يـا ربّ بلّغنا الشّفاعةَ إنّنا
لشفاعةِ المُختارِ كم نتلهّفُ

‌ صلّى عليكَ ‌ اللهُ يا عَلَم الهُدى
أزكى صلاةٍ عنكَ لا تتوقّفُ

فكَاد صَوتُهَا أن يَغلبَ قَلبي
فَنَظرتُ إلى عَينَيّها فَغُلِبت كُلّي.

لا تَيـأسَنَّ مـن انـفـراجِ شـديـدةٍ
قد تَنجَلي الغمراتُ وهي شدائدُ

كـم كُـربـةٍ أَقـسـمـتَ ألا تَنقضـي
زالـت وفَـرَّجَـها الجليـلُ الواحـدُ

لا الصد يشجي ولا لقياك تطربني
فما أنا بالذي قد كنت تعهدني
ولا البلابل تسبيني صوادحها
في مطلع النور إن غنت على فنن
عبد الله الفيصل

‏لَكَ الأروَاحُ يَا رَمَضَانُ تَهفُو
وَتَغتَسِلُ النُّفُوسُ وَتَستَقِيمُ

‏وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ مااِفتَرَسَت
‏وَالسَّهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ

طالَ الغِيابُ وحانَ قُرْبُ لِقائهِ
فتهيَّؤوا واستقبلُوا رمضان
هبَّتْ نسائمُهُ فذابَتْ مُهجتي
شَوقًا لهُ وتسَاقطَتْ ألْحانا

وهَممْتُ أنْ أشْكو الهُمومَ لصَاحبِي
فذكرتُ أنَّك مِنْ وَريدِي أقربُ
عَبدٌ أنا والحُزن يَعصِرُ خَافِقي
ضمِّد جِراحِي إنَّني لكَ أهربُ

أتَخْنُقُنِي الحياةُ وأنت ربي؟
وأنتَ اللّظ°هُ في ضَعْفِي وَكَرْبِي
وأنتَ مُقدَّرُ الأقدارِ عَدْلٌ
رحيمٌ تحتوي بالُّلطْفِ قلبي.

‏"فعسى الذنوبُ وإن تكاثرَ جمعُها
‏تُمحى بشهرِ العفوِ والغفرانِ"

أنا الرَّضِيُّ وما لي في الحياةِ سِوى
ظنّي بِربّيَ في سِـــرّي وإفصَــاحي

يقول ابن سهل الأندلسي :

يا قاتَلَ اللَهُ العُيونَ لِأَنَّها
حَكَمَت عَلَينا بِالهَوى وَالهونِ

لا تنتظِرْ مِن غيرِ نفسِكَ داعمًا
فالنَّفسُ أوفَى مَن أعانَ وحرَّضَا

إذا غفوتُ يفزّ القلبُ منتفضًا
يسائل العين هل جاءت رسائلهُ

أراك تنظرُ في الآفاقِ منتظِرًا
وعدَ الشُروقِ وفي عينيكَ مَغربُهُ
قُل للهُمومِ التي أبقتكَ منكسِرًا
إن طالَ ليلُ الأسى فالصُبحُ يعقبُهُ
عمّا قريب يعودُ الحقُ منتصرًا
ويكتبُ الله أمرًا كنت ترقبُهُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني
عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ فيهِ ما لَقُوا

- المتنبّي،

‏إنَّ الصَّلاةَ عَلَى النَّبِــيِّ عِبَـادةٌ
أمـرٌ عظيـمٌ جــاءَ في الآيَـاتِ

صَلُّوا عَلَيـهِ وَسَلِّمُـوا حُـبًّا لَهُ
وَزِيَادَةً فِي الأَجـرِ وَالحَسَنَاتِ

قال الإمام الشافعي رحمه الله:
وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا
سنموتُ يأْسًا أو نَموتُ نَحيبا
واذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً
يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا

إنْ كان في صُدَفِ الأزمانِ رائعةٌ
فإنّك خيرُ ما جادتْ به الصُّدَفُ

لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ
أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ

إذا ابتهلتُ سألتُ الله "رحمتَهُ"
كنَّيتُ عنكِ، وما يعدوكِ إضماري

أحببتُ من شعرِ "بشَّارٍ" لحُبِّكمُ
بيتًا قنعتُ بهِ من شعرِ "بشَّارِ"

"يا رحمةَ اللهِ حُلِّي في منازلِنا
و جاورينا، فدَتكِ النفسُ من جارِ"

- أبو نواس

[بشار وهو بشار بن بُرد الشاعر المشهور]

كلما اقفيت ناداني تعالْ
وكلما اقبلت عزّم بالرحيلْ
الحقيقة غدت مثل الخيالْ
هو عدوي وهو أغلى خليلْ

سنظلُّ أجملَ طائرَين تواعدَا
وتوادَعا، كلٌ مضى بجناح.

القَلْبُ صَامَ عَن الكَلَامِ لِيَسْمَعَكْ
وَاخْتَارَ مِنْ بَيْنِ المَرَاتِعِ مَرْتَعَكْ
هَلّا احْتَوَيْتَ عَلَى الغََرَامِ جنَانَهُ
وَجَعَلْتَ حُرَّاسَ المَحَبَّةِ أَضْلُعَكْ
مِالِي أَرَاكَ تَرَكْتَ مِيثَاقَ الوَفَا
وَنَسِيتَ قَلْبًا كَانَ يوْمًا مُولَعَكْ؟

‏قيل لأعرابي: مَن أبلغ الناس؟ قال: أسهلُهم لفظًا، وأحسنُهم بديهة.

قال أبو الفتح البُستي:

‏تكلمْ وسدِّدْ ما استطعتَ فإنّما
‏كَلاَمُكَ حَيٌّ والسُّكوتُ جَمَادُ

‏فإن لم تجد قولًا سَديدًا تقولُهُ
‏فَصَمْتُكَ عن غير السَّدادِ سَدَادُ

فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ في غَيرِ وَقتِهِ
وَأَدمِن عَلى الصَمتِ المُزيِّنِ لِلعَقلِ
يَموتُ الفَتى مِن عَثرَةٍ بِلسانِهِ
وَلَيسَ يَموتُ المَرءُ مِن عَثرَةِ الرِّجلِ

اللَّهُ أكبرُ، تُحيي الرُّوحَ أحرُفُهَا
اللَّهُ أكبرُ، تروي القلبَ تَوحيدَا

لمّا التقيتك أحيا الحُبُّ أورِدتي
وأيقظ النبض في روحي وأحياها
كأنّ دُنيايَ أهدتني سعادتها
فما أرقّ وما أحلى هداياها
فيا لبهجةِ عينٍ أنت ساكِنها
ويا لفرحةِ رُوحٍ أنت دُنياها
فأنت ألطف إحساسٍ جرى بدَمي
وأنتَ أجملُ أقداري وأحلاها.

‏عيدٌ سعيدٌ، غيرَ أن سعادتي
في كلِّ يومٍ فيكمُ تَزدادُ
إنْ يَفرحوا بالعيدِ يومًا واحدًا
فجميعُ أيامي بكمْ أعيادُ