وصف أبو علي الحاتمي الليل فقال:
فيه تَجُمُّ الأذهانُ، وتنقطع الأشغال، ويصحّ النظر، وتؤلّف الحكمة، وتدرّ الخواطرَ، ويتسع مَجَالُ القلب، والليل أَضْوَأ في مذاهب الفكر، وأَخْفى لعمل البر، وأعون على صَدَقة السّرّ، وأصحّ لتلاوة الذكر، ومُدبِّرُو الأمور يختارون الليلَ على النهار، فيما لم تصف فيه الأناة لرياضة التدبيرِ وسياسة التقدير، في دَفْع الملّم، وإمضاء المهمّ، وإنشاء الكتب، وتصحيح المعاني، وتقويم المباني، وإظهار الْحُجَج، وإيضاح المَنْهَج، وإصابة نَظْمِ الكلام، وتقريبه من الأفهام.
قبس..
|