عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2019   #3


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (09:47 PM)
آبدآعاتي » 3,304,153
الاعجابات المتلقاة » 7609
الاعجابات المُرسلة » 3806
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




عِنـد غرُوب الشَمـس..

كَان بالـهُ مَشغولاً بِمـا حَدث..
والكَـلامُ يرنُ فِي أذُنيـه طُوال الطَريـق

" وضعت يدها على صدره دافعتاً إياه بضعف ليبتعد عنها
قيس :يمه
أم فهد : إسكت إسكت...إنتوا أخوة إنتوا؟ إنت تعرف إن حلاوة الأخ كلها في الشدة ؟ أما في الرخاء الغريب موجود
لعبتكم إن تعرفون وتسكتون صح؟!
وبعدين متى تتعلمون إنتم إنكم لازم توقفون مع بعض ...متى بترجعون علاقتكم قوية مع بعض...لما أموت؟
بس شاطرين بالكلام ..ولا الأفعال صفر على الشمال...كل واحد فيكم مخبي نفسه في حجره"

أهَذهِ الحَقـيقـة ؟.. هَل كُتمان أسَرار بعضِهم البَعض.. يؤذِيهم ؟
هَل كَان يجَب عَليـه إخبارهُم عِند مَعرفتـه لعُقـم فَهـد؟
هَل كَان يجِب عَليه إخبارهُم عِند مَعرفَتهِ ببعَض أعراض غَادة؟
هل كان يجِب عَليه تقاسُم القلق عَليهم مَع البَاقي؟

نَظر إليِهـا تنظُر نَحو الطَريق ويدها تسندُ خَدهـا بملل..

لمَاذا نحنُ نعَيش فِي صِراع داخِلي لا ينتهَي ..

حَركت عَدستيهـا نَحوه ..

لَم يزل عَينيه عَنهـا كَان مُتعمقاً في تفكيره..

:تبي بَدل ما تطلقني تقتلني ولا وشو؟

إستفَاق مِن غَيبوبة تفكِيره
نَظر إليَهـا وكأن ماءَا بارداً قَد سُكب عَلى رأسه
:هاه؟

لِين غَيرت ماقالته بضجَر: مَتى بترجع من مَوعد غَـادة ترَاني جوعانة إذا طَولت بسَحب عليك وباكل
قَيس: مارَاح أطَول .. بَس أخَلص تقريباً على ثمان راح أجَي
لِين : إفف طَيب أنا جُوعانة من اللحين
قَيس: إنتِ تبين تتهربين من العشا ولا وشو ؟
لِين أسَندت خدها بيدها بضجر وهَي تنظر عَبر نافذتها نَحو الطَريق ..نَطقت بهَمس: خايفَة العكس..
قَيس: إيش؟
لِين بصُوت عَالي وهَي ماتزال تنظُر عَبر نافذتها: أقُول أهَم شيء ماتطَول لأني جُوعانة
قَيس: وش رايِك تضيعين وقتِك بأنك تتكشخين لأني حجَزت مطعم كشخة ؟
لِين : لا حُووول بنتطلق ليش أتكشخ لك
قَيس بإمتعاض: عَشان نتذكر بعض بكشخة مو ما أتذكرك إلا وإنت راجعة من الجامعة وحالتك حالة ووجهك مصفوق من الشمس
لِين نَظرت إليه بعصبية : طَيب أنا أبي أتذكرك وإنت ببجامتك نايم في الصالة رجل على الكنبة ورجل على الأرض وتشاخر وراسك لو أفجر قنبلة جنبه ماصَحيت
قَيس : كِيفك والله إنتِ الخسرانة .. المطعم راقي وغالي بتحسِين روحك كخة إذا رحتين بخلاقينك
لِين : قُول لأنه غالي يالجِعص .. بعدين كذا كذا بجَلس بالعباية وش أكشخ
قَيس إبتسم: إنتِ إكشخي وبعدين بتشوفين
لِين : يُمه أخاف تغتصبني عَشان أظل معاك وأنا مابيك
قَيس وهُو يمد باطِن يده ليدف وجهها بعُنف : وييع لين وييع الله يقرفك إعقَلي لو شوي فِي آخر يوم لنَا مع بعض
لين وهي تبعد يدهُ عَن وجهها: إنتَ شفت إبتسَامتك أول وإنت تقُول(وهِي تقُلده) بتشُوفي بعَدين
بتحِس رُوحك مِن الصايعِين إلِي يتوَعدُون فِي البنَات
قَيس :والله ماتستاهِلين الواحد يسويلك مفاجئات نشُوف بعَدين مِين الصايع الي بيدَلعك
ضَحكت لين بإستهزاء وهَي تنظُر إليه: صدقني بكشخ اليُوم كشخة عُمرك ماشفِت زيها عشان تشوف كِيف بعدين بتكشخ للصايع الي بياخذني ويدلعني
ضحَك قَيس وهَو ينظرُ نَحو الطريق: الله يعِينه عَليك .. راح أدعَي له لِيل ونهَار
لِين: والله الله يعِين غَـلا لازم تكُون ممثلة بارعِة عَشان تقدِر تعيش فِي مسرحيتك الي ماتنتهي
نَظر إليهَـا... كانت نبَرتها جَادة ، وكذلك وجههَـا

أوقفَ السِيارة عِند شقتهَما وهَو مايزال ينظُر إليها
بهُدوء: لِيه؟ مو هَاذي المَسرحية ببطولتك؟
لِين : لا تنسَى إنك المُؤلف والمُخرج ..أنا راح أطلع مِنها بُكرة..إنتَ ظال فِيها للأبد
قَيس :إشرحَيلي الي تقصدينه
لِين وهَي تضع يدها على مقبض الباب: إنتَ فطَين وفاهمني
قَيس مُوقفاً إياها من الخُروج :لا إشرحَيلي عَشاني ما أوافقك الرأي
لِين نَظرت إلى قَيس الذَي أغلق البَاب بالزِر بضَجر..

بينما هُو إبتسَم لهَـا..
لِين : أقَصـد إن كَلام مَرام صًحيح ..
قرَبت أصابع يدهَـا السَبابة والوسُطى نَحـو أطَراف شَفتيـه لتسحبها للأسفَل وتحُول من إبتسامتهُ لعُبوس : وأخَـاف إن بعَد إبتسَاماتك ..يبقَى عبُوسك

تَغيرت نظَراتُه .. تَجمـد فِي مكَانه .. بينمَا هِي أبعًدت أصابعهـا عَنه لتخرجُ من السيَارة
قَبل أن تغلق البَاب: أنتظرك على العشَاء

مازَال مُتجمداً كالصًنـم...عُبوسه الذَي صنعتُه لِين بأصابعِهـا... مازال فِي مكَانه
كَان ينظرُ لمكانهِا بضِيق..
كِلماتها كالأسهُمِ وسَـط صًدره ..
قَد أُلقِي عَلى مسَامعهُ اليَوم الكَثير...
ولكَنهُ يحتار بَين تصنيفها كرأي أم حَقيقـة

وإن كَان كلامهُم صَحيـح ..
ما قَالتهُ لِيـن..

أكَان حَقيقـة أيضاً؟
##

كَانت تلهَثٌ بِشدة بعَد أن وأخيراً إستطاعت القِيـام مِن على الكُرسي لتتَمسك بالعُكاز
كانتَ تشعِر بألمِ فظيع فِي كَتيفها وكُل ثِقلها يُسند إلى هذان العكَازان الخَشبيَان

لَم تستطع الإحتمال أكثَر.. يداهـا التي إعتادت برودتهما قَد تعرقتَا مِما تبذلهُ من جِهد ..
كَان الهَدف فقط أن تصِل للمُعالجة.. كانت فقط عَلى بُعد خُطوتين
جبينها يتعَرق كمَا يديها .. كتفيها تؤلمها بِشدة .. وصَدرها يعلُو ويهبط من تسَارع أنفاسِها
أُفلِت العُكازين مِن يديها لتسقَط عَلى كُرسيها الذَي كَان ورائها بتعَب وإرهَاق .. وهَي تتنفس بُسرعة: مافِي فايدة .. أبسَط شيء ماقَدر أسويه كِيف بَمشي مرة ثانية
أبعدهُمـا رَيان عن أمامها ليضعهُما جانباً..
رفَع ذراعَهـا نَحو رقَبته ..
نَظرت إليِه غادة بصَدمة :ترا ما أقَدر أتحكم بتوازني ولا شيء
رَيان : مِن ثقلك عاد
غادة : إذ تتوقع إنك بتمشي معي وذراعي حُول رقبتك أكيد بصير ثقيلة

إقَترب نَحوهم .. ليضَع ذِراعها حَول رقبتِه : وش رايك بُعكازين بشَريين ؟
رَيان وهَو ينظر لقيس ويضحك: أوووف لو أبيعك يا قَيس كعكاز أضرب عصفورين بحجر واحد نفتك منك ونربح فلوس
قَيس: كِل تبن عاد أجل ماتقدر تمشي أختك يا بيبي إنت

بينمَا هِي إرتسمت على وجهها إبتسامة وهَي تنظر إليهُمـا..

تستندُ عَلى شقيقيهَا لتخطُو أولى خُطواتها بعَد الحَادثـة ..
بعَد كُل مامَرت به من تشتتَ..
بعَد أن حَاولت قَتل نفسها
بعَد أن كَانت تؤذي نفسها بنفسها .. وتكرههـا

هَاهي تشُد بقبضتيهَا عَلى مَلابس شقيقها خائِفـة مِن الوقوع..
خائفة من أن تتأذى..

##

حَالما وصَلوا عِند المَنزل ..
فًتح البَاب ليخُرج..

ريان: وين وين بتروح إن شاء الله وإتفاقنا
قَيس وهو يفتح الباب الأمامي مُجدداً: آسف والله متأخَر على لين
ريان: وش متأخر خلها تجي البيت هِي بعد؟
قيس بإبتسامة مرتبكة: معليش متفق معها نطلع نتعشا
نظرت إليِه غَــادة بإستغراب..
لاحظ نظرتها ..
بالطَبع فهَي الوحيَدة التِي تعرف عَن حقيقـة زواجهُمـا..
..أهذا إحدى الأدلـة أيضاً على كلام مَرام ؟
إنهُم يخَفون الحقائق عَن بعضِهم حَتى يُكشفوا

إبتسَمت دُون أن تعرِف..
إن كَان خيراً ذلك أم شراً..
إن كان جيداً لصديقتها غلا أم شراً.. أو إن كَانت تلك هِي البداية أم النهاية لليِن
لَم تعرِف حتى مايجب عَليها أن تشعر به..

لَم تعرف إنهُما يودعان بعضهِمـا.
وإن هذا "العَشاء الأخيـر".
##

كَان يعلمُ إن مَوعـد غادة سيطُول.. لذَلك أرسَل لهَـا المَوقع وطَلب بِها أن تسبقهُ إلى هُناك
لَم يكُن يريد ذلك .. كَان يريد أن يذهبا سوياً .. وأن يرتشف لذة كُل دقيقة مُتبقية معاً
لا يعلمُ لماذا يشعرُ بأنها آخر ساعَات حياتهُ.. وإن غداً سيكُون مَوعد إعدامــه.

كَانت هِي هُنــاك ..
في مطعمِ كبيــر وراقِ.. لا يوُجد فيه إلا هِي .. وعاملات نساء فقط.. تيقنتُ إنهُ قام بحجزه كاملاَ.. وتيقنت إنه قام بذلك ليقلل من شعورهِ بالذنب
وضَعت خصلا شعرهـا الأسود وراء أذنها بعصبيـة ..

شتمت نفسَها إنها تأنقت وقد تأخر ساعتاً كامِلة على موعدهم ..
شتمت نفسهَا عِندما شعرت بأنهُ تخَلى منها الآن..
بعَد أن قَام بكل ذلك... لم يملك الجُرأة الكافيـة ليحضر
وهو بالغدِ سيُطلقها .

أحَست بغبَاء موقفها .. وبسذاجتها
نظرت بغضب نَحو فستانها الأحمر المُخملي...

" لبست فستان أحمر عاري الكتفين مخملي الملمس.. فكت رباط شعرها الحرير الأسود، دارت بكامل جسمها في وسط الغرفة، لتقف في نهاية دورانها لتنظر كيف يتحرك فستانها وشعرها معها..اقتربت للمرآة ..نظرت لنفسها بتمعن ، ابتسمت وفتحت درج تسريحتها لتأخذ أحمر شفاه باللون الأحمر وتضعه على شفتيها ، ضحكت وهي تنظر لنفسها وهي تمتدحها

وضعت شعرها بأكمله على جانب واحد وهي تبتسم وتنظر لنفسها وتقول

:باقي كم يوم بس..وتصيري يالين زوجة قيس"


ضَحكت وهِي تنظُر لفستانها ..
إرتدتهُ لأول مَرة ولَم يتبقى سُوى يوم على زواجِهمـا..
وترتديه الآن ولَم يتبقى سوى يَوم على إنفصَــالهِمــا.

أمسَكت بحقيبتها بغضب لتقِف من عَلى كُرسيها تَنوي أن تحفَظ ماء وجهها وترتدي عبائتها وترَحـل..

فَتح البـاب..

ليتَوقف صَوت طرق كعب حذائها..

ويقِف هُو فِي مكانه ..

لِماذا كانت نظراتهُما لبعضِهما تُعبِر عَن الضيق..
أليس من المُفترض أن تُعبر عَن الإعجاب؟
ألم تكُن هي تقِف بكامل زينتها..مُرتديــة فُستانها الأحمر ..شعرها قد جعدتهُ بكسرات لطيفة ..واضعِة أحمر شفاه باللون الأحمر وكُحلاً خارجياً يزيد من جمال عَينيها النَجلاء..
مُرتدية حذاء ذو كعب عَالي لأول مَرة.
وهَو إرتدَى حُلة رَسميـة كُحلية وربطة عُنق .. ليخرج بها لمكان غير المدرسة لأول مرة.

هَل كان بنــداً عليهُمــا... أن تُمثل نظرات الإعجاب بينهما ..إنها نظرات ضِيق؟
##

فَتحـوا باب غُرفتهـا فُجائيـاً وبقوة...
صارخيـن بمرح ..
إنتفضت وهَي تضع يدها على قلبها بهَلـع..

إقتربا نَحوها ..
ريان يدفُ كُرسي غـادة ... التَي لَم تَعــلم من جلسة اليَوم هل ستسطيع المشي على قدمها مَرة أخرى أم لا..فكُل ماقامت بِه باء بالفشل ..كانت كُل خطواتها بسبب إستنادها على شقيقيها
لكنها...هدفها الأول...علاجها النفَســي..لذلـك لَم تكترث لغيـره..
لم تكترث لأي حُزن يحاول أن يصِل لقلبهـا.

كانت مُمسكة بتثاقَل أكبر حجم من آيس كريم باسكن روبنز
: إخذيه إخذيه بسررعة
أمسكتهُ مرام بتثاقل لتضعه على الأرض بجانب سريرها وهي تنظر لهم بصدمة وتردد:مجانين مجانين

غَــادة إقتربت بُكرسيها نَحو مرام لُتجلسها قصراً على سريرها :أخخخ شتبين أحد يشد يد أحد عشان يجلسه
غادة: شسوي مقدر أوقف لازم أجلسك لي

إحتضنتها بقوة ..لتحاول إبعادها مرام : آآآ وش فيك فجأة وش تبين وليه جايبة ايس كريم قد راسك لغرفتي
غادة وهي ماتزال تحتضن مرام بقوة : هذا إلك مو إنت تحبين باسكن مررة أخذت لك أكبر حجم الي يغرفون للناس منه عشان تسامحيني
مرام قطبت جبينها :إيييييييش
غادة وهي تقبل مرام بإستمرار وجنون: سامحيني...سامحيني..سامحيني..أحبك..أحبك..أوعدك ماراح اخليك..مرة ثانية...وإذا فكرت أنتحر بقولك مرة ثانية نتحر سوا شرايك
ونظرت إليها وهي تحرك حاجبيها
لَيَلقي ريان الوسَادة على رأسها بإمتعاض :بلا هبال

مَرام بإستغراب وهي تنظر لغادة:شسالفتك إنتِ؟
غادة بدلع: بليييز لا تكرهيني .. أدري إني أخت كبيرة فاشلة ..بس مو إنت قلتي طفشتي من وضع هالعائلة المُشتت ؟؟...أنا أوافقك الرأي وأبي ترجع علاقتنا قوية وأرجع أتنمر عليك
مرام :ياسلام؟
غادة ضحكت: لا لا لا أمزح معك ..
بهدوء وجدية وهَي تنظر لعَيني مرام: رجاءَا .. اليُوم أنا في حالة جيدة ..بتجيني أيام في العلاج برجع للهاوية مرة ثانية .. رجاءَا .. مسامحتك لي بتكون اكبر دافع للإستمرار في العلاج
إيش هي الحياة إذا خسرتك؟
##

إقترب نحوهــا مُبتسماً ..
:ليه واقفة كذا؟
كنتِ بتهربيـن مني؟

نَظرت لهُ بضيـق.. هِي الأخــرى ظنت إنهُ سيقوم بالهَرب..
:كنت أتوقعك إنت الهربان مني .. كعادتــك

أبعد الكُرســي لتجلس عليــه ..
وهُو بدوره جلس أمامهــا ..
قال وهَو يرتب ياقته : كعادتـي؟
لِين ببرود: مُو إنت قلتها بنفَســك ..

(قال وعينيه مازالت على الطريق : لا .. أنا أخترت بتعمد إني أعيش في شقة برا البيت.. لكني قلق بس
لين بجدية: ليش ..ليش كان هذا قرارك إذا بتقلق لهالدرجة ؟
قيس ومازالت عينيه على الطريق : لأني دائماً أختار الهرب
لين نظرت إليه ..كان يقول ذلك بصدق..
أشاحت بوجهها ناحية النافذة.. مٌسندة خدها على يدها وهي تنظر للغروب ..
"الهرب......... لو راح نفسر خيارك بيني وبين الي تحبها .. ماراح يكون هرب منها ..الشيء الوحيد الي واجهته هو هذا الزواج .. لكنك بتهرب منه بعد أشهر.. وراح نتحرر إثنينا")

قالت لِيـن تِلك الذِكـرى وهَي تنظُر لتعَابيـر قَيـس .. إبتسَم بالتدَريـج..وأومأ رأسهُ بالإيجَـاب

لِيـن بجُمود: إذاً توافق كلام مَرام؟
قَيـس مُبتسماً ..وعَينيه تضيق مُركزتاً فِي ملامح لِين: أوافَق..
بَس عِندي سـؤال
لِيـن وهَي تتصَفح قائِمة الطَعام :أهـا؟
قَيـس: وش قَصدك بآخَـر حديث لنا اليُوم فِي السِيارة؟
لِين نظرت إليه: تُبغانـي أكُون صريحة معك؟
قيس هَز رأسهُ موافقاً:أكيـد
لِيـن: أجَل أوعِدني إن نكُون صَريحين مع بعض الليلة
قيس إبتسم: هذا بَنـد لليلة؟
لِين:أعتبره كِذا
قيس: أوك .. أوافق.. صَارحيني (قالها وهَو يُشدد على حروفهَا)
لِيـن وهَي تنَظُر لقَيـس بجِديـة: لا تِبتسَـم إذا إنت متضايـق .. لا تسِكت وبداخل صدرك كَـلام
تَلاشت إبتسامتهُ وهَو ينظر لها
لِيـن: قَيس أنا مانسيت كلام الدكتور..
ما نسيت إنك متشابه مع غَـادة في كثير أشَياء
وأنَا قِلتها لك من قَبل بِس إنت أنكرت
قِلت لك إهتم بنفسك ونفَسيتك لأنك إنتَ بعد شِفت أبوك منتحر قدامك
بَس إنت ركزت على دفترك السخَيف وعَطيت طَاف كلامي

إنتَ كتُوم بشَكل مو طَبيعـي ، أخَـاف
أخَاف تتحَول إبتسامتك الدائمة وسكوتك الدائِم إلى حُزن دائم

فاهمني؟؟...حُزن دائـم؟!

صَمت وهَو ينُظر إليهَـا...يبتلعُ ريقهُ بصعوبة ويتضَح ذلك من تفاحة آدم البارِزة فِي عُنقـه

فَتح قائمة الطعام وتكَلم بصَوتِ عالِ: أي وش تبين تاكلين؟
إبتسَمت بسخُرية: كالعـادة ..كالعادة تهرب..
مِن أبسَط الأشياء تُهرب..مواجهة..سؤال..فضفضـة..زواج..حُب..عائلة..
وماتبيني أخَاف إنك تكُون الوريث الثاني لأبوك؟

رفَع عَينيـه ينظُر لهَـا..
تشتَد قبضتهُ عَلى ورق القائِمـة
رفَع رأسهُ ليوازيهَـا..:وش تبيني أسَوي يعني؟
لِيـن: قَالـك الطَبيب إن الوقايـة خَيرُ مِن العِلاج .
تجَمدت ملامحُه وهَو ينظُر لها بِحدة : كِنتي تسمعين؟
لِين: أجل ليش كِنت واقفة عِند الباب أستاذ قَيــس ، لأني أدَري إنك كَتوم وما خَاب توقعي

لِيـه رفضت تُحضر الجَلسـات؟
قَيس مُمسكاً أعصَابه: لأن مافِيني شي لِين..قالك وقاية وليه أوقِي نفسي وأنا بخير
لِيـن إبتلعَت ريقها.. تُقوي نفسها..تُمثل الجُمود والصَلابـة :
لأنـك أكيد ماشَهدت بَس مَنظره وهُو منتحر..
شهدت سَنتيـن وخمسة أشهر من إكتئابه
" كُنت أحَاول رَسم الإبتسامة عَلى وجَهي..فِي كُل وَقت ماعَادا ساعَات وُحدتي"

قالتها له ... تلك الجُملة المَكتوبـة بخطِ يده المُرتب فِي دفتره الكُحلي الجلدي

صَمت مُستسلمـاً وهَو ينظُر إليهَـا..

لَم يعرف مايُجيبهـا..
لَم يستطِع المُوافقة عَلى جلسات وهَو سَليـم بالنسبة لنفسِه
ولَم يستطع الإقرار بإنهُ كتوم لحدِ غير طبيعي.. وبأنهُ ممثل بارع في كل حَيـاته.

##

: طَيب مو مَوعدنـا كان بس عشا ولا كِيف؟ ليه جايبني هِنا؟

قَيس وهَو ينظُر إليها مُبتسماً: ماتَبين أشتري لك آيس كريم لأخر مرة .. تعودت أشتري لك
إبتسمت : قَيس لُو أدري عن مشاويرك هاذي مالبست هالفُستان
قَيس : ليه طالع حلُو عليكِ

تجَمدت وهي تنظرُ له
هز رأسهُ نفياً: أقصد إنه عادي يعني .. شفيها ..نستهبل هالليلة ..جت هالليلة أنا من أخذتك وأحنا بس مستهبلين
إبتسمت لتضربه على كَتفِه كعادتها: يلاااا عاد إعترف بجمالي لو مرة شدعووووة غيوووور
نَظر لها بإستهزاء
: أي جمال إنتِ وعيون البقر ذي ؟
لِين بقهر: أحسن من خشمك الي يوصل لأبطينك
قيس إنفجَر ضاحكاً : خشمي أطول منك يالسنفورة
لِين : اننننن تأدب عني بسرعة لا أشتري كِل محل الآيس كريم اللحين
قَيس: لا خلاص كفاية العشا فلستيني
لِين بإستنكار: والله محد قالك تتفلسف وتسوي فيها رومنسي وتحجز مطعم كامل عشان وحدة بتطلقها بكره
ضحكت بينما قيس نظر لها وأجاب بهدوء: تستاهلين ..عزيزة وغالية
أخُفتت ضُحكتها بالتدريج وهي تنظُر إليه ..
ضربت كتفهُ مرة أخرى: خلاص عاد بلا قلة أدب وعزيزة وغالية ومدري إيش يلا ننزل ناخذ ايس كريم يبرد قلبنا بدل كلامك الماصخ
##

تنهَدت ..
أطلقت زفيراً عميقاً..
تتسارع نبضَات قَلبها لا تستطيع أن تتحكم بذلك..
ومن شدت تسارعها تؤلم قلبها كثيراً..

أعَـادت صُورهُ واحِـدة تِلو الأخرى في الألبــوم

صُورته وهَو يضحك مع أطفالِه فِي عِيد مِيلاد مَرام ..
صُورتـه وهَو يضحكُ حامِلاً غادة عَن يسارِه ورَيان عَن يمينه وهُم ذوي السنتان..
صُورتـه وهو عائِــد من العَمــل .. مُرهق .. لكن مُبتسم .. يشبه قَيس هُنا كثيراً
صُورته وهَو يسقي نبَات حديقة مَنزله ..
لا تُكـاد تنتهَي صُوره ... ولا تُكـاد هِي تتوقف عَن البُكـاء

عبدالرحَمــن .. كُنت زوجــاً وأبـاً مثاليــاً .. رُغم كُل شيء
ما أزال أراكَ مثالياً ..
إكتئابك .. كَـان كحَد السيف على أعناقِنـا..
وإنتحَـارك كَان كالطعنة فيهـا..

ولَكننـا لَم نمُت ..
نحنُ فقط أضعَنـا أرواحُنــا..

نحنُ الآن ننقُذ أنفسنـا من الهلاك جميعــاً..


عَبـدالرحَمن .. إبنتك اليوم ذات التاسِعـة عَشـر
ألقَـت على مسامعِي خِطابــاً لن أنسَــاهُ ماحييت ..

كَان كلامهـا كالصَحـوى لِي..

مالذِي كُنت أفعلـه؟
أنســاك .. أم أتناساك ؟
كُلاهمــا مُستحيــل..

أحبك حُبـاً جمـاً ..

وغَـادة
عِندما حَاولت أن تنشأ نهايتها بيديهَـا

سأَحاول أن أتاكد إنها أنهَت سبيلهـا

إليـك.


وأعَلمُ إنك تريـد ذلك أيضـاً.

إحتضنت أم فهد صُوره إلى وسَطِ صَدرهــا... تسقطُ دموعها
وترتسِمُ إبتسامة على وجههـا.
##

وقَف وهَـو ينظُر إليهــا..
عِنــد طَاولــة الطَعام التي إعتادوا الجُلوس عندهـا
إعتادوا أن يصنعوا ذكريات كثيرة عِندهـا

ها هُم الآن يصنعون ذِكرى الفِراق عندها أيضاً ..

إبتسم وهَو ينظُر إليها : رَاح أترك لك الشِقـة الليلـة .. وبُكرة .. الطَلاق
قالها بصُعوبة .. أطلق زفيراً طويـلاً بعدهـا.. أحسَ تلك الكَلمة كالغصـةِ وسِط حلقه
وقَد تمزقَ إلى أشلاء عِند إخراجِهـا.

لِين إبتسمت : شُكراً على كِل شيء
قَيس : صَح .. تذكرين لما سألتيني عَن حسابي حق الأفلام وإذا عادي تستخدميه بعد الطلاق أو لا
وضع قُصـاصة ورق زرقاء في يدهـا وهَي تنظر بإستغراب
قيس مٌبتسماً بإرتباك : حَـلال عليك حسابي هه
لِين بإستغراب: شفيك تالي بستخدم حلال إبن الحلا...
قاطعهـا بوضعِـه نظارتهُ الشمسية عَلى عينيهـا بُعنف : وهاذي عشانك طفشتيني وإنتِ تسرقينها من وجهي كل يُوم فأخذيها لا تتكسر من عينك بعدين
لِين وهَي ترفعها إلى رأسها : من جدك إنت لو تستعبط
قَيس مُغلقاً عينيه بإنزعاج : خلاص كلي تبن خليني أتذكر كل الي قلت بسويه وبقوله
لِين : إذا تبي تعزمني على عرسك مع غلا بعدي أفكَر إذا أحضر أو لا
ضحكت بضيق وهي تنظُر إليه
قَيس : آمممم لِيه بعزمك؟
لين ضربت كتفه : مالت عَليك ياسخيف
ضحكَ ..
نَظر إليها مُبتسماً وأردف بهدُوء: صَدقيني لِيـن إنتِ شخصيـة رائعة .. وماكنت أمزَح لما قِلت لك إنك عَزيـزة وغاليـة عَلي.. وأدري إني مَجنون إني أفَرط فيك ..
على كِل هوشاتنا الغَبيـة إلا إن هالشُهور القلائل الي عِشتها معَك كَانت جميلة ومُستحيل أنساها .. راح أحَاول أتناساها.
صَمتت وهَي تنظُر إليه .. قبضتيها المشدودتين على قُصاصة الورق والنظارة ترتجفان بُضعف

سَمح لنفسِــه .. بأن يضَع يديــه على ذراعيهَـا
ويُقبــل جَبينهَــا برِقـة
:وداعاَ.
لِيــــن.

إشتعلت النيران فِي عُروقهـا مِن قُبلتــه .. مِن آخــر كَلمـة ستسمعهـا مِن فَمه
من إسمهــا الذي إختار أن يقُولـه أخراً ..
وأن يودعهـا به.

إرتخَت يديه من على ذِراعَيهـا .. بينمـا إرتجافهَـا خانهَا فتحَول من يديها فقط ليُعانق كُل جسدهـا..

أخَفض رأسهُ .. لأن الوداع صُعب.. ويريد أن يخرج ..

مضَى مِن أمامهـا ..
لتسقُط هِي عَلى أرضيـة المطبخ .. بضُعـف.. جسدها بكامِلـه يرتجف..قَلبها قَد سُلِب مِنهـا
كُل صمودها وقُوتها طُوال اليَوم .. قطعها الآن إلى أشَـلاء..
سقطت دُموعهـا من عَينيها وأجَهشت بالبُكـاء..

لَم تُفِكــر.. لَم تُصارع عقلهــا وقلبهــا..

فقط مِن بيَــن دُموعهــا وحرارة خَديها صَرخـــت بإسـمـه مِن أعماقهـا: قــــــــيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ س!!!!

ركَضــت نَحــو باب غُرفــة المَعيشــة .. كَان للتَو قَد إنتهَى من إرتداء حذائِه
وقفَ مُتجمداً مِن صُراخِـهــا.

فَتحت البَـــاب لتتشبث بذراعِـــه بُقـــوة ... هُو أمامــه وجهه للأمــام وهي ورائه ترتجف بألم:
ليش لازم أكرر غبائـك .. ليش أصارع عَقلي وقَلبي مثلك وفِي النهَايـة أمَر بالخسارتين ..ليش أعتبر الي أبيــه أنانــية بينمـا أنا قلت من قبل إن أحنا لازم نختار الي نبي نسويه..ليش أعقد الموضـوع .. بينما هُو سَهـل جِداً...
أحَبـــــــك"


 توقيع : جنــــون





مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس