لا يمكن أن يختلف أحداً حول إن الانتحار كفكرة
أمر مرفوض على كل المستويات سواء في القوانين الشرعية
أو الوضعية وقد تم التصدي له عبر كل الاطروحات الفكرية
فهو بالنهاية سلوك مريض يرفضه المجتمع والقانون
فضلاً عن رفض واستهجان الموسسات الدينية
التي اعتبرته جرم يؤدي بصاحبه لمصير تعيس
لأن الحياة هبة الخالق للعبد وبالتالي فالانتحار يشكل نوعاً
من التمرد والجحود بل التحدي للخالق العظيم
أما القسم الثاني والذي يخص المنتحر كفرد من المجتمع
فهو يحمّل المجتمع جزءً من مسؤولية هذه الجريمة
لان القدوم على انهاء الحياة غالباً هو رد فعل
ناتج عن مجموعة كبيرة من الضغوط التي قد يكون المجتمع سبباً فيها
كالفقر أو الخيبات والهزائم الاجتماعية الناتجة عن علاقات
فاشلة أو خيانة ما أو انهيارات مالية أو فقدان أحبة وأساب عديدة أخرى
والمجتمع حتماً يتحمل مسؤولية هذه الكارثة
وهنا تحديداً يكون المنتحر ضحية من وجهة نظري الشخصية
فالانسان يولد كــ ورقة بيضاء ثم يأتي المجتمع ليرتب عليها آثاره
الجيدة كانت أو السيئة
وبنحو آخر نجد أن الاسرة ربما لها دوراً في مصير الفرد من خلال التقصير واللامبالاة وعدم مسك زمام المسؤولية التربوية
من هنا فان الخالق الحكيم له القدرة على تمييز كل هذه الظروف
المحيطة بكل حالة وله من العدل والرحمة مايسع كل شيء
كما في قوله تعالى وسعت رحمتي كل شيء وعذابي أصيب به من أشاء
فسبحانه الذي جعل الرحمة عامة ومطلقة وجعل العذاب مخصوصاً
موضوع نقاشي مميز
الله يعطيك العافيه
|