ولاول مرة.. يرتعش قلب فاتن من الخوف... من بعد كل هالايام.. كانت تنتظر في اول الايام لتواجد مساعد.. حتى انها بايام كانت في وضع استعداد.. وتعد في بالها الكلام اللي يمكن توجهه له.. وظنت انه خلاص استسلم.. او انه تبين انه ما يبيها.. وان حبه لها كان بس لكونها تشبه عمتها بالشكل... لكن مو لهالدرجة.. مساعد من النوع المتملك.. اللي كل شي يصير في مجاله اهو يمتلكه ويتملك الحق فيه..
فاتن وهي تلعب بشفتها بتفكير:.. وينك انت يا مسـاعد.. شلي قاعد يصير معاك.. اللي موقفك لحد هذي اللحظة عن انك تكون موجود؟؟
================
في اليوم الثاني... ما قدرت مريم انها تروح المستشفى لانها لازم تروح الجامعة وتسجل للفصل الدراسي الصيفي.. بس اهي ارتاحت لان اختها بتكون هناك ويا مســـاعد.. لانها يمكن حتى لطول اليوم ما بتقدر تروح لها الا اخر الوقت.. وطبعا اهي مستحيل تفوت على نفسها هالفرصة..
وطول ما هي في الجامعة وهي مزوحمة بالمشاغل اللي لازم تؤديها وفي نفس الوقت كانت رايحة عشان تشوف نتايجها.. ومثل المتوقع بالرغم من الصعوبات الا انها توفقت في كل المواد اللي اخذتها..
كملت التسجيـل واخذت لها استراحة.. صلت فيها بالمسجد التابع للجامعة ومشت بعدين الى احد المقاصف.. طلبت لها شي تاكله وانتظرت..
في الملف اللي كانت حاملته اشياء متعددة بدت تلمها في الفترة الاخيرة.. قصاصات.. او حتى اوراق ممزقة بس فيها اشياء اهي انعجبت فيها.. صور او حتى مقطوعات شعرية تقراها بين الحين ولاخر.. حتى انها صممت مجلد في البيت تلزق فيه الاشياء المختلفة..
من كثر الاحداث الماضية في حياتها مالت مريم الى الخيال والانفراد بنفسها .. وبث مشاعرها في سطور متعددة.. والحين اهي فكرها متبلور في شي واحد.. كتابة قصة.. قصة معينة او حتى مقال.. يخليها ترتاح وتهدي قلبها شوي باللي يمكن تقدر تكتبه.. لكن اهي مو قادرة انها تتثبت بهالشي.. هل رغبتها بالكتابة بتجلب معاها المقدرة على الكتابة.. ؟؟ هذا شي اهي لازم تكون واثقة منه..
وصلها اللي بتاكله وراحت لمحل اللي كانت قاعدة فيه. وبنص الدرب.. التفت بالشخص الوحيد اللي ما ظنت انها يمكن تتلاقى معاه بعد هالفترة الطويلة..
كانت غزلان بعد في الجامعة تسجل كورس دراسي يديد صيفي مسائي عشان موهبة الرسم اللي عندها.. ويوم دخلت على طول التفتت الى مريم لان ملامح مريم صارت مقاربة الى ملامح لؤي اللي تلاقيه كل يوم.. فحست بشي في داخلها يتحرك صوب مريم ويجذبها لها.. اهي ما عادت القرينة او المنافسة لها.. اهي صارت جزء من الانسان اللي بدى يستفحل فيها باحلى المشاعر.. ومريم لا اراديا تشكل جزء من هذي المشاعر...
كانت غزلان واقفة من غير انها تتحرك ومريم لاحظت شبه الابتسامة يجول على شفتيها.. لكن ما جابلتها الا بالاحتقار الخفيف.. لكن شي في ابتسامة غزلان خلى مريم توطي عينها وتروح محل ما يات منه..
قعدت مريم دقايق وهي متوترة شوي.. متأسفة شوي لانها جابلت غزلان اللي ما بادلتها الا بالبشاشة.. لكن اهي مو تشتغل ويا لؤي وجراح في نفس الورشة؟؟ هذا اللي عرفته مريم من لؤي... وليش تبتسم لي؟؟ لان اخوي يشتغل معاها خلاص بتصير ارفيجتــي..؟؟ بلى.. هذا انا ان عطيتج ويه يا سارقة الرياييل...
وياها صوووت مألوف ولكن بنبرة ناعمة اكثر:.. قوة مريم..
رفعت راسها مريم للي واقفة وجفلت:.. اه. اهليــن غزلان..
غزلان وهي متوترة وحاملة ملف خفيف بيدها:... تسجلين للصيفي
مريم: اي.. (ويدها على شال راسها) سجلت وكملت.. قلت آكل واكمل مشواري... وانتي؟؟؟
غزلان الي سمحت لنفسها انها تقعد: اي.. سجلت.. مع اني منسحبة قبل سنة.. لكن الحين سجلت عشان اكمل..
مريم بابتسامة صادقة: بالتوفيج
غزلان: اجمعين يا رب....... شخباره مسـاعد؟ اشوى الحين؟؟
مريم وهي تذكر اخوها وتذكر مساعد اللي طلع من الحادث:.. الحمد لله.. على الاقل في وعيه ومو بعيد عنا.... مع ان صحوته كانت ثقيلة لكن.. الحمد لله على كل حال..
غزلان وهي تناظر مريم باسف: انا يوم سمعت انه ..... فقد اعضاء في جسمه... على طول حمدت الله.. تنقطع منه اعضاء ولا يخسـر عمره.. مساعد رجل ولا كل الرجال..
دار في بال مريم تساؤل.. لا يكون الحين حاطة عينها على مسـاعد؟؟؟؟ والله مو غريبة عليها .. حربة واتلون على كيف دارها..
مريم: اي... ونعم الرجال... بس... (بنظرة فيها المكر) اهو بعده يبي فاتن ... وبيلقاها لو بغاها..
غزلان بنبرة صادقة: وانا بعد اتمنى لو ان المياة تعود لمجاريها مثل ما يقولون والكل يرتاح.. وتنتهي المشاكل
مريم وهي تزيد بنكته: ويحل السلام العالمي.. مطالب ملكة جمال هههههههههههه
غزلان ما ضحكت مثل مريم لكن شاب ويهها نوع من الانحراج اللي غطته بابتسامة.. ومريم اللي استمتعت ثواني بالضحك.. مسرع ما حست بالسخف من نفسها..
غزلان وهي تحمل اغراضها:.. على العموم... هني وعافية عليج.. وان شاء الله اشوفج في فرصة اسعد..
وقفت مريم يوم وقفت غزلان:.. ان شاء الله.. وانا اسفة مساعة ما كان..
قطعتها غزلان: لا عادي.. يمكن صح كلامج.. مطالب ملكة جمال ههههههه..
ساد صمت غريب بيناتهم.. والتفتت غزلان عشان تروح.. ومريم اللي كانت توهابتقعد قامت مرة ثانية..
ردت لها غزلان: احب..... اعتذر منج يا مريم...... اشياء ماضية مرينا بها... يمكن ما نكون فخورين بها..
مريم وهي تحاول انها تكون قد غزلان اللي بانت كبيرة في عينها: اصلا ..... (بابتسامة) انا ما عدت اذكرها....
ومن حر الصيـف تجمدت كل الرطوبة وتهلل من الجو نسيم بارد.. يلف قلب المسامح والماضي في دربه الى درب افضل.. أبتسمت غزلان بابتسامة تبرد القلب.. ومريم لمعت عيونها المرحة وبانت غزازها في منظر مثير للفرحة في لقلب..
مشت من عندها غزلان وهي تحس كيف ان مريم وجراح لايقين على بعض حتى لو الواحد ما يدري انهم يحبون بعض.. وصدق ان اللي الله سبحانه وتعالى مفصلهم لبعض.. ماكو اي انسان في هالدنيا يقدر يفرق بيناتهم.. دمتي يا مريم لجراح.. وهو لج... بسلامة والف عافية وخيـر..
------------------------------------------
طلع خالد من الورشة ولؤي بعده ينجد في الاشكال المطلوبة عندهم ويا بعض العمال.. وبانت روحه الفنية اللي بدى يبتكر من خلالها اشكال حلوة ومثيـرة للحماس حتى ان جراح اخذ لوح عريض كان لؤي اهو اللي حافره بعناية واحتفظ فيه .. عشان الايام القادمة اذا فكر انه يستقر فراح يكون كل من لؤي وغزلان وخالد اهم المصممين للمكان طبعا من بعد رؤيا جراح..
وصلت سيارة عند باب الورشـة.. وراح احد العمال عندها واستلم من عند راعي السيارة باقة ورد كبيـرة.. طبعا ما شافها لؤي لانه كان مشغول باللي في يده.. ويوم دخل العامل داخل وهو حامل الورد وفرحان من جمال الباقة.. انتبهوا معظم العمال ومما دفع لؤي بعد وياهم ... ويوم شاف الباقة انصدم.. من هذا اللي بيرسل باقة بهالكبر الى هالمكان؟؟ لا يكون بس زبونة معجبة..
اخذ لعامل الباقة الى غرفة المكتب على طول.. ويوم شافها جراح فتح ثمه وهو مصدوم؟؟؟ باقة بهالكبر؟؟ لمن؟؟؟
حطاها الهندي وعطى لوح لاستلام الى جراح اللي وقع عليه وهو بعده مصدوم..
دخل لؤي وهو على طول متوجه الى الباقة:.. اللاااااااااااااي. شوف معجبتي شيابت لي..
جراح بصدمة: الورد لك؟؟
لؤي وهو يضحك: انا بعد ويهي ويه ورود؟؟ علبالي لك... (بصدمة) لك الورد جراح؟
قام جراح من مكانه وتوجه صوب الورود .. تم يناظر هالتحفة الإلهية.. وتحمد الله وسبح لجمال الورد.. وتم يدور بعيونه على بطاقة ولؤي يحن على راسه!!
لؤي: يعني خلنا واقعيين.. انت تعرف بنت ثانية .؟
جراح من غير ما يطالعه: بنت ثانية؟؟ مثل منو هالبنت الثانية يا عبقري زمانك
لؤي وهو متوتر:.. لا تخليني اييب اسامي.. الجدران لها اذان.. قول لي.. من هذي اللي مرسلة لك..
طالعه جراح بعصبية: الحين من قال الورد لي..
لؤي وهو يناظر لباقة بتوتر وهو عاقد حاجبينه: خلنا نشوف البطاقة... (لقفها وبكل فظول فتحها)
جراح وهو يحاول يسحب البطاقة بصدمة: لؤي مالك شغل.. لا تتعبث..
لؤي: شدراك يمكن الباقة لي..
تم يقرى لؤي الباقة وجراح ينتظر منه اي ردة فعل.. ولكن ما لقى لا عيون لؤي تتابع الكلام مرة بعد مرة.. ومرة بعد مرة .. لمن ابيض ويهه تمام.. وحس جراح ان يد لؤي صارت رخوة على البطاقة وسحبها من عنده بسهولة وهو يناظره باستغراب..
جراح يقرى البطاقة بصوت مسموع: .. الى حبيبة قلبي.. (غ) (طالع لؤي اللي تهالك على الكرسي اللي وراه).. احبج من كل قلبي.. عرفت من خلال غيابج عني.. ان مالي حياة ولا نصيب بهالدنيا من غيرج.. اقبلي اعتذاري.. وردي لي.. حبيبج.. بـدر!!!!
لؤي بصوت مفجوع: ..... بدر!!!
جراح وهو محتار لان شكل لؤي معتفس:... لا تستعيل يا لؤي..
لؤي وهو مفجوع: حبيبتي.... أقبلي اعتذاري.... هذ وينه.. دلوني عليه.. بشرب من دمه....
جراح وهو يطالع البطاقة مرة ثانية..يعني غزلان اهي راعية البوكيه الكبير.. بس من لصعب ان الواحد يتكهن بان راعية البوكيه اهي غزلان.. بعد ما شافها امس يوم كانت تناظر لؤي بحالميه.. ما توقع انها تكون على علاقة مع واحد ثاني..
الا خالد يدخل عليهم وهو مستعيل: جراح عطني الارصدة الهندي الغبي نساهم
وانتبه الى الوضع...
خالد: علامكم؟؟
جراح وهو يعطيه الارصدة:.. ولا شي.. بس...
خالد وهو ينتبه الى البوكيه: اوووووف .. شهالبوكيه العجيب..
تاوه لؤي وغطى ويهه من الألم اللي فيه
خالد: شفيك لؤي؟؟ البوكيه لك
لؤي بقهر: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآه
جراح: خالد خلك منه
خالد وهو مستغرب: شفيه هذا؟؟؟ شفيك تتاوه؟؟
جراح: اقرى هذا ....
اخذ خالد البوكيه وتم يقراه.. وشوي شوي تتوسع ملامحه الى ان نطقت شفاته بكلمه
خالد: sh*t ... لؤي... انا ..
لؤي وهو يوقف من مكانه واعصابه ثايرة: انت شنو؟؟ ؟انت شنو؟؟ انا شنو ؟؟ ولا انت شنو؟؟ والا احنا شنو.. .يا ناس ارحموني.. فيني نار.. فيني نار ابي اطفيها... ااااااااااااااااااااااااا اااااااه يا قلبي ااااه..
جراح: لا تستبق اي شي يا لؤي.. وبلا هالردة الفعل القوية.. وانت اصلا جذي ولا جذاك ما لك اي رئاسة على البنت ولا شي اهي حرة باللي تسويه
لؤي يناظر جراح بعيونه الطفولية اللي بعد حملت فيها شوية من المزح: حرة؟؟ حرة؟؟ يعني انا حر... انا بعد اقدر اخلي بنات يرسلووون لي بوكيهات.. لكن لاااا ما سويها ليش.. لان في شي اسمه قلب.. ويسوي دقات وهالدقات ما تقول الا .. غزلان . . غزلان .. غزلان.(قعد بحيل منهد) لكن غزلان ما تبي هالدقات... تبي... بدر..؟؟ بدر.. ؟؟؟
كلها لحظات الا وغزلان تدخل الورشة ومنها الى المكتـب.. ويوم لقت الباب مفتوح شافت الثلاثة مجتمعيـن ويا بعض.. ابتسمت لهم بحرارة وبس ما انردت الابتسامة لها ..
غزلان باستغراب: علامكم؟؟ شفيكم مبوزين؟؟ (تنتبه الى البوكيه) وااااااااااااااااااو.. محلى البوكيـــه.. لمن..
قام لؤي من مكانه من غير ما يطالعها وراح عند الباب وطلع من الورشة كليا وخالد وراه..
غزلان الى جراح: علامه لؤي؟؟؟؟ فيه شي؟؟؟
جراح وهو يسـتأذن منها: مادري شفيه.. بخليج .. وهذي.. (يسلمها البطاقة) هذي لج..
غزلان وهي تكلم نفسها:.. البوكيه لي... من من؟؟؟
|