![]() |
الاسكافي الحكيم ..
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:darkred;"][cell="filter:;"][align=center] [align=center][tabletext="width:70%;background-color:burlywood;"][cell="filter:;"][align=center] كان دكانه في آخر القرية ، بينه وبين الحقول مسافة قصيرة ، وكان متواضعا جدا ؛ ليتناسب مع البيئة التي فتح فيها . رأيته جالسا على كرسي قصير ، وأمامه منضدة عالية عليها أدواته . وكان متوسط العمر ، على وجهه آثار الصحة ، وفي كفيه خشونة تتناسب مع الصنعة ، قابلني بوجه رزين لا ينبىء بشيء . لم يكن فيه تودد ولا ترحيب . ألقى عليه نظرة خاطفة ، وهو يفحص الحذاء الذي قدمته له ، وأحسست بوطأة الخجل ، وهو يقلبه بين يديه ، كما يقلب الطبيب طفلا ميتا ؛ وكأنه يقول لي بغير كلام : لم يبق فيه ، يا سيدي شيء يصلح ، ثم وضعه على المنضدة أمامه ، وانصرف إلى خياطة حذاء جديد على وركيه . كل هذا ولم يرفع إلي طرفا ؛ فأحسست بقلق وضجر ، وغيظ ، وبعد فترة ، تناهى إلي صوته يقول ، وهو مطرق نحو حجره : ماذا تريد يا سيدي ؟ - أريد أن تصلح لي الحذاء . فأجاب دون أن يغير وضعه ، وكأنه يتحداني :خمسون جنيها . - أنا لا أسألك عن تكاليف الحذاءالجديد . - مفهوم . وسكت كل منا ، وجعل يعمل إبرتيه المقوستين فيما بين يديه دون أن يكلمني . فقلت له : - ألا يكفي ثلاثون ؟ - يفتح الله . وخطفت الحذاء ، وانصرفت قبل أن أضربه بشيء ، مما أمامه . وسرت في طريقي أتمتم بدعوات وتمنيات مختلفة ، حتى وصلت إلى حجرتي ، وجلست أستعيد الموقف . ولما هدأ غضبي قلت : - لا مفر هل أسير حافيا ؟ ليكن ما يكون ! وعدت إليه ؛ وكان جالسا كما كان ، يعمل إبرتيه المقوستين .. وألقيت عليه السلام، فلم يرفع إلي طرفا ، وجلست ، فلم ينظر إلي ، ووضعت الحذاء أمامه ، فلم يتحرك . عندئذ قلت : - أرجو أن تنتهي من إصلاحه هذا اليوم . - إن شاء الله . فبلعت ريقي ، وقلت في سذاجة : - ألا يمكن أن تتنازل لي عن عشرة جنيهات ؟ إنك تبالغ . - أنت تعرف جيدا الحالة التي آل إليها حذاؤك . - افرض أنني لا أملك هذا المبلغ . - في هذه الحالة ، استغن عن الحذاء وامش حافيا . فرفع إلي وجهه ، وابتسم للمرة الأولى ، وقال بصوت خافت : - لا تغضب ! ليس في الدنيا شيء يستحق الحزن . - أنت لا تعرف كيف تتكلم ! - يخيل إلي ذلك . أنا لم أخطىء . في الدنيا ناس يتمنون على الله أن يسيروا حفاة ، ويكونوا سعداء جدا بذلك . ألا تصدق ؟ وفك ربيعة رجليه ، وأظهر إحداهمامن تحت جلابيته فإذا بها مقطوعة ، وكان مع ذلك يبتسم في هدوء ! عندئذ ، ذكرت المثل القائل : ( خرجت أطلب حذاء فوجدت أُناسا بدون رجلين ) وعدت إلى مسكني أكثر هدوءا وسعادة . اتمنى انكم استمتعتم بالقصه [/align][/cell][/tabletext][/align] [/align][/cell][/tabletext][/align] |
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg |
١٠٠
الله عليك إبداع كم يشبه النور .. ابصرت من روعة حروفك وطرحك M hariri أناقة طرح وجاذبيه إهتمام و.. اجتهاد واضح في الطرح وذائقة عالية المستوى استمعت النفس بما مرت عليه هنا،،، فبهذا العطاء سنرقي من أعماق القلب أشكرك اخوك محمد الحريري |
سَلِمَت الْأَنَامِل لِهَذَا الإِنتِقَآءِ..الْرَّائِع ..
آبْدَعتْ..فِي الإِختيَارِ لاَحُرِمنَآ جمآل عَطآئِكْ . * لِـ رُوحكْ عَبقِ الجُوريِ..,http://vb.skon-s.com/images/smilies/876.gif |
ابدعتي بانتقائك
سلمتي ولاهنتي |
طرح رائع قلبي
|
تسسسلم الايـآدي
على روعه طرحك الله يعطيك العافيه يـآرب بانتظـآر جــديدك القــآدم محبتي والورد http://dc02.arabsh.com/i/00315/nyw7u2msrbcp.gif |
طرح مفيد جدا وقيم
أشكرك على الموضوع الرائع جزاك الله خيرا احترامي وتقديري لك |
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:50%;background-color:black;border:2px ridge white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.. [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]أكفٌ أبدعت في سكبها وعلى آل قصايد ليل أسبلتْ عطائها أدهشنا متصفحكم حينَ عانقنا جمال ذائقتكم شكر لكم وتقدير وإمتنان يغمر روحكم .. |
مجنون
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥ |
| الساعة الآن 02:46 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية