أسطورة حبي

***
ألا يحن الحنين وتعود تلك السنين
ألا تكتفي يا قلبي من البكاء والحنين
أنا أعلم أن من يرحل بخطوات متقاربة
سيعود مع مر السنين
ولكن ذلك الرحيل لن يكون
له عودة ولا حتى خطوات.
لقد رحلت وتركتنا وحيدين
لقد أظلمت الدنيا في عيني
كانت تقول:
لي هات يدك يا حبيبي
وشد بي ...إلى النهر الهادر..
لا تخاف أن أسقط فيه..
فالبحر الأعظم يناديني إليه.
لا أريد أن تذرف ...بعد موتي دمعة...
لأن روحي لن تبتعد عنك..
بل ستبقى بقربك تحرسك وتحبك.
عندما يجتمع الناس .
.حولي يندبونني ويبكونني ..
لا تبكي مثلهم...
بل أصغ إلى همسات روحي ..
وحفيف جناحيها حولك...
وضع فوق نعشي ..
ورود زهرية اللون..
آه يا قلبي..
ونسحق قلبي تحت سنابك خيل
آلاف الجنود في جيش بربريّ لا يرحم.
لا صوت سوى صهيل الخيل يدويّ في رأسي.
وصراخ الأطفال والأمهات يضجّ في أذنيّ.
ولا شيء إلا مستنقعات موحلة
تحيط بي وبُرك دماء تحاصرني.
فصخرت بأعلى صوت منادياً
حبيبتي.
وانحنيت فوق صدرها
و دسيت راحتي تحت كتفيها
ورفعتها إلى صدري وضممتها إلي بكل قوتي
وأنا أبكي مفجوعاً بصوتٍ عالٍ.
فتمتمت قائلاً :
نامي يا حبيبتي
فإن الريح قد سكنت
على السطوح تدلّى نوره القمر
نامي يا حبيبتي
فعيني حول مضجعك
سهرى تضمك حتى يتعب السهر
أحبك وأقسم أني أحببتك

عذراً لقد سقط القلم

كن كالصحابة في زهد وفي ورع *** القوم ما لهم في الأرض أشباه
عباد ليل إذا حل الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم *** هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً *** يشيدون لنا مجداً أضعناه