يا سَيِّدي وإِمامي
يا سَيِّدي وإِمامي
وياأديبَ الزَّمانِ
قد عاقنِي سُوءُ حظِّي
عنْ حفلة ِ المهرجانِ
وكنتُ أوّلَ ساعٍ
إلَى رِحابِ ابنِ هاني
لكنْ مرضتُ لنحْسِي
في يومِ ذاكَ القرانِ
وقد كفاني عِقاباً
ماكانَ من حِرماني
حُرِمتُ رُؤْيَة َ شوقي
ولَثمَ تلكَ البَنانِ
فاصفحْ فأنتَ خليقٌ
بالصَّفحِ عن كلِّ جاني
وعِشْ لعرشِ المعانِي
و دُمْ لتاجِ البيانِ
إنْ فَاتَني أنْ أُوَفِّي
بالأّمسِ حقَّ التَّهانِي
فاقبلهُ منِّي قضاءً
وكُن كَريمَ الجَنانِ
واللهُ يَقبَلُ مِنَّا الصَّـ
ـصَّلاة َ بعدَ الأوانِ
يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن
يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن
تَتْلُو بَنُو الشَّرقِ مَقاماتِهِ
سافرْ وعُدْ يحفظكَ رَبُّ الوَرَى
وابعَثْ لنا عيسى بآياتِهِ
يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي
يارَئيسَ الشِّعرِ قُل لي
مَا الذّي يَقْضِي الرَّئِيسُ
أَنْتَ فيْ الجِيزَة ِ خَافٍ
مِثْلَما تَخْفَى الشُّمُوسُ
قابعٌ في كِسرِ بَيتٍ
قَدْ أَظَلَّتْه الغُرُوسُ
زاهِدٌ في كلِّ شَيءٍ
مُطرِقٌ ساهٍ عَبُوسُ
أين شعرٌ منكَ نَضرٌ
فَلَنَا فيه مَسِيسُ
وحَدِيثٌ منكَ حُلْوٌ
يتَشَهّاه الجُلُوسُ
وفُكاهاتٌ عِذابٌ
تَتَمَنّاها النُّفُوسُ
قد جَفَوتَ الشِّعر حتى
حَدَّثَت عنك الطُّرُوسُ
وهَجَرْتَ الناسَ حتّى
ساءَلُوا أين الأنيسُ
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها
قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ
منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها
من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ
قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها
واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ
يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه
حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ
لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه
مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ
بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ
إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ
ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ
لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ
يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً
تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ
طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه
يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ
وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ
حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ
يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه
وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ
|