01-01-2016
|
#514
|
سريعاً تمضي الأعوام ، ما عادت زمناً بل أرقاماً ، ما نكاد نعتادها ، حتى تغيّر عدّادها.فيبدو العام شهراً ، والشهر أسبوعاً ، والأسبوع يوماً . ونبقى في ذهول من أمرنا ، كيف نصدّق ظلم الأرقام ، عندما تصبح تلك السنوات جردة أعمارنا !
منّا من تزوجت وغدت أمّا لأبناء في الجامعة ،وكانت تخال نفسها مازالت في مقتبل الحلم ، وأخرى وجدت نفسها جدة قبل أن تستوعب فكرة أن صغارها كبروا و أحالوا أحلامها النسائية للتقاعد ، وثالثة ما زالت تحلم على المقعد إياه ، تنتظر في محطة الأمنيات ، القطار البخاري للزواج ، ولم تتنبّه أثناء ذلك ، لمرور سنوات شبابها في القطار السريع للأنوثة .
كأنه عمر من الأحلام ، لا واقع فيه سوى الأرقام . كل بداية عام ننتفض تحت صدمة الرقم الذي لم نعتد عليه . ثم نحاول أن نرشو العام الجديد بفائض البهجة ،و بالهدايا ، وزينة الأعياد . ندّعي أننا نثق فيه أكثر مما سبقه ،ومما سيليه . نبحث عن طالعنا في المجلات ، وفي برامج الفضائيات ، في الأبراج الأوروبية والصينية ، إلا أن نعثر على منجّم يبشرنا بأنه " عامنا " فلطالما علّمتنا الأيام أنّ الحياة عام لك وعام "عليك "
|
|
|
[
|
|
|