‏"دعها على اللهِ أقدارًا مقدّرةً
لم يخلق اللهُ إنسانًا وينساهُ"

سيصْدُقُ الغَيمُ لا تعجَل بشارتهُ
وإن تأخّرَ عن ميعادهِ المطرُ

ويفتَحُ اللهُ أبواباً مُغلّقَةً
كم بِتّ تطرُقُها يأساً وتنتَظِرُ

هي الحياةُ فعِش فيها على أملٍ
بأنّ آمالانا يوماً ستنتَصرُ

لا بُدّ للنفسِ مِن يومٍ تُسرُّ بهِ
والبِشرُ يومَ غدٍ يأتي بهِ القدَرُ

من عيون الشِّعر العربيِّ، لامية الصَّفدي:
.
واصْبِرْ عَلَى كُلِّ ما يَأتي الزَّمانُ بهِ
صَبْرَ الحُسَامِ بِكَفِّ الدَّارعِ البَطَلِ
.
ولا تكونَنْ على ما فاتَ ذا حَزَنٍ
ولا تـظـلّ بـمـا أُوتـيـتَ ذا جَـذَلِ

وضِيئةُ الوجهِ لا بدرٌ يُشابِهُها
مُحمرَّة الثَّغرِ لا وردٌ يُدانِيها

بيضَاءُ حمراءُ لا وصفٌ يُطابِقُها
كأنَّها الشَّمسُ قَد مالت خطاوِيها

‏وإذا لقيتك لا تسلْ عن حالتي
فملامحي في الشوق خيرُ بياني
للدمع والليل الطويل تركتني
وتقولٌ لي في البعد ما أضناني؟
فاسمع عيوني كلما لاقيتني
فأنا عيوني في اللقاء لساني

أبيتُ أرمَدُ ما لم أكتَحِلْ بِكُمُ
وفي اكتحالي بِكُم شافٍ من الرَّمَدِ

رَقَّتْ لَكُم كبدِي حتَّى لو انكمُ
تهوونَ ألَّا أريدَ العيشَ لم أردِ

ما هبَّتِ الرِّيحُ من تلقاءِ أرضِكُمُ
إلاَّ وجدتُ لها برداً على كَبِدي

/ بشار بن برد

يا نجمةً في سَماءِ القلبِ لامِعةً
وفي فؤادِي لَهَا أسرارُ مُعْتَمِدِ

فَادعُ الكَريمَ إذا ضَاقَتْ مَداخِلهَا
إنَّ الدُّعاءَ لنَا فِي الضِّيقَةِ الأمَلُ

‏‎كلّ الأمور تراها غير مجديةٍ
إنْ أنت أغلقتَ أبوابًا من الأملِ

فافتحْ لنفسك بابًا لستَ تدركهُ
فيه التّعلّقُ بالرّحمن لا العِلَلِ

إنّ المسبّبَ للأسبابِ خالقُنا
فالجأْ إليه لكشفِ الحادثِ الجللِ

ازرعْ ورودكَ في دارٍ حللْتَ بها
حتى يشمَّ عبير الورد مَن زارا
أغلى الكنوزِ وراءَ المرءِ يتركُها
ريحٌ تطيبُ إذا ما فارقَ الدَّارا

في رحلةِ العُمرِ والأيام مُسرعةٌ
لا تنسَ مَن أنت أو ما وِجهةُ السَفَرِ

فنم قريرًا ولا تجْهد بنازلةٍ
فكل شيءٍ بـ لوح الله مكتوبُ

‏أو ليس لي في ظلّ ودّك موضعٌ
أحبو إليه وأرتمي مستنصرا؟

ما كنتُ أصبرُ عن لقائِك ساعةً
كيف اصطباري عن لقائِك أشهرا!

إبراهيم ناجي

إن باعدَتْنا ظروفٌ فوقَ طاقتِنا
فإنّ أرواحنا بالحُبّ تتّصلُ

لن يوحِشَ اللهُ قلبي رغمَ لهفتهِ
لأنكم في دعائي حين أبتهلُ
-----

والرُّوحُ لِلرُّوحِ تَدري مَن يُناغمُهَا
كَالطَّيرِ للطير فِي الإنشَادِ مَيَّالُ

وهمومُ قلبِكَ بالسجودِ زوالُها
والذنبُ يُغفرُ والمواجعُ تنجلِي

‏إِنَّ المَفَاتِنَ فَيْ عَيْنَيْكِ مُخْمَرَةٌ
مِنْ نَظرَةٍ مِنكِ يَغْدُوْ المَرْءُ سَكرَانَا

أرواحُنا عندَ الإلهِ وديعةٌ
حاشاهُ يتركُها لتشقى وحدَها

سيُغيثُها يومًا ويجبرُ كسْرها
حتى وإنْ طالَ البلاءُ وهدّها

لَو كانَ يَشكو لَاحتَضَنْتُ هُمُومَهُ
لَكِنّهُ جَلِدٌ وليسَ يَبوحُ
كَم ذا نَرى مِن بَاسِمٍ بِوجُوهِنا
آلامُهُ بينَ الضُّلُوعِ تَنوحُ

عيناكِ بحرٌ إن وُصفت جَمالهُ
سبّحت ربّي جلّ ربّي صانعُك

وأرى بشارات السماءِ قريبةً
إنَّ الشدائِدَ بَعدهُنّ رخَاءُ

فغدًا سيرتحلُ الظلامُ وينجلي
ويُشِعُّ مِن بينِ الضلوعِ ضِياءُ

وِإِذا بُليتَ بِنَكبَةٍ فَاِصبِر لَها
مَن ذا رَأَيتَ مُسلِّمًا لا يُنكَبُ

تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي
وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ
مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
- الإمام الشافعي

"فيُزهِرُ كلّ بيتٍ لُــحتِ فيهِ
ويذبلُ كلّ بيتٍ منكِ خالِ"

تعهدْني بنصحٍ كل حينٍ
ولا تقطعْ سبيل الخيرِ عني

فرأيك خيرُ مرآةٍ لفكري
ونقدك للقريحةِ كالمسنِّ

فلم أذكر بأنّيَ ذاتَ يومٍ
أخذتُ بما ترى فقرعتُ سنّي

نصيحةُ من أحبُّ لها مقامٌ
بعينِ مودتي وبحسنِ ظني

أقبِّلُها إذا جاءتْ بحبٍّ
وأقبلها بقلبٍ مطمئنِّ

وَما نَظَرَت عيني إِلى ذي بَشاشَةٍ
مِن الناسِ إِلّا أَنتِ في العَينِ أَملَحُ

مساءٌ يكتنفه دعاء قلب
بأن يرعاكم الرب الرحيم
شعر. عسيري

‏ازرعْ جميلًا ولو فِي غَيرِ مَوضِعهِ
فَلا يَضيعُ جَميــلٌ أينَما زُرِعَا.

‏"سيبتسمُ الصباحُ إذا ابتسمْنَا
وتُشرِقُ شمسُنا بعدَ الغيابِ

فأشـرقْ لا تـلازمْ ليـلَ حـُزْنٍ
وكُنْ كالشمسِ من فوقِ السحابِ

مرني .. لا تاه دربك من زحام الحياة
الغلا اللي رحت منّه على حطة يدك .

‏"إن يَظلموكَ فعينُ اللهِ ناظِرةٌ
أو يخذلوكَ فتلكَ العينُ تَرعاك.

تأوب طيف من سميرة زائر
وما الطيف إلا ماتريه الخواطرُ