الرسم هو ترجمة التعابير من الذات الجوهريه للانسان الشعر كلام موزون مقفى هذا التصورالأولي للمفهومين دون تفصيل دعوني أستجمع في حواريه رسام وشاعر كلاهما يتطرف لموهبته حتى يجعلها البالغة اثرا ومادونها بلا أهميه الرسام : أنا أول لوحات التاريخ حفظت المجد برسوماتي وألواني البديعه التي بها قرأنا حكايات البشر عبر العصور الشاعر: وهل رايتها باقيه انهم لينقبون عنها فأذا وجدوها جهلوا تفسيرها أنت التعبير الصامت وانا التعبير الناطق الرسام : أعبر عن أدق تفاصيل الشعور الشاعر: وقد لا يفهمها سواك اما انا لو أعيى الناس فهمي عادوا لكتاب الله ولقواميس واسفار فاأستنباطوا مامعه يفهمونني الرسام : تتحدث الألوان كثياب العيد على اللوحات فهل فرحت عين بالشعر فرحتها بالفن المرسوم الشاعر : تبهت ألوانك وتضيع اللوحات لكن بيت الشعر مني يتداوله الناس امثال وتشابيه وصور أنا المحفوظ في ذاكرة الأرواح الرسام: موهبتي فريده لا تتاتى للكثير الشاعر : موهبتك تعلم في المدارس اما انا فتلك الفطرة الممنوحه والموهبه الممدوحه الرسام : نظرتني العيون فأستراحت الشاعر : أما أنا نظرتني بالقراءه وسمعتني لحنا مغنى وشجوا تصفق لها الايادي من حسن كلام بثغر شاعر ووقعت في الأفئده الرسام : تتسابق لي الخطوات لرؤية حسن تعابيري في اللوحات فتقام معارض وتحجز بالملايين أبداعاتي الشاعر: اما انا فلا قادم لي لأني الساكن في الأرواح ولا بيع ولا شراء لأني أثمن مايعبر به محزون وثائر وفاقد وعاشق أنت على الحيطان يصفعك التراب وانا في الكتب والمخطوطات في الأيادي وملئ الأحضان يقول المنفلوطي : (( فلنمجد الشعراء كل التمجيد , ولنكبرهم كل الأكبار فهم مشارق شموس الحكمه , ومطالع كواكب الفضل , وهم اليانبيع الصافيه التي يترقرق ماءها ثم يتسرب للأفئده فيملأها سعادة وهناء))