لا شِعرَ يُنصفُ عَينَيْها إذا نَظَرتْ
ولا بيانَ على التَّوصيفِ يَقتدرُ
هذي عيونٌ إذا وصْفًا أردتُ لها
فإنَّ عَجزي إلى ذِهني سَيبتدِرُ
أمَّا الجفون وحقِّ اللهِ تأسِرُني
كأنَّها صَدَفٌ في جَوفها دُرَرُ

مَازَالَ يُؤْنِسُنِي خَيَالكِ كُلَّمَا
فَاضَتْ بِي الذِّكْرَى وَطَالَ عَنَائِي
لا تَحْسَبِي أَنِّي نَسِيتُكِ لَحْظَةً
وَلْتَسْأَلِي وجْدِي وَطُولَ بُكَائِي
وَاللهِ مَالَهَجَ اللِّسَانُ بِدَعْوَةٍ
إِلَّا ذَكَرْتُكِ فِي حُرُوفِ دُعَائي

لي صَديق ٌعَذْبُ المودةِ صادقٌ
تتغيَّرُ الدنيا ولا يَتغيَّرُ
ما كانَ في دنيايَ إلا غَيمةً
تَحنو عليّ بظِلِّها أو تُمْطِر

تأتينَ مثل المستحيل تفرّداً
تتواضعين لهن، وأنتِ مُحالُ
ما كان إلا أن تكون - أنوثتك
شمسٌ- وكلّ الأخريات ظلالُ

قال ابن الجوزي رحمه الله:
لنا باللّه آمـالٌ وســـلوى
وعندَ اللّهِ ماخابَ الرّجاءُ

إذا اشْتدَّتْ رياحُ اليأْس فِينا
سَيعْقُبُ ضيق شِدّتِها الرّخاءُ

فبعد العَتْمَةِ الظَّلماءِ نورٌ
وطولُ الليلِ يعقبهُ الضياءُ

أمانينـا لها ربٌ كريــمٌ
إذا أعطى سيُدهِشُنا العطاءُ

لمّا ابتسمتِ تساقطت أحزاني
و عرفتُ بعدَ التيهِ أينَ مكاني

فلتُخبريني ... يا نهايةَ أدمُعي
كيفَ انتصرتِ على الأسى بثوانِ

العمر ما أنت بالخيرات عامره
فكن بالخير للأرض أمطارا
تخفف من الخطايا ماتفوز به
ولا تحملن من الآثام أوزارا

‏" لا تَلْتَمسْ من مساوي الناس ما ستروا
فيهتكَ الناسُ سترًا من مساويكَا

واذكرْ محاسنَ ما فيهم إذا ذُكروا
ولا تَعِبْ أحدًا عيبًا بما فيكا"

‏‎إذا شئتَ أن تحيا سليمًا من الأذىظ°
وحظُّك مَوفورٌ وعِرضُك صَيِّنُ

لسانَك لا تذكُرْ بهِ عورةَ امرئٍ
فكلُّك عَوراتٌ، وللناسِ ألْسُنُ

وعينَك إن أبدَتْ إليك مَعايِبًا
فصُنْها، وقل يا عينُ: للناسِ أعينُ

وعاشِرْ بمعروفٍ وسامِحْ مَنِ اعتدىظ°
وفارِقْ، ولكنْ بالتي هي أحسنُ ..

"ولرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لها الفتى
‏ذرعًا وعندَ الله منها المخرَجُ

‏ضاقت فلمّا استحكَمت حلقاتُها
‏فُرِجَت وكنتُ أظنُّها لا تُفرَجُ"
- الإمام الشافعي

‏‎أرايتَ من مرّ السحابُ بأمرهِ ؟
هو قادرٌ يُحيِي عِظامك إن أمر
فهو الذي جعل الرذاذَ سحابةً
وهو الذي أمرَ السحابةَ فانهمر
هل فاتهُ الهمّ الذي تأسوا بهِ ؟
والكونُ كله في مشيئتهِ انغمر
سلّم أمورك للقديرِ فإنه
لو شاء أنزلَ بين كفيكَ القمر

‏إنَّ الكِرامَ وإن ضَاقَت معِيشَتهُم
دَامت فَضيلتُهم والأصلُ غلَّابُ!

صباحُكَ ضوعُ الياسمينِ وطهرُهُ
وآهاتُ موَّال على بلدي خذني

وتسبيح أطيارٍ تغرد في الضحى
تروحُ بلا همٍّ وتغدو على أمنِ

صباحكَ كأس وابتهال وقهوة
وبعدك صبح العالمينَ بلا بُنِّ

‏‎أوصيك صبرًا .. فالسّرور مواسمٌ
وغدًا سرورك بعد حزنك يكمُلُ

إنْ مرّ يومك مُـثقلاً .. لا تبتئسْ
فغدًا بإذن الله يومُك أجملُ

اِصنعْ جميلًا و كن في الناسِ ذا أدبِ
ولا تفاخِرْ بما أوتيتَ من نسبِ

بعضُ الزهورِ إلى الأشواكِ نَنْسبُها
وأخبثُ الخمرِ منسوبٌ إلى العنبِ

ما وَدَّني أَحَدٌ إِلّا بَذَلتُ لَهُ
صَفوَ المَوَدَّةِ مِنّي آخِرَ الأَبَدِ

وَلا قَلاني وَإِن كانَ المُسيءُ بِنا
إِلّا دَعَوتُ لَهُ الرَحمَنَ بِالرَشَدِ

وَلا اِئتُمِنتُ عَلى سِرٍّ فَبُحتُ بِهِ
وَلا مَدَدتُ إِلى غَيرِ الجَميلِ يَدي

وَلا أَقولُ نَعَم يَوماً فَأُتبِعَهُ
بَلا وَلو ذَهَبَت بِالمالِ وَالوَلَدِ

‏تَمَّتْ وَتَمَّ الحُسْنُ في وَجْهِها
فَكُلُّ حُسْنٍ ما خَلاها مُحال

لِلنّاسِ في الشَّهْرِ هِلالٌ وَلِي
في وَجْهِها كُلَّ صَباحٍ هِلال

العبّاس بن الأحنف