا " خالي محمد " هو وحده الأكثر تفتُحًا و الأكثرُ رحمةً عليها.
،
رائِحةُ المستشفى لوحدِها تُثير المعدة غثيانًا وتُمرِض المُعافى ، خرَج من جهةِ الطوارىء المُنعزلة عن بقية أقسام المُستشفى ، صمتُها يُثير في داخله ألفْ علامة شك و يعقدُ حاجبيْه بتعجُب ، قادَ السيارة متوجِهًا للبيت و أذانُ الفجرِ يقترب وقته.
، - جالِسة في الأمام بجانبِ والدها التي تكُن له غضبًا شديدًا ، مازالت تشعُر ببعض الألم في رأسها بعد أن تم خياطتُه بعدةِ غُرز وقطعةٌ بيضاء تلفُ رأسها لا تشبه أبدًا تفكيرها السوداوي في هذه اللحظة ، نظرت لساعةِ سيارتِهم لتندهش من الساعة الثالثة فجرًا وهي تتذكرُ أنها كانت مع ضي في الساعة العاشرة أو رُبما الحادية عشر.
والدها : رتول حبيبتي
لم تُجيبه ، تشعُر بقهرٍ فظيع يجعلها تصمت عنه.
والدها : قولي لي بس وش فيك ؟ ريحيني !! كيف طحتِ ؟ ماهو معقول على الأرض ويخيطون رآسك !!
رتيل بصوتٍ جاهدت ان يخرج متزن : طحت على الطاولة
والدها بضيق : الفترة الأخيرة صايرة تداومين بالمستشفى !! أنتبهي الله يخلي لي شبابك.
رتيل أكتفت بتنهيدة أثارت قلب والدها المهمُوم.
،
" الله أكبر .. الله أكبر " أخذ نفسًا عميقًا وهو مُستلقي على السرير لم يأتِه النوم ، أتجه للحمام و توضأ ليرتدِي ثوبه دُون أن يلبس شماغه ، ترك شعره القصير مُبعثرًا و جذابًا على حدِ عينه المُعجبة بشعره. وضع هاتفه على " الصامت " و سقطت عيناه على سواكه ليأخذه متوجِهًا لمسجِد الحيْ الذي يبعدُ عدة خطواتٍ منهم ، دائِمًا إن دخله يشعُر بأناسٍ من كوكب آخر ، صامتُون هادِئون ، نظراتِهم مُريبة مُربكة ، قبل أن يتجاوز سُور المسجِد ألتفت و رفع حاجبه مُستغرِبًا من سيارة بوسعود التي مرَّت ، أطال النظر حتى دخلت السيارة القصر و رآها على جمب ليكشفْ عن الأنثى التي يكسيها سوادُ الحشمة !! " رتيل أم عبير .. مهما تكُن مالذي يجعلهما يخرجان في مثل هذا الوقت !!!!! "
دخل المسجد و تفكيره مشوَّش مُنشغل.
،
وضع رأسه على شباكِ الطائِرة لينظُر للسُحب التي تُزاحم السماء والقريبة جدًا من عينيْه ، مُرهقة عيناه من النظر لغير غادة ، مُرهقة جدًا هذه العينان إن نظرتْ للأشياء و من يُضيئها غائبٌ تحت التُراب ، ما بيننا الآن مسافاتٌ شاسعة مُؤذيـة مُؤرقة. مابيننا حياةٌ طويلة يا غادة.
تنهَّد أمام المُضيفة المُبتسمة برقة " ماذا توَّد أن تشرب ؟ "
ناصر " شكرا لا شيء " .. أنزل كُرسيه ليُجاهد نفسه أن ينام و يبتعد عن خيالاتِ غادة.
جلس بجانِبه في الدرجةِ الأولى رجُل ثلاثيني ذو بشرةٍ شقراء.
ناصِر أستعدل في كُرسيْه فالنوم فعليًا لن يأتي ، أردف : مرحبا
الرجُل بإنكليزيةٍ رقيقة : أهلاً .. رأيتك نائمًا ولم أشأ أن أُضايقك
ناصر : كنت أحاول ولم أستطع للأسف
: يجب أن تُفرغ ذهنك و سيأتيك النوم
ناصر : منذُ ساعتيْن و أنا أحاول النوم ولا عقلٌ ينعس
: العقل يستجيبُ لأوامرنا إن رغبنا فعليًا بذلك
ناصر بإبتسامة دافئة : يبدُو أنني أعصي عقلي
: تعرف شيئًا ؟ في كل مرةٍ ينشغلُ عقلي في شيءٌ مضى ويُتعبني ، أقرأ كتابٌ مُمِل إلى أن أنام ، كل الأشياء الرمادية لها جانبٌ مُضيء و حتى الكُتب السيئة لها جانب جيِّد.
ناصر : و الموت ؟ له جانب مُضيء !
: الذكريات الجميلة هي من تُضيئنا .. أيُوجد أفضل من الذكريات ؟ وإن كانت مُوجعة هي من تُريح القلب في الغياب.
ناصر : الذكرياتْ موتٌ بطيء ننزلق به
: من فقدت ؟
ناصر : زوجتي
بضيق : منذُ متى ؟
ناصر : منذُ عام ، في ليلة زفافنا
: أووه !! أعتذر لذلك
ناصر أبتسم بوجَع : لا بأس ، سنعتاد.
: يجب أن تُفكر بأنَّ حُبها هو من تحيَا الآن لأجله رُغم موتها ، لذلك كُن ممتنًا دائِمًا أنك أحببتها
ناصر و كأنَّ الوجعُ يتشكَل به أو رُبما حاجته للحديث تجعله يحزن أو رُبما لأنه عيد و قلبه مُتعب من أنه عيدٌ لا يضمُ غادة : لم أسخط يومًا من حُبها وهي من كانت خلف كل إبتساماتي و ضحكاتي.
،
أزاحت السماء عن خِمارها لتتوهَّجُ شمسها و السُحب تتراكضُ لدِفئها ، أضاءت دُوفيل و اليومُ مُرادفٌ للفرحة ، أتَى العيدُ مُدهِشًا يتشكلُ على هيئة ضحكة تُبهج قلوب الأطفال والكبار.
أفاقت مُبكِرًا لتُحضِر الفطور ، لا تشعُر بأنه يومًا مُختلف عن بقية الأيام ، العيدُ يأتِي كيومٍ عادي ، لأن لا أحد بجانبي ، لا أُمٍ ولا أب أقبل جباههم و ألفظُ " عيدكم مبارك " ، لا أحد أُعايده و أُبارك له لأشعُر ببهجةِ العيد. و رُغم كل هذا لستُ في منطقةٍ تضجُّ بالعرب حتى ألمحُ العيد في ملامحهم و أسعَد.
قاطع تشابُك تفكيرها المُكتئب الجرس ، خرجت من المطبخ التحضيري وهي تلفُ حجابها على عجل ، فتحت الباب لتتسع إبتسامتها و لا ترى سوى جسدِها وملامِحه تُغطيها بالونـة كبيرة على شكلِ قطعةٍ نقدية من فئة 500 ريال – بانت بها صُورة الملك عبدالعزيز رحمه الله –
وليد بإبتسامة : عيدك مبارك
رؤى : من العايدين والفايزين ... أبتعدت حتى يدخل ، .. الله جايب فطاير
وليد يضع الضفائر الفرنسية من العجين عل الطاولة ويجلس مُبتسمًا : طيب تعالي بوريك عيديتك
رؤى ضحكت لتُردف : مين قدي اليوم
وليد بإبتسامة : توِّك ماشفتي شي
رؤى : وين بتوديني بعد ؟
وليد : بنروح منطقة ثانية بعدين أحكي لك عنها راح تحسين بالعيد وجماله
رؤى أبتسمت وهي تجلس وأمامها علبة من الكرتون متوسِط الحجم طُولي ذو لونٍ زهري باهت و فوقه شريطة بيضاء ، فتحتها بخجل و الفرحة تغمرُ عيناها ، أتسعت إبتسامتها عندما رأت غلافُ الكتاب " أبراجُ المملكة مُصممة بطريقة الكولاج " ، أبعدته لترى علبةُ صغيرة ذات اللون التركوازي من ماركةِ تيفاني ، فتحتها لترى عقدًا كاملاً من الألماس : مررة كثير يا وليد
وليد : كل شيء يرخص لك
رؤى بحرج كبير : لآلآ جد مررة كثير تراني ماأعرف أعبر
وليد ضحك ليُردف : الكتاب راح تكتبين فيه كل شيء يضايقك بوقتها وبعدها تقطعين الورقة وبالزبالة وبينتهي هاللي مضايقك
رؤى بإبتسامة عميقة و عيناها تُرفرف بالدمع : جد مشكوور
وليد : طيب فيه شي ثاني
رؤى أنتبهت للـ " ريال " ، ضحكت : كلفت على نفسك
وليد : جبنا لك ريحة السعودية
فتحت الريال الملتوي حول نفسه ، كُتِب عليه " أعيادك سعيدة "
رؤى تزاحمت بها السعادة حتى بكت ، وليد يمدُ لها المناديل البيضاء : ماأتفقنا كذا ؟ وبعدين الخبز راح يبرد وما فطرنا !
رؤى وقفت وعيناها ممتنة لوجُود وليد بجانبها : 5 دقايق بس و يكون جاهز الفطور .....
،
بعد بُكاء متواصِل جفَّت دمُوعها ، وحدتها في هذا العيد أجبرتها على تنحِي سعادتها لتبكِي ، الغُربة مُزعجة إن أتت أيامُ العيد و الفرح ولم تجد من يُشاركها هذا العيد ، تمنَّت لو أنها بالشرقية الآن وترى والدتها و والدها و تُهنئهم بالعيد. رُغم أنها سمعت أصواتِهم و باركت لهم بالعيد إلا أنها مُتلهفة لملامِحهم و مُشتاقة جدًا.
منذُ ان رحلت ضي وهي تُحاول أن تقنع سمية بأني تأتي لها وتُشاركها الشقة وبعد أيام من محاولاتِ أفنان أتت قبل يومين وسكنت معها.
سميـة تخرج من المطبخ بكُوبِ الحليب : خلصتي من البكي ؟ يختي أنبسطي بس ناقصين هم وحزن !!
أفنان بحزن : هذا اول عيد أكون بعيدة عنهم
سُمية المعتادة على الغربة : تتعودين ، المهم وش تبينا نسوي اليوم ؟
أفنان : وش نسوي بعد ؟ بننثبر هنا !
سُمية : يا كآبتك يا أفنان ، لا ياحبيبتي ترى باريس بتنفجر من العرب وكلهم يحتلفون بالعيد ، خلنا نروح نتمشى وننبسط ونعيش جو العيد
أفنان أنتبهت للظرف الأبيض الذي ينزلق من تحت الباب : شوفي وش جاء
سُمية تركت الكوب على الطاولة و اخذت الظرف ، لتقرأ على ظهره " سُميـة و أفنان " : شكلها دعوة لنا
أفنان توجهت لها لتقرأ معها ، فتحتها سُمية وكانت فعلاً دعوة لحضُور حفلة العيد.
سمية : زين جانا العيد لعندنا
أفنان : لآ وشو ؟ مستحيل أروح ! يعني أكيد حفلة مختلطة وأنا صراحة أخاف وماأحب
سمية : وش فيك ؟ يعني حفلة العيد أكيد الشباب اللي معانا مسوينها .. ومين قال بتختلطين معهم !! عادي إحنا بنجلس بروحنا وننبسط
أفنان : لآ يمه سمية أخاف من هالحفلات وممكن فيها سكر وشرب ومدري وشو
سمية : ماعليّ منك راح تروحين وأنتِ ساكتة
،
رجَع بعد ان أتجه بنجلاء إلى بيتِ أهلها حتى تقضي الأربعين يومًا هُناك ، هذا العيد مُختلف جدًا. هذا العيد أتى معه طفله.
سلَّم على والدته التي لم يراها صباحًا : عيدك مبارك يالغالية
والدته : من العايدين والفايزين.
جلس مُرهقًا : بآخذ نفس قبل لا يجون الرياجيل
والدته : ومين قال محد جاء ؟ روح المجلس ممتلي
منصور بتعب وقف مُتنهِدًا : الله يعين .. توجه للمجلس الذي أمتلىء بالجيران و الأصدقاء المُباركين بالعيد و البهجة ترتسمُ بملامِحهم. جلس بجانب يُوسف ليهمس : وراك جالس ؟ قم قهويهم
يوسف بمثل همسه : توني جالس وبعدين تبي تعلمني أصول المرجلة الله يرحم من كب القهوة على بوسعود
منصور : ياذا السالفة اللي بموت ولا أنت ناسيها !!
،
العيد هو يومُ السبت و لا شيء آخر ، يمُر بجفافٍ على قلبه مثل كُل سنة ، أبعد عيناه عن السقف ليتفآجأ بوجودِ والده نائِمًا على الأريكة الطويلة ، بلع ريقه وهو يسيرُ بخفوت نحو الحمام. أستحَّم لدقائِق طويلة وهو يشعُر بأن رائِحة الشُرب تفوح منه بقوة كما يفُوح العُود العتيق من أبيه. أرتدى ثوبه و بدأ بهدُوء يخشى ان يصدرُ صوتًا فيفيق والده وهو لايعلم ماذا حدث بالأمس ، أزاح لوحاته جانبًا وملابسه المتسخة المرمية على الأرض ، خرج ليرى حمَد جالسًا و واضع رجلٌ على الأخرى أمام التلفاز ،
فارس : أبي بخور أي شي بعطِر غرفتي
حمَد بهدُوء : ماتدري وش صار أمس ؟
فارس : وشو ؟
حمد : أبوك جاء هنا وشافك سكران
فارس بغضب : أسكت هو نايم عندي
حمَد بربكة أستعدل في جلسته ليُبعد رأسه قليلاً ويراه نائِمًا ، شهق : نايم عندك !!!!
فارس بلع ريقه رهبة و جلس على الطاولة : وش صار أمس ؟
حمد بخبث : وش لي ؟
فارس : لآتجنني تكلم وش صار ؟ ماكنت شارب مثلي !
حمد : لآ ياحبيبي أنا ماأشرب أنا آخذ رشفة رشفتين أسكر شوي بس عقلي موجود
فارس : لايكثر وقل وش صار ؟
حمد : شافك يا حبيبي وأنت تقول عبير حبيبتي .. هههههههههههههههههه
وبحالميةٍ يُكمل : عبير مُستقبلي وحياتي
فارس : كذااااب
حمد : ههههههههههههههههههههههههه ههههههه لا ماكنت تهذي بس قليت أدبك قدامه وقمت تسبه وعطاك كم ضربة وبعدها نمت
فارس ولم ينتبه لنفسه أو يراها بالمرآة ، توجه للمرآة الموجودة بالصالة لينظِر لعينه المتورِمة بالزُرقة و شفتِه السُفلية يتخثرُ بها الدم : الله لا يعطيك عافية يا حمد
حمد بضحكة خافتة : شف عاد وش بيقولك لا صحى !! .. أنا بروح أجيب البخور لا يذبحنا مع هالريحة ...
فارس بدأ يُقطِع بأظافره القصيرة ويُفكر بحيلةٍ يهرب بها من أسئلة والده التي يتوقعها ، جلس و بابِ غُرفته المفتوح يكشف له عن جسدِ والده ، لن يُصدقني بالتأكيد مهما أعطيته من الأعذار ، يالله دمرتُ نفسي الآن لن يسمح لي بتاتًا بالسفر.
لاحظ حركةِ أقدامه والده ، وقف ونزل للأسفل حتى يتدرب رُبما يحن عليه أو حتى يشفق ، أخذ سلاحه و أهتز هاتفه في جيبه ، رد بملل :ألو
والدته : هلا يمه .. عيدك مبارك
فارس دون تركيز : وأنتِ بخير
مُوضي : قلت لك عيدك مبارك
فارس بتذمُر : طيب يايمه كلها وحدة .. من العايدين والفايزين
مُوضي بضيق : كذا تكلمني ؟
فارس تنهَّد : لأن توني صاحي ومالي خلق لأحد
موضي : وأنا صرت أحد ؟
فارس : يالله يايمه تجلسين تدققين على كل كلمة وكل حرف وكل زفت .. خلاص
مُوضي : طيب حقك علي أزعجنا مزاجك السامي
فارس : شخبار أريج ؟
مُوضي : أبد مشتاقة لك ماراح تجينا ؟
فارس : وأبوي مخليني أتنفس عشان أجيكم ! تعرفين هو مانعني عنك
مُوضي : بس أنا أمك وهذي أختك الصغيرة
فارس بسخرية : دام أبوها ماهو رائد الجوهي إذا هي ماهي أختي
موضي : وش هالحكي إن شاء الله ؟ وبعدين عمك يسأل عنك !
فارس : ماهو عمي إسمه زوجك !!
مُوضي تنهدت : أستغفر الله العلي العظيم .. يعني ماراح تجي ؟
فارس : لأ
مُوضي : ياقسوتك مثل أبوك .. وأغلقته.
فارس أبتسم عندما تذكَر عبير ، أخذ هاتفه الآخر الذي لايحتوي إلاها ، أرسل إليها رسالة " كل عام و أعيادُك جميلة كـ أنتِ "
صوتُه الرجُولي الضخم قاطعه : فاااااااااارس
فارس ألتفت وإبتسامةٌ بلهاء تُسيطر على شفتيْه : هلا .. تقدَّم إليه وقبَّل جبينه .. عيدك مبارك يبه
رائد : من العايدين والفايزين ... ماشاء الله صاحي بدري وتتدرب
فارس شعر بسُخرية والده لذلك ألتزم الصمت.
رائد : مو قلت لك تبعد عن الشرب !! قلت لك ولا لأ ؟
فارس بتوتر : وأبعدت يعني بس أمس ولا أنا منقطع فترة طويلة
رائد : تكذب على مين ؟ أنا ماعاد أصدقك أصلاً لأنك منت رجَّال وكلمته وحدة
فارس عقد حاجبيْه بغضب من وصف والده : رجَّال وماني محتاج شهادة في رجولتي
رائد : ولسانك طايل ؟
فارس : يبه يعني تجلس تهيني وأسكت
رائد : لو أكسر راسك تسكت بعد !!
فارس تنهَّد : طيب
رائد : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .... أمك كلمتك ؟
فارس : إيه وقالت لي أجيها بس رفضت مثل ماتبي
رائد أمال فمه ليُردف : روح لها لا تبكي عليك بعد
فارس ضحك : لآ ماني رايح كل شي ولا زعلك
رائد بضحكة يُشاركه وكأنهم أصدقاء أكثر من أب وإبنه : لا رُوح عشان ماتجلس تسوي مناحة عليك ، تعرف أبوك حنون
فارس : هههههههههههههههههههههه متى تبيني أروح ؟
رائد : العصر .. بس طبعا مو بروحك خذ حمد وياك
فارس بضجر : أجل مانيب رايح إذا حمد بيجي ويايْ
رائد : فارس ماراح أخليك بروحك !! ماهو من زود ثقتي فيك
فارس : إيه ليه ماتثق ؟
رائد : أمس بعيوني شفتك سكران وتبيني أثق فيك !! خلك رجَّال وأبعد عن هالخرابيط
فارس تنهَّد ، : طيب خلاص خلني أمشي بموكب والحرس وراي بعد
رائد : تتمصخر !! مشكلتي هالفترة شغلي هادي ومتفرغ لك فلا تخليني أتصرف معك بتصرفات ماتعجبك
،
في طريقِ عودتهم من المطار ، بجانبه صديقه الحميمي و الفاقِدُ أيضًا مثل فقده ، : أبوك في البيت ؟
ناصر : لأ رايح الشرقية عيدنا هناك ..
عبدالعزيز : أحسن مالي خلق أرجع البيت ولا أشوف أحد مخنوق منهم كلهم ، بجلس عندك اليوم
ناصر : بكرا بليل تسافر و تبعد عن هالأجواء اللي خانقتك
عبدالعزيز بسُخرية : بكون عريس للمرة الثانية
ناصر ضحك ليُردف : أنت جايب لنفسك عوار القلب !! المشكلة ولا عرس فيهم بيكون بمسمى فعلي عرس .. زواج ملكة وبس حتى حفلة تحس فيها بالزواج مافيه !!
عبدالعزيز : أثير أكيد بتسوي لنفسها وأنا بس أوقع العقد بآخذ نفسي وأنحاش من باريس اروح أي منطقة ثانية أجلس الأيام اللي بتبقى وأرجع
ناصر بتقزز من الكلمة : أوقع العقد !! يخي حسستني صفقة بشغلك وأنتهت .. مدري متى تحس بمسؤولية الزواج
عبدالعزيز : تكفى ناصر ترى اليوم عيد فلا تضيِّق علي بمحاضراتك
ناصر أبتسم : ماراح أحاضر عليك ، بس وش رايك في عيد الرياض ؟
عبدالعزيز : كئيب ماعدا صلاة العيد هي اللي حسيت بنشوة فرح وعيد وغيره والله زي أي يوم ثاني
،
تشغلُ دور ربةُ البيت بإمتياز ، حضرت الفطُور لهم و من صُنعها أيضًا ، تشعُر بفرح عظيم وهي في منزله الآن و تتصرف كزوجة طبيعية و هذا العيدُ وقعه مختلف وجدًا على قلبها المُتكاثر في السعادة ، رُغم أنه بائس على إبنتيه و مُختلف عليهما بأنه أتى حزينًا.
ضي : طيب أكلمها ؟
عبدالرحمن العائِد من مجلسه الذي أمتلىء في الصباح الباكر بالمعيدين ، جلس ولم ينام ليلة الأمس جيدًا : لا تضغطين عليها بس حاولي تفهمين منها .. رتيل ممكن تآخذ وتعطي وياك وأنا بروح أشوف عبير
صعدا للأعلى و تغيرت إتجاهاتهم ، دخل عبدالرحمن بهدُوء لغرفةِ عبير المُتجمدة من درجة التكييف العاليـة ،
عبدالرحمن بإبتسامة : وش دعوى ما تعايدين أبوك ؟
عبير الجالسة على الأريكة ومُنشغلة في هاتفها و مُحادثات الواتس آب ، رفعت عينها لتقف ببرود و تقبِّل خدِه وجبينه : عيدك مبارك
عبدالرحمن أخذ نفسًا عميقًا : ليه ما نزلتِي تحت ؟
عبير : تعبانة ومالي خلق
عبدالرحمن : تعبانة !!!
عبير جلست وبهدُوء : أظن ضي تكفيك
عبدالرحمن جلس بمُقابلها لينتبه للوحات التي تُزيِّن غرفتها : مين راسمك ؟
عبير بلعت ريقها لترتبك حروفها : وحدة من البنات
عبدالرحمن : وماعندها إسم هالبنت ... أقترب من إحدى اللوحات.
عبير بخوف وقفت خلفه : منيرة .. إيه إسمها منيرة أعرفها أيام الجامعة كانت ترسم وقلت لها ترسمني
عبدالرحمن ، ألتفت على الزاوية المُتخمة بالزهر الذبلان ، أصطدم في عقله من هددهم بأن لا يزوِجُوا عبير لعبدالعزيز !! ، أردف : من مين جايتك كل هالأشياء ؟
عبير : أنا شاريتها أحب أشتري ورد ..
عبدالرحمن يُقلب الزهر بين يديه دون بطاقةٍ يقرأها أو شيءٌ يُؤكد شكوكه ، رفع حاجبه إليْها :كل هالورد شاريته !!
عبير بصوتٍ جاهدت أن يتزن : إيه وش فيها ؟ لآيكون حرام بعد
عبدالرحمن : لآ ماهو حرام طيب دام شاريته أهتمي فيه كله ذبلان ، طيب أرميه وأشتري غيره !! ولا فيه شي يخليك تحتفظين فيه
عبير : وش قصدك يبه ؟ أكيد مافيه شي .. تبي ترميه أخذه وأرميه .. *بإنفعال كبير* لازم تطلعني على غلط حتى لو شي خاص بيني وبين نفسي تقرر عني بعد
عبدالرحمن بهدُوء : صوتك لا يعلى
عبير بضعف تام تجمَّعت دمُوعها ، رُبما العيد الذي يهطل عليهم بالحُزن او رُبما لأنها لا تشعُر بالعيد وأثَّر ذلك على نفسيْتِها .. أشياء كثيرة تتراكم في صدُورنا و تنفجِر في وقتٍ مُؤجل : إن شاء الله
عبدالرحمن : الحين ليه تبكين ؟ كان مجرد سؤال ...
تعليل والدها لبُكائِها جعلهُ ينساب بعد أن أختنق ، أردفت : أنا متضايقة و انت زدت عليّ بسؤالك ،
عبدالرحمن : وليه متضايقة ؟ عشان ضي ؟
عبير أبعدت أنظارها بإتجاه الشُباك و لم توَّد أن تناقشه في موضوع ضي.
عبدالرحمن : إلى متى يعني ؟ بنهاية المطاف راح تتقبلينها يا عبير بس ممكن تتقبلينها بدون لا تضايقين أبوك وممكن تتقبلينها وأنتِ مضايقة أبوك
عبير : ماتهمني أصلاً عشان أتقبلها أو ماأتقبلها
عبدالرحمن : أجل ليه متضايقة ؟
عبير و كلماتُها جلدٌ لقلبِ والدها : لأن العيد صار مثله مثل أيّ يوم عادي و طبعًا السبب يرجع لك أنتْ
عبدالرحمن : أنا ؟
عبير ألتزمت الصمتْ و ضيقها يتشكلُ بين ملامِحها ،
عبدالرحمن شد على شفتيْه ليُردف : وش قاعد يصير لك ؟ ما كنتِي كذا !! هذي التصرفات ماتطلع منك ... ممكن أصدق أنها تطلع من رتيل لكن ماأصدق أنها تطلع منك !! أبي أفهم وش قاعد يصير في بنتي ؟
عبير : لأني مليت من أني أكتم وأنت ولا همِّك يبه
عبدالرحمن : أنتِ لو تطلبين عيوني ترخص عشانك وتقولين لي ماأهتم لك !!
عبير والبُكاء يُبلل خامةِ صوتها : محتاجة أتنفس ! أختنقت من هالجو كله
عبدالرحمن تنهَّد : طيب قلتي لي تبين تشتغلين ؟ دوَّرت لك شغل مالقيت شي يناسبك
عبير : ماهو مالقيت شي يناسبني !! مالقيت شي يناسب قوانينك اللي مدري من وين جايبها
عبدالرحمن بحدة : عبير تكلمي معاي زين !!
عبير بهدُوء مُزعج : مافكرت بعد عُمر طويل كيف بتكون حياتنا بدونك ؟
في جهةٍ مُقابلة ، دخَلت ضي غُرفة رتيل المُعتمة ، فتحت الستائِر و كشفت الشمسُ عن أشعتِها ، جلست على طرف السرير بجانبها و رتيل عيناها على السقف ذات عقل مشغول و فارغ في آنٍ واحد.
ضي بإبتسامة : أبوك يقول عمك عبدالمحسن بيجي و قالي أنه عرس بنته بعد آيام .. مايصير نشوف كل هالحزن فيك
رتيل صامتة تسمعُ لها و قلبُها يسمع حديثِ عبدالعزيز الأخير ، " زوجته " يالله ما أبشعها الكلمة و ماأوقحُ سلامها على قلبي.
ضي تضع كفَّها على شعرها البُندقِي المُجعَّد بإلتواءاتِه : رتُول ، ألبسي وجهزي نفسك وخلينا ننزل ننبسط ، ماهو لايق عليك الحزن
تشعُر كأنها أبتلعت لسانها ولا صوتٌ يجرؤ أن يخرج ، لم تستوعب بعد أن والدها يُرخصها ؟ صعبٌ على قلبها أن تستوعب ما يحدُث في حياتها الآن.
ضي : طيب قولي لي ، ماهو زين تكتمين .. وأوعدك مايوصل شي لأبوك إذا أنتِ ماتبين تقولين له ... أعتبريني صديقتك .. أختك .. أي شي
ألتفتت إليْها وعيناها قصةٌ أخرى ، أحيانًا تجِد في بعضِ الإناث أعيُن تُثرثر بإستمرار ، أعيُن لا تصمتْ ولا تهدأ ، تشعُر بها في الضياع هذه هي رتِيل و حالُ عيناها ، بصوتٍ غائبٌ عن وعيْه لذا أتت الكلماتُ مُرتجفة : تعبانة و برجع أنام الحين
ضي : تنامين ؟ طيب أشربي لك قهوة تصحصحين فيها ساعتين بالكثير وأرجعي نامي وأصحيك بليل
دخَل عبدالرحمن مُنزعج جدًا من عبير بل حزينٌ عليها ولا يعرفُ حلاً آخر ، يوَّد لو أن رتيل الآن تخفف وطأةُ وجعِ أختها عليه ، ولكن خابت آماله عندما رآها على السرير ، أنحنى عليها ليقبل عينها اليُمنى كما أعتادت أن تُقبله أحيانًا ، أبتسم : عسى أعيادك كلها فرح
رتيل تنظرُ لوالدها بنظراتٍ غارقة حزينة عاتبة ، همست : آمين.
ضي : كنت أقولها تنزل معايْ بس شكلها عنيدة مثلك
عبدالرحمن بإبتسامته الصافية : أنا اليوم مغضوب عليّ ، أغلى ثنتين في حياتي متضايقات
رتيل و جُملته أتت كملحٍ على جرحٍ غائر ، أختنقت بدمُوعها إلى أن بكت.
عبدالرحمن يمسحُ دموعها على خدِها الشاحب : وش فيها روحي متضايقة ؟
رتيل أرتمت على صدرِه وهي تتمسكُ بثوبه وتُبلله ببكاءِها ليضيق صوتُها . . .
،
في مجلسهُم المُزدحم بإناث العائِلة المُتغنجات في الصِبـا ، تتثاقل أحاديثهم التي ترمى على بعض و كلماتِهم المقصُودة لإغاضة بعض ، لا يهدأن و كُلما سكَنت أحاديثهن أفاق حديثٌ آخر يُهين الأخرى بطريقةٍ غير مُباشرة.
مُهرة فتحت هاتِفها لترى رسالَة من يُوسف " بكون أحسن منك وبقولك عيدك مبارك يا زوجتي الحبيبة و الغالية و الشيء الكويِّس "
ضحكت بخفُوت لتكتب له " من العـ .. " لم تُكمل من كلمةُ إمرأةِ خالها لها : أحترمي المجلس وشو له ماسكة تليفونك !
مُهرة رفعت حاجبها : كيف أحترمه ؟
زوجة خالها : والله عاد إذا أمك ماعلمتك أنا ماني مكفولة أعلمك
مُهرة أبتسمت بإغاضة : طيب حقك عليْ إذا ماأحترمت سواليفك اللي ماينمَّل منها
غالية : وش قصدك ؟ يعني سواليفنا ماهي من مقامك
مُهرة و مزاجُها بالسماء ، ضحكت لتُردف : لا أبد مين قال ، بس تعرفين ماتعوَّدت على هالسواليف
غالية : بسم الله على قلبك ياللي مقطوع سرِّك في لندن
مُهرة : لآ في الرياض يا قلبي
أعتلت شُحنات المكان السالبـة في حضرةِ حديثِ مُهرة.
خالتها مزنة : حبيبتي مُهرة كيف الزواج والرياض ؟
مُهرة أبتسمت لخالتها المُحببة لقلبها : أبد تجنن و الله رزقني الزوج الصالح والفاهم و العاقل وماهو مقصِّر عليْ بشي وش أبي أكثر !
مزنة : وأنتِ يا قلبي تستاهلين من يشيلك على راسه
مُهرة : يابعد عُمري والله
وضحى تنهَّدت : عيدنا صاير كئيب
مُهرة : عاد تصدقين هذا أحلى عيد مر في حياتي أحس له طعم ثاني
وضحى أمالت فمها و نظرها بعيدًا عن مُهرها وهي تشتعل حقدًا.
مزنة : هذا جوالك الجديد ؟
مُهرة وسؤالٌ أتى على طبق من ذهب لتُجيب : من يوسف
مزنة : الله يخليه لك يارب
مُهرة بإبتسامة : آمين
غالية : والله الحين الحريم ماعاد في وجههم حياء كأنهم واقفات عند الباب ويطلبون من يتزوجهم
مُهرة وقصدت أن تجرح غالية ولا تعرف بأنها تجرح نفسها أكثر : صادقة والله بس عاد الحريم يختلفون يعني فيه بنت معززة مكرمة يجيها من يشتريها لين بيتها وفيه بنت لأ
دخلت والدة مُهرة بعد أن كانت مُنشغلة في المطبخ : الله يديم مجلسكم .. وجلستْ بجانب إبنتها.
نظرت لهاتفها المُهتز إثر رسالة جديدة ، فتحتها كانت من البنك " تم إيداع 100.000 ريال في حسابك " و تلتها رسالة من يُوسف " عيديتك من شقا عُمري كله يعني يمديك ترجعينها بطريقة ثانية خصوصًا أني فلَّست "
أبتسمت لتوكزها والدتها : وش بلاتس تضحكين كنتس مجنونة ؟
مُهرة همست : يوسف حط في حسابي 100 ألف يقول عيدية
والدتها : قومي أتصلي عليه برا ولايسمعونتس هالمهبَّل
غالية تهاب والدة مُهرة لأنها ترد الواحدة بعشِر ، لذلك صمتت.
وضحى الغير مُبالية : الله يرحم أيام نوكيا
مُهرة عضت شفتها بهدُوء ودَّت لو تقتلها ، والدتها : أعوذ بالله من عيون بعض الناس .. وش تبين أنتِ قبل كم يوم أنتِ في المهاد
وضحى غضبت من تصغير والدة مُهرة لها : اللي على راسه بطحا يحسس عليها .. أنا قلت مُهرة ؟ هجمتي عليّ على طول
والدتها : أقول مهرة لاتطولين على زوجتس ..
مُهرة و أضطرت أن تقف وتتوجه للصالة الأخرى ، مرَّت دقائِق وهي عند إسمه ، أخيرًا أتصلت عليْه ، أتاها صوتُه الضاحك : يا صباح الخير
مُهرة لم ترد لثواني طويلة ثم أردفت : صباح النور
يوسف : عيدك مباارك .. طيب على الأقل كان كملتي الجملة وش هالبخل اللي عليك
مُهرة لم تفهم عليه : من العايدين والفايزين !! .. بس مافهمت
يُوسف : راسلة نص المسج
مُهرة : يمكن أرسلته بدون لا أدري
يُوسف : طيب .. شخبارك ؟
مُهرة : بخير الحمدلله أنت شلونك ؟
يُوسف : تمام ، مرتاحة ؟
مُهرة بلعت ريقها لتُردف : الحمدلله ..
بعد صمتٍ بينهم طال تحاورت به أنفاسهم ، أردفت مُهرة : مشكور على العيدية ولو أنها كثيرة
يوسف بضحكة : قلت لازم أذلِّك على شي
مُهرة ضحكت لتُردف : يعني ماهي لله ؟
يُوسف : 75% نيتي شينة في الموضوع
مُهرة أبتسمت وبعفوية : بخليها لولدي
يُوسف عيناه كشفت عن لهفتها ليُردف : لولدك ؟
،
رجَع مُهلك بعد سلسلة من زياراتِه و مُعايدته للأقارب والأصدقاء ، وضع رأسه في حُضنِ عمته : ودي أنام سنة كاملة
حصة بضحكة : أطلب منك طلب ؟
سلطان بهدُوء : على حسب الطلب
حصة : أصعد فوق بس شوف الجوهرة اليوم
سلطان ضحك ضحكة صاخبة ليُردف : ليه طيب ؟
حصة : بيجي أبوها الحين وقبل شوي نزلت ليْ وماقصرت البنت بس روح شوفها
سلطان : إيه ليه أشوفها ..
حصة أبتسمت بشغف : شكلها صاير يهبِّل
سلطان : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه لانزلت لأبوها شفتها
حصة : سلطان تكفى والله حرام تضيع الفرصة
سلطان : وش فرصته بعد ؟ صار لي شهور أشوفها بتفرق يعني ؟
حصة : إيه بتفرق .. يالله حبيبي روح
سلطان : لا تزنين على راسـ ... لم يُكمل من حضُور الجوهرة أمامه . . . .
.
.
.
!!!
أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...
فترة الأقامة :
3000 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1934
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
38.29 يوميا
كتف ثالثه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى كتف ثالثه
البحث عن كل مشاركات كتف ثالثه